لماذا لم أعد أكتب في الرياضه؟!

تصلني منذ سنتين رسائل في بعض الأحيان من القراء المحترمين في بعض مواقع التواصل الإجتماعي،الذين همهم تطور الرياضة وتفرض علي التوقف لكي أقرأها وأرد على بعضها إحتراماً لأصحابها، حيث يعاتبوني ويقولون لماذا لم أعد أكتب في المواضيع الرياضية لماذا تركت ذلك المجال؟! وأقول لهم كلامكم صحيح لإنه قد أصبحت كتاباتي في الأمور الأدبية و السياسية والثقافية والإجتماعية.لذلك أحببت بأن أكتب في أمور تهم الناس والوطن لكي أساهم أنا وغيري في تناول القضايا الوطنية لتوعية القراءوإثراءهم وخاصة فيما يتعلق بالوطن حيث يتعرض لحملات منظمة وشرسة من الخارج وبعض المشككين حتى من الداخل ومن ينفذون  أجندة خارجية.
فسبب إنقطاعي عن الكتابة في مجال الرياضة لأني قد لاحظت إستمرار الجمود والتعصب والفساد الرياضي فلذلك آثرت الكتابة في مجالات أخرى فالأجواء الرياضية أجواء غير صحية و غير رياضية لإني شعرت بأن الرياضة قد أصبحت تنخر جسدها المكائد والدسائس وتتميز بالجمود والتراجع، حيث يتكرر صناعة الفشل منذ عقود بسبب مسيريها ومؤطريها برغم وجود كل النيات الحسنة والكفاءات والقدرات التي يزخر بها بلدنا وأبناؤنا في ظل واقع إعلامي رياضي يبتعد بعضه للأسف عن المهنية وروح المسؤولية كل يوم، ويتجاهل الخلل الحقيقي للكرة السعودية الذي هو التخلف وعدم تطوير المنظومة الرياضية ويغرق الغالبية في التفاهات والمغالطات وإشعال نار الفتنة بالأخبار الكاذبة والمسيئة للأسرة الرياضية، والدخول في الذمم ممن يعمل في المجال الرياضي أو الإعلامي من غالبية البرامج الرياضية وبعض الكتاب وهناك أيضاً من يتاجر بإندفاع الشباب وعشقهم لنواديهم ومنتخباتهم.

في ظل هذه الأسباب، دفعتني الظروف الذاتية والموضوعية والسياسية والاجتماعية والإعلامية إلى الكتابة في القضايا الوطنية الراهنة التي أعتبرها أهم وتشغل فكري وتهم أبناء وطني في ظل الحراك الحاصل حولنا والترقب والتخوف ،وشعرت حينما أبتعدت عن المجال الرياضي بأني قد شعرت براحة البال و أصبحت كالطير الحر ولي الحرية المطلقة في تناول المواضيع التي أريد في مدونتي وأنتقل من مجال إلى مجالات أخرى بعيدا عن القيود.

وأصبحت أشعر بأن مجتمعنا بحاجة إلى التنوير والوعي والتبصير بمعطيات تقودهم إلى بلورة أفكار ومواقف في كل الحراك الحاصل عندنا وعند غيرنا،إيمانا مني بأن وطننا ملك للجميع وليس ملكية خاصة لأحد، ولا بديل عنه للجميع، مهما بلغ ظلمنا لبعضنا البعض، وقسوتنا وحقدنا على بعضنا البعض،ومهما بلغ التخوين والنفاق والإقصاء والخوف الحاصل في بعض الأوساط الفكرية التي تتأهب للترصد، وتتردد أو تخاف من التعبير عن آرائها رغم أن حرية التعبير متاحة فلا يوجد قوانين في بلدنا تكمم الأفواه ولا تجرم الكتابة الصحفية ولكن بشرط أن  تبتعد عن التجريح والسب والقذف والإساءة إلى الدين والوطن والرموز..

ولقد تعلمت من صاحبة الجلالة أن الكاتب الذي لا يعبر عن رأيه ومواقفه لا يستحق التقدير والاحترام، والذي لا يشارك أبناء وطنه همومهم وأفراحهم ولايكون صادقاً لا يستحق ممارسة المهنة، وعلمتنا أن الكلمة والكتابة والصورة وسائلنا للتعبير بحرية ومسؤولية، دون الحاجة إلى وجود أقلام مأجورة أو يستأجرنا أحد، لذلك نصيحة إلى هؤلاء لا أحد يزايد على الآخر في الوطنية و الدين والانتماء وحب الوطن، ليبقى الحكم الأخير للقارئ والمشاهد والمستمع ، وهؤلاء سينكشف مع مرور الوقت نفاقهم وزيفهم و التاريخ  لن يرحمهم فإذا كان هناك عمل صادق وحرص على التطوير لمصلحة الوطن لينهض الوطن والمجتمع لذلك أصبحت أرى الأمل بارزاً أكثر عندما تم تعيين تركي آل الشيخ رئيساً لهيئة الرياضة ولكن لازلنا نطمح للمزيد وهذا لايكفي برغم اننا أصبحنا نلمس بعض التطوير ولكن نأمل بخطوات أكبر وأسرع.
سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …