طفيلي موائد رمضان

إن شهر رمضان، شهر خير وبركة ونور،وبعض الموسرين يقيمون موائد الرحمن رغبة في الأجر من الله ،وليشعروا الفقراء والمؤلفة قلوبهم بأنهم ضيوف عند الله،وهذا منظر جميل يبعث على السرور ويضفي مع روحانية رمضان رحمة ومودة وتكاتفاً وبأن الدنيا لازالت بخير،وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم” “مَنْ فطرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا” ولكن هناك بعض المتطفلين على هذه الموائد والذين برغم غناهم الفاحش‘ إلا أنهم يستحقوا الصدقة لأنهم محرومون وكما قال ﷺ: “اليد العليا خير من اليد السفلى والمقصود به: أن يد المعطية أفضل من يد الآخذة،ولكن ناصر المليونير والذي مثله كان من الأولى أن يحرص على أن يقيم مائدة كبيرة للأفطار للصائمين في رمضان رغبة في الحسنات المضاعفة في هذا الشهر الكريم، ولكنه كان في كل رمضان يذهب لبعض الموائد الكبيرة في حي الشفا أو في شمال الرياض لكي يظفر بما لذ وطاب من شوربة وسمنبوسه وأكل وشراب التوت والقهوة والتمر وكان يذهب لها بشكل يومي إلا إذا كان مدعواً على مائدة في رمضان من بعض أقاربه فهو لايفوت هذه الولائم وكان أولاده وزوجته يريدونه بأن يفطر معهم ولكن ناصر كان يتعذر بحجة أنه يقيم موائد للمفطرين في رمضان ولابد أن يباشرها بنفسه، كما أنه في الأيام العادية كان يوهم أسرته بأنه معزوم في عرس أو وليمة في نهاية كل أسبوع في قاعات الزواجات ويحضر بلا دعوه لكي يدخل مع أهل العريس ،لكي يزدرد اللحم ويأكل الرز والفاكهة والحلى ويشرب الشاي والقهوة والعصير، وكان قد أعطى مدير القاعة رقم جواله إذا فاض من الأكل شيء يرسله على موقع بيته حيث أعطاه الموقع بحجة أن هذا بيت فقراء ويستحقون المساعدة فكانت إذا جاءت سيارة القاعة يجعل ابنه يقابلهم ليأخذ الأكل منهم، فناصر الطفيلي يعتقد بأنه يوفر على نفسه الكثير من المصاريف مادام يأكل ويشرب مما لذ وطاب مجاناً مادام أن هؤلاء المغفلين مبذرين على حد زعمه ولا يعرفون قيمة المال وكان يقول لصديقه: بدلاً أن ترمى هذه النعم أو توزعها على الجمعيات الخيرية فأنا أولى بأن آكل وأستفيد منها. وكانت أسرته تتمنى أن يشاركهم والدهم في شهر رمضان أو الإجازة الأسبوعية لأنهم محرومون منه.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …