كيف تتفادى ألم الصدمة؟!

https://www.albhire.com/wp-content/uploads/2021/12/IMG_3090-3.mov

بادئ ذي بدء أتفق معك بأن ما حدث كان صدمة بكل ما تعنيه الكلمة ،هذا الحدث لم يكن متوقعاً لأنه في اسوء الأحوال لم يخطر ببالك بأن ذلك سيحدث ويتغير عليك وتفقده في حياتك ولكن لو أخذنا المسألة بعين المتبصر في لحظة العزلة وهدوء العقل المتأمل والمتزن ، نجد أن الأمر كان عادياً لأنه قدر من الله ليبعدك عما هو أعظم ويبدلك بما هو خير وبرغم الجرح في قلبك وألم الصدمة الشديد لأنك تمر في حالة ذهول ،صحيح أنك ستأخذ وقتاً طويلاً لكي تستوعب ما قد حدث ولأجل أن تنتقل من هذه المرحلة المؤلمة إلى مرحلة أخرى وتكون فيها الأقوى إذا احتسبت ذلك لله وستكون كأنك تستخرج رصاصة أصبت بها من كتفك الذي ينزف ستتألم لدرجة أنك تصرخ وربما ترتفع حرارتك أو تفقد وعيك لفترة ثم بعد العملية تمر بفترة نقاهة وتبدأ بالتعافي تدريجياً بعدها بفترة طويلة ستشعر بأنك قد تجاوزت الألم إلى مرحلة جديدة ودخلت في حياة جديدة بحلم وطموحات جديدة وهذا مثال عندما تتعرض للغدر من حبيب أو صديق أو قريب وتتفاجأ منه بخذلان وصدمة لم تكن تتوقعها منه وأنت تكن لهذا الشخص المحبة والمودة والاحترام، فأنت في حديثك مع نفسك تستغرب وتتساءل وتقول كيف ولماذا ولما وتقول أنا أعرفه لم يكن كذلك وأنا لم يصدر مني أي إساءة إليه لا بقول ولا بفعل ولا حتى بالنوايا السيئة تجاهه، فتظل تفكر لمدة طويلة في عزلتك وتقول ربما هذا الشخص قد تعرض لصدمات في محيطه ولأجل ذلك تغير أو أنه قد سمح لآخرين من حوله بأن يدقوا أسفيناً بينه وبينك أو أن هناك أشخاصاً قد استطاعوا حذف بوصلته عن الطريق السوي واحتمال آخر هو أنك لم تعرف أن هذا الشخص الذي صدمت فيه لأنه كان يلبس القناع معك ولكنك صدمت فيه لأنه قد مل من التمثيل عليك وخلع القناع وعاد لطبيعته القبيحة التي لم تكن تعرفها وعلى كل حال إذا خرج شخص من حياتك برغبته فأتركه ولا تفرض نفسك عليه وأبتعد عنه ولا تحرص على التواصل معه ولا تطلب حتى منه اعتذاراً وأنت أيها المصدوم ستستفيد بمن دخل حياتك سواء كان سيئاً أو جميلاً فهذا سيثري من شخصيتك ويجعلك أنضج وأقوى وتعرف أنك الأرقى عند الرب وفي المعيار الإنساني أنت الأنبل والأفضل في التعامل وسيجعلك في العلاقات الإنسانية المقبلة تختار من يدخلون حياتك بعناية وتكن حذراً بعدم التعلق أو ترفع سقف التوقعات في أحد وستفلتر الأشخاص بعد اختبار الشدائد التي تحدث في حياتك عند السقوط في الحياة وأنت سترى من يتخلى عنك ومن سيكون قريباً منك ويسأل عنك ويمد يده لك لكي تنهض ويطبطب على كتفك ويقول لك ” لا تقلق أنا معك ولن أتخلى عنك ” فهذا الأحق بصحبتك في حياتك ولن يتغير عليك فعض عليه بالنواجذ.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …