زائرها المرعب في الليل

قبل أن أتكلم عن قصة الجن ، سأعرف بكلمة الجن وهو اسم جمع لكلمة “جان” ، ومفردها “جني” أو “جِنية” بكسر الجيم)، وفي القاموس : المفرد يسمى جني والأنثى تسمى جنية، وهو من الفعل جَن (بفتح الجيم وتشديد النون وفتحها) وهو بمعنى استتر وغطى ومنها قولهُ في القرآن: ((فلما جن عليه الليل))، أي سترهُ ظلام الليل وغطاه، وهم وبحسب الأديان والأساطير العربية القديمة الجن مخلوقات تعيش في عالمنا بيننا ولكن لا يمكن رؤيتها عادة، وهي خارقة للطبيعة، لها عقول وفهم، ويقال إنما سميت بذلك لأنها تستتر ولا تُرى.“موقع ويكبيديا”

وقال إبن تيمية “والجن يتصورون في صور الإنس والبهائم، فيتصورون في صور الحيات والعقارب وغيرها،وفي صور الأبل والبقر والخيل والبغال والحمير وفي صور الطير وفي صورة بني آدم”

وكما قال الباقلاني” لسنا ننكر مع كون أصلهم النار أن الله تعالى يكثف أجسامهم ويغلظها ، ويخلق لهم أغراضاً تزيد على مافي النار، فيخرجون عن كونهم ناراً ويخلق لهم صوراً وأشكالاً مختلفة”

وكل من الجن والأنس قد خلقهما الله وكلفهما بعبادته قال تعالى ” وماخلقت الجن والأنس إلا ليعبدون” وقوله تعالى ” يامعشر الجن والأنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا ، قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين”

وهذا يدل على أن الجن مكلفون مثل الأنس بطاعة الله وسيحشرون يوم القيامة لأجل يوم الحساب، لذلك قد أرسل الله لهم أنبياء و رسلاً منهم كما أرسل للأنس حتى لايكون لهم حجة يوم القيامة ، كما امرهم الله سبحانه بطاعة خاتم الأنبياء والرسل وهو محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وقد وجب عليهم اتباعه كما ورد في صحيح مسلم عن ابن مسعود قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ففقدناه فالتمسناه في الأودية والشعاب، فقلنا: استطير أو اغتيل، فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فلما أصبحنا إذا به جاء من قبل حراء فقلنا: “يا رسول الله فقدناك وطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم”، فقال صلى الله عليه وسلم: “أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن”، قال ابن مسعود: فانطلق بنا، صلى الله عليه وسلم، فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم…) وقال تعالى ” قد أوحي إلي بأنه إستمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجباً يهدي إلى الرشد،ولقد ذكر الله الوعيد الشديد لكل من الجن والأنس بمحاسبتهم حيث قال سبحانه”فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثياً” وقوله تعالى” ويوم يحشرهم جميعاً يامعشر الجن والإنس قد استكثرتم من الأنس وقال أولياؤهم من الأنس ربنا إستمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا فقال النار مثواكم خالدين فيها إلا ماشاء الله إن ربك حكيم عليم”

فكما خلقهم الله بقدرات أكبر من الأنس لأنهم مخلوقين من النار والأنس مخلوقين من الطين لذلك الجن لهم علومهم التي تتوافق مع خلقتهم وقدراتهم وذلك حينما خاطب الله الجن والأنس في قوله تعالى ”

﴿ يامعشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ﴾ وهذا السلطان هو العلم فكما أن الله قد أعطاهم القدرة على التشكل على هيئة الحيوانات كالكلاب والقطط والحمير والأفاعي والصراصير والفئران والحشرات مع قدرتهم على التشكل في هيئة البشر ولقد حدث ذلك في عهد النبي عليه الصلاة والسلام حيث كان النبي مع أصحابه فدخل عليهم رجل غريب نتن الرائحة قبيح المنظر مقطع الثياب ثم بعدما ذهب الرجل أخبر النبي صحابته بأنه ذلك الرجل هو الشيطان قد جاء ليشككم في أمر دينكم،عن أبي هريرة قال ” وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت والله لأرفعنك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أني محتاج وعلي عيالاً ولي حاجة شديدة قال: فخليت عنه فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة قال قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيال فرحمته فخليت سبيله قال: أما انه قد كذبك وسيعود فعرفت انه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيعود. فرفضته فجاء يحثو الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة ما فعل أسيرك فقلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيال فرحمته فخليت سبيله قال أما انه قد كذبك وسيعود فرفضته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه آخر ثلاث مرات أنك تزعم ألا تعود ثم تعود قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت ما هو قال إذا آويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ..) (البقرة:255) حتى تختم الآية لايزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما فعل أسيرك البارحة فقلت يا رسول الله زعم انه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال ما هي قلت: قال لي إذا آويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ..) وقال لي لا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شيء على الخير فقال النبي صلى الله عليه وسلم : “أما انه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب من ثلاث ليال يا أبا هريرة قال: لا قال: ذاك الشيطان”

وكذلك تمثل الشيطان في هيئة شيخ نجدي عندما أرادت قريش الاجتماع في دار الندوة فاجتمعوا له فيها وهي دار قصي بن كلاب التي كانت قريش لا تقضي أمرًا إلا فيها فيتشاورون فيها ما يصنعون من أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين خافوه، فلما اجتمعوا لذلك، في ذلك اليوم الذي اتعدوا له، وكان ذلك اليوم يسمى يوم الزحمة، اعترض لهم إبليس في هيئة رجل شيخ جليل عليه بت- يعني كساء غليظ من صوف أو وبر- فوقف على باب الدار فلما رأوه واقفًا على بابها، قالوا: من الشيخ؟ قال: شيخ من أهل نجدٍ، سمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون، وعسى أن لا يعدمكم منه رأيًا ونصحًا، قالوا: أجل، فادخل، فدخل معهم، وقد اجتمع فيها أشراف قريش من كل قبيلة: من بني عبد شمس: عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو سفيان بن حرب، ومن بني نوفل بن عبد مناف: طعيمة بن عدي، وجبير بن مطعم، والحارث بن عامر بن نوفل، ومن بني عبد الدار بن قصي: النضر بن الحارث بن كلدة، ومن بني أسد بن عبد العزى: أبو البختري بن هشام، وزمعة بن الأسود بن المطلب، وحكيم بن حزام، ومن بني مخزوم: أبو جهل بن هشام، ومن بني سهم: نبيه ومنبه ابنا الحجاج، ومن بني جمح: أمية بن خلف، ومن كان معهم، وغيرهم ممن لا يعد من قريش، فقال بعضهم لبعض: إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم، فإنا والله ما نأمنه على الوثوب علينا فيمن قد اتبعه من غيرنا فأجمعوا فيه رأيًا، قال: فتشاوروا ثم قال قائل منهم: احبسوه في الحديد، وأغلقوا عليه بابًا، ثم تربصوا ما أصاب أشباهه من الشعراء الذين كانوا قبله زهيرًا والنابغة ومن مضى منهم من هذا الموت، حتى يصيبه ما أصابهم.

ـ فقال الشيخ النجدي: لا والله ما هذا لكم برأي، والله لئن حبستموه كما تقولون ليخرجن أمره من وراء الباب الذي أغلقتم دونه إلى أصحابه فلأوشكوا أن يثبوا عليكم فينتزعوه من أيديكم، ثم يكاثروكم به حتى يغلبوكم على أمركم، ما هذا لكم برأي، فانظروا في غيره فتشاوروا عليه.

ثم قال قائل منهم: نخرجه من بين أظهرنا فننفيه من بلادنا، فإذا أخرج عنا فوالله ما نبالي أين ذهب ولا حيث وقع إذا غاب عنا وفرغنا منه، فأصلحنا أمرنا.

 ـ قال الشيخ النجدي: لا والله ما هذا لكم برأي، ألم تروا حسن حديثه، وحلاوة منطقه، وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به؟ والله لئن فعلتم ذلك ما أمنتم أن يحل على حي من العرب فيغلب عليهم بذلك من قوله وحديثه حتى يتابعوه عليه، ثم يسير بهم إليكم حتى يطأكم في بلادكم بهم فيأخذ أمركم من أيديكم ثم يفعل بكم ما أراد، دبروا فيه أمرًا غير هذا.

قال أبو جهل بن هشام: والله إن لي فيه لرأيًا ما أراكم وقعتم عليه بعد، قالوا: وما هو يا أبا الحكم؟ قال: أرى أن نأخذ من كل قبيلة شابًا فتى جلدًا نسيبًا وسيطًا فينا، ثم نعطي كل فتى منهم سيفًا صارمًا، ثم يعمدوا عليه فيضربوه ضربة رجل واحد فيقتلوه فنستريح منه، فإنهم إن فعلوا ذلك تفرق دمه- يعني الدية، وهي المال الذي يُعطى لولي القتيل- فعقلناه لهم.

ـ قال الشيخ النجدي: القول ما قال الرجل، هذا الرأي، لا أرى غيره.

وأما في عصرنا الحاضر وعصر الأباء والأجداد فقد حدثت قصص واقعية تصل أحياناً إلى درجة العشق والزواج أو المنع من الزواج وقد تصل في بعض الأحيان إلى درجة الأذى وهذا نادراً وتحدث بعض الوفيات بأن يكسر الجني أو الجنية ظهر المعشوق فقصتنا الواقعية هي مع فتاة جميلة في خلقتها وخلقها اسمها فتون وهي إسم على مسمى ولقد كانت في بادئ الأمر ترى أشياء في المنزل أو خارج المنزل  أخواتها و صديقاتها لايرونها، واعتقدوا بأنها تتوهم ولم يصدقوها وأنها غريبة أطوار، لذلك تجنبوها أغلب صديقاتها وكذلك ترى أحلاماً مفزعة منذ أن كان عمرها في الخامسة عشر في سن المراهقة ،ولقد كانت تسمع أصواتاً مجهولة وخاصة في الليل وبالذات في ليالي الاثنين والخميس والجمعة، ولقد ظنت في البداية بأنه وهم ولكنها أدركت بعد ذلك بأنه حقيقة حينما جاء أحدهم لبيتهم ليخطبها من والدها وحينما رآها أحبها وفتن بجمالها وأخلاقها وحيث كان من معارفهم ولقد كان الشاب أيضاً وسيماً وليس لديها سبب مقنع لرفضه ولكنها رفضته على كل حال وصار كل مايتقدم لها شاب ترفضه ولا تستطيع أن تراه وتشعر بضيقة، وكان يحدث معها أمور غريبة في غرفتها بالذات ليلاً حيث كانت في البداية ترى في الليل أجساماً هلامية شفافة على الحائط أوتراهم في زواية السطح إذا صعدت له ليلاً لتأخذ من هناك بعض ملابس لها من غرفة الخادمة، ثم تنزل مع الدرج مسرعة وهي خائفة فتذهب لغرفتها وتغلق الباب عليها وتنوم وهي مغطية رأسها باللحاف وهي ترتجف لكي لاترى شيئاً، ولكنها تسمع صوتاً هاتفاً يقول لها ” أنا أحبك وإذا تقدم لك أحد ليخطبك فأرفضيه فلو قبلتيه فسوف أؤذيه وأؤذيك إن لم تسمعي كلامي” ثم تجاهلت ذلك وقالت يمكن أن تكون تهيؤات و بعدها في ليلة الخميس كانت مابين لحظة النوم والصحو جاءها شاب ليخطبها ولكن كان في الحلم ثم بعد فترة رأت نفسها كأنه حلم بأن رجلاً تزوجها وكان مابين حلم ويقظة حيث تشعر في البداية بأنها لاتستطيع تحريك يديها ورجليها وجسمها بصفة عامه كما لاتستطيع الكلام برغم أنها في حالة اليقظة لأنها رأت أختها تمر من عند باب غرفتها وتسمع صوت التلفزيون في الصالة التي في الأعلى ثم أخذت تشعر بحرارة على وجهها وجسمها ثم تشعر به فوق جسدها ثم بدأت تشعر بالألم وكأن شيء يضربها في جنبها وكليتيها ويعصر عصراً جسدها، فحاولت الصراخ والهرب ولكن بدون جدوى وأدركت بعد ذلك بأنه ممارسة جنس كما يمارس الرجل مع زوجته ثم بعدها بفترة شعرت بزوال الثقل وذهاب الألم وأن ذلك الجسم قد ابتعد ولكنها تشعر بالإرهاق ولقد تكرر معها مراراً وكانت ترى الدم على ملابسها في بداية الأمر ثم أخذت تبكي وترتجف وأصيبت بانهيار عصبي، حيث كان الزائر المرعب يزورها ليلاً ثم شكت لأمها وابيها عما يحدث لها وأن ذلك يمس عفتها ولولا الله ثم حكمة الوالدين واحتوائهما لما قد حدث فلربما قد أصيبت فتون بالجنون هذه البنت الجميلة وأدخلت لمستشفى المجانين فذهب بها والدها ووالدتها لدكتورة أعصاب وأمراض نفسيه وذكروا ذلك للدكتوره فلم تصدق ولقد فسرت ذلك بعد الكشف على فتون بأنها تعاني من حالة اسمها هايبر فينتليشن ويكتفى فقط بأعطائها أبر مهدئة ومغذي الجلوكوز وحبوب مهدئة واستمرت سنتين فتون تعالج عند هذه الدكتوره ولكن حالاتها لم تتحسن وفجأه أصبحت فتون تكره زميلاتها في المدرسة والمعلمات برغم تفوقها في دراستها وذكائها وكان يغلب عليها البكاء والارتباك والارتعاش ولذلك فكر والداها بالرقية الشرعية حيث ذهب بها إلى مرأة صالحه ترقي الناس لوجه الله ولقد قرأت عليها وأخذت ترتجف وأغمي عليها ثم مسحت على رأسها ورشت عليها ماء زمزم مقروء عليه وتواصل القراءة حتى أفاقت وقالت لأمها”عليها أن تداوم على الحضور هنا لأرقيها وأسأل الله أن يمن عليها بالشفا” فقالت والدتها للراقية: ماذا في ابنتي فقالت: ابنتك متسلط عليها جني مارد عاشق ومانعها من الزواج بأحد إلا به، وعليكم دائما بجعل إذاعة القرآن الكريم شغالة نهار وليل في البيت، وأجعليها تقرأ ماتستطيع من القرآن وتحرص على صلاة النوافل مثل الوتر والضحى وصيام الأيام البيض يوم الاثنين والخميس وإن شاء الله سيشفي الله أبنتك ويصرف عنها شياطين الأنس والجان”، ثم سألت الراقيه فتون : كيف شكله فقالت:  عيونه حمر وشكله مخيف وله أرجل  بها شعر ولها ظلوف كالغنم، فقالت الراقيه كيف يأتي فقالت يأتي أحياناً على شكل دخان على جدار غرفتي أو أتفاجأ به بشكله المخيف الذي ذكرته لك وأحياناً يأتي معه أثنان ليمسكوني ليفعلوا معي الحرام، لقد تعبت فساعديني جزاك الله خير، فقالت لها الراقية:  اسمعي ياابنتي ركزي في ليلة الأثنين وليالي الخميس والجمعة فقبل غروب الشمس لازم تكوني مغتسلة وطاهرة وتقرئين القرآن وتصلين بمفردك وتستغيثين بالله ثم تبخرين نفسك وتبخرين المكان الذي أنتي فيه وتكثري من التسبيح والإستغفار وإذا جاء وسط الليل لاتنسي بأن تصلي الوتر وتستغفري وتقرأي المعوذات وآية الكرسي وإذا فرغتِ اقرئي ماتستطيعين من القرآن ثم ارتاحي حتى إذا جاء آخر الليل قومي وصلي لك ركعتين قبل أن يؤذن الفجر ثم أنتظري لآذان الفجر وإذا أذن صلي لكي تكوني في حفظ الله ثم عليك بتلاوة القرآن حتى تطلع الشمس ولا تنسى أذكار الصباح  والمساء وإذا أردتِ النوم عليك بدعاء النوم وأن تنامي على جنبك الأيمن ،واجعلي إذاعة القران شغالة ليل نهار وامتنعي عن الأغاني وكذلك عليك بشرب ماء زمزم وأنتِ التي تقرئين فيه بنفسك،يابنتي الله مبتليك لأنه يحبك لكي تكوني قريبة منه وليصرف عنك بلاء أنتِ لا تعلمينه وأنتِ ماشاء الله عليك جمالك جمال أميرة وتستحقي أن يتزوجك أمير ولكن هذا قدر الله وعلينا أن نقول الحمد لله على كل حال وإذا أردتِ بأن الله يحفظك من الجن ومن يسلطهم فعليك بترك المعاصي والتوبة والاستغفار دوماً لكي يخلصك الله من هذا البلاء ،فقالت أم فتون: ماتوصينا بشيء ثان فقالت :لا ،عليها بتنفيذ ماقلته لها ولاتجزع ولا تخف ولا تيأس فقالت كم حق الرقية فقال الراقية: أريد أجرها من الله ،والله يحفظ بنتك فأنا اعتبرها مثل بنتي،ولقد فعلت فتون ماقالته لها الراقية حتى فقدت ذلك المارد الذي بدأ يضعف ويتلاشى تدريجياً من حياتها ولم يعد يضايقها ولم تعد تشعر بوجوده سواء في البيت أو في غرفتها أوخارج البيت.

 سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …