الغربة في المكان

 بعدما كبرت وتزوجت وأصبح لدي أسرة وكبرت مسؤولياتي صرت احب أن أخلو بنفسي و أشعر كأني صعلوك غير مستقر هائماً على وجهه لا يلوي على شيء، متسولاً باحثاً عن الجمال والأمان والاستقرار والهدوء والأمان في كل مكان بكر في الطبيعة وأشعر بأني كعابر سبيل كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” ما لي وللدنيا؟، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها” حيث صرت أعشق النوم ليلاً مستلقياً على ظهري في مفازة بالبرية أو بالمزرعة بين الأشجار أو النخيل وأنظر للسماء بقمرها ونجومها وكأنها قطعة كبيرة لقماش دمشقي فاخر أسود أو كحلي مرصعاً بالألماس أشعر بأن هذا يأسرني، انام في هدوء مع أفول الليل مع سمفونية صرصار الليل في بعض الأحيان وحتى إقبال نور الفجر حين يوقظني هديل الحمام القمري وغناء العصافير والجمال الخلاب أتجول وحيداً من وادي إلى وادي آخر للتعرف على البيئة و الحياة ومخالطة الناس الطيبين وأصادف الرياح والرعد والبرق والمطر والأبل والأغنام وقلة من العابرين حتى أصبحت النباتات والحيوانات والطيور اصدقائي ماعدا الضبع والغراب وأشباههما من البشر.                    

سلمان بن محمد البحيري‫

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …