سجن تحت الأرض

الفصل الأول

في عام 1390هـ في حارة الحبونية والتي تعد الآن من أحد أحياء الرياض القديمة وكانت البيوت في الغالب طينية وبعضها مسلح من حجر وأسمنت وخرسانة وكان هذا الحي بجانبه مزرعة يقاله لها الطويلعة قبل أن تجرف فيما بعد وتحول إلى أراضي سكنية وكانت حارة هادئة بها ساحة كبيرة ” برحة ” تحيط بها المنازل وبعض الطرق من كل جانب وكان يجتمع بها الأطفال بنين وبنات والكبار من المراهقين للعب ، وكان كل يلعب مع أقرانه وكان من ضمن الأولاد الكبار في الحارة صالح الذي قد بلغ من العمر 18 سنة وكان طويلاً ونحيفاً مقارنة بصديقه علي الذي يبلغ من العمر 16 عاماً كان قصيراً وريان العود،وكانا معاً في المدرسة حيث يلعبان دوماً كرة القدم والطائرة في بعض الاحيان في الحارة ولكن علي كان يهرب من اللعب إذا رأى قطة يتركهم لكي يجري ورائها حتى ينال منها ويمسكها من ذيلها و يلوح بالقطة من ذيلها ثم يضرب بها على الجدار ويتركها تتأوه وتتألم والدماء تسيل منها وتعرج في مشيتها وكان متسلطاً على القطط كثيراً ويسعده ذلك ،وكان يفرح إذا رأى كلباً حيث يحايله على أنه سيعيطه طعاماً ثم إذا مسكه يربط بذيله حبلاً والحبل يكون قد أدخل به عدة علب صغيرة وكبيرة ،وإذا انتهى ضربه وحينما يجري الكلب يرتعب من الأصوات التي تصدر منها العلب المربوطة في ذيله فيظل يركض حتي ينقطع نفسه،وكان صديقه صالح دوماً يذكره بأن ذلك حرام وأن الله سيعاقبه في الدنيا والآخرة وكان صالح عكس علي حيث كان حنوناً على القطط وإذا رآها تموء جائعة دخل المنزل وأحضر لها شيئاً من أكل المنزل وماء لكي تأكل و تشرب وكان محافظاً على أداء جميع الصلوات في مسجد الحارة الذي يبعد عن المنزل حوالي 100 متر وكان متفوقاً في دراسته بعكس علي الذي كان لايداوم على أداء الصلاة بالمسجد وكان مهملاً في دراسته وكانت المدرسة تستدعي أبا علي كثيراً بسبب إهماله لواجباته وعدم مذاكرته وشقاوته وكان متعباً لوالديه ،وأستمر علي على أذاه للحيوانات وصديقه صالح ينصحه بأن هذه البهائم ستأخذ حقها منك يوم القيامة وكان علي يرد بسخرية على صالح ،وأما على صعيد نساء القرية فكانت أم صالح وأم علي صديقتان وكانتا تجتمعان مع الجارات الأخريات في العصر كل أربعاء ليتناولن القهوة والشاي ويتحدثن مع بعضهن وكان الأولاد بعد العصر يعودون إلى منازلهم بعد اللعب في ساحة الحارة لأجل الوضوء وصلاة المغرب في المسجد وفي يوم من الأيام عاد جميع الأولاد بعد العصر إلى بيوتهم ماعدا علي لم يعد في ذلك اليوم فبحث عنه أبوه في الملعب وسأل أولاد الحارة فقال الأولاد كان يلعب معنا في الساحة كرة قدم ثم تركنا كعادته وذهب يلحق له قطة بعدها ذهبنا إلى منازلنا ولا نعلم عنه شيئاً ثم ذهب أبوعلي لكل مكان في الحارة وخاصة البقالة وحول المسجد والمدرسة ولم يجده، فقرر الذهاب إلى الشرطة ليسألهم فربما افتعل مشكلة مع أحد واقتادوه الشرطة عندهم وعندما وصل للشرطة ودخل وجد الضابط المناوب وسلم عليه ورد الضابط السلام وقال ماذا لديك يا بوعلي

جئت أبلغ عن فقدان ابني علي وبحثت عنه في كل مكان ولم أجده فهل عندكم خبر عن ابني

إبنك علي لم نره وليس عليه أي شكوى لدينا ولكن سجل عندي بلاغ في الدفترعن فقدانك له ورقم هاتف المنزل وإن شاء الله سنجده ونخبرك عنه.

وعاد أبوعلي إلى المنزل وهو واجم الوجه وأخبر زوجته بأنه قد بلغ عن فقدان علي وهم إن شاء الله سيجدونه فبكت أم علي وحزنت وأخذت تدعو الله بأن يرده لها بالسلامة وظن ابوعلي بأن إبنه قد خطف بعد أن مر عليه أسبوع ولم يجدوا له أثراً، وعلم أبو صالح وصالح من جارهم مافعله في الشرطة وأنه لم يجده فدعوا الله أن يرجعه بالسلامة وقرر صالح أن يذهب بسيارته المستوفيكش للبحث عن صديقه على خارج نطاق الحارة فربما يجده عند نادي الهلال أوالنصر في شارع العصارات أو بحديقة الفوطة،وحينما هم بتشغيل السيارة نظر من تحت السيارة لكي لايكون تحتها قطة ويدهسها وهو لايعلم ولكي لاتدخل عند الماكينة لكيلا لايمسكها سير الماكينة وتموت فتعطل السيارة فوجد قطة سوداء عيناها موحشة ونهرها وقال لها :هش فهربت من تحت السيارة إلى الجانب الآخر وكان مع مرور سيارة كانت مسرعة فدهستها وأخذت ترتجف ثم ماتت فشعر صالح بالحزن لأجلها وحينما هم صالح بدخول السيارة شعر بدوار ورجع قليلاً وجلس وتسند على حائط المنزل ولم يشعر بنفسه ثم رأى عاصفة ترابية قادمة نحوه وأخذته في دوامة ولم يشعر إلا برجلين ضخمين يمسكانه واحد عن يمينه والآخر عن يساره وعصبوا عينيه وقال له واحد منهم لاتخف ياصالح وكان أحياناً يسمع همهمة الرجلين بصوت أجش ومخيف ولايفهم منها شيئاً إلا بعض الكلمات مثل هذا صالح على اسمه صالح والآخر يقول صدقت اعتقد بأنه مظلوم ولكننا عبيد مأمورين،ولم يفهم صالح ماذا كانا يقصدان وبعدها بلحظات أنزلوه في مكان مظلم ووضعوا القيود في يديه ورجليه وشعر بأن معه شخصاً في هذا المكان لأنه سمع صوته وكأن صوته ليس بغريب عليه ولكنه لا يستطيع أن يراه حيث كان معصوب العينين وكان هذا الشخص يدعو الله وهو يقول يارب سامحني وأعفُ عني فأنا لن أعود لمثل ذلك مرة أخرى، لن أوذي القطط والحيوانات بعد ذلك ليتني سمعت نصيحة صديقي صالح ، فقال صالح : أنت علي إذاً

-نعم أنا علي وكيف عرفتني وأنا لا أستطيع أن أراك لأن على عينيي عصابة وفي يدي ورجلي قيود

–   إذاً هذا سبب اختفائك عنا لأنك في السجن ولقد فقدناك في الحارة أكثر من أسبوع

  • آه أنت صديقي صالح أنا في مكان مظلم تحت الأرض ولا أعلم لماذا ياصالح ؟!!! حيث قالوا لي سنعرضك على المحكمة لكي ينظروا في أمرك لأن هناك من رفع شكاوي فيك ،ولكن قل لي لماذا أنت أحضروك إلى هنا ؟!!

-والله ياعلي لا أعلم لماذا أحضروني إلى هنا آخر علمي هو أنني قد شعرب بدوخة وبعد ذلك أحضرني إلى هنا رجلين ضخما الجثة

-وأنا كذلك ياصالح شعرت بدوخة حول الملعب بعدما ضربت القطة قبل المغرب بقليل ثم أحضرني هنا رجلان ولكني لم أرَ سيارة الشرطة ووجدت نفسي محجوزاً ومعصوب العينين ومكبلاً بالقيود في هذا المكان المظلم والحمد لله أنك أتيت هنا لكي تؤنس وحشتي

-الله يفرج علينا ياعلي جميعاً وأمك وأبوك حزينان وقلقان عليك وبحث عنك والدك في كل مكان ووالدك ذهب إلى الشرطة وقالوا إذا وجدناه أخبرناك.!!

-أجل ياصالح من يكون هؤلاء، ظنك يكونوا المباحث هي التي قبضت علي ولكني لا أظن ذلك فلست من المتشددين في الدين أو من بعض الشيوعين الذين يرون في الشيوعية العدالة للعالم

-وأنا ياعلي كذلك ،لم أؤذي أحداً ولست ناشطاً حقوقياً وبعد عناء من التفكير ناما ولم يستيقظا إلا في الصباح الباكر على صرير باب السجن وسماع خطوات رجل ضخم وصوته غليظ وقال استعدوا كلكم ستعرضون على المحكمة اليوم

فقال علي وصالح جميعا بصوت واحد ووقت واحد: ماذا محكمة؟!!!

الفصل الثاني

ثم أخذهم رجال في مركبة وشعرا بذلك حينما قالوا لهما :إجلسا هنا حتى نصل، ثم لم تمر إلا لحظات قصيرة فإذا بالحرس يقول لهما:انزلا قد وصلتما للمحكمة فأخذهما الحراس إلى قاعة المحكمة ووضعاهما في قفص وفكوا عصابة العين عن عيونهما وكان المكان مظلماً  وفجأة سمعا صوتاً أجش ينادي بأعلى صوته وهو يقول “محكمة ” وبعد ذلك سمعا أصوات خطوات قادمة وعرفا بأنه حاجب المحكمة ثم لحطات كانوا ثلات قضاة حضروا لقاعة المحكمة و كان القاضي الأوسط يشبه الشيخ عبدالعزيز بن باز والآخر يشبه بن عثيمين والثالث يشبه ابن حميد فقال القاضي الذي يشبه بن باز ياحاجب نادِ على القضية الأولى فنادى الحاجب على القضية الأولى وقال : القضية الأولى قضية علي القصيمي المتهم بتكسير أرجل بنات الشرادكش

ثم قال المدعي العام الذي كان في طرف القاعة

-أنت ياعلي متهم بتكسير أرجل والأذى الدائم لبنات الشرادكش فما تقول في هذا الاتهام ؟!!!

-فقال علي : تكسير أرجل وأذية بنات الشرادكش!! أنا لا أعرفهم ولايوجد في حارتنا عائلة بهذا الأسم !

فقال المدعي العام: ياعلي بنات الشرادكش جنيات وهن القطط التي كنت تؤذيهن وتلاحقهن وهناك شهود

فقال علي :وكيف يكونوا بنات وهن قطط وما شأنكم أنتم ؟!

فقال المدعي العام :ياعلي نحن الجان نتشكل على أي هيئة، ممكن أن نكون على هيئة إنسان أو حيوان أو طير وبنات الشرادكش كانوا جنيات متشكلات على هيئة قطط.

وصالح كان بجانب علي ويسمع فقال له : ألم أقل لك عن ذلك ونصحتك مراراً

فقال علي : لاوقت للوم الآن ،وأنا لا أدري ماذا أفعل في هذه الورطة وماذا أقول ؟!

فقال صالح: اعترف لهم ولا داعي للأنكار واعتذر حتى لايشددوا عليك العقوبة حتى يتم تخفيف الحكم عليك

وبعدها بلحظات سمع صوت رجل صوته ضخم قد قام من ضمن الحضور وكان أصلع وبؤبؤ عينيه ابيض وقال : ياحضرة القاضي هذا الشخص دائم الأذى لبناتي ويلاحقهن ولقد فكرت في أن أنتقم منه وأقتله ولكني خفت من الله ولأننا من الجن الرحمانيين ولسنا الشيطانيين وقلت أتقدم بشكوى إلى الشرطة لكي يقبضوا عليه ويحاكم في المحكمة وبيننا وبينه شرع الله

فقال القاضي : ماذا تقول ياعلي في التهم الموجهة إليك ؟!

أنا أعترف ياحضرة القاضي بما فعلته عن جهل مني وأعتذر لأهل بنات الشردكش وبناتهن وأعلن توبتي لله أمامكم عن أذية أي حيوان وأنا واثق بعدالتكم حضرة القاضي.

ثم قال القاضي :ترفع الجلسة للمداولة

بعدها سمعا علي وصالح أصوات همهمة في المحكمة بالمطالبة باعدام علي وبعدها بلحظات نادى الحاجب وقال : محكمة

     ثم عاد القاضي ومساعداه فسكت الجميع ماعدا بعض هممة قليلة فأخذ القاضي المطرقة وضرب بها على المنضدة وقال هدوء هدوء

ثم سكت وقال : حكمت المحكمة على علي القصيمي بالسجن 5 سنوات مع الأشغال الشاقة مع الشلل لأجل مسمى في رجليه، ثم قال ياعلي انتبه بأن لاتفعل ذلك مرة أخرى فلو أن واحدة ماتت من بنات الشردكش لحكمت عليك بالقتل تعزيراً وبعدها سمعا صوت الحضور يجلجل في المحكمة وهم يقولون يحيا العدل يحيا العدل يحيا العدل

ثم ضرب القاضي بمطرقته على المنضدة وقال هدوء أيها الحاجب نادِ على القضية التالية ثم نادى الحاجب بأعلى صوته: قضية صالح المديميغ المتهم بقتل البنت شنيرشيا

فقال صالح :موت البنت شنيرشيا ؟!!!

ثم قال المدعي العام أنت ياصالح متهم بقتل البنت شنيرشيا التي كانت تحت سيارتك هل هذا صحيح؟!

فقال صالح: من هي شنيرشيا ؟!

فقال المدعي العام : هي البنت التي كانت متمثلة في قطة سوداء تحت سيارتك

فقال صالح : آه القطة السوداء ، ياحضرة القاضي أنا بالقطط رحيم بهم وأطعمهم وأسقيهم كلما رأيت قططاً عند بيتنا وأحيانا ًأدخلهم المنزل ولكني في ذلك اليوم حينما أردت الذهاب بالسيارة نظرت تحت السيارة فوجدت قطة سوداء وهششتها لكي لا أدهسها عندما أتحرك بالسيارة وأنا لا أعلم ثم هربت من الجهة الأخرى وكانت سيارة مارة بسرعة فدهستها ،ثم سمع صالح صوت امرأة وقالت ياحضرة القاضي صالح هو السبب في موت ابنتي وأريد القصاص منه

فقال القاضي :هل هناك شهود ؟!!

ثم قام من الحضور جنية وقالت:ياحضرة القاضي هذه المرأة دائماً تتبلى المسلمين الأنس وتؤذيهم وتتعرض لهم وأشهد بأن هذا الرجل لايؤذي أحداً وهو مصل ومسمٍ وهو صادق فيما يقول ثم قام من الحضور شاهد آخر وكان جنيا على هيئة رجل وقال : ياحضرة القاضي أحياناً بناتي يأتون إلى صالح على هيئة قطط ولايرون منه إلا الإحسان وهذه أم شتيرشيا مضللة وظالمة في دعواها.

ثم قال القاضي ترفع الجلسة للمداولة

وبعدها بلحظات عاد القاضي ومساعداه إلى قاعة المحكمة وقال:حكمت المحكمة بالبراءة لصالح صالح المديميغ ورد دعوى أم شتيرشيا حيث أن وفاة ابنتها قضاء وقدر رفعت الجلسة

وبعدها بلحظات جاء الحرس وأخذوا علياً وصالحاً فأما علي فأودع السجن وودع صالح صديقه وقال أراك أن شاء الله قريباً وسأطمئن أهلك عليك ثم مسك رجلان صالح واحد عن اليمين والآخر عن اليسار ووضعا على عينيه عصابة بعدما وضعاه في مركبة وقالا أجلس وقال واحد للآخر كنا متوقعين براءته وبلحظات سريعة وضعاه عند جدار منزله متسنداً بالقرب من سيارته وكان الوقت بعد العصر وحينما عاد والد صالح من صلاة العصر من المسجد متوجهاً لمنزله وعند أراد أن يفتح باب بيته نظر يمينه فوجد صالح متسنداً نائما ًعلى الجدار،ولم يصدق عينيه ثم فرك عينيه حتى اقترب منه وتحسسه ثم سمى عليه وقرأعليه آية الكرسي والمعوذات وقال الحمد لله الذي رد علي ابني ثم قال:صالح صالح إنهض يابني وبعدها وعى صالح وقال :الآن أين أنا فقال والده :بسم الله عليك وجدتك نائماً على جدار البيت بالقرب من السيارة

فقال صالح كم غبت عنكم ؟!

فقال لقد غبت عنا يوماً فدخلا جميعاً للبيت وبشر أم صالح بعودة ابنها صالح وتحمدت له بالسلامة وقالت وهي تقبله وتحضنه :الحمدلله على سلامتك ياولدي أين كنت ولماذا غبت عنا وما الذي حدث لك ؟!!!

فقص عليها ما جرى معه وأنه قد رأى صديقه علياً محجوزاً عند الجن وحكمت عليه المحكمة هناك بالسجن وأنه لن يعود إلا بعد خمس سنوات ولكن سيكون مشلولاً فلا تخبروا والديه أو أحداً بهذه القصة لكي لايحزنا عليه، وبعدها بيومين أقام أبوصالح وليمة فرحاً بعودة ابنه وقال أنه كان مسافراً للقرية ولم يخبرنا وعاد في اليوم التالي،وبعدها انشغل صالح في دراسته وأما أهل علي فقد فقدوا الأمل في عودته حيث ظنوا بأنه قد مات فصلوا عليه صلاة الغائب وبعدما تخرج صالح من الجامعة وهو عائداً بسيارته ذات يوم بعد العصر وجد علياً في ساحة الحارة التي تحولت حديقة غناء فأركبه في السيارة وجاء به لأهله وقال بأنه قد وجده ملقى في الحديقة وأخذه والده للمستشفيات وعالجه بالقرآن حتى عاد يمشي ولكن بعد خمس سنوات أخرى ،وتغير علي وصار محباً للقطط والحيوانات ولم يعد يؤذيهم أويلاحقهم.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …