2- سر الكورة البلوريه

جاءت إجازة الربيع فذهب خالد مع اسرته لمزرعتهم التي تبعد عن الرياض  ٢٠٠ كيلو والتي يجتمعون فيها إخوان أبي خالد وأخواته أو أخوان واخوات ام خالد أحيانا أخرى في الاجازة ، وخالد كان قد ذهب لأجل أن يستكشف الغموض والاسرار التي في مزرعتهم ولم ينسَ صديقه وولد خاله فهد الذي حزن عليه حزناً شديداً والذي اختفى في ظروف غامضة من بعد الكرة البلورية الملونة اللعينة ولم ينسَ خالد كلام جيرانهم في الوادي من أصحاب المزارع الأخرى حينما اجتمعوا عند والده في المجلس ليتناولوا القهوة معه و قالوا له بأنهم قد شاهدوا كرات الضوء وكرات ملونة في كثير من الأحيان في مزارعهم وحدوث أمور غريبة مثل تضرر الحيوانات التي لديهم وانحراق بعض المزورعات في ذلك الوادي عامة، ولقد بدأ أبو خالد وأسرته يلاحظون ذلك عندما إشترى المزرعة منذ خمس سنوات وكان أبو خالد يأتي للمزرعة في إلاجازة الأسبوعية أو في إجازة الصيف والربيع لكي تكون متنفساً له ولأولاده ،ولكن في السنتين الأخيرة بدأ أبو خالد يستمع إلى شكاوي العمال أو ملاحظة أولاده عما يرونه أحياناً في المزرعة ولكنه لم يأخذ الأمر بجدية واعتقد بأنها خرافات أو تهيؤات أو حينما كان يتحدث به بعض اهل القرية عن مايحدث لمواشيهم وخاصة ليلاً , بسبب حدوث أمور غريبة , وظواهر غامضة التي تحدث تكراراً ومراراً في الوادي والمزرعة خصوصاً، فقال أبو خالد في نفسه ربما هذا بسبب الذئاب من تفعل ذلك او اللصوص فقال له العامل الهندي يوسف: يابابا أنا قد رأيت في آخر الليل, سفينة فضائية ضخمة في السماء ولم يكن لها صوت ولكن الذي الذي لفت نظري هو حجمها والأنوار المثيرة التي تومض منها وصوت أشخاص كأنهم يتحدثون في جهاز لاسلكي ولكنه بلغة غريبة عن لغات البشر،

و قال يوسف: يا أبو خالد إن العمال المسؤولين عن الحظائر في هذا الوادي قالوا بأن بعض الأبقار والأغنام في المزرعة تختفي , وكذلك حال المزارع المجاورة بحيث يتم العثور على بعضها مقتولة أومأكولة أعضاؤها الداخلية أو أنها تكون مشوهة , كما أن كلاب الحراسة قد قتلت او اختفت في ظروف غامضة ولم تظهر مرة أخرى، بحيث صار أهل القرية يعتقدون بانه للذئاب و الجن علاقة بذلك وأنها منطقة ملعونة ،وقال يوسف يابو خالد نحن العمال نلاحظ بعض الأحيان أشياء غريبة التي كانت تحدث ليلاً في تلك القرية،هي ظهور أضواء غريبة من عدة ألوان جميلة على شكل كرات صغيرة، وتتسبب في تعطيل دينمو الماء أو الكهرباء أو محركات السيارات , حيث تبدو في أول الأمر كضوء صغير لا يلبث أن ينمو كسطوع المصباح , وتظهر هذه الأضواء بين الزرع الطويل و الأشجار والنخيل , ويومض بسرعة ثم يتلاشى ويختفي ، ولقد لاحظنا والعمال الآخرين في المزارع الأخرى بالقرية بأن هناك تشوهات في مواليد الغنم والبقر , وعند الاتصال تتأثر شبكات الجوال هناك حيث تتداخل الخطوط وأن هناك أحيانا مكالمات وهمية , ومشاهدات لصحون طائرة فضية مجهولة , وأن الأجهزة الكهربائية كثيرة الأعطاب هناك ولوحظ, بان هناك أشخاصاً مختطفين ومفقودين منذ مدة طويلة والشرطة والمباحث لا تعلم عنهم شيئاً، كما أن بعضهم قد عاد ولكن بعد غياب طويل ومما جعل أهل القرية يعتقدون بأن ذلك له علاقة بالجن هو أنهم يرون مؤخراً أنشطة شبحية مثل وجود رائحة دخان بدون أن يكون هناك حريق , ووجود نار على قمة الصخور،ومن ثم تختفي وسماع أصوات شبحية فعند سماع أبو خالد هذا الكلام قال: هل هذا الكلام صحيح؟!!! فقال له العامل بإمكانك يابو خالد المبيت هنا الليلة لرؤية ذلك بنفسك وهم غالباً يأتون آخر الليل ثم قال يوسف: إن بعض العمال يريد السفر أو نقل الكفالة و لايريدون العمل في هذه المزرعة لانهم خائفون ولا يشعرون بالأمان فقال ابو خالد :إلى هذه الدرجة يايوسف هذه تهيؤات ووساوس لاوجود لها إلا في خيالكم فقال يوسف: يابو خالد سنذهب أنا وأنت وسنرى عند الساعة العاشرة من وراء الشجر في آخر المزرعة وأنت سترى بنفسك فقال له أبو خالد :اتفقنا وعند الوقت المتفق عليه جاء يوسف إلى المنزل في المزرعة ثم أخذ أبو خالد معه كشاف ومنظار ليلي و الرشاش الصغير بعد أن حشاه ذخيره وعلقه على كتفه لكي يدافعوا به عن أنفسهم لو تعرضوا للأذى أو لمحاولة اختطاف وبدأوا المشي بحذر وكان أبو خالد قد أخذ ابنه خالد معه لكي يعرف عواقب العبث في أشياء غريبة وذلك حينما لعب فهد بالكورة البلورية المضيئة، ثم اخذوا يمشون على أقدامهم حوالي ربع ساعة وحينما وصلوا المكان المراد قال يوسف :انتظر هنا فلو تقدمنا اكثر سيشعرون بتحركاتنا وربما سيؤذوننا ثم جلسوا وبعدها بحوالي نص ساعة نزلت أنوار من السماء مثل النيازك على الأرض وهي كور بلورية بألوان فقال خالد في نفسه هذه مثل الكرة البلورية الني قذ أخذها صديقه وابن خاله فهد وبعدها اختفى فهل ياترى فهد حي ام ميت هل سأراه أم سأنحرم من رؤيته؟! وبعدها بلحظات عندما نزلت تلك الكور و شموا رائحة أشياء محترقة لاحظوا بقدوم شيء سريع في السماء عليه انوار ثم نزل بالقرب من الكرات البلورية وبينما أبو خالد مشغول في الدربيل ينظر رأى  ثلاثة من المخلوقات الفضائية وهم قصار كالأطفال تنزل من الصحن الطائر بالأشعة الى الأرض،

وبعدها بلحظات نزل بالأشعة من باطن الصحن كائن بشري يشبه فهد نعم إنه فهد ابن أخ زوجته يعرفه جيداً وكانت هناك ضجة وجدال وأصوات ما بين اثنين من المخلوقات الفضائية الذين نزلوا من الصحن فأصاخ لها السمع يوسف فنظر من بين الأشجار الكثيفة فوجدا مخلوقين فضائيين كانا يتجادلان ولهما عينان سوداوان كبيرتان ورأس صغيرة وجسم ناعم فضي والآخر يعنفه بلغة لم يفهمها وعندما أراد أبو خالد التحرك مسكه بيده العامل يوسف: وقال لا تتحرك الآن وإلا اصبحت حياتنا في خطر، ثم بعد لحظات هب هواء بارد فجلب معه رائحة الزرع والخضرة في المزرعة وخاصة أن الحقول منداة بالماء حيث سقاها العامل بعد المغرب،فجأة هبت عاصفة ثم جاءت سحابة صيفية ثم اتحدا المخلوقان الفضائيان في ضوء واختفيا في الصحن الطائر حيث صعدا بنور الى الأعلى سريعاً بعد أن أطلقوا فهد و ودعهم وجاء متجهاً إلى بيت مزرعة زوج عمته على قدميه وقبل هطول المطر كان الطبق الطائر والكور البلوريه قد حلقت في السماء بعيداً وماهي إلا لحظات حتى هطلت امطار غزيرة وكأنها سواقٍ ضخمة من المياه اندفعت بعنف على سطح الأرض ثم أخذ الرعد يزمجر والبرق يتعاقب فيضيء السماء والأرض وما بينهما وحينما رأى أبو خالد هذه المخلوقات غادرت مع بلوراتهم ذهب يركض لفهد وحينما رآه فهد عرفه وقال: أبو خالد ،فضمه وتفقده أبوخالد وعرف ان ذاكرته سليمة وتفحص جسمه ووجده لم يتأثر بشيء وحينما وصلوا للعامل يوسف وابنه خالد فرح بصديقه فهد وحضنه وأخذ كل واحد منهما يبكي ثم اخذوا يغذون في السير سريعاً إلى البيت وكانت ثياب فهد وخالد وأبو خالد مبتلة ومتسخة بسبب غزارة المطر والطين الذي يصادفهم في طريقهم والمطر الذي لم ينقطع تلك اللحظة وفتح أبو خالد باب البيت بالمفتاح سريعاً حتى لاتكون أحد هذه المخلوقات قد رأتهم أو أن تآخذهم في الصحن الطائر ثم لا يعودون ودخلوا وإغتسلوا وقال ليوسف: انتظر في المجلس، وعندما رأت عمته فهد فرحت به فرحاً شديداً وقالت لن أخبر أخي وزوجته الآن حتى لا يصابوا بصدمة ثم جعلوا فهد يأخذ دشاً وأعطوه ملابس من ملابس صديقه خالد ثم ذهب أبو خالد ليوسف في المجلس وقال له ابو خالد: أنا ماكنت مصدقاً مايقال عن مايحدث في المزرعة أو في هذه القرية حتى رأيت ذلك بنفسي ولكني يايوسف سأعرض هذه المزرعة للبيع وأخبر العمال بأني إذا بعت المزرعة فمن يريد البقاء ونقل كفالاته على كفيل آخر أو من يريد السفر فكلها متاحة وأنا أشكركم بأنكم قد عملتم في مزرعتي في ظل مثل هذه الظروف وتحملتم فقال يوسف:أشكرك يابو خالد على تقديرنا وخوفك علينا و أنك لم تجبرنا على شيء نحن لا نريده ،ثم استاذن يوسف أبو خالد لكي يتعشى وينام أما أبو خالد فقد نادى على فهد وخالد في المجلس وقال لفهد :ماذا حدث معك حينما اختفيت منذ سنتين من المدرسة بعدما ابتلعت الكورة البلورية فقال يا أبو خالد بعدما ابتلعت الكرة حتى لايراها المدرس لم أشعر بلحظات إلا والنور قد أخذني بسرعة الضوء إلى صحن طائر كان في السماء فوق المدرسة ثم وجدت نفسي مابين مخلوقات فضائية في صحن فضائي وكان معهم في الصحن إنسان عرفت أنه عامل في أحد المزراع القريبة من مزرعتكم حيث كان يترجم لي مايريدونه عن طريقة تخاطره فيما بينهم وقال لي :لاتخف لن نؤذيك ونحن كما كنا متعمدين بأنك تأخذ الكرة لكي تبتلعها لكي نقوم بدراسة جسمك فسيلوجياً ولكي نجري عليك عدة اختبارات وبعدما ننتهي سترجع لأهلك سريعاً، ولقد أجروا علي عدة تجارب وها أنا عدت وقال له أبو خالد :ولكنك لم تعد سريعاً فقد أخذت وقتاً طويلاً فقال فهد كيف فأنا قد أخذت ساعات فقال له أبو خالد وهو يضحك أنت يافهد قد غبت عنا سنتين ولكن في الفضاء والكواكب الأخرى يختلف الزمن بالسنوات الضوئية فقال أبو خالد لابنه وزوجته هيا نذهب ونغادر المزرعه فأمامنا خط طويل ثم بدأوا بأخذ أغراضهم وركبوا في السيارة متوجهين للرياض داعين الله بأن لاتواجههم متاعب في هذه القرية في آخر الليل، ثم تذكر أبو خالد بأنه منذ سنوات قد شاهد فيلماً وثائقياً أبيض وأسود في إحدى القنوات الوثائقية قيل إنه تسرب من ملفات سلاح الجو الأمريكي!! حيث قد صور الفيلم قبل 58 عاما ( بالأبيض والأسود ) وبلغ مدته حوالي 15 دقيقة، وظهر فيه أطباء الجيش يشرحون جثة مخلوق فضائي غريب من الفضاء الخارجي على طاولة بيضاء للتشريح، يشبه المخلوقات الفضائية التي رآها في المزرعة ،وظهر المخلوق ساكناً ومستلقياً وبدت على وجهه علامات الألم، حيث كان طوله بطول الولد وله جلد أملس شفاف وعينان كبيرتان وفم صغير و ساقه اليمنى مصابة بجرح كبير وقد ظهر في الفيلم ثلاثة أطباء اثنان يقومان بعمليات التشريح وواحد يراقب من خلف نافذة كبيرة والمصور كان يتحرك خلف الجميع، و ظهر في الفيلم كيف شق الجراح بطن المخلوق بالطول وكيف فتح بطنه وأزال جزءاً من أحشائه الداخلية كما شق جمجمته بالمنشار وأخرج منه دماغه و ظهر المخلوق بـ6 أصابع في اليدين والقدمين وجفن إضافي فوق العين كما أن رئتيه كانتا تتكونان من 3 اسطوانات متماثلة وأعضاء التناسل لديه غير واضحة المعالم،

وتذكرت عظمة الخالق وخلقه لهذ الكون العظيم الذي به كواكب ومجرات ضخمة فحتماً هناك مخلوقات غيرنا ومخلوقات كانت قبلنا حيث قال تعالى” ويخلق مالا تعلمون” وقوله تعالى” وكل يوم هو في شأن ” وصارت هذه الاطباق ترى في عدة دول ليلاً ونهاراً وكان البعض ينفي ويقول بأن هذه الصحون الفضائية  تابعة لاستخبارات دولية تستخدم تقنية عالية جداً وتمارس تعتيماً على ذلك ، ثم قال ابو خالد في نفسه هذه مخلوقات من الفضاء الخارجي ولقد رأيتها بعيني الليلة و ماحدث لفهد دليل على ذلك والمزرعة سأبيعها حتى لا يتضرر عيالي بالخطر أو العمالة أو البهائم هناك تتعرض للأذى وهم في ذمتي ولكن من غدٍ إن شاء الله سأبدأ بوضع صكها عند مكتب شركتي للمقاولات والعقارات لأجل البيع ، وقال أبو خالد لفهد: إنتبه تعلم أهلك الليلة، بكره سنذهب جميعنا لبيتكم وسأتصل على أهلك بكره ونحن في الطريق حتى لايصابوا بالصدمة فقال فهد لأبو خالد :ان شاء الله، وعند الغد بعد صلاة الغرب توجهوا لبيت أبو فهد واتصل أبو خالد على أبو فهد وقال له وش ابشرك به فقال له أبو فهد مثلك مايبشر إلا بالخير ، فقال أبوخالد أنا جاي لك هلحين لبيتكم مع العيال ومعي لك خبر زين وأنا الآن قد وصلت عند بيتكم تعال يابو فهد ابغاك تشوف شيء خارج البيت عند الباب ،ولما خرج أبو فهد عند الباب نزل فهد من السيارة وأخذ يركض وعندما رآه أبو فهد حضنه وهو غير مصدق وقال :إبني فهد  فهد فهد ثم جلسا فترة وهما يبيكيان ثم دخلوا وبشروا أمه التي لم تصدق واخذت تبكي وهي حاضنة ابنها والذي لم تفقد الأمل في الله برجوعه ولولا إيمانها بالله كان قد عدته ميتاً وأقيم عليه صلاة الغائب ولكن كان عندها إحساس بأنه سيعود في يومٍ ما وخاصة بانهم قد بحثوا في اقسام الشرطة و المستشفيات ولم يجدوه ولقد كان أبو فهد قد عمل وليمة في تلك الليلة بمناسبة عودة إبنه فهد حيث دعا إخوانه وأخواته لكي يشاركوهم في فرحتهم، بعودة ابنهم الذي قد فقدوه سنتين وقال أبو فهد لضيوفه الحمد الله أن هذه المخلوقات الفضائية لم يؤذوا إبني فهد أو يقتلوه.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …