تغيب والدنيا معاك تغيب

متى تفضفض لأصدقائك القلم والورق، عندما تشعر بالوحدة وتصيبك نشوة الفقد لشخص ما …!! هو بالنسبة لك وطن

لذلك تشعر بالوحدة، بل والغربة وحتى لو كان الكثير من حولك، فتشعر بالضياع في عالم أنت فيه غريب…!!

لأن ذاك الشخص قد ترك عندك انطباعاً جميلاً من خلال ابتسامته وكلماته الطيبة ورحل عنك مجبراً لظروف الحياة، فبرغم قصر فترة تعرفك عليه، جعل منك إنساناً مهماً لديه، فجعلك أكثر الأشخاص احتياجاً له باحترامه لك وجمال أسلوبه ورقيه…!!

فحين يغيب هذا الإنسان أو يرحل يغيب معه كل شيء…!!

لأنك تراه في كل شيء جميل وترى الدنيا معه بألوان جميلة فحينما يغيب تشعر بأن حياتك في عتمة في وضح النهار، وتشعر بالحزن في كل مكان وفي كل شيء…!!

في نوح القمري وتغريد الكناري، وفي أن الرياح حزينة حينما تحرك الأشجار وفي لحظات الشروق والغروب عند البحر وعند تساقط المطر…!!

وتشعر بأن الزهر يبكي حينما تكون قطرات الندى عليه، وتشعر بأن رائحة الورد مثل عطره تعبئ المكان وتشعر بأن السماء تبكي عند المطر

كل شيء حزين…كل شيء باهت…. كل شيء مظلم وساكن…لماذا؟! لاتدري…!!

وتشعر بأنك كطفل يتيم فقد أمه

إنه الاحتياج لذلك الشخص هو شعور بالغربة

وأنت في وسط وطنك…؟!!

فكانت فضفضة القلم وكان يجب البوح بها ونثرها على الورق

إنه بسبب الأثر في حنايا الأعماق عما اكتنز في الخاطر من حزن عميق

غطى زوايا المكان، في العزلة وساد الصمت

إنه الشعور بالوحدة.. والشعور بأن لا أحد حولك 

ولا أحد يفهمك ويشعر بك إلا من كان يحبك

إنه شعور مؤلم مميت شعور يشبه الجسد حينما تنتزع الروح منه بالقوة

ليجعلك معلقاً تقاسي الصعوبات لوحدك، فماذا تفعل وقتها حينما تجد نفسك وحيداً واقفاً في دوامة الظلام وتحس بأنها ظلمات بعضها فوق بعض

في أوقات الشدة حينما يختلط الألم مع اليأس، وتلجأ لله ستنجلي لك حقيقة واضحة بأن لا أحد يدوم لأحد ولا أحد حولك يهتم، فكن مع الله ثم كن لنفسك

حينئذٍ.. سيكون الله سبحانه المصدر الوحيد الآمن لك من عواصف الحياة وحتى لو كنت تحت صواعق المطر وحيداً ستبتسم

وتقهر الألم وتدواي جراحك وتطرد الأحزان لتنسى الهموم لتقول للدمعة قفي!! أنا مع الله ولن يضرني قرب أحد أو بعده، وحان الوقت للتركيز على هدفي في الحياة.

سلمان محمد البحيري 

همسة

تغيب و الدنيا معاك تغيب
تقطع خيوط الشمس عني
و يصبح العالم كئيب
و أصبحت انا لوحدي على
ارضك غريب
ما تكتفي من غربتي
ما تكتفي من حيرتي
الله كم انت عجيب .. الصمت دايم لعبتك
الصمت أحيان رهيب

فايق عبد الجليل

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …