1- سر الكورة البلوريه

أراد فهد بأن يقضي إجازته عند عمته في المزرعة التي في القرية التي تبعد عن الرياض حوالي 200 كيلو لكي يكون مع ابن عمته وصديق عمره خالد ليلعبا ويتحدثا معا وليقضيا وقتاً ممتعاً وبينما هو في خارج منزلهم ليلا مع صديقه إذ نادت عمته على ابنها خالد ودخل في المنزل ثم أخذ فهد يتأمل المزرعة من بعيد في هذا الليل وينظر للسماء وهي منيرة بالنجوم والقمر مكتمل وقد أصبح بدراً ثم لفت نظره سقوط نيزك صغير مضيء هناك  بآخر المزرعة ولقد كانت المزرعة كبيرة ثم بعد قليل سقط نيزك ثانٍ في نفس الجانب الآخر من المزرعة ثم مالبث حتى سقط نيزك ثالث خلف بوابة المزرعة المقفلة ليلاً بالقرب من غرفة الحارس ثم تحول المكان هناك إلى ضوء أحمر قاني وقرر فهد بأن يذهب للمكان ليطئمن على الحارس ولكي يَرَ هذا الجسم الغريب الذي تحول لونه إلى الذهبي الذي ينعكس على سور المزرعة فطرق الباب على الحارس وفتح له وتطمن عليه ثم سأله :هل تريد عشاء فقال : لا شكراً فأنا أريد أن أنام،ثم التفت فهد فجأة ولاحظ إنطفاء الضوء فقال فهد في نفسه ربما أن الهواء قد أطفأه أو ماء المزرعة فنظر لمن في البيت ورأى بأنهم مشغولون في هذه الليلة.ثم ذهب للمكان ومعه جواله يضيء به الطريق وضل يبحت عن مصدر النور في نفس ذلك المكان الذي قد رآه يسقط فيه، فظل يبحث عنه يمنة ويسرة، حتى وجد أثر ذلك النيزك يتوسط بين أوراق نباتات قد إحترقت، ثم فجأة رأى جسماً كالكرة الصغيرة بحجم قبضة يده وناعمة ومدورّة، تشبه كرة كريستال تشّع ضوءاً ثم قرب يده ليستشعر هل هي حارة في البداية بحذر ثم شعر بأنها دافئة في هذه الليلة الباردة ثم مسكها بيده ووضعها في كف يده الأخرى،

ولقد ملأت باطن كفه ضياءً وضعها في حقيبة جواله والتي كانت دوما معلقة على كتفه وعاد إلى بيت عمته وعزم على أن لا يخبر صديقه وابن عمته خالد وو قف فهد عند باب البيت حتى جاء خالد وقال: إن أمي ستضع العشاء الآن أدخل لكي نتعشى جميعاً، وبعد العشاء ذهب فهد لغرفة النوم التي ينوم بها خالد وفهد قد اختار السرير الذي في آخر الغرفة وأما خالد فقد اختار اقرب سرير واستسلم للنوم وعندما رأى فهد صديقه قد إستسلم للنوم  فتح شنطة الجوال و ظلّ ينظر إليها طوال تلك الليلة وينظر لصديقه وأبن عمته ولكن خالد كان غاطاً في نوم عميق ثم غطى رأسه فهد باللحاف وفتح كفيه من تحت لحاف سريره ويحدّق فيها فتبقى الكرة تشّع حمرةً وزرقة جاعلة الغرفة كأنها الفضاء ظلّ فهد ينظر لها مستغرباً ثم تأمل بعمق فرأى أمواجاً بلون الأزرق على الأسود تحت سماء تملؤها مجرّات عظيمة وكأنها نموذج لكون مصغر، نام فهد والكرة راقدة في كفّه بهدوء.

ظلّ متكتماً على خبر الكرة والتي على شكل بلورة لعدة أيام ولم يخبر بها  صديقه خالد حتى يستأثر بها لنفسه لإنه ينظر أليها بتعجب كل ليلة من تحت غطاء الفراش فيرى مرة قمراً, ومرة يرى غابات غناء بها أشجارُ وزهورُ ألوانها جميلة ومجوهرات وحقول واسعة ،وأخذ يشعر بأن كرته البلورية تعطيه الشعور بالراحة والثقة وهي في جيبه بشكلها الناعم خاصة عندما يكون وحيداً، أو خالد يكون نائماً وبعد عدة أيام عاد فهد وعائلته للرياض في سيارة والده ولقد وضع البلورة في حقيبته الصغيرة التي يضع بها الجوال والشاحن

وبعد أن بدأ الموسم الدراسي قرر بأن يأخذها معه في حقيبته للمدرسة لكي تكون كرته البلورية معه،ولقد كان فهد في مؤخرة الصف وبينما كان المدرس يشرح الدرس والطلبة مطأطئي الرؤوس على كتب أمامهم،فتح فهد حقيبته المدرسية وأخرج البلورة ووضعها في يده وألقى نظرة سريعة الى الكرة فرأى ألوانها قد تغيرت إلى الأخضر غير الواضح، فأنتبه له المدرس وقال ماذا معك يافهد؟!.

فارتبك فهد وضّم يديه قافلاً على كرته.

-فقال المدرس: إن المصاقيل ليست في المدرسة وإنما اللعب هناك في بيتكم فالفصل ليس مكاناً للعب ومن الأفضل لك أن تسلّمني أياها.

فقال فهد؛ لا أستطيع يا أستاذ.

فقال المدرس ؛لا تكسر كلامي يا فهد أعطني أياها.

فلما رأى فهد إصرار المدرس فجأة ولا شعورياً قام بوضع الكورة البلورية في فمه وبلعها! شعر براحة كبيرة و رقص لها قلبه.

فدهش المدرس حينما رأى فهد قد صار موجة من الألوان ثم صار فهد كشهاب خارجاً من نافذة الفصل ومن بعدها لم يروه أهله ولا زملاؤه في المدرسة ولا صديقه خالد لقد فقدوه لذلك من يومها أصبح أصدقاؤه ينظرون للسماء كل ليلة فلربما يرونه في أحد النجومً اللامعة البراقة أو يعيده جان أو يجده ساحر.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …