المعلمة المعلقه

الفصل الأول

 

نهض حمد من فراشه عند وقت السحر شاعراً بالنشاط ثم نظر لساعة جواله الذي كان بجانبه على الكومدينه  فإذا بالساعة 3،30 فجراً ثم قال في نفسه سأقوم لأتوضأ وأصلي لي ركعتين قبل أذان الفجر حيث سيؤذن على الساعة الرابعة فجراً ،ثم أخذ حمد فوطته معه إلى دورة المياه وتوضأ ثم نظر إلى وجهه في المرآة وقرر بأن يحلق ذقنه ويحدد شاربه لأن اليوم ستتم مقابلة مهمة في العمل وبعد أن نشف وجهه بالفوطة وتعطر توجه إلى غرفته وأخذ السجادة وفرشها بإتجاه القبلة وصلى لله ركعتين طويلتين بخشوع كان يتخللها دعاء وخاصة في السجود وبعد السلام رفع يديه ودعا بأن الله يوفقه في حياته و فيما يقوم به من عمل ببلدية المجمعة وأن ييسر أمره وأثناء ابتهاله لله سمع صوت البلبل يغرد حيث كان صوته جميلاً وحزيناً بنفس الوقت ثم بعدها سمع صوت الديك معلناً دخول وقت الفجر ولم يكد يكمل الديك أذانه حتى سمع أذان الفجر بصوت المؤذن حمد الدغريري إنه جميل ويشد النفس للصلاة وقال في نفسه الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة ثم قام حمد وغير قميصه الذي كان يلبسه في المنزل ولبس ثوبه وغترته وخرج من غرفته وطرق الباب على إخوته لكي يصحو لصلاة الفجر ونزل من على الدرج إلى الطابق الأسفل ووجد بأن والده جاهز ومستعدُ للذهاب معه لصلاة الفجر فقال حمد لوالده: السلام عليكم صباح الخير يا أبي و كذلك رأى والدته وقال لها: صباح الخير ياأمي وقبل رؤوسهما ثم قال حمد لوالده هل أنت نشيط ياأبي لكي نذهب مشياً للمسجد أو تريدنا بأن نذهب في السيارة فقال والد حمد سنذهب مشياً إن شاء الله أكثر للأجر وأفضل للصحة ،وخرجا جميعاً لأداء الصلاة في المسجد وحينما صليا رجعا جميعاً إلى المنزل وكان المسجد قريباً من المنزل حيث كان يبعد حوالي 200م وحينما وصلا إلى المنزل قال أبو حمد: هذه ميزة المسجد حينما يكون قريباً من البيت لأن القرب يعينك على طاعة الله فقال حمد :هذا صحيح ثم تقدم حمد على والده وفتح له باب المنزل ثم جعله يدخل قبله وعندما دخلا وجد أن والدته قد فرشت الزولية في المقدمة وجالسةً تنتظرهما فقال حمد :السلام عليكم وردت عليه الوالدة وقالت: عليكم السلام ثم جلس أبو حمد بجانب أم حمد وقال حمد:على إذنكما أنا سأذهب للمطبخ لأصنع لكما القهوة فقالت والدته: لقد أوقدت النار على إبريق الماء وهو الآن جاهز لكي تصلح القهوة ثم توجه حمد للمطبخ وبدأ في إعداد القهوة ثم أخذ البيز”قطعة قماش “ ليحمل به أبريق الماء لكي يصب الماء في الأبريق الآخر المخصص للقهوة “دلة اللقمة” وحينما صب فيه الماء عند النصف قام بوضع قهوة مطحونة بمقدار فنجان ونصف ثم أضاف إليها ملعقة صغيرة من القرنفل المطحون وكذلك أضاف ملعقة صغيرة من الزنجبيل المطحون ثم جعل هذا الخليط يغلي في دلة اللقمة لمدة عشر دقائق وبعدها قام بسكب هذا الخليط في دلة التقديم الذهبية و قام بوضعها على موقد الغاز وقد وضع في دلة القهوة نصف فنجان هيل ثم ترك القهوة في الدلة تغلي على نار هادئة لمدة ثلاث دقائق وبعدها مسك الدلة بالبيز ورفعها من على الموقد ثم وضع في ثعبة الدلة ليفاً وجعل الدلة في الصينية وبجانبها إناء به تمر ووضع ثلاثة فناجين ثم قام بحملها وتوجه بها إلى والديه حيث يجلسان ويتداولون الحديث في المقدمة حيث بعد لحظات بدأ النور يلامس الظلام ويغلب عليه وبدأ يظهر النور رويداً رويدً حتى أنار الأفق والمكان وحمد يسمع صوت العصافير والكناري والحمام تغني فرحة بقدوم الصباح ومتفائلة بأن الله سيرزقها في هذا اليوم الجديد والجميل وبعد أن صب القهوة حمد لوالديه وشربوا جميعاً وأكلوا بضعاً من التمرات قام حمد وقال لهما: على أذنكم أنا سأتوجه الآن إلى العمل فقال أبو حمد ل:ازال الوقت مبكراً جدً ياولدي فقال حمد: أنا مكلف بعمل في بلدية المجمعة لعدة أيام ومسافة الطريق طويلة لذلك يحتاج الأمر مني التحرك مبكراً لكي أصل في الوقت المناسب فقالت له والدته : اصبر قليلاً حتى أعد الإفطار لك لكي تفطر معنا فحرام عليك تذهب للعمل وأنت على لحم بطنك أو تأخذ إفطارك معك فقال حمد: ياأمي أفطري أنتي ووالدي وجعله عليكم بالهناء والبركة و العافية وأنا سأتدبر نفسي وأفطر من عند أقرب بوفيه على الطريق لكي لا أتأخر فسلم حمد عليهما وقبل رؤوسهما وقالا له :الله يوفقك وييسر أمرك ويجعل لك في كل خطوة سلام إن شاء الله فقال :اللهم آمين بعد ذلك خرج حمد من عندهما متوجها إلى سيارته و أدار المحرك وقام بفتح غطاء محرك السيارة وتفقد زيت الماكينة والقير وماء الأديتر ثم أقفل غطاء الماكينة السيارة  بعدها تحرك بالسيارة وسمى بالله وتوكل عليه،وبما أن حمد يسكن في حي المصيف في شمال الرياض فهو لم يتأثر كثيراً بالزحام مثلما من يكون قادماً من جنوب الرياض فقد توجه مباشرة من مخرج 6 على الدائري الشمالي وتوجه غرباً وحينما جاء المخرج الذي بقرب المركز المالي أخذ يميناً لكي يتوجه إلى الشمال لخط القصيم وعند أول محطة هناك توقف عندها وتزود بالبنزين وبعدها توجه إلى البوفيه في نفس المحطة ونزل وطلب شطيرتين واحدة شكشوكه والأخرى جبن شرائح مع المربي مع عصير وماء وبعدما أنهى النادل العامل طلبه أخذه ودفع الحساب وتوجه إلى السيارة وإثناء قربه من السيارة شم رائحة المعسل والجراك لأن هناك محلات تبيعه وتوجد مقاهي للشيشه ففتح حمد باب سيارته بالريموت وجلس لكي يفطر في سيارته وهو متأملاً فيمن حوله من السيارات الأخرى التي في المحطة من حوله حيث لاحظ سيارات بكثرة من فانات وباصات وسيارات خاصة بها معلمات لكي تتزود بالوقود ولكي يأخذوا من البوفيه إفطارهم لكي يفطروا على الطريق وبعدما أنهى حمد إفطاره وأراد التحرك بسيارته أدار راديو السيارة على قناة المدار ليستمع إلى الموسيقى الهادئة على الطريق وهو يخرج من المحطة ليدخل على الطريق العام متوجهاً إلى المجمعة ولقد لاحظ حمد أيضاً كثرة التريلات والشاحنات المتوجهة شمالا والأخرى العائدة إلى الرياض من الجانب الآخر وكذلك لاحظ تسابق سيارات الباصات المكيفة والمكتوب عليها باص لنقل المعلمات وقال في نفسه كان الله في عونكن أيتها المعلمات لأنكن مثابرات وصابرات وبطلات وتقومون بعمل عظيم وكان من أضعف الإيمان بأن يكون لديكن سكن بالقرب من عملكن وأن تعطين حوافز لكي تُدرَسن في هذه المناطق النائية وبعد ساعتين وخمسينٍ دقيقه وصل حمد أخيراً إلى مدينة المجمعة حيث دخل مع بوابتها ثم سأل شخصاً عن مقر بلدية المجمعة فدله عليها وحينما وصل لمبنى البلدية دخل للمبنى وألقى السلام على بعض العاملين هناك بعد ذلك سأل عن مكتب رئيس بلدية المجمعة و أشاروا له بأنه هناك ودخل إلى مكتب رئيس البلدية فصافحه وعرف بنفسه وأعطاه خطاب التكليف الذي من الوزارة فقال رئيس البلدية:أهلاً ومرحباً بك تفضل فجلس كل من رئيس البلدية والمهندس حمد ثم أخذ يقرأ رئيس البلدية فحوى الخطاب وهو مبتسم ثم قال : نحن فعلاً قد طلبنا مهندس مساحة خرائط لكي نقوم بتنفيذ بعض المشاريع البلدية لدينا هناك في أراضي جديدة خام حيث أن المجمعة مقبلة على مرحلة جديدة من التنمية كحال مدننا الأخرى في هذا الوطن المعطاء،ولقد خاطبت وزارة الشؤون البلدية والقروية في هذا الشأن وبأن يرشحوا لنا مهندساً كفؤاً للمساحة والخرائط فقال حمد: أرجو بأن أكون عند حسن ظن المسؤولين في الوزارة وعند حسن ظن سعادتكم، وأنا أعمل في الوزارة منذ حوالي عشر سنوات وسبق وأن كلفت بالعمل في جنوب المملكة في جازان في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية وكذلك عملت مؤخراً في مشروع البحر الأحمر في أملج والوجه وضبا وتبوك ،فقال له رئيس البلدية: هذا شيء يسعدني بأن ألتقي برجل قيادي كفؤ مثلك قد ساهم في هذه المشاريع الضخمة للدولة ويسعدني التعاون معك وتذليل أي صعوبات تواجهك وأي معدات تحتاجها فهي تحت أمرك ،وأعتقد بأننا كبلدية المجمعة قد وفقنا بالمهندس المناسب فقال حمد: الله يسلمك إن شاء الله نوفق في عمل المطلوب ولكن أولاً أريد بأن أطلع على المواقع بالطبيعة وتشرحون لي عماذا تريدون تنفيذه على أرض الواقع لكي أتمكن من صياغة أفكاركم وتطبيقها وتحديدها على نظام الخرائط بنظام GPS فقال رئيس البلدية :توكلنا على الله ثم خرجا معا متوجهين لبعض المناطق في المجمعة ورأوا الأراضي البكر الجديدة لأجل تنفيذ المشاريع عليها ثم قال رئيس البلدية إن قسم المساحة والمشاريع لدينا تحت أمرك وهذه الأماكن نريد أن تنفذ فيها مولات وهناك مجمع سكني وتجاري وبعض الخدمات العامة كمتنزه كبير ثم رجعا إلى البلدية وتوالت الأيام أصبح حمد مشغولاً جداً من الصباح وحتى مابعد الظهر ولاينفصل عن العمل إلا وقت صلاة الظهر وقد إستغرق عمله عندهم الآن مايقارب الشهرين ونصف،حيث يظل غارقاً في عمله حتى جاء يوم الخميس ولكن باله مشغول ايضاً بما حدث له على الطريق وفجأة جاءه إتصال من صديقه بدر وبعد أن سلم بادره حمد قائلاً و معاتباً له ولأصدقائه” لقد نسيتم بأن لكم صديقاً إسمه حمد إذا انشغل عنكم ما أحد يسأل منكم عنه، أم أن قدري بأن أكون الطيب الذي يغفر للجميع ولكن لايغتفر له والذي يتحمل الجميع لكن لا أحد يتحمله وإن غاب أحد عنه ينقبض قلبه من القلق والخوف عليه ولكن هو أن غاب فلا أحد يشعر به ويحب الخير للآخرين و لكن لاحظ له” فقال بدر: حمد إهدأ إهدأ إهدأ أنا أشعر بأنك لست بخير وأريد بأن أراك في أقرب وقت وهذه رغبة الاصدقاء أيضاً حيث سنجتمع في الإستراحة الليلة ونريدك بأن تكون معنا فوافق حمد فوراً لكي يخفف ذلك من ضغوط العمل عليه ولكي يعود بهمة ونشاط لذلك حرص صديقه بدر بأن يشاركهم حمد في سهرتهم لأن حمد طيب ومرح و شهم لذلك يحبه أصدقاؤه فقال حمد لصديقه بدر : ماذا أحضر معي من الأغراض فقال له بدر :أحضر معك حطب وفحم فقط وأما بقية الأغراض الأخرى فسنتكفل بها ونحن سننتظرك في الإستراحة بعد المغرب فلا تتأخر علينا فقال حمد: إن شاء الله.

                                                                                 

الفصل الثاني 

وبعد وصول حمد لبيته من المجمعة الرابعة عصراً حيث دخل وسلم على والديه وقبل رؤوسهما وقال سأنام ولا أريد غداء فقالا له والديه: كيف العمل معك اليوم وعساك ماتعبت فقال حمد: الحمد لله أنا بخير ولكن لأني معزوم الليله عند أصدقائي في الاستراحة سأخذ لي غفوه قبل الذهاب إلى هناك فقالا والديه :نوم العافية أن شاء الله ثم توجه حمد إلى الدرج ليصعد للطابق الأعلى ودخل غرفته ونام وقبل المغرب قام وتوضأ لصلاة المغرب ولبس ثوبه وغترته ووضع قميص له في كيس حتى يجلس براحته هناك ثم ركب السيارة وأدار المحرك ومر علة محطة الوقود لأجل أن يصلي في المسجد الذي فيها وبعدما صلى المغرب دخل إلى البقالة بعدما أن فتحت بوابتها لكي يشتري حطب السمر والفحم الصومالي و سلم على العامل وقال له :أين الحطب والفحم فأشار له العامل بيده إلى الجهة الخلفية فذهب بنفسه واختار الحطب والفحم وحاسب عليه ثم وضع العمال الأغراض في شنطة سيارته ثم ركب حمد السيارة وتوجه إلى الاستراحة وحينما وصل هناك ودخل بالسيارة فيها ونزل عامل الاستراحة الأغراض عندها دخل في الديوانية وجد جميع أصدقائه في إنتظاره  فقاموا له باشين وجميعهم أقبلوا ليسلموا عليه بحرارة وفرحوا برؤيته ثم جاء وسلم على بدر فمسكه بدر بيده وأجلسه بجانبه ثم سأله عن حاله وعن أخبار العمل الجديد ولكن حمد كان شارداً وراء أفكاره ولقد فضح ذلك نظرات عينيه الساهمة بعمق برغم أن بدر كان يتكلم بالقرب من حمد ولكن حمد قال هاه ماذا تقول ؟! أعد ماقلت ماكنت مركز معك ثم سأله بدر مرة أخرى فأجاب حمد ولكن بإجابة مقتضبه و لم يدخل في التفاصيل ولم يبد عليه الحماس فقال له بدر :أنت مشتت ومزاجك هذه الليلة لم يعجبني لأن عادتك تكون منطلقاً معي في الكلام ومسترسلاً ومبتسماً ونظراتك تكون مصوبة تجاهي ولكني الليلة أشعر بأن نظراتك تائهة وحائر يائس حزين كأن شيء ما كبير يشغل تفكيرك فهل هناك شيء يضايقك؟!هل أستطيع بأن أساعدك بشيء؟! هل أنت تمر في أزمة ماليه؟! قل لي وفضفض فأنا لست صديقك فقط ولكني أخوك لأننا نعرف بعضنا منذ الطفولة فقال حمد :لايوجد شيء فقال بدر :أنا أعرفك جيداً فهل موضوع شرودك وحيرتك على علاقة بالبنت التي قد كلمتني عنها ، ثم أطلق حمد تنهيدة من أعماق قلبه ثم قال: لقد وضعت يدك على الوجع يابدر ،تعال لنغير مكاننا بعيداً حتى لايشعر بنا أحد لكي أتكلم معك براحتي ولكن دعني أولاً أغير ملابسي لكي أكون براحتي فخلع ثوبه وغترته وعقاله ولبس القميص فقال حمد :أنا يا بدر متعلق ما بين السماء والأرض بعدما رأيتها وعرفت ظروفها فقال بدر :كيف ذلك هل تحتاج مني بأن أساعدك بمال لكي تتزوجها؟! فأطلب ماتشاء يا أخي فقال حمد:عندي وعندك خير وماقصرت، فالموضوع ليس له علاقة بالمال وليته في المال لكان الموضوع سهلاً ولكن المشكلة معقدة جداً ،ثم إستطرد حمد قائلاً أتذكر تلك المكالمة التي من حوالي شهر عندما كلمتني مساء بعد العشاء وقلت لي جهز نفسك فأنا والأصدقاء نريدك بأن تسافر معنا للمغرب ثم اعتذرت لك وقتها وقلت لك بأنني مكلف في مهمة جديدة في بلدية المجمعة فقال بدر: نعم أتذكر ذلك ولقد عذرتك لأجل ظروف العمل فقال حمد :في ذلك اليوم كنت عائداً إلى الرياض من بعد نهاية العمل من بلدية المجمعة ،ولكن بعد مائة كيلو عن المجمعة لاحظت من بعيد سائق يؤشر بيديه بجانب سيارة فان مكيفه ومتوقفة على جانب الطريق وحينما وصلت لمكان السيارة المتعطلة، أوقفت سيارتي على جنب ونزلت مشياً على الأقدام وتوجهت إلى السائق الهندي وسلمت عليه فقلت له: هل أنتم بخير فقال: نعم كلنا بخير فقلت له مالذي حدث فقال لقد إنفجر العجل “الكفر” الخلفي الأيمن كما ترى ثم إرتفعت حرارة السيارة وإنطفئ المحرك ثم خرخرت المياه من الأديتر فقلت للسائق ماأسمك فقال: أسمي كومار هندي من مدراس وأعمل سائقا في السعودية منذ 15 سنه فقلت له :ماشاء الله إفتح غطاء الماكينه ياكومار وحينما فتحت الغطاء ونظرت للأديتر فوجدته لازال ساخناً وتفحصت زيت الماكينه والقير وثم نظرت لمؤشر الحرارة في عدادات السيارة ثم سلمت على المرأة التي بداخل السيارة وقلت الحمدلله على سلامتكم فقالت: الله يسلمك فقلت لكومار:هل معك عجل احتياط  بإطاره الحديدي لكي نغيره فقال مامعي لأجل ذلك أوقفت السيارة وطلبت المساعدة فقلت: لابد من أن يكون معك في المرة القادمة عجل إحتياط ثم مررت من حول السيارة وتفقدت بقية العجلات الأخرى للفان فوجدت بأنها ليست في أفضل حال وتحتاج إلى تغيير فقلت لكومار أعطني الرافعة لكي أفك هذا العجل المتهالك ثم فتح كومار شنطة الفان وأعطاني الرافعة وبدأت برفع سيارة الفان حتى ارتفع العجل عن الأرض ثم فككت الصواميل وأخرجته بالتدريج حتى لايؤثر على هوب السياره حتى خرج العجل ثم قلت لكومار أنا سأذهب للمحطة التي هناك وسأرى إذا كان لديهم ميكانيكي و عجل للفان ثم أخذته معي ووضعته في شنطة سيارتي وقلت لكومار انتظرني هنا لحظات إن شاء الله وسأعود ولا تتعدَ السيارة فقال كومار:إن شاء الله ،ثم توجهت إلى المحطة والتي تبعد عن هذا المكان بحوالي 500 متر وحينما وصلت هناك توجهت إلى محل لعجلات السيارات وسألت البائع هناك فقال لي لايوجد مقاس للعجل الذي أنت تريد ولا الإطار الحديدي ” الجنط” فقال لا يوجد لدينا إلا عجلات للشاحنات فقط ثم توجهت إلى البقالة التي في المحطه ونزلت وأشتريت عصائر وكرتون منديل وعبوات ماء بارده ووضعها المحاسب في كيس ثم توجهت بالسيارة ورجعت إلى كومار، وبعد خمس دقائق تقريباً وصلت إلى كومار في موقع السيارة وأعطيته الكيس الذي به الأغراض التي أشتريتها من البقاله وقلت: أعطها المرأة التي جالسة في المرتبة الخلفية ثم قلت لكومار: إن المحطة التي هناك لم أجد فيها ميكانيكياً ولا العجل المناسب ولكن مايجب علينا عمله هو بأن نترك سيارتكم هنا ونوصل السيده للبيت ثم نطلب المساعدة لأني لا أستطيع بأن أترككم هنا لوحدكما حتى أبحث في القرى المجاورة أو في الرياض عن مساعده فقال كومار: كلامك مضبوظ ميه ميه ياحمد ولابد بأن تقول هذا الكلام للمعلمة فقلت له: هل هي معلمه ياكومار؟! فقال: نعم هي تدرس في قرية بسدير أسمها ” حرمه ” واقتربت من نافذة الفان وطرقت عليها النافذه فقلت لها :السلام عليكم ثم قالت لي: وعليكم السلام ثم قلت لها: سيارتكم لا تعمل ولا أستطيع بأن نترككما هنا وأذهب أطلب لكم المساعدة لكي أصلح السيارة ولكن مارأيك بأن أوصلكم معي للرياض حيث سنوصلك إلى بيتكم لترتاحي ثم نذهب أنا وكومار بعد العصر ونأتي بالميكانيكي ونشتري العجل المناسب وإطاره للفان ثم سألتني المعلمة وقالت: ماهذا العطل الذي في السياره فقلت لها إن ألأديتر يخرخر ماء وأعتقد بأنه يحتاج إلى تسييخ أو أحد التوصيلات بها مشكله وسنحضر ميكانيكياً ليكشف على الماكينة وعلى الأديتر وسيور الماكينه وعما إذا ماكان الأديتر يحتاج له تلحيم أو تغيير و نحتاج إلى عجلين واحد نركبه بدل المعطوب والآخر إحتياط مع إطار”جنط” فقالت :كم سيكلف ذلك فقلت لها :لا أدري والله أعلم إذا جاء الميكانيكي وغيرنا العجلات سنعرف ثم قالت :أرجوك بلغني كم سيكلف ذلك ولا تدفع شيئاً من جيبك فقلت لها :أبشري ومالك إلا مايرضيك إن شاء الله وقالت :سجل عندك رقم جوالي وأنا أسمي ريهام وبلغني بماذا يحدث معك في صيانة السيارة فقلت : عاشت الأسامي وإن شاء الله مالك إلا طيبة الخاطر فقالت ريهام: جزاك الله خيراً وأشكرك على اهتمامك وسعة صدرك ونحن آسفين قد أثقلنا عليك وعطلناك معنا فقلت لها :لا تقولي ذلك والناس لبعضها وتفضلوا اركبوا معي ،ثم نزلت وأخذت شنطتها معها وأحضر كومار بقية الأغراض الأخرى من الفان ثم ركبت معي في الخلف بسيارتي ووضع كومار الأغراض في السيارة وركب كومار بجانبي ثم أدرت محرك السيارة وتوجهنا إلى الرياض ولقد بقي على الرياض كما تقول اللوحة الزرقاء 96 كيلو متر ثم سألت المعلمة ريهام هل أنتي في زيارة لأحد في هذه القرى فقالت أنا معلمة رياضيات في مدرسة ابتدائية في قرية حرمة بسدير حيث لي خمس سنوات ثم رأيتها في المرآة وهي تتحدث مسترسلة فقد شدني أسلوبها وجمال عينيها من خلف النظارة الشمسية والخمار فكانت عيناها يابدر تنطق مع بياض وجهها ماشاء الله والعفوية وكان حديثها عذباً هادئاً وكله عقل ورزانة ولقد ذهب التعب عني حينما سمعتها تتحدث وحينما رأيتها في المرآة وقلت لها :ألم تجدي يامعلمة ريهام مدرسة في الرياض فقالت :كنت أدرس في مدرسة أهلية ولكن كانت مرتباتهم ضعيفة جداً ولا تستحق المجهود الذي أبذله وكذلك وجود أجواء مصاحبة للمدارس الأهليه تجعل المعلمة تتنازل عن الكثير من قناعاتها كمعلمة لذلك فضلت الاستقالة حتى تفاجأت بصدور قرار تعييني في قرية حرمة بسدير ولقد حاول والدي وإخوتي محاولات شتى بأن أكون معلمة في أحد مدارس الرياض الحكومية ولكن جميع محاولاتهم قد باءت بالفشل وبذلك تكون قد بدأت معاناتي مع النقل الخارجي حيث المسافات البعيدة وخطورة الطريق في بعض الأحيان وندخل أحياناً في جزء من الطريق غير ممهد حيث ندخل خلال الصحاري والوديان للوصول للمدرسة هذا غير الظروف الجوية مثل الغبار والأمطار و لقد سبق وأن طالبت وزارة التعليم بتسجيلي في حركة التنقلات لأن لي في هذه القرية خمس سنوات ولكن لاأحد مهتم ولا أجد منهم سوى الوعود والإجراءات الروتينية وأصبحت معلقة في هذه القرية  بسبب عقم حركة التنقلات ،وهذه مأساتي ومأساة الآلاف من المعلمات ولقد شعرت بأن الحياة تأخذني إلى حيث لا أريد ولا مفر لي من الأحداث التي تسير بي إلى عوالم جديدة وغريبة علي حيث لم آلفها ولم أتوقعها من قبل في يوم من الأيام وفي هذه التجرية علمتني بأن الحياة تتطلب أحياناً منا الجرأة وأحياناً أخرى المرونة في بعض المواقف حتى لا ننكسر فقلت لنفسي بأنه لاخيار لي مع القدر والنصيب لأنه يريد بأن يصنع مني شخصية جديدة بسبب قساوة الواقع وقساوة الطريق والمعاناة النفسية والجسدية ولقد تعلمت من هذه التجربة أشياء كثيرة وتجارب كبيرة مليئة بالمغامرة والجرأة فإما أن أنغمس في ذاتي وأضع اللوم على وضعي الاجتماعي أو أن أصبر وأصارع الظروف وأتقبل القدر بشجاعة و تحمل نتيجة اختياري ووعورة الطريق وقساوة الطقس لأجل أنني أحمل رسالة وأمانة أريد إيصالها لتلك الطالبات اللاتي بعمر الزهور في هذه القرية المنعزلة عن الحضارة ويكون ذلك محفزاً لي على التحمل و العطاء و خاصة حينما أرى فرحة أمهاتهن وترحيبهن بي ، إنه مجتمع صغير في بيئة بكر في طبيعته ولكنه ثري بالإنسانية والبساطة بدون تعقيد حيث لم تشوههن الحضارة ببعض أمورها السلبية فأصبحت أشعر بأن الطالبات الصغيرات كبناتي وتدهشني براءتهن وبساطتهن والأدب الجم الذي تربين عليه بالإضافة إلى أنهن مدهشات في العلم وإصرارهن على التعلم ذلك واضح من خلال طرح أسئلتهن وبأدب ولذلك أحرص إقامة حفل استقبال البنات وأمهاتهن في بداية العام الدراسي وكذلك بعد انتهاء موسم الإختبارات وأحرص على اجتماع الأمهات لنساهم في توعيتهن وتوعية البنات ولقد رأيت هذه الروح الجميلة لديهن أكثر من بنات المدن لذلك شعرت بأن هناك معنى لوجودي في هذه القرية ومع هؤلاء الناس الذين لم أجد منهم إلا المحبة و الاحترام ولكي أشارك في التغيير للأفضل لبث الوعي في عقول الطالبات اللاتي أدرسهن لذلك أصبح كخير قدوة لهن لأنهن ينظرن لي دوماً بأنني قد أتيت من المدينة وقطعت كل هذه المسافة لأجل تعليمهن ومساعدتهن برغم المشقة والخطورة والتعب لذلك ينظرن لي بفخر واحترام وهذا النوع من الطالبات كالأرض الخصبة التي أحرص بأن أزرع فيها مشاتل مثمرة بالإيمان والحب والأمل و التفاؤل وأجعل كل واحدة منهن تؤمن بقوة أحلامها وأن ماتريده في المستقبل سوف يكون بالإرادة وأنهن جميعا بإمكانهن أن يحققنها لو أردن لذلك انا أكون سعيدة حينما أرى البنات كل يوم يصبحن للأفضل في تعلم القراءة والكتابة والحساب والقرآن الكريم وهو ليس شعوري لوحدي ولكن شعور آلاف المعلمات اللاتي بعضهن تبتعد مدارسهن بحدود600-1000 كيلو متر ذهابا وإيابا لذلك هن دوما واضعات ايديهن على قلوبهن حتى يرجعن لمنازلهن حيث يبدأ وقت معاناتهن من منازلهن في الساعة 2،30 فجرا ثم لايعدن لمنازلهن إلا الساعة الخامسة مساء لذلك فبعضهن يقع لهن حوادث على هذه الطرق الطويلة والموحشة فيفقدن حياتهن أو يصبن بإصابات بالغة قد تؤدي بهن إلى عاهة مستديمة على كرسي متحرك وبعضهن قد طلقن من أزواجهن وحرمن من أولادهن بسبب الحاجة الماسة لكي ينفقن على أولادهن.

 

الفصل الثالث

وكذلك بعضهن يحدث لهن حوادث ويفارقن الحياة ويتيتم أطفال صغار بسبب حوادث الطرق في المناطق النائية ومايصاحبها من ظروف مناخية صعبة في شدة الصيف حيث حرارة الشمس وفي شدة البرد غزارة الأمطار والبرد الشديد هذا ناهيك عن أعطال السيارات ،ثم قلت لريهام :والله أنكن بطلات وتستحقون أوسمة من الدرجة الأولى لأنكن تناضلن وتقدمن تضحيات كبيرة وكثيرة برغم التعب وضخامة المسؤوليات في ظل انخفاض معايير ومقومات السلامة والتحفيز ثم قلت لريهام :على أذنك فهذا مطعم وسوف ناخذ لنا غداء ولكي نستريح قليلاً ثم نزلت وأحضرت رز ودجاجتين في وعائين من القصدير بحيث يكون في كل وعاء دجاجة ورز وأشتريت أيضا مشروبات غازية وعصائر وعبوات ماء بارد وعندما ركبت السيارة تقدمت بحوالي خمسين متر على الخط الجانبي من الطريق ثم أعطيت ريهام غدائها وقلت لها: تفضلي غداءك وسامحيني على القصور قالت الله يكثر خيرك وماقصرت وعلمك غانم، وقلت لكومار: هات الفرشه من شنطة السيارة وأفرشها بالقرب من السيارة لكي نجلس ونتغدى ففرش كومار الفرشة وجلسنا نتغداء ونتحدث وعندما انتهينا وغسلت يدي بماء الشرب أعطيت كومار ماء لكي يصب على يد ريهام إذا انتهت من غدائها ثم ذهب كومار وتحدثا معاً

 ثم نزلت وغسلت يديها وعادت لتركب في الخلف ولقد عرفت من كومار بأنها البنت الوحيدة لأبيها وأمها وأما بقية أخوتها فهم أربعة أخوه لها ثلاثة منهم تزوجوا وقد خرجوا من المنزل وأما الأخ الأصغر فهو لازال طالب يدرس في المرحلة الثانويه وحينما ركبنا السيارة أنا وكمار وأدرت المحرك ثم دخلت على الطرق فقد لزمت المسار الأوسط لكي أتجاذب أطراف الحديث مع المعلمة ريهام فقلت لها :هل الحوادث التي ذكرتي تحدث باستمرار للمعلمات  فقالت: نعم وفي مختلف قرى المملكة وهذه مأساة الكثيرات من المعلمات اللاتي يصبحن مغتربات عن أهلهن وأزواجهن وأولادهن فقلت لها إن هذا لشيء مؤلم والمفترض بأن تجد وزارة التعليم حلا جذرياً لهذه المشاكل التي قد حصدت أرواح المعلمين والمعلمات في المناطق النائية وأنا قد سمعت بقرار تخفيض دوام المعلمات اللاتي يدرسن في المناطق النائية فقالت المعلمة ريهام هذا قرار صائب ولكن يعتبر كحل مؤقت ومسكن فقط وليس حلا جذري وأيضا هذا لا ينطبق على جميع المعلمات فأنا مثلا لاينطبق علي ثم قلت لها :و مالحلول في نظرك فقالت المعلمة ريهام :أقترح بأن يكون هناك أولا طواقم إسعاف نسائية بسبب كثرة حوادث المعلمات بسبب الإصابات الخطيرة لكي يباشرن حوادث المعلمات ويسعفوهن من الإصابات التي إذا لم تلقى الأسعاف في وقتها يفقدن حياتهن وكذلك لابد من إيجاد مسكن للمعلمات اللاتي تبعد منازلهن عن المدارس مئات الكيلو مترات وكذلك توفير وسائل للنقل وتكون مريحة ومكيفة ومزودة بوسائل السلامة وكذلك إعادة النظر في التعيينات بدلا من التعيبن العشوائي وكذلك يجب إيجاد حضانات في المدارس النائية لكي لاتكون المعلمة قلقة على طفلها أو أطفالها وكذلك إعطائهن حوافز مغرية كاحتساب السنه بسنتين بالمناطق النائية وكذلك تعويضهن ببدل خطر مجزٍ وأن لايكون بأقل من 50% ولقد قرأت عن إحصائية تقول بأن نسبة الحوادث المرورية والتي تقع في دائرة وزارة التعليم بنسبة 57% حيث يشكل المعلمون والمعلمات 35% ويشكل نسبة الطلاب 22% ثم قلت :يامعلمة ريهام إقتراحاتك كلها معقولة وليست مستحيلة ونسبة هذه الحوادث عاليه ثم سألت كومار :هل سبق وأن تعطلت بكم الفان على الطريق فقال: نعم ولكن في أوقات متباعدة ثم قلت لكومار :وإذا تعطلت بكم السيارة مثل ذلك فلا تترك المعلمة ريهام وحيدة لكي تذهب وتطلب المساعده لأنها في ذمتك وأنت مسؤول عنها أمام الله ثم أمام أهلها والقانون فقال كومار :إن شاء الله وأنا مدرك لذلك وأحاول بقدر المستطاع بأن أفعل ذلك ثم أقبلنا على الرياض ثم سألت كومار :أين الطريق إلى البيت فقال حينما تأتي للدائري الشمالي تذهب معه ويكون وجهك شرقا وثم تتجه للدائري الشرقي من عند مخرج 8 وحينما تدخل معه تتجه على حي الروابي مابين مخرج 14- 15 بالقرب من المنتزه وحينما وصلت للدائري الشرقي كان الزحام شديدا ووصلت للمنزل على حسب الوصف وتوقفت السيارة قلت لريهام :تفضلي فقد وصلنا فنزل كومار وفتح لها الباب فقالت: الله يعافيك ياحمد تفضل لتشرب مع والدي القهوة ليتعرف عليك فقلت لها :مافيه وقت خليها وقت ثانٍ أنا الآن سأرجع ومعي كومار لكي نأخذ ميكانيكياً وسنرى ماهو مطلوب ثم قالت: لا تنسَ أنا أنتظر منك اتصالاَ لتخبرني بماذا فعلت وماعليش عذبناك معنا فقلت لها :هذا حق وواجب وإن شاء الله سأبلغك أولاً بأول ثم نزلت من السيارة ولم أتحرك حتى دخلت المنزل ثم توجهنا أنا وكومار إلى محطة بها ميكانيكي أعرفه واسمه أبو أيمن وبها محل ضخم به أنواع من عجلات السيارات والإطارات الحديدية فنزلت العجل المنسلخ من الشنطة واشترينا منهم عجلين مع الإطار الحديدي للاحتياط وقمت بتعبئة السيارة بالوقود حيث قد وجدنا أن الناس قد صلوا العصر ثم نزلت من السيارة حينما رأيت أبو أيمن وسلمت عليه ثم حياني بإبتسامته المعهودة ثم شرحت له عن سيارة الفان وعن مكانها فقال لي: ياحمد لو غيرك والله لا أخرج معه وأترك الورشه ولكن غالي والطلب رخيص فقلت: عشان  كذا ماجيت إلا لك يا أبوأيمن والله يديم المعروف فقال: لحظة ياحمد حتى آخذ العدة معي وعامل وخمسة جوالين ماء رديتر ثم بعدها بلحظات جاء أبو أيمن وقال أفتح الشنطة وفتحتها ووضع شنطة العدة وجوالين ماء الأديتر وركب أبو أيمن بجانبي والعامل علي قد ركب بجانب كومار في المرتبة الخلفية ثم تحركنا متوجهين إلى طريق القصيم وبعد ساعة وربع وصلنا إلى سيارة الفان.

                                                                    الفصل الرابع

وعندما وصلنا للسيارة فتح كومار غطاء ماكينة السيارة ونظر أبو أيمن إلى الماكينة وتفقد سيورها وتفقد الزيت وزيت القير ووجد الماكينه سليمة ثم نظر أبو أيمن لمؤشر الحرارة في عدادات السيارة ثم أدار أبو أيمن مفتاح السويتش ولكن بدون أن يشغل المحرك ثم نظر إلى خراطيم الماء وفتح جالون واحد من ماء الأديتر وبدأ يصب في البداية بالتدريج وينظر للأسفل ومن داخل الماكينه ليرى أذا كان هناك تسرب ثم صب بقية الجالون وفتح بقية جوالين ماء الأديتر وصبها كلها ووجد بان كل شيء تمام فقال أبو أيمن :الحمدلله أن الماكينه سليمه والأديتر سليم ثم قال أبو أيمن لكومار أدر المحرك وأدعس على دواسة البنزين وأخذ يدعس كومار وتفقد أبو أيمن أيضا الماكينة والأديتر حتى أطمئن ثم نزل كومار وأحضر العجلين الأساسي والأحتياطي وركبت العجل الخلفي ووضع كومار العجل الإحياطي في شنطة الفان ثم قال أبو أيمن لكومار: إذا رأيت الحرارة قد تجاوزت نصف المؤشر فتوقف بالسيارة ولا تتحرك بها خطوة واحده حتى لايؤثر ذلك على رأس الماكينه ثم قال كومار: شكرا على هذه النصيحة وأنا أفعل ذلك اذا حدث معي مثل ذلك ثم قلت لكومار: سيركب معي الميكانيكي ومساعده وأنت إتبعني لكي لاقدر الله لا تتعطل الفان مرة أخرى فقال كومار: اتفقنا ياحمد ثم تحركنا وانطلقنا جميعا وقال لي أبو أيمن: هل هذا السائق يعمل عندك فقلت له لا فقال أبو أيمن هل هذا السائق لأقربائك فقلت له :لا فقال: هو لجيرانك فقلت له :لا فقال أبو أيمن كيف تساعدهم وأنت لا تعرفهم ؟!فقلت له: لقد رأيتهم متعطلين وعالقين على الطريق وفي حال صعبة وكانوا محتاجين للمساعدة فقررت بأن أساعدهم والناس بالناس والكل بالله فقال أبو أيمن: الله يكثر من أمثالك وعندما وصلنا للمحطة أخذ أبو أيمن شنطة العدة من شنطة سيارتي ثم قلت له :كم حقك فقال: لاشيء ماعدا قيمة خمس جوالين ماء الأديتر فقلت له تفضل وشكرا ياأبو أيمن فقال العفو وحينما إلتفت وإذا بكومار قد وصل بالفان ثم قلت له: أسبقني للبيت وأنا سأكون خلفك ثم تحركنا جميعا وأصبح كومار أمامي حتى وصلنا للبيت بعد المغرب ثم أدخل كومار سيارة الفان إلى جراج المنزل ثم اتصلت بالجوال على ريهام فقلت لها :السلام عليكم أنا حمد الذي كنت مع السائق لأجل سيارتكم فقالت :وعليكم السلام اهلا بك ياحمد ثم قالت لي كيف الأمور فقلت لها الماكنية الحمد لله سليمة وكذلك الأديتر ولقد اشترينا عجلين واحد بدل الذي انسلخ وآخر كاحتياط وإطار حديدي له واشترينا خمسة جالون ماء للأديتر فقالت ريهام :كم كلف ذلك فقلت: ماكلف شي يسوى فقالت: أتفقنا أنك تعلمني وأن لاتتكلف بشيء من جيبك ثم قلت لها: لقد كلفت السيارة 1000 ريال ثم قالت أنت ماقصرت تعبت معنا وأخذنا من وقتك وراحتك تفضل أدخل وأرتاح وخذ فنجان قهوه مع الوالد ولا ترى بزعل عليك والوالد بعد بيزعل فقلت لها :ما أقدر على زعلكم ثم بعدها بلحظات جاء كومار سريعاً بينما كنت أجري المكالمة معها ثم قال: بابا يقول لك تفضل ،فقلت لها :على أذنك الوالد مرسل كومار ويقول لي بعد تفضل وأنا والله كان بودي أذهب للبيت وآتيكم بوقت آخر لأنني أريد بان أخذ لي حمام دافئ وأغير ملابسي فقالت لي: تفضل أنت الآن وستلحق على خير بإذن الله اذا ذهبت لبيتكم وحتى لايزعل والدي عليك فقلت لها: طيب أنا داخل الآن عندكم وأنتهت المكالمه ثم أخذت سيارتي وأوقفتها بالقرب من منزلهم ثم نزلت من سيارتي وقلت لكومار :ما اسم الولد الكبير لبابا ريهام فقال :فهد فدخل كومار أمامي ثم دخلت لمنزلهم وناديت بأعلى صوتي وقلت: ياأبوفهد مرتين فقال صوت من الداخل: تفضل ياحمد وحينما دخلت من الباب كان هناك ماشاء الله مقدمة شاسعة وحينما تأملتها للحظات لاحظت بأنها تحتوي على حديقة جميلة بها بعض الأحواض البلاستيكية الكبيرة من الورود الرائعة ذات الاشكال المختلفة حيث رائحتها الجميلة  تملأ المكان وأرضها ممهدة ببلاطات مخلخلة بنجيل من الثيل الطبيعي وتتوسط الحديقة نخلة كبيرة باسقة وفي كل طرف من الحديقة توجد شجرة لليمون الحساوي ،وبينما أنا داخل لاحظت ستارة الغرفة التي بالطابق الأعلى والمطلة على المقدمة تتحرك وكانت شفافة ورأيت ريهام تطل من الجانب المفتوح وكانت عيونها جميلة وساحرة ولكن هذه المرة بدون غطاء ولا نظارة شمسيه حيث كان الوقت بعد المغرب وكانت كالقمر المطل في السماء الظلماء وحينما دخلت لأجلس رأيت رجلاً مقعداً على كرسي متحرك كبير في السن فقلت له: السلام عليكم وقبلت رأسه وقال: عليكم السلام وقلت له: كيفك ياعم أبو فهد فقال أنا بخير الله يسلمك ثم استطرد وقال أنا أشكرك  الشكر الجزيل على موقفك الشهم مع ابنتي وأنك أنقذت ابنتي والسائق وهذا معروف لن أنساه لك ياولدي حمد فجزاك الله بكل خير فقلت له: ياعم أنا لم أعمل ألا الذي يمليه علي ديني وضميري وإنسانيتي وهذا واجب وليس فضلا مني ثم سألني والدها عن عائلتي وعن والدي وأخبرته عنهم وعن عائلتي ثم قال: أنتم من عائلة معروفة منذ القدم بالطيب والكرم والأصالة والشهامه لذلك الآن لن أستغرب هذه الأخلاق منك بعدما عرفت منك عن عائلتك ثم قال أبو فهد :أريدك أنت والوالد بأن تواعدونا في يوم ما إما بأن نغديكم أو نعشيكم لكي نتشرف بكم في منزلنا لكي نقوم بواجبكم وهذا اقل شيءنستطيع بأن نعبر لكم به عن شكرنا: فقلت الله يسلمك يابوفهد وجعله عامر و أوعدك أن شاء الله أذا وجدت الوقت المناسب بأن أزورك أنا و الوالد ونشرب القهوة عندك فقال ابوفهد: الله يسلمك ياحمد ثم سألني عن عملي وقلت له: أنا اعمل  في وزارة الشؤون البلدية والقروية كمهندس ولكني في هذه الفترة منتدب إلى بلدية المجمعة لوجود عمل هناك مكلف به فقال أبو فهد ماشاء الله عليك وأتمنى لك التوفيق ثم أخرج أبوفهد من جيبه ظرف وبه مبلغ من المال وقال تفضل ثم حاولت بأن أرفضه ولكن أصر وأخذت الظرف وكانت رائحته عطر نسائي فعرفت بأنه من ريهام لأنه نفس عطرها ثم قال لي أبو فهد: هل أنت متزوج فقلت له لا مابعد كتب الله لنا نصيب فقال :الله يوفقك في بنت الحلال فقلت: آمين ثم قلت أبوفهد على أذنك فوالدي ينتظراني منذ خروجي من الصباح فقال: أذنك معك وسلمني على الوالد وأعذرني ياولدي بأني لم أستطع بان استقبلك عند دخولك ولا أقدر أخرج معك لكي أوصلك للباب لأني كما ترى على هذا الكرسي فقلت ياعم أبوفهد: يكفي مافي القلب من محبتكم وحسن استقبالكم لي ولا تكلف على نفسك وأنا عارف بالذي في خاطرك تجاهي الله يسلمك ثم ودعته وقبلت رأسه وحينما كنت خارجاً نظرت إلى الحديقة الجميلة والنخلة الباسقة وخرجت مع الباب وتوجهت الى سيارتي فقلت لقلبي هل ياترى ستكون حبيبتك ريهام من نصيبك ؟! هل ستكون زوجتك أم يقول القدر كلمته.؟!

                                                     الفصل الخامس

وبعدها بيومين كان القلب والبال مشغولاً برهام ليلاً ونهارً ولقد أحببتها يابدر وتعلقت بها ولم تفارق بالي لحظة واحده فنفذ مني الصبر وقررت الاتصال عليها ليلاً و لكني أرسلت لها رسالة واتس أب وقلت فيها” هل أستطيع الاتصال عليك “وبعدها بلحظات جآتني رساله منها حيث قالت ” نعم تستطيع الاتصال بي الآن ” وحينما أتصلت عليها إرتبكت وقلت لها:السلام عليكم مساء الخير كيفك ياريهام وكيف حالك وكيف حال الوالد فقالت: كلنا بخير وكنت متردد ماذا أقول لها هل أفاتحها في الأمر مباشرة  ثم بعد لحظة صمت قالت لي ألوه فقلت: نعم كنت قد نسيت بأن أقول للوالد بأنه لابد من تغيير عجلات السيارة المتبقيه لكي لاقدر الله لاينفجر إحداها على الطريق ثم قالت ريهام: لقد جعلت كومار يشتري عجلات جديده ويغير زيت الماكينه والقير ثم قلت لها :هذا شي طيب وقلت ممكن بأن أفتح معك موضوع لأنني لا أستطيع بأن أفتحه مع أهلي أو أهلك حتى آخذ رأيك فقالت :تفضل ياحمد فقلت لها :ممكن أتقدم لأهلك وأطلب يدك من والدك وتكوني شريكة حياتي ،ثم صمتت وأخرجت زفرة بألم فقالت: ياحمد أنت رجل ذوق وأخلاق ومتعلم ومثقف ومليون بنت تتمناك ثم قالت: تدري ياحمد ماهي مشكلتي ومشكلة البنات اللاتي مثلي أن هناك بعض مشائخ القبائل من يفرضون علينا بعض العادات التي لا يقبلها دين ولا يقبلها عقل، فهم بسلومهم هذه يجاملون الآخرين على حساب سعادتنا نحن البنات فقلت لها: كيف ذلك ؟! فقالت: عند البعض منهم لازال متمسك بالتحجير فالعم أو الخال إذا قال فلان لفلانة عند الطفولة فتصبح هذه الكلمة قرآن منزل استغفر الله ويصبح لزاما بأنهم إذا كبروا يتزوجوا من بعض حتى لو لم يكن هناك محبة أو توافق في التعليم أو التفكير أو يزوجوا بناتهم القاصرات إلى شيوخ طاعنين في السن أعمارهم من 80- 120 سنه لأجل أن هذا العجوز شيخ قبيلة أو شيخ فخذ أو أمير فوج أو يزوجوها لأمير وهي لا تحبه أو يزوجوها لرجل لأجل المادة وكل ذلك لأجل مصالحهم الشخصية ولا ينظرون لسعادة بناتهم ولا يقولون هل هذا من الدين في شيء فديننا سمح وراقٍ لايدعو للمغالاة في المهور ولا يجعل الفتاه كسلعة يزوجوها بدون أن يأخذوا رأيها في الزواج وهم هؤلاء من يحلل لأنفسهم بأن يتزوجوا من الخارج سواء كانوا عربيات أو أجنبيات ولكن نحن كبنات محرم علينا أن نختار من نريده شريك لحياتنا فقلت يارهام :وأنتِ من أي نوع لقد أقلقتيني بكلامك فقالت: أنا ياحمد عمي محجر علي لإبنه وأنا لاأحبه وأطيق العمى ولا أطيقه فهو متخلف وليس معه إلا شهادة المتوسطه وغير مستقيم ولايستطيع بأن يتحمل مسؤولية نفسه فكيف بمسؤولية زواج وبيت وهو لازال عايش عالة على والده برغم أن عمره الآن30 سنة فقلت لها :ومالمشكلة لو تزوجنا فقالت :أخاف عليك ياحمد بأن يقتلوك أو يؤذوا والدي لأنه قد خالف سلوم القبيله ثم قلت لها :ولكن حرام تذبل زهرة شبابك وأنتِ في هذا الوضع معلقة فلا أنتي تريدين بأن تتزوجي إبن عمك ولا إنك تستطيعي بأن تتزوجي الشخص الكفؤ الذي تريدينه فقالت: ياحمد هل ترى هذا المشوار الذي أذهب معه كل يوم ذهاباً وإياباً للمدرسة في تلك القرية النائية ؟! فقلت: نعم فقالت :أنا والله لست بحاجة للمال فنحن بخير والحمدلله ولكني لكي لا أشغل تفكيري ونفسي في موضوع ابن عمي في كوني معلقة برغم أن الطريق يعترضه الكثير من المخاطر وسبق وأن حدث لي عدة حوادث على هذا الطريق ولكن الله قد سلمني فأنا أهرب من واقعي الأليم وقد سبق و قلت لوالدي ووالدتي أنا لن أتزوج من ابن عمي ولو كان مافي هذه الدنيا من الرجال إلا هو فلن أتزوجه لأنني لن أحبه ولن أكون سعيدة معه وأنا من سيتزوج وليس أنتم فأنا ياحمد لو تزوجته سأكون حزينة وسأذبل معه كذلك، لذلك فضلت بأن أعيش مع أهلي وبمعاناتي على الطريق أرحم لي مليون مرة بأن أكون في عصمة ولد عمي، فقلت لها والدموع في عيني : ياريهام أنتِ بهذه الطريقة تقسين على نفسك لماذا لاتتركين التدريس مادام أنه خطر عليك ويمكن لاقدر الله يقع عليك حادث وتصابين أو لاقدر الله تفقدين حياتك فقالت:لو يريد الله علي شيء فهو سيحدث لي وأنا في بيت أهلي وأنا متوكلة على الله وأنا في وضعي هذا مرتاحه فقلت ياريهام :أنتي مميزة وذكية وجميلة وتستحقين كل الخير وأتمنى لك السعادة والتوفيق في حياتك الخاصة والعملية والله يحفظك وعموما إذا إحتجتِ أي مساعده من وزارة البلدية أوأحد من أقاربك فأعطيني خبر وأنا أخدمك وأخدم مندوبك أو لا قدر الله قد حصل شيء عليك في الطريق فاتصلي علي أو دعي كومار يتصل بي أو إذا احتجتم أي أغراض للبيت فعطيني خبر فوالدك أعده كوالدي فقالت: الله يسلمك ياحمد وأشكرك وهذا من ذوقك وحسن ذاتك وقلت لها :أنا لن أقول لك وداعاً ولكن إلى اللقاء وأستودعك الله وقلبي معك وخاصة منذ طلوعك فجراً وحتى عند رجوعك عصرا فقالت لي: مع السلامه ياحمد والله ييسر أمرك في حياتك ويسعدك دوما وأنا لن أنساك في دعواتي فقال بدر: فعلا ياحمد إنه لشيء مؤلم ومحير ويجعلك معلقاً ولكن هون عليك ياصديقي سيبدلك الله بخير منها فقال حمد يابدر: أجمل من تلك الإنسانة ماشافت عيني ولا راح تشوف فهي ماشاء الله جامعة كل شيء الجمال والذكاء والعقل وقوة الإرادة وحلو المنطق والهدوء والحكمة وجمال الروح فهنيئا لمن كانت نصيبه وسبحان الله هذه الصفات التي فيها أنا كنت في السابق أريدها في شريكة حياتي حتى رأيتها في ريهام ولكن النصيب قال لي لا فقال بدر: ياحمد دلني على شخص في التاريخ القديم والحديث قد نال في حياته كل شيء يريده ولو أطلعت على أصحاب القبور وسألتهم وتكلموا لقالوا لك لا لم نحصل على كل مانريد ولم تنتهِ أعمالنا أذاً هذه الحياة بكل بساطة ياصديقي وقل الحمد لله وأدعُ لها بأن يحفظها فأنت قد أحببتها لجمالها ولأنك رحمتها لأنها مهما تظاهرت بالقوة و العناد فهي ضعيفة لاحول لها ولا قوة لذلك فأجعلها ذكرى جميلة في حياتك وأيضا اجعلها كقدوة حسنة لك لأنها شجاعة وتحملت الصعاب والتعب والظروف القاسية وواجهتها ورفضت بأن تتزوج بشخص لم تقتنع به وتحبه فقال ياحمد: يابدر كلامك صحيح وهذا رد على من يقول بأن الفتاة السعودية على الهامش لأنها فتاة مدللة وكسولة ومتعودة على الاتكالية وحياة الرفاهية ولاتحب العمل لأنها ليست جادة،ولكني سأتحدث عن هذا المجال مع الإعلاميين وأصحاب القرار ليعالجوا هذا الخلل الكبير الذي نتج عنه ضحايا من أبناء وبنات الوطن وكذلك ظاهرة الزواج بهذه الطريقة المتخلفة من الذين يفرضون الوصاية على البنات في زواجهن ثم لم يكمل حمد كلماته إلا وعيناه مغرورقتان بالدموع وقال :حرام ما يحدث لريهام وأمثالها فيا ترى كم من ريهام في هذا الوطن تعاني أو قد ذهبت ضحية.؟!

سلمان بن محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …