رجولة مبكرة

حينما كان سالم يمشي في سوق العويس ليشتري غرضاً له ،رأى هناك طفلاً يبيع كعكاً بالقرب من السوق عند الرصيف ثم ذهب إليه وأحب أن يشتري منه ليشجعه
وقال له مبتسماً: السلام عليكم ، وش اسمك فقال البائع الصغير: وعليك السلام اسمي فهد
فقال سالم : والله أنك بطل يافهد ممكن تعطيني قطعة كعك واحدة لأتذوقها فإذا كانت لذيذة إشتريت منك كعكاً كثيراً
فقال فهد : تفضل ياسيدي وأرجو أن يعجبك الكعك، فتذوقها سالم وهو يقول : ممممم إنها لذيذة ،أعطني عشرين قطعة كعك
وسأله وقال: هل بعت أَمَس الكثير من الكعك؟!
– ليس كثيراً ياسيدي
– لماذا ؟!
– لقد أخذتني غفوة لأَنِّي كنت متعباً وحينما صحوت وجدت أن باقي الكعك قد سرق مني، ليس كسلاً مني ياسيدي،و لكني يتيم الأب أسهر ليلاً بالقرب من أمي المريضة وفي الصباح الباكر أذهب للمدرسة، وعندما أخرج من المدرسة وأعود للمنزل أصنع الكعك كما علمتني أمي لأبيعه ،لكي أنفق على أمي،
فأخرج سالم من جيبه 200 ريال وأعطاها إياه و قال فهد: ماعندي صرف فهذا مبلغ كبير ياسيدي، فقال له سالم: هذا المبلغ كله لك وهذا تشجيع مني لك لكي تعمل كعكاً كثيراً وتهتم بدراستك وأنا سأشتري الكعك يومياً من عندك، وسأجلب لك زبائن لأن كعكك لذيذ.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …