سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. ‏شعرت أن هناك علاقة ما بدأت تنمو بيني وبين “السيدة».. كانت لمستها لي مختلفة كنت أشعر بالدفء والأمان عندما تفتحني وتغلقني قامت بتزييني من الداخل بعمل فني على شكل سجادة أنيقة.. ومن الخارج كانت تُعلّق على صدري كل فترة بعض الأزهار التي تقطفها من  الحديقة الصغيرة كنت أقنع نفسي أن هذه الأزهار عُلقت على صدري لأجلي.. لا لأجل الضيوف! كم أكره بعض الضيوف والزوار الثقلاء وطرقاتهم الغبية ولكن أصدقاء وصديقات «السيدة» أحبهم.. حتى وإن«طرقوني» بعنف أحياناً. ‏تمر السنوات، وأشعر أنني أصبحت جزءا ً من هذه العائلة. ‏كنت أرى «السيدة» وهي تكبر.. وأرى الطفلة «سارة»  وهي تنزع ثياب طفولتها وتتحوّل إلى صبيّة فاتنة. ‏ذات عام – وكم كان حزينا ًهذا العام – رحل «السيّد» الذي خطفه الموت ورحلت «سارة» لتكمل دراستها الجامعية  في المدينة البعيدة ‏بقينا وحدنا: أنا و«السيدة».. ‏كنت أراها وهي تذبل أمامي وتفقد نضارتها ومع هذا كنت – كل يوم – أنتظر بفارغ الصبر لمستها لي عندما تفتحني في الصباح.. كانت تلك اللمسة تشبه «صباح الخير» اعتادت في الفترة الأخيرة أن تشرب قهوتها بجانبي تسحب كرسيا ً خشبيا ً وتجلس بالشرفة.. (كم أحسده وكم تمنيت لو أنهم صنعوني كرسيا بدلا من باب!).. أظنها تفكر بـ«سارة».. وتتذكر «السيّد»… ورغم أنني نصف  مفتوح إلا أنني أنشغل عن داخل المنزل بالنظر إلى خارجه إليها ! ‏في ليالي الشتاء، كانت تجلس في الصالة تقرأ كتابا ً، وكنت أبتهج لرؤيتها بقربي ورغم العواصف والبرد والأمطار التي تضرب ظهري من الخارج إلا أنني كنت من الداخل أشعر بالفرح والدفء. ‏في أحد الأعوام (لا أدري متى بالضبط، فذاكرتي توقفت في ذلك اليوم)أتى بعض الغرباء – وبعد سلسلة طرقات عنيفة – ضربوني بقوة وبعد همهمات وحوار مرتبك.. دخلوا غرف المنزل يفتشونها..  بعد دقائق خرجوا من المنزل وهم يحملون «السيدة» على نقالة.. خرجت دون أن تلتفت لي أوتلمسني أو تودعني بأي شكل. ‏مرّت سنوات لم يطرقني أحد …

أكمل القراءة »

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في مزرعة جدك ، سوف نعيش هنا يجب عليك أن تحسني التصرف ، فجدك رجل كبير في السن وهو شديد في التعامل كوني فتاة مطيعة  أفهمتِ .. وقبل أن أنطق بكلمة واحدة سمعت صوتا من خلفي يقول . لم تأخرتما في الوصول؟؟ نظرت اتجاه الصوت فاذا …

أكمل القراءة »

جمال السحر

في وقت السحر يسبح المؤمن لله ويصلي ركعتي ما قبل الفجر وعند آذان الفجر تسبح الطيور لله فرحا مهللة ببداية ولادة النور من الظلام وقت الشفق والمؤمن الفطن من يقرأ القرآن من بعد صلاة الفجر وحتى إشراقة النور في الأفق  وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي …

أكمل القراءة »

هاجس الرحمة

يظن الإنسان حينما تدلهم به الخطوب والشدائد والمحن ويبتليه الله بذلك بأنه سيء الحظ و قليل الحيلة وضعيف وأنه لا أهمية له وهين عند الله وعند الناس حينما تخلى عنه الذين من حوله ولكن هذا يأس من روح الله يؤدي للكفر ولو أنه استحضر هاجس رحمة الله لما وصل به الحال إلى ضيق الأفق  وانسداد التفكير لأن رحمة الله واسعة …

أكمل القراءة »

الزمن في حياة البشر

الزمن في حياة الإنسان له قيمة وأهمية كبيرة وبينهما علاقة ما بين شد وجذب وهو لا يباع ولا يشترى وإذا ذهب لا يعود لأنه من عمرنا ولذلك كان مقياسه بالوقت وأخترع الإنسان آلة الساعة لقياس اليوم وسمى أيام الأسبوع والشهور في السنة ولذا كان الشعور بالوقت يتفاوت من إنسان لإنسان آخر ومن حالة إلى حالة أخرى فالمزارع مثلا ينتظر وقت …

أكمل القراءة »

وفاء للماضي الجميل  

كان صديقي حمد قد تقاعد منذ عشر سنوات وكان التواصل فيما بيننا قد قل وأقتصر على الاتصال بالجوال أو نلتقي في بعض المناسبات أو في بعض الأحيان في الاستراحة وكان قليل الحضور وقد كان شخصا جميلا يأسرك بحسن أخلاقه وثقافته وتعلقه بالتراث حيث كان لا يفوت أي مهرجان للجنادرية وكان حريصا على زيارة المتاحف الأثرية في المدن السعودية وكان يعشق …

أكمل القراءة »

تهاوي نظام الملالي

منذ وصول ملالي إيران إلى سدة الحكم ، لم يقدموا شيئاً ليشفع شعبهم لهم ولم يقدموا مشروعاً حضارياً ينفع إيران نفسها ويثري البشرية بل كان مشروعاً طائفيا عنصرياً إرهابيا يدعو للقتل في داخل إيران وخارجها وقد توالت عدة انتفاضات في عهد الملالي في سلسلة مترابطة حيث كانت في عام 1999و 2009و 2017 و 2018 و 2019 وعام 2020والآن في 2022والغرب …

أكمل القراءة »

الدروس المستفادة من حرب روسيا وأوكرانيا

منذ بدء الحرب الروسيةـ الأوكرانية في  24فبراير 2022 وعلى أثرها فرض الغرب عقوبات اقتصادية على روسيا مما جعلت روسيا ترد بالمثل بفرض عقوبات اقتصادية على الغرب ومن أقواها قطع النفط و وإيقاف الغاز الذي يمر عبر  خط الأنابيب الروسي الألماني “نورد ستريم” وسبب هذه الحرب بأن الغرب قد استفز روسيا محاولا التأثير على أمنها الاستراتيجي وذلك عبر التوسع شرقاً بعد …

أكمل القراءة »

حتى لا تموت الصحافة

من يعمل في الصحافة الورقية يدرك بأن حال الصحافة لا يسر في العشر السنوات الأخيرة بسبب تعرضها للخسائر لأن الحال ليس كما في السابق في فترة السبعينات والثمانينات والتسعينات بسبب ارتفاع تكاليف الورق والأحبار وعدم  وجود إعلانات كثيرة كالسابق وكذلك تراجع كبير في الاشتراكات وتوزيع الصحف حيث لم يعد عليها إقبال كبير من الناس وخاصة الشباب بسبب مواقع الاتصال الاجتماعي …

أكمل القراءة »

سبب توقف الكُتاب

مأزق حبسة الكاتب هو هاجس الكُتاب جميعاً، ربما يعتبر الكثير منهم أن التوقّف عن الكتابة هو مأزق أو أزمة ما أو فقدان للإلهام ، وربما يعتبرها آخرون جزءاً من الكتابة نفسها قد يُعيد ذلك من التفكير بتقييم ما قدموه وماذا سيقدمون من جديد بعد توقّف طويل، البعض قد ترك الكتابة للأبد أو غابوا لفترة طويلة لذلك يخشى الكُتاب هذا الصمت …

أكمل القراءة »