الرحلة و الرحيل

الفصل الأول

عند بدايات ظهور نور الفجر،صحا خالد مفزوعاً وهو ينظر لساعة الجوال وقال ياه قد فاتتني صلاة الفجر في المسجد كيف لم أشعر بذلك ، وقال لماذا والدتي لم تصحني ثم تذكر بأن والدته ووالده في المزرعة منذ البارحة ، ثم فتح النافذة وأزاح الستارة ونظر إلى الأفق فوجد أن السماء صافية مع سماعه غناء العصافير والقمري ولقد كان رائحة الصباح جميلة ومنعشة فاخذ فوطته التي كانت معلقة على الشماعة وأخذ دشاً دافئاً وسريعاً وخرج وهو منتعش ثم صلى الفجر وذهب للباركافي وصنع له كوباً من القهوة الإيطالية واختار له قطعة حلوى ثم أخذ رشفة من القهوة مع قضمة من الحلوى وهو يتأمل النافذة حيث تضاءل الليل وذهب كغيمة سوداء ليحل محلها نور الصباح وأشعة الشمس الذهبية المشرقة وبعدما فرغ خالد من قهوته ذهب لطائره الكناري الذي في القفص وأخذ يلاعبه ووضع عنده حبوب وماء، ثم خرج خالد من جناحه وعندما نزل وصار في الفناء أراد الذهاب الى زاوية الحديقة التي بها ورود الجوري والتوليب والياسمين وكما يوجد بها أحواض صغيرة من نعناع وحبق وريحان وتوجد لديه شجرة الليمون العماني ونخلة الخلاص التي قد غرسها في الحديقة وقال والده أن في النخلة بركة حينما تكون في المنزل، ثم سقى خالد النخلة وملأ حوضها ماء وسقى الحديقة التي تنعشه وتصل روائحه إليه بجناحه أو في أي مكان في البيت ثم عاد لداخل المنزل ورأى البيانو وفكر بأن يعزف عليه قليلاً وخاصة بان البيت لايوجد فيه أحد فجاء وجلس على الكرسي وأخذت يداه تلامس أصابع البيانو بخفة و رشاقة وكان عزفه جميلاً على بعض السمفونيات كما أنه يؤلف موسيقى من خلال شعوره الداخلي حيث أنه يستطيع عزف جميع الإيقاعات فهو منذ صغره يحب سمفونيات بيتهوفن وكان مع عزفه للإيقاعات شعر بالانسجام وأخذ يتمايل بجسده ويشعر بأن روحه خفيفة وكأنه يحلق هناك بعيدا فالإيقاع أحياناً يكون شجياً و لايقاوم كأنه في حالة شوق وثم أنهى معزوفته ونظر للساعة فوجد أنه لابد أن يذهب للعمل لكي لايتأخر حيث أن لديه إجتماعاً في الشركة بصفته مديراً عاماً للشركة فخرج للفناء ثانية وتوجه لسيارته التي قد وجد ان السائق قد غسلها من الداخل والخارج ثم شغل سيارته وفتح غطاء السيارة ليتفقد الزيت وماء الاديتر ووجد أن الأمور جيدة فركب في السيارة وربط الحزام وضغط على جهاز التحكم للكراج وانفتح ورجع بسيارته للوراء و عندما خرجت سيارته من المنزل أقفل الكراج بجهاز التحكم ثم توجه للعمل حيث أن مقر عمله في الرياض على شارع الثلاثين بحي العليا وحينما وصل للشركة قال للسكرتير السلام عليكم كيف حالك يا حمد قال الحمد لله ثم قال خالد :كيف حال والديك وعيالك فقال: على خير ما يرام ياأستاذ خالد فقال خالد :استدعي لي الموظفين فلدي اجتماع الساعة التاسعة وعليك بتسجيل محضر الإجتماع وتدون مايدور فيه من نقاشات واقتراحات وتوصيات كالعادة فقال حمد: إن شاء الله وما إن جاءت الساعة التاسعة حتى كان الجميع متواجدون في صالة الاجتماعات ثم بدأ الاجتماع وكان كل يدلي برأيه وكان خالد يسال الموظفين عن معوقات العمل لكي يتم تفاديها والتغلب عليها بروح الفريق الواحد ثم استرسلوا في حوارهم ثم بعدها بلحظات جاءه اتصال من تونس إنه من صديقه سليم الذي كان موظفاً لديهم في الشركة فقال خالد لسليم: لحظه من فضلك ثم توجه للموظفين وقال لهم انتهى الاجتماع بارك الله فيكم والآن توجهوا لمكاتبكم و حمد سيزود كل إدارة بمحضر الاجتماع حتى يتم تنفيذ مافيه ونتابع ماتم عمله في الاجتماع القادم ،ثم اكمل مكالمته وقال ايوه يا صديقي سليم عاش من سمع صوتك كيفك وكيف احوالك فقال سليم الحمد لله وكيف الأهل والأصدقاء في الشركة قال كلهم يذكرونك بالخير ياسليم ثم استطرد خالد وقال أشعر بأن صوتك مجهد و متغير كأنك متعب وتتألم وحزين فقال سليم :لقد توفت زوجتي بعد مرضها منذ ثلاث سنوات وبعدها بسنه قد أنهكني المرض كثيراً وأنا أشعر بأن أيامي قد باتت معدودة فلذلك اتصلت عليك لكي أريدك بأن تزورني لكي أراك قبل أن أرحل عن هذه الدنيا لأني أريدك في موضوع هام جداً، كما أشكرك على وقفتك معي حينما مرضت زوجتي وعندما مرضت ووقفتك معي لكي أدخل المستشفى فقال خالد: لا تقل ذلك وأن شاء الله، الله سيعافيك وتقوم لنا بالسلامة وأجراً وطهوراً ولم أعمل الا الواجب ياصديقي وأنا إن شاء الله سأكون في أقرب طائرة متوجهه لتونس لكي أكون عندك ولا تقلق فأنت لست بصديق لي فقط فحسب ولكنك الأخ الكبير الذي اعتز بمعرفته فقال سليم: بارك الله فيك ووسع في رزقك وجعله في ميزان حسناتك وانت ياخالد اخي الوحيد فأنا ليس لي أخوة ولا أخوات كما تعرف وبعد إن أنهى سليم مكالمته مطمئناً لقدوم صديقه، كلم خالد سكرتيره حمد ليدبر له حجزاً إلى تونس في أقرب رحلة ثم أخذ حمد يجرى أتصالاته بكافة شركات الملاحة الجوية وكان أقرب رحلة هي بعد يومين على الخطوط السعودية يوم السبت صباحاً الساعة الثامنة ثم أخذ خالد يفكر في صديقه سليم وفي وضعه الصحي ولماذا يريد أن يراه ضروري؟! وماهو الموضوع الهام جداً؟! كلها أسئلة تدور في ذهن خالد لأن صديقه سليم كان يكلمه وهو متألم وبصوت فيه حشرجة وكأنه كان يغالبه البكاء عموماً أن موعد رحلته يوم السبت واليوم هو الخميس آخر يوم في العمل فقرر خالد بعدما خرج من عمله بعد العصر أن يتوجه لمزرعتهم التي في العماريه ليقضي  بها باقي اليوم وغداً مع والديه وإخوته قبل سفره يوم السبت وتوجه خالد بعد الدوام مع طريق الملك فهد شمالاً وثم أخذ طريق الملك سلمان وتوجه إلى مزرعتهم في العمارية غرباً حتى نزل في الوادي حيث كانت المزرعة هناك وعندما وصل وجد أن والديه في العريش وأمه تصب لأبيه القهوة فسلم عليهما وقبل رأسيهما فقال خالد: كيفك ياأبي وما أحوال المزرعة عسى الأمور كلها زينه فقال أبوه :الأمور بخير والحمدلله والماء قوي ومتوفر وهذا بفضل الله بعد السيول التي قد جاءت مؤخراً فقال خالد :الحمد لله وكيف حالك يا امي فأنا فقدتكما أنتِ وأبي في البيت فالبيت كئيب بدونكما فقالت والدته: ونحن فقدناك ياخالد ولماذا لاتنام عندنا وتذهب لعملك من هنا وخاصة أن المزرعه تعتبر قريبة من الرياض فقال خالد: أنا سأنام الليلة هنا ثم التفت لوالده وقال يا أبي باستاذن منك ومن أمي فأنا يوم السبت إن شاء الله عندي سفر لتونس لكي أذهب وأرى صديقي سليم لأنه مريض وشعرت بأنه سيودع الحياة ،ولقد كلمني اليوم وحالته صعبة جداً ولم تعجبني، فقال والده: هذا حق وواجب بأن تكون بجانب صديقك في هذه الشدة،وهل سيكون سفرك طويلاً أم أيام وستعود؟! فقال خالد والله لا أعلم ياأبي ولكنها بضعة أيام وسأعود إن شاء الله لكم،ثم استطرد خالد وقال هل تريدان شيئاً اشتريه لكما إذا كان سيأتيكما ضيوف الليلة او غداً فقال والده: يابني ريح نفسك وبالك فقد وصيت السواق ليحضر جميع الأغراض التي تريدها والدتك من السوبر ماركت لأجل أن نعد وليمة على الغداء لأخوتك غداً الجمعة حيث سيأتون ونريد أن نذبح خروف حيث سيأتوا إخوتك وزوجاتهم وعيالهم غداً بعد صلاة الجمعة فقال خالد الله يحييهم واستأذنك انا ساقوم بطبخ الذبيحة ياأبي حيث سأعمل الخروف مندي في الحفرة  التي عمقها ٢،٢٠م وعرضها متر المطوية بالطوب الاحمر ولقد جعلت له مظله وبقربه المذبح وحنفيه لأجل الغسيل حيث قد كلفت كمار بذلك الاسبوع الماضي بعملها فقال أبو خالد : بارك الله فيك ياخالد ولقد كان في بالي بان أرسل الذبيحه للمطبخ القريب من هنا وهو يتولى ذلك وأنت ريح نفسك وخاصة أن وراءك يوم السبت سفر فقال خالد: ليس هناك تعب وأنا مرتاح ثم قال خالد لأمه: أمي الله يسلمك قولي للخادمة بكره بعد الصلاة الجمعه تسلق ثلاث أكياس مكرونه سباحيتي مع الزيت والملح وتكون نصف إستواء وتقطع لي طماطم وبصل وبقدونس وتجهز لي الزيت وزيت الزيتون ودبس الرمان وصلصة الصويا و البهارات وفلفل بودره وليمون أسود ودارسين وقرفه وزعفران وكركم والملح وثلاثه زبادي والمكسرات من الكاجو واللوز والصنوبر، والزبيبب فقالت له أمه: إن شاء الله تكون لك جاهزة غداً بعد صلاة الجمعه ثم بعدها بلحظات احضرت الخادمة الغداء وكان سليق باللحم ثم قال خالد الله: يعافيك ياأمي على هذا الغذا الشهي كأنك تعلمين أني كنت مشتهي سليق فقال أبوخالد :انت منذ الصغر وانت تحب السليق فقالت الأم :تفضلوا وسموا بالله وبعدما أكلوا وحمدوا الله، كان أذان المغرب ولقد أذن الديك قبل ان يؤذن كومار في مسجد المزرعة ثم توضا أبو خالد وخالد وصلوا جماعة في المسجد ثم بعد الصلاة توجهوا للعريش مرة أخرى، وبعدها بلحظات جاءت الخادمة بالشاي والقهوة ثم أخد خالد يتناقش مع والده في أمور المزرعة وعن الإنتاج وأداء العمال في المزرعة وسال والده عما إذا كان يحتاح إلى مال ليعمل به شيء في المزرعة فقال ابو خالد: أبشرك أن الأمور بخير وخاصة بعدما عملنا مشروعي البيوت المحمية ومصنع التمر وقد أخذهم الكلام حتى الساعة التاسعة ليلاً ثم صلوا العشاء جماعة وذهب أبو خالد لينام مبكراً وأما خالد فقد أخذ يفكر في صديقه سليم ثم إتصل عليه بالجوال وتطمن على حاله وأخبره خالد بانه قادم لتونس في رحلة الصباح يوم السبت أي بعد يومين ، فقال سليم: أخيراً سأراك ياصديقي إذاً سأجعل جاري وصديقي عبدالله يستقبلك بالمطار ويقلك على سيارته لكي أطمئن على وصولك فقال خالد: حسناً ولك ما أردت وفكر خالد بأنه غداً بعد الغداء سوف يذهب للمول لكي يشتري له بعض الملابس للسفر من قمصان وبنطولات ويشتري له كندرتين وشنطة للسفر ثم توجه خالد لغرفته في بيت المزرعه وغير ملابسه ولبس قميص النوم ثم بعدها بلحظات كان خالد قد استسلم للنوم وعند الساعة ٤،١٥ كان قد شبع من النوم وإستيقظ وحمد الله على الحياة ليوم جديد وعلى العافية ثم توجه لدورة المياه وتوضأ وأيقظ والديه لصلاة الفجر وبعدما توضأ والده صلوا جميعاً في المسجد الصغير الذي بجانب البيت ثم توجها للعريش انتظاراً لطلوع الصباح ولكي يروا إشراقة اليوم الجميل وبعدها بلحظات كانت أم خالد قد جاءت بالقهوة والتمر وبعدما تناولا القهوة جاءت الخادمة بالحنيني والحليب فقال ابو خالد ممازحاً: تعال ياخالد للمزرعة كل يوم عشان نشوف هالأكل الزين فقالت ام خالد: ياويلك من الله من سمعك يابو خالد فسيظن بأنني لا أعمل لك شيئاً حتى يأتي خالد للمزرعه فضحك أبوخالد وقال :أنا أمزح معك يا أم خالد وأنتي الخير والبركة فقالت أم خالد: لابنها خالد متى يا ابني تتزوج ونرى أولادك فإخوانك الذين أصغر منك قد تزوجوا وجاء لهم عيال فمتى سنفرح بك، فقال خالد: اذا جاء النصيب يا أمي فقال أبو خالد: أنا ذاهب لأتفقد أحواض المزرعة والعمل والعمال هل ستأتي معي؟! فقال خالد: هيا توكلنا على الله، فمروا على أحواضٍ قد بدأت البراعم تظهر فيها فقال ياخالد أنظرهذه أحواض كراث وهذه فجل وتلك بصل وجرجير وأنظر هناك على جانب الجدول شتلات الطماطم والباذنجان والفلفل الحار وهذا خاص للمنزل، وهناك أحواض تبذر بقدونس وكزبره وجزر فقال خالد: مالي لا أرى الخيار والفلفل البارد فقال أبو خالد: هناك في البيوت المحمية هناك مزروع خيار وفلفل بارد وطماطم وهذا يكون على طول الموسم ثم ذهبا لمصنع التمور في طرف المزرعة فدخلا وشاهدا العمال يعملون وهم يضعون التمر على الشبوك ليغسل وبعدما ينشف يتم ضغطه وتغليفه ورأى خالد كيف الدبس يستخرج وكيف يتم تعبئته في جوالين بلاستيكة ثم يوضع في كراتين وقال أبو خالد فرحاً: بأن نصف هذا الإنتاج تقريباً سنصدره لبعض دول الخليج وتركيا والباقي للسوق المحلي ثم توجهوا للمناحل ورأى أن الإنتاج جيد حيث الخلايا ملأى بالعسل ومروا أحوشة البقر والغنم ولاحظا بان العمال قد غيروا تراب الأحواش بعدما أخرجوا السماد ورشوها بالمبيد بعد ذلك قام العمال بحصاد البرسيم ووضعوه للبهايم مع الماء فنظر خالد ساعته فإذا هي العاشرة فقال خالد لوالده: يا أبي ما رأيك بأن نذهب للبيت لكي نتأهب لصلاة الجمعه فقال والده على بركة الله ثم توجها للبيت واغتسلا ولبسا وتبخرا بالعود وتعطرا وتوجها مبكرين للجامع القريب لكي يكونا في الصف الأول ولكي يستطيعا قراءة القرآن الكريم وخاصة سورة الكهف لما لها من فضل كبير في مثل هذا اليوم الفضيل والمبارك هناك وبعد عشر دقائق كانا قد وصلا للجامع ودخلا ،وكانا في الصف الاول وبعد ما صليا النافلة اخذا بقراءة ماتيسر لهما من القرآن وبعدها بساعة ونص خطب الإمام وكانت خطبته عن السماح والتسامح في الإسلام ثم بعد ذلك أدوا الصلاة وخرجوا المصلين جماعات وفردان ليلتمسوا من فضله وبركته وثم ركبا أبو خالد وخالد في السيارة وقال: ياأبي إن الجامع هذا صغير ويعتبر ضيق على المصلين لأن الكثير منهم يصلي خارج الجامع وعندي نية إذا جئت من السفر بأن أبني على أرضي التي هناك على الشارع لكي تكون جامع مع سكن الإمام والمؤذن وبه مدرسة لتحفيظ قرآن للأولاد والبنات فقال أبوخالد: وفقك الله وجعله في ميزان حسنانك وأنا يابني سأكون معك شريك في هذا المشروع طلباً للأجر من الله فقال خالد: الله يكتب لنا مافيه الخير ياأبي.

الفصل الثاني

ثم توجها للمنزل وبعدما وصل خالد للمنزل غير ملابسه ولبس القميص لكي يعمل ويجلس براحته ثم كلم والدته عن الأغراض التي طلبها لكي تكون جاهزه ثم نادى على كلٍ من كومار وراجو لينظفا حفرة المندي كي يضعا فيها فحم وحطب ويشعلا النار فيها ثم بدأ العاملان بتنفيذ ذلك وسأل خالد كومار:هل ذبحت الخروف؟! فقال: نعم هو جاهز في المكان المخصص للذبح حيث أنه في المعلاق فقال خالد لكومار: الله يعطيك العافيه كن قريباً مني و أريدك بأن تغسل الذبيحة مرة أخرى من الداخل والخارج حتى يتم التتبيل على نظافه فقام كومار بتنفيذ ماقال له خالد وأحضر طشتاً كبيراً لكي تتم فيه التتبيلة ثم قد بدأ خالد بتحضير تتبيلة المندي حيث أحضر إناء بلاستيك ووضع به معجون الطماطم مع ثلاثة زبادي وكركم وملح وبهارات وشطة بودره وصلصة الصويا وقرفه وزعفران وزيت زيتون ودبس الرمان ثم خلطهم جميعاً وتركها على جنب ثم أحضرت الخادمة المكرونه وكانت في قدر كبيرة وقال للخادمة: أعطيني الجوز والكاجو وكذلك الصنوبر والزبيب والبقدونس المقطع ثم خلطهم جميعا وخلط ذلك مع الماكرونة ثم قال لكومار: نزل الخروف هنا على الطشت وثم بعد تنزيله بدأ بوضع التتبيلة من داخل جوف الخروف ثم قام بتدليك الخروف من الخارج والداخل وقام بتجريحه بالسكين في فخوذه وبعض اجزاء يديه لكي تنضج بسرعه ويكون لها نكهة جميلة من التتبيلة ثم أخذ حشوة المكرونة والمكسرات التي خلطها وبدأ يحشو بها داخل الخروف وخاط بالإبرة والخيط فتحة البطن للخروف ثم تركه في الطشت وأراد عمل كشنة وأخذ المقلاة ووضع بها زيتاً ثم البصل والطاطمم وبدأ بالتحريك ثم وضع بقية التتبيلة السابقة عليها وحركها ثم وضع الليمون الأسود والملح ثم غسل الرز ونقعه لمدة ساعة ثم أخرج رز ووضعه في قدر كبير ومعه خلطة بقية التتبيلة بالرز ووضع عليه ماء وقام يحرك وجعل الماء يغطيه لمسافة ٨سم وثم بعد ذلك وضعه في قدر له معلاق وبعدما جمرت النار في حفرة المندي أحضر الخطاف وقال لكومار ضع المركاب تحت قبل ان أنزل القدر  الذي به الرز فوضع كومار المركاب بحذر ثم نزل خالد القدر بالخطاف بحذر حتى جعله على المركاب ثم ربط خالد يدي الخروف ورجليه على حديده وجعله معلقاً بها لكي يجعله بالعرض وخاصة أن عرض الحفرة ١،٥٠ م وصارت الحديدة على فوهة الحفرة وصار الخروف متدلياً على القدر بحيث أثناء ماهو ينضج وماينتزل منه من دسم ونكهة ينزل في قدر الرز وبعدها غطى خالد فتحة الحفرة بالغطاء المصنوع من حديد الصلب وجعل كومار يحضر خياش مبللة بالماء وتم وضعها على الغطاء ثم قال لكومار ضع على الخياش تراب بالكريك وبعدها بلحظات جاؤوا إخوة خالد وعيالهم وسلموا عليه وسلموا عليه أولادهم وبناتهم وقبلوا رأسه وهم سعداء بان خالد سيصنع لهم الغداء فقالوا له إخوته هل تحتاج لمعونة؟! قال مانستغني عنكم وبقي للمندي ساعتين لكي ينضج ، ثم أخذ الجميع يترقب بعد الساعتين ماذا سيصنع خالد؟! فقال خالد هات الكريك ياكومار فأعطاه إياه وبدا يزيل التراب بحرص عن الخياش ثم بدأ يزيل الخياش عن الغطاء وقال لكومار: أحضر خيشة نظيفة مبللة بالماء لكي تمسح التراب عن الغطاء فأخذ يمسح كومار بحذرحتى أزال التراب ثم بدأ خالد يفتح الغطاء بالكريك بالتدريج لكي يتفادى ظهور البخار دفعة واحدة ولكي لا يكون هناك ضغط يؤدي للانفجار ثم بعد عدة دقائق مرت أزال خالد الغطاء ورأى الخروف قد نضج وهو بشكل ذهبي جميل فقال لكومار وراجو أحضرا صحنين كبار و فوطتين مببلتين بالماء لكي نحمل المندي ثم جاء له بالصحنيين ثم حملا خالد وراجو حديدة الخروف من الطرفين ثم وضعاه على الصحن ثم أخذ خالد الخطاف وحمل به قدر الرز من معلاقه ورفعه له بحذر فقال لكومار: عندما أخرجه أحمله عند الصحن الآخر ثم قص خالد الخروف نصفين وكل نص على صحن وتم وضع الرز والزينة من طماطم وليمون وفلفل حار على الصحنين وثم قام اخوة خالد بوضع الغداء في العريش وعندما أكلوا اخوته ووالده منه قالوا:ماشاء الله ياخالد هذا مندي لذيذ لم نذق مثله و الله يعطيك العافيه فقال خالد: جعله بالعافيه وهذا من خير الوالد وكان ناوياً يرسل الذبيحة للمطبخ الذي في الجبيلة ولكن قلت له لاداعي أنا ساطبخ لكم مندي ثم استطرد خالد وقال: على فكرة ياأخواني أنا بسافر غداً لتونس إن شاء الله لأن صديقي سليم مريض هناك وسأزوره لأطمئن عليه فقالوا له جميعا :تسافر بالسلامة وترجع لنا بالسلامة إن شاء الله وقال أخوه إبراهيم: ترجع غانم سالم أن شاء الله ولاتقلق من جهة الشركة فأنا سأدير العمل نيابة عنك وكأنك موجود، فقال خالد :بارك الله فيك وبعدما تغدوا وصلوا العصر جماعة إستأذن خالد من والده وإخوانه لكي يذهب الآن ويشتري ويجهز أغراض السفر لأن سفره في الصباح الباكر وقبل رأس والده ودعا له والده بأن ييسرالله أمره ويحفظه وسلم على أخوته واحداً واحد، ثم دخل في المنزل ونادى على أمه وعندما سمعوا صوته زوجات إخوانه سلموا عليه ورد عليهم السلام وثم قال لوالدته: أنا جاي أسلم عليك لكي أذهب الآن وأبدأ في تحضير أغراض السفر لأن سفري غدا في الصباح الباكر فقالت أمه: لله ييسر أمرك ولله يحفظك ويردك لنا بالسلامة، فقبل خالد رأس والدته ويدها ثم دخل ولبس ثوبه وغترته وخرج من المنزل وتوجه إلى سياراته ثم غادر المزرعة متوجها للرياض ثم إلى مول الرياض جاليري ليشتري ملابس كاجوال وبدلة رسمية والتي ربما يحتاجها في مناسبة ما، وعندما وصل للمحلات هناك وجد جميع مايحتاجه وقام بشراء شنطتين شنطة ليضع فيها ملابس وشنطة صغيرة يعلقها على كتفه ليضع فيها جوازه وجواله وبعض من المال وبطاقة الصراف وبعدما اشترى جميع أغراضه ذهب لمنزله وفتح باب جناحه،أخذ يرتب جميع أغراضه في الشنطة الكبيرة ووضع جوازه وتذكرته في الشنطة الصغيرة وبعدما لبس قميص النوم و صلى العشاء وبعد أن رأى في التلفاز قناته المفضلة الوثائقية أبوظبي جورنال جرافيك عن عادات الشعوب استسلم خالد للنوم وعند أذان الفجر كان خالد متأهباً لأجل أن يصلي في المسجد وبعدما صلى في المسجد عاد ودلف للمنزل وقام بإعداد القهوة العربية وعندما جاءت الساعة السادسة والنصف أخذ شنطتيه ووضعهما في شنطة سيارته وتوجه للمطار فوصل هناك الساعة السابعة ثم أدخل عفشه وأعطي بطاقة الصعود الإلكترونية pording card لمقعده في الطائرة والعفش مع الجواز ثم صعد إلى الأعلى بالسلم الكهربائي لينتظر في صالة المغادرة التي في الأعلى عند البوابة 6حيث ستكون الطائرة المتجهة لتونس لمطار قرطاج وقبل الساعة الثامنة بعشر دقائق نادى مدير الصاله على رحلة تونس والمتجهة إلى مطار قرطاج فتقاطر المسافرون لهذه الرحلة إلى البوابة وكان خالد معهم وعندما جاء للبوابة كانت هناك مضيفة مبتسمة ونظرت للبوردينق وأشارت عليه برقم مكانه حيث في الصف الرابع من الجهة اليمنى بالقرب من النافذة ثم توجه خالد إلى مقعده وشنطته الصغيرة معلقة على كتفه وحينما جاء وقت الساعة الثامنة وحينما أعطى برج مراقبة المطار الأذن بإقلاع الطائرة وقبل التحرك بالطائرة قال كابتن الطائرة حضرات المسافرين أرحب بكم على على طائرة الخطوط السعودية والمتجهة إلى مطار قرطاج بتونس وستستمر الرحلة لمدة 5 ساعات ونصف وسيترواح ارتفاع الطائرة من 35 الف إلى 40 ألف قدم فأرجو من حضراتكم الجلوس على مقاعدكم وربط حزام الأمان وستشرح لكم المضيفة طرق السلامة في الطيران وأتمنى لي ولكم رحلة موفقة، وبعدها أخذت المضيفات تشرح للمسافرين ثم  بعد الإقلاع بدأ صوت دعاء السفر بقوله ” الله أكبر الله أكبر الله أكبر سبحان الذي سخر لنا هذا وماكنا له مقرنين وإنا إلى ربنا منقلبون ، اللهم نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل والولد وكان خالد مابين فترة وأخرى يتأمل منظر السحب من نافذة الطائرة بعدما أقلعت الطائرة بساعة،وشاهد فيلماً في الشاشة التي أمامه ظل على ذلك الحال  قبل الهبوط في مطار قرطاج بربع ساعة بعدها أعلن كابتن الطائرة وقال نرجو من حضرات المسافرين الجلوس على مقاعدهم وربط حزام الأمان حيث سنهبط بعد قليل في مطار قرطاج في تونس ونتمنى لكم رحلة ممتعة” وحينما أعطى برج المراقبة الإذن للطائرة بالهبوط بدأت الطائرة بالهبوط تدريجياً ولقد كان الطيار بارعاً في الإقلاع كما الهبوط ،ولم تمر فترة طويلة حتى شعربأن الطائرة قد بدأت بالنزول على مدرج مطار قرطاج وكان يرى منظر البحر الأبيض المتوسط حينما كانت الطائرة على علو مرتفع وكانت المدينة تبدو مستسلمة للغيوم والمطر والهواء البارد القادم شمالا ثم هبطت الطائرة وكانت الأمطار الغزيزة تضرب في جسم الطائرة وأجنحتها وعجلاتها وكان الهبوط قد تم بسرعة كبيرة ثم بدأت تخف السرعة تدريجياً حتى توقفت الطائرة وتوقفت محركاتها فأخذ خالد شنطته الصغيرة والتي كانت فوق كرسيه ثم انتظر حتى يمشي من هو أمامه لكي يصل إلى باب الطائرة ويخرج منها فنزل مع الركاب في باص المطار ثم دخلوا في الصالة عن طريق ممر ولقد كان المطار مكتظاً بالمسافرين القادمين لتونس وأغلبهم من الأجانب ثم وقف الجميع أمام بوابات الجوازات وعندما جاء دور خالد عند موظفة الجوازات أعطاها جوازه ثم أخذت الجواز وأخذت تنظر فيه وتتفحصه طويلاً وتنظر اليه فشعر بالقلق كثيرا ثم سلمت له الجواز بعدما ختمته فشكرها وقالت له :مرحبا بك في تونس ،وبعد ذلك رأى أمامه السوق الحرة حيث كانت هناك محلات للإكسوارت والأجهزة والعطورات والمكياج والخمر و ثم ذهب عند سير العفش وأخذ شنطته وتوجه إلى خارج المطار فجاءت سيارة بها رجل معه لوحه مكتوب عليها ” خالد أنا عبدالله “هو لم يكن خالد يعرفه ولكن يعرفه عن طريق صديقه سليم والذي قال سيستقبلك صديقي عبدالله فجاء عبدالله لخالد فعرفه من الصورة التي قد أعطاها إياه صديقه سليم قتقدم عبدالله لخالد فقال له :مرحباً بك في بلدك الثاني وبين أهلك أنا اسمي عبدالله صديق سليم وجاره قال لي بأن استقبلك في المطار وأقلك إلى الفندق وإلى الأماكن التي تريدها فقال خالد: فعلا صديقي سليم وقال لي بأن جاري عبدالله وصديقي سيستقبلك في المطار عند قدومك فرحب به عبدالله وأخذ الشنطة عنه ووضعها في سيارته الفان التي يعمل عليها وينقل السواح بها وفرح عبدالله بقدومه ثم رأى خالد مدينة تونس وأبهرته لأنها في قمة فتنتها حيث الغيوم والرذاذ الخفيف بالإضافة إلى قربها من البحر ومنظر المنتجعات على طول الطريق إنه منظر ساحر حيث الغيوم الرمادية مع رذاذ مطر لا يتوقف يقوى أحياناً ثم يهدأ تارة أخرى ولكنه متواصل ففتح خالد نافذة السيارة من جهته وأخذ يستنشق الهواء النقيً الرطب بعمق ذا النسمة المعتدلة إنها مدينة ساحرة تبدو بريئة وجميلة إنها تبدو متسعة وليست صغيرة ومما زاد جمالها البحر، فالبحر صافٍ والشواطئ بيضاء جميلة والبحر هو الذي منحها الحياة والانفتاح على الشعوب الأخرى حيث كانت مهداً لحضارة الفينيقيين وقال خالد في نفسه إذا هذه تونس التي كان يقول لي عنها سليم بإنها جميلة ستعجبك لو زرتها مرة واحدة ستزورها مرات كثيرة فقال ربما هو متحيز لها أو اشتاق إليها إن بحرها ذو زرقة صافية وشواطئ ساحرة وبها حدائق غناء إنها مدينة هادئة في أغلب الأوقات ماعدا هدير السيارات وبها غابات فصدق من سماها تونس الخضراء ثم قال عبدالله: هذا ياخالد أكبر شارع لدينا واسمه شارع الحبيب بورقيبة كما تتفرع منه شوارع أخرى مثل شارع روما وشارع باريس وشارع الجزائر وشارع مرسيليا وشارع القاهرة وشارع محمد الخامس وشارع اليونان وشارع جمال عبد الناصر وشارع قرطاج وشارع بن خلدون وهناك ترام ويسمونه أهل تونس بالمترو الخفيف لأن تنقلاته محدود وأما مترو الأنفاق فهو يمر بعدة مدن منها المسيمير وسوسة وسيدي أبو سعيد وبعض الضواحي ثم سأل خالد عبدالله عن صديقه سليم قال عبدالله: إنه لا زال في المستشفى يعاني من شدة المرض وقد سألني عنك وقال خالد لعبدالله :كنت أتمنى بأن تكون زيارتي له وهو بحال أفضل من هذه الحال،عموما قدر الله وماشاء فعل وأثناء ماهم في الطريق كان يرى من بعيد البحر ويشم رائحته المتسربة مابين العمارات والشوارع التي أخذت تضيق في بعض الأحياء ثم تلتقي بالشارع الكبير الذي على امتداد البحر ولقد نظر للبحر حينما أقترب من الشارع الذي مجانباً له فكان منظراً مهيباً فيرى أمواجه أحياناً يكون هادئاً وأحياناً أخرى يكون مزمجراً غاضباً ، كما كان يرى البواخر وبعض اليخوت وسفن الصيادين وكان يسمع صراخ البحارين والصيادين وذهب بنظره إلى جمال الشاطئ الممتد على شكل هلال أو نص دائرة ويتضح بأنها مدينة جميلة وساحرة ليلاً ونهاراً بحدائقها وأضوائها ومساحاتها وشوارعها الجميلة ومسارحها ودور السينما كما يقول كل من سليم وعبدالله ثم بعد حوالي ساعة إلا ربع وصلا للفندق وقبل أن تنزل رجلاه مع الدرج في الفندق الصغير لفت نظره بأن هناك فناء بجانبه يحتشد بالورود وفي وسطه بئر وفي مؤخرة الفناء يوجد أشجارعليها عصافير وحمام و كروان يشنف الأسماع باغانٍ جميلة دخل معه عبدالله وأنزل الشنط من السيارة وجاء عامل الفندق وأخذ الشنطة ودخل خالد للفندق وذهب لموظف الاستقبال وحياه وثم أعطاه جواز السفر ثم قال الموظف : مرحبا بك في تونس والحمدلله على سلامتك ياسيد خالد ، إن جناحك جاهز بناء على حجزك ونادى على العامل لكي يحمل الشنط وقال خذ السيد خالد إلى جناحه رقم٣٥ في الدور الخامس ثم صعدا في المصعد و معه عبدالله وحينما توقف المصعد عند الدور الخامس ودخلوا للجناح كان جناحاً جميلا ذا إطلالة على حديقة الفناء ومسبح الفندق والبحر ثم نظر مع الشرفة وقد لاح له الربيع في الأفق حيث الأشجار اليانعة وصوت فرحة العصافير وأصبح في الجو رائحة ندى برائحة الورود والزهور وندى المطر ثم أعطى العامل بقشيشاً وشكره على ذلك ثم ذهب وقال عبدالله لخالد: إن صديقك سليم حالته صعبة في المستشفى وزوجته قد توفت منذ ثلاث سنوات وليس له إخوة أو أخوات كما أن زوجته لا قريب لها كذلك فلأجل ذلك فقد إتصل عليك لتكون بجانبه،فقال خالد يا عبدالله أنا لم أتخل عنه ولن أتخلى عن ابنته فهو صديق لي في الشركة منذ سنوات وعشرة عمر حيث كنا نعمل سويا ولكنه قد أنهى عمله وصفى مستحقاته وسافر لأن زوجته كانت مريضة في ذاك الوقت وكان التواصل بيننا مستمراً وقلت له متى ماأردت بأن تعود للعمل في الشركة فلا مانع عندي أو إذا رغبت بزيارة السعودية كعمرة أو حج فأخبرني كي أرسل لك فيزة فقال عبدالله: أنا جاره ولم يأتِ الذكر على السعودية أو عن الصداقه إلا وذكرك سليم بالخير فقال خالد: مارأيك أن نشرب القهوة سوياً فقال عبدالله أنا سأذهب الآن فأولادي ينتظرونني منذ الصباح ،

 

الفصل الثالث

ولكن متى تريدني بأن أمر عليك لنذهب للمستشفى فقال خالد بعد العصر فقال عبدالله: خيراً إن شاء الله وأستأذُن منك وأنت الآن إرتح لك قليلاً حتى أمرك في المساء فقال خالد: حسناً والله يعطيك العافية وحينما ذهب عبدالله وأغلق خالد الباب أخذ يفكر في حال صديقه وعرف الآن لماذا يريده بأن يكون بقربه ثم غير خالد ملابسه وأخذ دشاً دافئاً ثم نام وبعدما افاق قام وصنع له كوباً من الشاي حيث لم يرد بأن يأكل لأنه لم يشعر بالجوع لأنه قلق على حال صديقه وعند الساعة الثالثة مساء اتصل عليه عبدالله وقال: أنا سأكون عند الفندق بعد نص ساعة فكن جاهزاً فقال خالد: حسناً أنا في انتظارك ثم غير خالد ملابسه ولبس ملابس الخروج وكانت عبارة عن بنطلون جنز وقميص بيج ثم أخذ شنطته الصغيرة على كتفه وبعدها بلحظات جاءه اتصال ونظر لجواله وإذا هو عبدالله ورد عليه وقال: حسناً لحظات وسأكون عندك ياعبدالله وثم نزل وتوجه إلى الخارج فإذا عبدالله بسيارته الفان في منحدر مدخل الفندق فجاء وركب السيارة وسلم عليه فقال عبدالله: هل تريد بأن تذهب لمكان قبل المستشفى فقال خالد لا لا إذهب مباشرة للمستشفى لأرى صديقي سليم وأتطمن عليه وبعدها بربع ساعة كان قد وصلا هناك فدخلا للمستشفى ثم توجها لقسم التنويم واكتشف خالد بأنه في قسم السرطان فسأل الدكتورعنه عند الممرضات فأجابه الدكتور: وماذا تقرب له فقال خالد :أنا صديقه وقد جئته من السعوديه لأزوره وأتطمن عليه فقال :مرحبا بك في بلدك الثاني وأما صديقك سليم فلا أخفي عليك فوضعه صعب وحرج للغاية فأيامه باتت معدودة لأن المرض قد تمكن منه وأنا لم أخبره بالحقيقة ، ولكنني  كنت أعطيه الأمل بأن الله سيشفيه مع العلاج فأطرق خالد بفكره وهو حزين وقال: لا حول ولا قوة إلا بالله ثم أردف الدكتور وقال أرجوك لاتخبره بالكلام الذي قد قلته لك فقال خالد: حسناً وأين غرفته فقال الدكتور هناك رقم ٤ ثم توجه خالد إلى هناك وعرف لماذا اتصل عليه صديقه سليم وقال أريدك أن تاتي لتونس لأنني مريض جداً وأريد بأن أخبرك بموضوع هام فمسح خالد عينيه وثم دخل على صديقه سليم وعندما رآه أخذ يبكي من الفرحة وهو وفي نفس الوقت مبتسم فقال: أهلا بأخي خالد ياليتني بصحتي كنت قد استقبلتك في المطار بنفسي وقمت بواجبك في منزلي وكنا تنزهنا سوياً في تونس ولكني كما ترى ، فقال خالد: إن شاء الله تقوم لنا بالسلامه وأجي لتونس عشرات المرات ونذهب سويا وأزوركم وتزوني في السعودية فقال سليم :إن شاء الله ثم قال سليم: كيفك ياعبدالله وكيف الأهل والأولاد كلهم بخير والله يعطيك العافيه يوم جبت خالد، ثم قال عبدالله: الله يسلمك ماعملت إلا الواجب ،على إذنكم سأذهب قليلاً لأركن السيارة في موقف مناسب ،وعندما ذهب عبدالله قال سليم لصديقه خالد :اسمع ياخالد أنت لست بغريب وأنا ليس لدي إخوة إلا أنت ويعلم الله أنه منذ تعبت وكنت الصديق والأخ الوفي الذي وقف بجانبي ولولا الله ثم أنت لم أستطع بأن أدخل وأتعالج في هذا المستشفى ولكني أشعر بأن أجلي قد حان،فقال خالد: طولة العمر لك ياسليم لاتقول ذلك ، فقال كريم :إن هذا ما أشعر به ولكن وصيتي لك ابنتي منال فهي ستضيع من بعدي لأنه ليس لها أحد ومقطوعة من شجرة وأخاف عليها لانه ليس لها أقارب حتى لأمها لكي تكون عندهم لو أخذ الله أمانته، فقال خالد له : ياصديقي لا تخف أنا معك وأنت ستعيش وتربيها في عزك حتى تكون عروسة وتزوجها ان شاء الله فقال سليم :أتمنى من الله ذلك ولكني أشعر بأن أيامي باتت معدودة فارجوك وصيتي لك هي إبنتي فقال خالد: لا تشيل همها خلاص إعتبرني مسؤولاً عنها من الآن فقال سليم: أنا الآن قد ارتحت ثم أخذ يسأله هل تزوجت ياخالد فقال خالد لا لم أتزوج حتى الآن فقال له سليم :الله يرزقك ببنت الحلال التي تسعدك فقال خالد اللهم آمين ثم أخذ سليم يسأله عن أصدقائه في الشركة فقال له خالد كلهم بخير ويسلمون عليك وإذا إن شاء الله قمت لنا بالسلامه سأعمل لك دعوة لتأتينا وتأخذ عمرة وتزورني وتزور بقية الأصدقاء فقال سليم: إن شاء الله وبعدها بلحظات دخلت عليهما بنت جميلة ثم توجهت لسليم وقبلت رأسه ويده وقالت: كيفك بابا إن شاء الله إنت زيان اليوم فقال سليم :الحمد الله ،ثم أشار لخالد وقال :هذا يا إبنتي صديقي خالد قد جاء من السعوديه ليزورني ثم مدت يدها وسلمت عليه وقالت: كيفك أستاذ خالد فقال: الحمد لله إذاً أنتِ من كان يحدثني عنك أبوك كيفك يامنال وكيف أمور دراستك الجامعية فقالت: إن شاء الله تمام ثم نظر لها خالد وقال في نفسه ماشاء الله إنها فتاة جميلة الوجه ورقيقة الذقن وبهية البشرة كاللؤلؤ ولوزية العينين إنها جميلة على نحو يخلع الفؤاد،ولزم الصمت والهدوء ورشق الأفق الشاسع بنظرة متأملة وأخذ برهة وذهنه شارد حتى ينتهي كلام منال مع والدها ،ثم بعدها بلحظات استأذنت منال أبيها وقالت: عن إذنك يابابا فأنا قد خرجت من الجامعة وقلت أمر لكي أتطمن عليك وأرى إن كنت تريد مني شيئاً فقال سليم : بارك الله فيك والله يستر عليك يابنتي لا أريد إلا سلامتك وكلميني في الليل قبل أن أنام ثم قالت منال: إن شاء الله يا أبي عن أذنكم والسلام عليكم وبعدما خرجت وتبعها خالد بنظراته وأعجب بها وبجمالها وأدبها وأدرك لماذا أبوها يحبها ويخاف عليها،ثم سأل خالد سليماً :ماذا قال لك الدكتور هل ستخرج إن شاء الله قريباً فقال سليم :لا لأن الدكتور قال ستبقى تحت ملاحظتنا حتى نطمئن على حالتك وتكون مستقرة فقال خالد :إن شاء الله تطلع لنا بالسلامه ونكون معاً إن شاء الله فقال سليم :آمل ذلك من الله ان يكون قريباً فقال خالد :لصديقه سليم هل تريد شيئاً أو ينقصك شيء فلا يردك إلا لسانك وآمرني فأنا أخوك الصغير فقال سليم :شكراً لك لم يكن ينقصني إلا رؤياك وحينما رأيتك شعرت براحة كبيرة وبأن جبلاً ثقيلاً قد أزيح عن قلبي ،وحين هم خالد بالخروج دخل عبدالله وبعدها بلحظات إستأذنا من صديقهما وخرجا فقال عبدالله: كيف رأيت صديقك،فقال خالد بحزن: في حالة صعبة جداً ياعبد الله قد أنهكه المرض برغم ان لديه أرادة صلبه ولكن يبدو أن رحيل زوجته منذ ثلاث سنين وبنته الوحيدة التي ليس لها أقارب قد كسره فقال عبدالله: قد صدقت فقال خالد:منذ متى وأنت جار لهم فقال عبدالله: منذ خمس سنوات ولكن يعلم الله بأنهم نعم الجيران ولم نر منهم إلا كل خير فقال خالد: أين نحن ذاهبون فقال عبدالله إلى بيتي فأنا عازمك على الغداء وأرجوك لا ترفض فأم محمد قد أعدت الغداء بهذه المناسبة السعيدة فقال خالد: يابو محمد لا أريد الكلافة عليك فقال: لا كلافة ولاشيْ وأنت صديق لجاري سليم والذي ظروفه لا تسمح له بأن يستضيفك في بيته فأنا بالنيابة عنه وأنا وهو واحد فقال خالد: الله يكثر خيرك يابو محمد بس ماكان له داعي فأنا ما أحب الرسميات فقال عبدالله: هذه فرصة بأنك تشرفنا في منزلنا وأتعرف عليك عن قرب فقال خالد :الله يشرف مقدارك ثم نظر خالد إلى الأحياء والشوارع التي قد مروا بها حيث الحدائق والنهضة العمرانية والشوارع الفسيحة والمطلة بعضها على البحر فقال خالد: إن بلادكم جميلة وخاصة الاهتمام بأمر السياحة من فنادق ومنتجعات وشواطئ جميلة وهذه أول مرة أزورها فقال عبدالله: إن هذا صحيح فقد بدأت هذه االمشاريع في عهد الرئيس الراحل بورقيبه وبن علي فلقد كان الوضع الاقتصادي أفضل بكثير من الآن ،وبعدها بلحظات وصل خالد لمنزل عبدالله ثم دخلا في عمارة جميلة وصعدا في المصعد ثم قال عبدالله إن منزل سليم في الدور الاول شقه ٣ وأنا شقتي في الدور الخامس شقه رقم ٣ وعندما وصلنا عند باب شقته فدخل من قبل عبدالله ثم قال لخالد تفضل ودخلا في الصالون حيث كان جميلاً وبه لوحات وتحف جميلة ثم لا حظ خالد صورة زواج عبدالله وبجانبها صورة أبو رقيبه على الأنتريه ثم قال عبدالله: أهلاً بك يا اخي خالد وزارتنا البركة وبعدها بلحظات جاء ولد فقال عبدالله: هذا ابني محمد وقال لأبنه هذا عمك خالد ضيفنا من السعوديه فرحب به إبنه وسلم عليه، وبعدها بلحظات جاء محمد بالقهوة التركية بفناجين نحاسية في صينية نحاسية ومع القهوة ماء ثم أخذهما الحديث عن سليم وأحواله فقال عبدالله: إن شقة سليم الآن بالإيجار بعدما باعها لكي يصرف على بيته وزوجته التي كانت مريضة فقال خالد في نفسه وهذه أيضا من قد كسرته من الداخل زيادة على مرضه فعلى الأقل لو كان شقتهم ملكاً لكان الوضع آمناً أكثر لابنته ثم قال خالد: مثل هذه الشقة بكم إذا بيعت الآن فقال عبدالله بحوالي 60الف دينار وهي بها غرفتين وصالون وصالة طعام ومطبخ وثلاث حمامات وقال خالد : لو أراد أحد بأن يشتري الشقة هل سيبيعها صاحب العمارة أم أنها للإيجار فقط قال عبدالله: هو سيبيعها إذا كان هناك زبون جاد فقال خالد: أريدك يابومحمد بأن تنهي موضوع هذه الشقة لكي نسجلها في الشهر العقاري بإسم ابنته لكي تشعر بالأمان وحتى يكون هذا سببُ في تخفيف الألم عن سليم وحتى يضمن أن ابنته ستجد لها مأوى من بعده بعد طول العمر ،وأريد هذا الموضوع بيني وبينك حتى سليم لا أريده ان يعرف بذلك الآن حتى يتم الانتهاء من الموضوع وأريده أن يتم قبل سفري للسعودية فقال عبدالله: حاضر ياخالد وهذا موقف شهم منك ويدل على رجولتك ومروءتك وأنا لا ألوم سليم عندما كان يثني عليك دوماً فقال خالد :إن سليم ليس زميلاً لي في الشركه ولكنه كان ولا زال صديقاً واخاً كبيراً،فقال عبدالله سوف أبدأ من الليلة بمحادثة صاحب العمارة والله ييسر الأمر إن شاء الله وبعدها بلحظات دخل محمد وقال: تفضلوا يا أبي فالغداء جاهز في صالة الطعام وعندما دخل خالد صالة الطعام كانت هناك الشمعدانات النحاسية وطاولة كانت جميلة مصنوعة من خشب الزان لونها عودي جميل وإذا على مائدة أصناف جميلة من الأكل التونسي وقال عبدالله تفضل فقال خالد: قد كلفتم على أنفسكم فقال عبدالله تفضل وهذا أقل شي نقدمه لك وسامحنا على قل الكلافة ولقد أكل خالد جيداً لأن الطعام كان شهياً وبعدها بفترة قصيرة قاما خالد وعبدالله بعد الغداء إلى المغسلة ليغسلا إيديهما ثم توجها إلى الشرفة وجلسا فيها ثم جاء محمد بالشاي المغربي وصب لهما الشاي وجلسا يتجاذبان أطراف الحديث وسأل خالد كم عندك من الأولاد قال ولد الذي هو محمد وبنتين واحدة في الجامعة إسمها هيفاء مع منال بنت سليم  والأخرى في المرحلة الثانوية إسمها فاطمة ثم بعدها بفترة ليست بالطويله قال خالد لمستضيفه عبدالله :أكرمكم الله واستأذن للعودة للفندق فقال عبدالله: حسناً ولكن خليك عندنا شوي وعندما رأى إصراره قال: هيا توكلنا على الله ياخالد فخرجا جميعا من الشقة ونزلا في المصعد ثم عندما وصلا الدور الارضي إلتفت خالد إلى الشقة رقم ٣ حيث شقة صديقه سليم فقال خالد لعبدالله مذكراً له موضوع الشقة فقال عبدالله :إن شاء الله، ثم ركبا في السيارة وتوجها للفندق ثم لاحظ خالد بأن كثر المرتادين من الشباب على القهاوي مساء وزادت زحمة السيارات فوصلا المغرب للفندق فشكر خالد عبدالله على حسن الضيافة وقال: سأتصل عليك صباحا لكي نزور سليم في المستشفى لا تنسَ فقال عبدالله:إن شاء الله أنا أحرص منك ياخالد.

الفصل الرابع

فنزل خالد من السيارة وأغلق بابها برفق ولوح بيده لعبدالله وقال: مع السلامه يابومحمد فبادله عبدالله بنفس الإشارة وقال: سأكون عندك في الصباح ان شاء الله وثم دخل الفندق وسلم على موظف الاستقبال بالإشارة بيده مع ابتسامه ثم صعد إلى الدور الخامس لكي يرتاح في جناحه وعند الساعة التاسعة ليلاً جاء اتصال من عبدالله على خالد وعندما رد عليه وجد أن عبدالله يتكلم وبصوته نبرة حزن وقال بحزن وهو يبكي:خالد سليم أعطاك عمره فقد جاءني الآن اتصال من الدكتور ثم قال خالد: إنا لله وإنا إليه راجعون أحسن الله عزاك ياعبدالله ثم قال نريد أن نذهب للمستشفى لننهي إجراءات شهادة الوفاة لكي نغسله ونصلي عليه صلاة الميت ويتم تشييعه لقبره فإكرام الميت دفنه فقال عبدالله: مسافة الطريق وسأكون عندك وبعدها بنص ساعه جاء عبدالله وكان خالد قد لبس ملابس الخروج ثم نزل وإذا بسيارة عبدالله تنتظره بالقرب من الفندق فسلم خالد على عبدالله ثم توجها إلى المستشفى وحينما وصلا هناك سألوا عن الدكتور وعندما قابلاه قال لهما :أن سليم قد فقد الوعي ثم التنفس البارحة وحاولنا إنقاذه ولكن أمر الله تم، ثم استطرد قائلا :أنهوا إجراءات شهادة الوفاة من إدارة المستشفى لكي تغسلوه وتدفنوه ثم توجها خالد وعبدالله إلى الدور الأرضي وأنهوا الأوراق وقالت لهم إدارة المستشفى: تعالا غدا في الصباح لكي تتمكنا من أخذ الجثة وتغسلوه ليدفن وحينما خرجا خالد وعبدالله من المستشفى وركبا في السيارة قال خالد الآن إبنته المسكينة كيف سننقل لها الخبر فقال عبدالله: أنا سأدع أم محمد وهيفاء وفاطمه يخبروها وسنكون بجانبها فقال خالد: إذا غداً الضحى سنغسل جنازة سليم الله يرحمه وسنصلي عليه صلاة الظهر والعزاء سيكون في بيتك ياعبدالله فقال عبدالله :إن شاء الله فقال سأخبر الجيران الذين يعرفونه وكان في السنوات الأخيرة ليس له أصدقاء فقال خالد :الله يرحمه، وعندما وصلا للفندق قال خالد أتعرف رقم جوال منال فقال عبدالله لا ولماذا فقال: سأكلمها فيما بعد عن موضوع بخصوص والدها وعن موضوع الشقة إذا تم شراؤها فقال عبدالله إذا أخذته من ابنتي هيفاء سأرسله لك فقال خالد: حسنا وأكون شاكراً ومقدراً لك ثم قال عبدالله: لقد كلمت صاحب العمارة عما إذا كان سيبيع الشقة فقال لي: نعم إذا جابت لي سعر زين فقال خالد :وكم طلب فيها قال كان طالب فيها60 الف وبعد محاولاتي معه خفض المبلغ إلى 55 الف عندما عرف بأن سليم هو الذي سيشتريها لابنته فقال خالد: الله يعافيك ياعبدالله أجل أن شاء الله بعد مراسم العزاء سنشتري لمنال الشقة فقال عبدالله: إن شاء الله ثم أردف بحديثه وقال متى تريدني أن آتيك ياخالد قال: غداً الساعه التاسعة صباحا لكي ننهي الإجراءات الأخرى فقال عبدالله: حسنناً سأتصل عليك قبل أن أمرك فقال خالد: الله يعطيك العافية وبعدها بلحظات و صلا للفندق فقال خالد: تفضل ولكن عبدالله قال :شكراً نجعلها في وقت ثانٍ وعلي العودة للمنزل ثم حرك عبدالله بسيارته وأخذ ينظر خالد نظرة ساهمة في الأفق هناك وغلبت عليه دموعه حينما تذكر صديقه سليم وأن زيارته هذه قد جاءت متأخرة وأخذ يفكر في مصير ابنته فدخل خالد للفندق وهو في حالة من الذهول لدرجة أنه لم يلق التحية على موظف الاستقبال ،ثم صعد بالمصعد إلى جناحه وهو يفكر أين ستعيش هذه المسكينة وكيف ستكمل دراستها الجامعية ومن سيهتم بها وخاصة بأنه ليس لها قريب أو أخ وعندما أوى إلى سريره جاءه تفكير بأن يتزوجها ليأخذها تعيش معه في السعودية لقد أحبها من أول نظرة ولذلك سيفكر بالزواج منها وذلك بعدما يحصل على تصريح زواج وتذكر بأنه من حسن حظه أن صديقه في مكتب وزير الداخلية يستيطع بأن ينهي موضوعه بسهولة ولكن قبل أن يبدأ في ذلك عليه أن يأخذ رأي البنت وإذا وافقت عليه خطبتها عن طريق عبدالله جارهم حتى يتم استخراج التصريح بعد ذلك وتتم مراسم الزواج كما عليه أن ينهي موضوع الشقة أولاً فحتى لو تزوجها أو لم يتزوجها ستكون لها لكي تجد مقراً يسترها ولا تحمل هم الإيجار كما أن هذه الشقة التي قد ولدت فيها وعاشت ولها ذكريات جميلة مع والديها وجيرانهم ولكي تكون بالقرب من جيران أهلها وصديقتها هيفاء فنام خالد وهو يفكر في ذلك وعندما استيقظ وجد أن الساعة السابعة صباحا ثم نهض وتوضأ وصلى ولبس ونزل في اللوبي ليفطر ويشرب الشاي والقهوة ويتمشى قليلا في فناء الفندق وظل خالد في اللوبي حتى أتت الساعة الثامنة والربع فاتصل عبدالله بخالد وقال: أنا جاي لك في الطريق فقال خالد وأنا في أنتظارك باللوبي وعند الساعة الثامنة والنصف كان عبدالله عند باب الفندق واتصل على خالد فقال: أنا قادم لك الآن وعندما هم عبدالله بدخول الفندق  كان خالد قد سبقه عند باب الفندق وخرج متوجهاً لسيارة عبدالله وسلم عليه ثم توجها للمستشفى وقال خالد كيف أخبرتم منال قال عبدالله كلفت أم محمد وهيفاء وأخبروها وثم جلست تبكي بكاءً مراً وجعلت أم محمد تخبرها بأني وخالد سنذهب للمستشفى لأجل أن ننهي إجراءات خروجه من المستشفى واستخراج شهادة وفاة ، فقال خالد :بعد ماينتهي العزاء ياعبدالله أفكر بأن أفاتح منال في الخطبة،ولكن سننهي موضوع الشقة أولا وتعطيني صك ملكيتها لكي أعطيه منال فقال عبدالله: إن شاء الله والله يكتب مافيه الخير وحينما وصلا للمستشفى دخلا وكلما الإدارة وأعطوهما شهادة الوفاة ومن ثم سمحوا لهما المستشفى بأخذ جثة المرحوم سليم لكي يقميوا له جنازة تليق به وثم غسلوها وقالوا لإدارة المستشفى: سنأتي لنأخذها لنصلي عليها الظهر فوضعوها في الثلاجة عندهم ثم ذهبا لمطعم صغير بالقرب من المستشفى وأفطرا هناك حيث أكلا البسيسة ثم عادا قبل الظهر بنصف ساعة وأخذا الجثة وذهبا لجامع الزيتونة لكي يصلى على جنازة سليم هناك وبعدما وصلا أدخلا الجنازة وبعد صلاة الظهر نادى الإمام: صلوا على الميت يرحمكم الله، ثم صلوا عليه ودعوا له بالرحمة وبعدما أخذوا جنازته سار في جنازته جيرانه ومن كان حاضرا في جامع الزيتونة و أخذوه مباشرة إلى مقبرة سيدي يحيى والتي بها قبر والدي سليم وزوجته وبعدما دفنوه أقاموا العزاء في بيت عبدالله لمدة ثلاثة أيام وبعد الثلاثة أيام تواعد صاحب العمارة مع عبدالله في الشهر العقاري وتم شراء الشقة بخمسة وخمسين ألف دينار و تم إفراغ صك الشقة باسم منال سليم ثم اتصل عبدالله بخالد :وقال له صباح الخير ياخالد كيف حالك اليوم فقال بخيرإن شاء الله ثم قال له أين أنت الآن فقال أنا في لوبي الفندق أفطر وأخذ قهوتي تعال افطر معي ولنشرب القهوة سويا فقال عبدالله: حسننا أنا في الطريق قادم إليك ومعي صك الشقة لمنال فقال خالد والإبتسامة تعلو محياه: الله يعافيك وأنا في إنتظارك على أحر من الجمر وبعدها بربع ساعة كان عبدالله عند الفندق ثم دخل الفندق وحينما نظر في اللوبي وجد خالد جالساً يحتسى من فنجان قهوته فجاء وسلم على خالد فقال خالد: خذ لك فنجان قهوة من البوفيه هناك وتعال لكي نتحدث فذهب عبدالله وجاء له بقهوة من ماكينة القهوة ووضع مع قهوته حليباً وقالبي سكر وحركها وجاء على الطاولة التي عليها خالد ثم بادره خالد :هاه ماذا صنعت في الشهر العقاري فقال أبشرك تواعدت أنا ومالك العمارة اليوم صباحا ًفي الشهر العقاري لأجل شراء الشقة وتم إفراغها باسم منال سليم بناء على توكيل قد أعطتني إياه لكي أكمل إجراءات شراء ونقل ملكية الشقة باسمها وهذا هو الصك، ثم أخذه خالد ونظر إليه وهو مبتسم وسعيد ومرتاح البال فقال: أنا الآن قد نفذت وصية صديقي سليم رحمه الله حينما أرادني بأن أكون بجانبه فكأنه رحمه الله قد شعر بالرحيل والله أراد بأن أكون بجانب ابنته في هذه المحنة فقال عبدالله :هذا من إنسانيتك وطيبتك ياخالد وأنا الآن عرفت لماذا كان سليم رحمه الله يحبك ويمدحك فقد أحببتك من كلامه عنك قبل أن أراك فقال خالد: هذا من طيب اصلك ياعبدالله وسليم قد أحببته كصديق ثم كأخ لأنه كان يتمتع بأخلاق حسنة رحمه الله فقال عبدالله: وش رأيك نطلع من جو الحزن وأمشيك في منطقة المهدية وهي تبعد عن تونس حوالي ساعه وهي من المدن الهادئة الجميلة والتي تتمتع بسحر خاص وطابع شرقي مبهر، لأن بها أجمل شاطئ في تونس، حيث يمتد الشاطئ الرملي الناعم بمحاذاة المدينة وعلى طول ساحلها ليقدم ساعات من المشي والتنزه والاسترخاء مع الهواء العليل والمياه التركوازية المتلألئة، ويحيط بالشاطئ عدد من فنادق مدينة المهدية الأنيقة، بالإضافة إلى المقاهي والمطاعم التي تقدم أشهى المأكولات البحرية، أما المدينة القديمة في المهدية فهي أشبه بقرية ، وتشتهر بسوق الجمعة الذي يعرض فيه الباعة أروع المنتجات والمصنوعات المحلية بأسعار زهيدة، وبها آثار مثل “البرج الكبير” أو القلعة الأثرية العثمانية التي تُعد مثالية لالتقاط أجمل الصور، ويمكن رؤية “المنارة البحرية” في آخر الشاطئ والتي تُضفي مزيدا من الإلهام والرومانسية على هذه المدينة، كما تشتهر المهدية بموانئ الصيد ووجود مراكز لممارسة رياضة الغوص وبأروع المنتجات والمصنوعات المحلية بأسعار زهيدة، كما تشتهر بموانئ الصيد ووجود مراكز لممارسة رياضة الغوص والإبحار.

فقال خالد هذا رائع ولكني أريد بأن أذهب لسوسة كما حدثني عنها سليم رحمه الله من قبل ووصفها لي بأن بها ميناء أو مرفأ يسمى القنطاوي وهو من أشهر المناطق والموانئ السياحية في تونس، ويضم عشرات الفنادق والمنتجعات الفخمة،وهي وجهة محببة للعائلات بسبب كثرة الحدائق والمتنزهات المناسبة لجميع أفراد العائلة، ويوجد بسوسه ايضا المتنزه المائي “أكوا بالاس” الذي يفتح أبوابه من التاسعة صباحا وحتى الخامسة مساء وسعر تذكرة الدخول 30 دينارا للشخص، وبالمتنزه مسبحاً عاماً وكبيراً ًوعدداً من المنزلقات المائية العالية والممتعة، وقال لي رحمه الله أيضاً يوجد حوله مطاعم وموقف سيارات مجاني، في حين تشهد حديقة “حانيبعل” ازدحاما كبيرا في شهور الصيف، وتجتمع العائلات التونسية والأجنبية للتمتع بباقة من الملاهي والألعاب وعروض مسرحية وسينما وحديقة حيوانات صغيرة، بالإضافة إلى المارينا الذي يضم عشرات المطاعم والمقاهي وأماكن خاصة للشوي. والمرسى أو ميناء القنطاوي بسوسة يوجد به قطار سياحي ، وهو وسيلة رخيصة للتنقل بين المرسى ومدينة سوسة، حيث تبلغ سعر التذكرة ذهابا وإيابا 3 دنانير، وتستغرق الرحلة الهادئة قرابة 20 دقيقة، وتتمتع خلالها بمشاهدة البحر ومعالم المدينة والأسواق، فقال عبدالله: إن سوسه تبعد عن تونس بمسافة 160 كيلو لمدة ساعتين وهي جنوب تونس فقال خالد: حسنا إذا مرني غدا الصباح لكي أقفل حسابي في الفندق حيث سنذهب سوياً لسوسه لمدة يوم قبل السفر وأريدك بأن تمرعلي مبكرا فقال عبدالله أنا تحت أمرك ياخالد فقال عبدالله: حسناً إذا أنا سآتيك غدا الساعة الثامنة صباحا فقال هو وقت مناسب ثم قال خالد تفضل هذا المبلغ خله معك عشان رحلتنا وأعطاه 400دينار وقال عبدالله: ولماذا أنا معي والخير كثير فقال خالد: هذا حقك وسأحتاجك في بقية هذه الرحلة فقال عبدالله: أنا كنت أتمنى بأنك قد جئت في ظروف أحسن لكي نتزه سوياً وتأخذ راحتك أكثر فقال خالد :أن شاء الله يكون خير ياعبدالله والقادم أجمل بإذن الله ثم أستأذن عبدالله وخرج من باب الفندق

 

الفصل الخامس

وبعدها إتصل خالد على منال وكلمها وقال: أنا خالد ممكن تأتين إلى الفندق أنا موجود الآن في اللوبي لكي نتحدث قليلاً ولكي أعطيك شيئاً خاصاً كان لوالدك فقالت :حسناً ياأستاذ خالد فقال لها خالد :أرجوك قولي خالد حاف بدون رسميات وقال لها متى ستمرين فقالت: أنا خلصت ألان من الجامعة و سأمرك في الفندق بعد قليل وبعد عشر دقائق جاءت وحينما نظر إليها خالد من بعيد وكانت لابسه النظارة الشمسية قال في نفسه ماشاء الله ثم وهي تنزل مع درج الفندق لتدلف إلى الداخل قد خطفت أنظار من كان في اللوبي بطلتها المشرقة وجمالها ثم خلعت نظارتها ثم قال خالد في نفسه بسم الله ماشاء الله، الله يحرسك يامنال وهو مبتسم ثم لوح لها بيده فرأته ثم توجهت إليه ثم قام خالد وسلم عليها وسحب لها كرسياً لكي تجلس فقال لها وهو مبتسم :كيف حالك يامنال فقد أسعدتيني بزيارتك وكيف الجامعة معك فقالت: الحمد لله هذا آخر فصل وبعدها إن شاء الله سوف أتخرج فقال خالد: إن شاء الله فقال خالد ماذا تحبين أن تشربين عصير قهوة شاي فقالت منال :شكراً ياخالد لا أريد شيئاً ثم بعدها بلحظة أخرج خالد صك التمليك للشقة من شنطته الصغيرة الذي كتبه باسمها وقال هذا صك شقتك حيث عرفت أن الوالد رحمه الله قد باع شقتكم لظروف مرض الوالدة رحمها الله والآن الشقة قد أصبحت بإسمك ولك،  ثم اغرورقت عيناها بالدموع ثم قالت: لاأعرف ماذا أقول لك قد خذلني التعبير ،ثم أخذ خالد منديلاً من كرتون المنديل الذي على الطاولة لكي يجفف دموعها وقال لها لاتحزني فهذه الشقة لك لكي تعيشي فيها بأمان وحتى لاتحملي هم الكراء فقالت منال: هذا كثير ياخالد والله يجزاك عن والداي وعني بالجنة وقال لها :جففي هذه الدموع فلا أريد أن أرى هذه العيون الجميلة تبكي وتكون حزينة فقالت: حسناً فقال: أريد بأن افاتحك في موضوع آخر ولا أدري هل الوقت مناسب أم لا فقالت: وماهو ياخالد فقال :أنا أريد بأن أخطبك وإذا وافقتِ بأن أتزوجك سأتسخرج تصريح الزواج لكي نتزوج وآخذك معي للسعودية ثم قالت: قد فاجأتني ثم قال لها خالد: فكري ولا تردي الآن وسأتصل عليك غداً وإذا وافقتِ قدمت لك خاتم الخطوبة وأعلنا خطوبتنا في شقتك بحضور جاركم عبدالله وزوجته وبناته فقالت منال: خير إن شاء الله ثم قال لها: أنا غداً صباحاً سأذهب لمدينة سوسه وسأتصل عليك مساء إن شاء الله فقالت: أتمنى لك رحلة سعيدة ثم قالت لخالد: أشكرك على وقفتك وإنسانيتك مع والداي ومعي فقال خالد: لا شكر على واجب ثم استأذنت وغادرت وهو يتبعها بنظراته ثم إلتفت ولوحت له بيدها مع إبتسامة ولبست نظارتها الشمسية وإختفت ثم مر خالد الاستقبال وأخبرهم بأنه سيغادر الفندق صباحا ًثم صفى حسابه معهم على هذا الأساس وصعد إلى جناحه ثم فكر بأن يذهب للمهدية والتي قال عنها عبدالله بأنها قريبة وتبعد عن تونس لمدة ساعة واتصل عليه فقال خالد: وش رأيك نروح بعد قليل للمهدية فقال عبدالله: مسافة الطريق وأكون عندك فقال خالد: أنا جاهز وأنتظرك وسأخذ بعض الأغراض للبحرفقال عبدالله حسنا وبعد عشر دقائق من المكالمة كان عبدالله عند الفندق فاتصل على خالد عند وصوله فقال: أنا عند باب الفندق فأخذ خالد أغراض البحر مثل الشورت والقميص وحذاء خاص بالبحر ودهون خاص بالبحر و نظارته الشمسية والتي لاتفارقه حينما يكون عند البحر كما أخذ معه قميصاً وبنطلون جينز و فوطة وبوت وكاب لو احتاج ذلك فجهز هذه الأغراض وأخذها معه في كيسة كبيرة من البلاستيك ونزل فإذا عبدالله في سيارته فجاء خالد وسلم على عبدالله وقال :كيف حالك وكيف حال الأولاد فقال: كلهم بخير فقال: هيا توكلنا على الله فقال عبدالله: أنا أشعر بأنك سترتاح في المهدية لأن بها شاطئ رملي ناعم يمتد بمحاذاة المدينة وعلى طول ساحلها يعني بإمكانك المشي لعدة ساعات والتنزه والاسترخاء مع الهواء العليل كما بها أماكن للصيد ووجود مراكز لممارسة رياضة الغوص والإبحار فقال خالد هذا شيء رائع فقال خالد إذا مريت محطة ذكرني كي نأخذ معنا ماء وعصيراً و تسالي على للطريق وحينما مسكوا الطريق مر عبدالله بمحطة بنزين فنزل خالد للبقالة وإشترى أكياس شبس وعصيرات وماء وعاد للسيارة وثم إستأنفا رحلتهما إلى المهدية وحينما وصلا هناك كان خالد لم يشعر بطول الطريق فقد كانت منطقة جميلة يتراءى له البحر والمناظر الجميلة فأحيانا يقرب وأحيانا أخرى يبتعد على حسب الطريق حتى وصلا بعد ساعة للمهدية فتوجها لفندق مهدية بلس وعندما سألوا موظف الإستقبال وجدا غرفة جميلة بسريرين وصالة معيشه ومطبخ ودورة مياه ب 160 دينار فأحضرا كل من خالد و عبدالله ملابسهما التي للبحر ودخلا في الغرفة وبعدها بلحظات غيروا ملابسمهما ونزلا كل منهما وهو مرتدٍ القميص والشورت والكاب والنظارات الشمسية ومع كل واحد منهما فوطة لكي ينشف جسمه إذا خرج من البحر وتوجها للشاطئ وحينما أراد شمسية بكرسين على البحر وسألا عند السعر كان ب20 دينارثم استرخوا على الكراسي وهما ينظران للبحر وجماله في صفائه وهدوء أمواجه ثم نظر خالد إلى من كان على الشاطئ حيث أن هناك العوائل التونسية والأجانب وقد لاحظ بأن هناك أزواجاً من الأجانب أو أحبة قد جاؤوا ليقضوا إجازتهم في تونس وكان غالبية السواح الذين على الشاطئ من الأجانب ومن مختلف الجنسيات ومما لفت نظر خالد بأن الشاطئ نظيف في رمله ونظيف من قبل السائحين حيث لا يرمي أحد مخلفات من القوارير والعلب أو المناديل ثم ذهبا خالد وعبدالله وأخذا يسبحان في البحر وقال عبدالله لخالد: لك أن تسبح لحد العلامة الحمراء هناك لأنه هناك يكون عميقاً ويكون خطراً عليك من سمك القرش والحيتان والتماسيح فسبحا قليلاً وإستمتعا بالجو الجميل الذي كان غائماً جزئياً مع مطر خفيف فقد كان منظراً رائعاً حيث كان البحر صافياً وبعد ساعة خرجا من البحر وشعرا بالجوع ثم قال خالد :وش رأيك نتغدى فقال: عبدالله هنا بالقرب بعض مطاعم الأسماك فما رأيك نتغدى في المطعم أو نأخذ غدانا للفندق فقال خالد إذا وجدنا طاولة طعام في المطعم سنتغدى فيه ثم جاء للمسؤول عن الشاطئ وقال له عبدالله:انتبه لمكاننا سنذهب نتغدى في المطعم المجاور فقال لهما: لا تخافا فمكانكما محفوظ ثم توجها إلى الدش الذي على الشاطئ ثم أخذا يرشا جسميهما بالماء لأجل أن يغسلا عنهما ملوحة البحر وبعدما فرغا لبسا القمصان والكاب وتوجها للمطعم وقبل دخولهما كان هناك الروائح الجميلة التي تستقبلهما فقال خالد لعبدالله: بأن هذا المطبخ طبخه رائع وطازج فقال عبدالله:طبعا لأنه من البحر يوميا فجلسا على الطاولة وقال عبدالله: لخالد لاتتكلم مع النادل حتى لا يعرف بأنك سائح عربي ويدبلوا السعر علينا فدعني أتكلم عنك معه ثم نظرا في المينو وقال خالد: مارأيك أن تطلب لنا ياعبدالله على ذوقك فقال عبدالله: حسنا سنطلب الحوت القاروصي أي السمك القاروص برز جربي مشطشط وجربي نسبة لجزيرة جربة في تونس وخلنا نطلب معه جمبري مقلي وبطاطس وسلطه تونسية مع مشروب البيبسي الكبير فقال خالد رائع وكم يكلف قال عبدالله حوالي 80 دينار أي 150 ريال سعودي فقال عبدالله: خذ هذه مائة دينار وعندما جاء النادل طلب منه عبدالله ماأتفقوا عليه وبعد ربع ساعة كان الأكل جاهزا على الطاولة حيث أحضر النادل السماط وفرشه على الطاولة ثم جاء لهم في البداية بالسلطة التونسية والبطاطس والماء والبيبسي ثم احضر بعد ذلك رز جربة المشطشط وعليه سمك القاروصي فأكل خالد وعبدالله واستمتع خالد بلذة الأكل التونسي وبعدما فرغا من الأكل أعطى عبدالله النادل خمسة دنانير بقشيشاً ثم خرجا وعادا للبحر وكان الوقت عصرا حيث أصبح الجو أجمل وعادا لمكانهما على الكراسي تحت الشماسي ثم ظلا يتحدثان عن جمال المكان وروعته وعن رغبة خالد بالذهاب غدا صباحا لسوسة وعند غروب الشمس كان المنظر ساحراً يخطف الألباب حيث أشعة الشمس  الذهبية وهي تودع الناظرين وذكره هذا المنظر بصديقه سليم رحمه الله فدمعت عيناه وبعد ذلك قال خالد :مارأيك بأن نعود للفندق ونأكل اللبلاب لأني أحس ببرودة وأريده بأن يدفيني فقال عبدالله: هيا ياصديقي ثم أخذا الأغراض وأعطى المسؤول عن المكان الحساب وذهبا متوجهين للفندق وجلسا في اللوبي وأخذا طبقين من اللبلاب من البوفيه الذي كان موضوعا مع الأطباق الأخرى وبعدما انتهوا عزموا على العودة للفندق في تونس فصعدا وأخذا أغراضهما ونزلا وحاسب خالد الفندق وخرجا من الفندق متوجهين للسيارة ثم توجها عائدين لمدينة تونس وماوصلا إلا بعد المغرب إلى الفندق فقال خالد تفضل ياعبدالله وإسترح لنشرب القهوة فقال انا مسستعجل وأراك غدا صباحا الساعة الثامنة إن شاء الله فقال خالد إن شاء الله فأنا في انتظارك ثم نزلا خالد ودخل في الفندق وسلم على موظف الاستقبال وقال اعطني كرت الجناح فأعطاه إياه وتوجه للمصعد وعندما وصل لجناحه دخل وتوضأ لكي يصلي العصر والمغرب ولبس البيجامة لكي يأخذ رأحته في الجلسة ثم صنع له كوب من القهوة النسكافية وجلس يتأمل منظر البحر من الشرفة المطلة على البحر وأخذ يسمع أمواج البحر والتي تبدو متسارعة وكأن البحر كلامه يكون واضحا في الليل ليحاكي المهمومين والعاشقين وأخذ يتفرج على التلفزيون على قناته المفضلة والتي هي أبوظبي ناشيونال جرافيك حيث كانت الحلقة عن الكون وأسراره وبعد ذلك بساعتين سمع صوت المؤذن ينادي لصلاة العشاء فقام وفرش السجادة وصلى العشاء وعاد ليكمل البرنامج الذي قد شده كثيرا حيث أخذ يتفرج عليه وهو مسترخٍ على السرير ثم بعدها بلحظات قد أخذه النوم ولم يشعر بنفسه إلا والمنبه يصحيه صباحا الساعة 6 لكي يصلي الفجر وينزل تحت في اللوبي لكي يفطر في البوفيه ويشرب قهوته وحينما نزل كان هناك أجانب من مختلف الجنسيات وحرص على أخذ طبق البسيسة وأضاف لها ملعقة من العسل والقشطة وبعد هذه الطبق الجميل أستمتع خالد به أخذ خالد ينظر مابين الزجاج المطل على البحر والأشجار والورود وقال في نفسه لم أتوقع بأن تكون تونس جميلة إلى هذه الروعة فبرغم أنها دولة صغيرة وليست لديها موارد ولكنها غنية بهذا الجمال الذي قد وهبه الله لها ومن خلال المنتجعات الجميلة والفنادق المنتشرة في كل مكان فالبحر قد زادها جمالا وهذه الخضرة والجو المعتدل قد زادها روعة وبعد لحظات جاء عبدالله لصديقه في اللوبي وسلم وأخذ له كوباً من القهوة وجلسا يتحدثان عن رحلتهما بالأمس ثم لم يخف خالد عن صديقه عبدالله عن رغبته للمجيء لتونس لمرات عديده وبعدما شربا قهوتهما استأذن خالد صديقه عبدالله لكي يحضر شنطته ثم صعد خالد وأحضر شنطته ونزل وسلم على موظف الإستقبال وأعطاه الكرت وكان خالد قد حاسبه قبل أن يسافر للمهديه ثم قال له الموظف علي: حياك الله ياخالد في هذا الفندق وأتمنى لك سفراً سعيداً ومتى ماجئت لتونس ففندقنا تحت أمرك  وفي أي وقت تريد وهذا رقم كرتي فيه رقم جوالي اتصل علي ونحن نستقبلك في المطار فقال خالد: أشكرك ياعلي وأشكركم على خدمتكم الممتازه ،وأن شاء الله لنا لقاء فنادى علي على العامل بأن يحمل الشنطة لخالد ليضعها في سيارة عبدالله ثم جاء العامل وحمل الشنط ولوح خالد بيده وهو عند باب الفندق لعلي وقال مع السلامة.

الفصل السادس

وبعد ذلك توجها نحو مدينة سوسة والتي تبعد لمدة ساعتين من هنا ولم ينس خالد بأن يشتريا بعض أغراض الطريق مثل المشروبات الغازية والعصير والتسالي مثل الشيبس واللب وبعدها بساعة توقف عبدالله ليعبي بنزين فلما تمت التعبئة نادى خالد العامل فقال كم فقال العامل: 50 دينار فأعطاه الخمسين فقال عبدالله لماذا تعمل ذلك فقال خالد أنا وأنت واحد ثم إستأنفا المسير وبعدها بساعة وصلا لسوسه بسرعة حيث لم يشعر خالد بطول الطريق وتوجها لميناء القنطاوي وهم من أشهر الموانئ السياحية في تونس وبه عشرات الفنادق والمنتجعات الفخمة والمطاعم والملاهي لإنه مقصد للعائلات وتوجها لفندق إمبريال ووجدا لديهم حجز ونظر خالد ووجد بأن مرتادي الفندق كلهم أجانب وبعدما أخذ خالد كرت الفندق صعد معه العامل حاملا شنطته حيث كان مقر الجناح الدور الثالث ومطلا على البحروكانت الليلة ب 217 دينار وعندما اطمأن عبدالله على سكن خالد قال خالد أريد بأن أذهب للشاطئ مبكرا لكي نأخذ المكان المناسب الذي يعجبنا ولكي نستمتع ثم بعدما وضعا أغراضهما في الجناح نزل خالد في المصعد هو وعبدالله لكي يخرجا لشاطئ البحر فأعطى خالد الكرت لموظف الإستقبال ثم إستقلا السيارة لمسافة قريبة حيث لم يكن الشاطئ بعيدا فأخذا لها شماستين وكرسيين وجلسا على البحر يتأملان ويتحدثان بعدها بلحظات قال خالد: أريد قهوة تركية فهل هنا محل كوفي قريب من هنا فقال عبدالله: هنا محلات كوفي كثيرة وقريبة سأذهب لأحضر لنا كوبين من القهوة فقال خالد: الله يعافيك وحينما تلفت خالد وجد ان السواح الأجانب كثير وبينما هو مستلقٍ على الشاطئ تحت مظلته، وكان على الشاطئ حوالي 250 سائح أجنبي، قام رجل من تحت المظلة ومعه كيس من القماش وكأنه يريد أن يخرج منه شيئاً ثم فجأة أخرج رشاش وأخذ يطلق النار وهو يضحك ويقول: تسقط أمريكا تسقط إسرائيل الويل للصهاينة الله اكبر، وأخذ يقوم بإطلاق النار الكثيف علي الحاضرين وكان من بينهم خالد الذي حاول الفرار ولكن رصاصات الغدر قد نالت منه فبدا البعض يجري وهو مصاب بجروح نحو الفندق، والبعض أطلق ساقيه للريح ولم يصبه شيئُ وتوارى عن المكان سريعاً فبعد هذه المجزرة الوحشية أراد خالد الهروب ولكنه كان يشعر بثقل في الحركة ويرى جروح تنز من جسمه وتتسع والدم يتدفق بقوة وهو يريد الهرب والتواري لكي يداوي جروحه في أقرب مستشفى لأن سفره غداً إلى السعودية ولكي يذهب لمقابلة حبيبته منال لأجل خطبتهما ولكي يودعها قبل سفره وعبدالله للمستشفى سويا ولكن الضربة كانت مؤلمة لجميع السواح هنا في هذا المكان ومن سقط على الأرض يئن ويتألم ، لذلك أصبح خالد يشعر بان الأغشية الرخوية في جسمه مخترقة وتعرضت للتلف ولم يستطع مقاومة النزف ورأى رمل الشاطئ الذي حوله ملون بقطرات الدم ، فقال في نفسه من الأحسن بأن أمشي بقدر ما أستطيع وأحاول بأن أكون مستقيماً ومتماسكاً صامدا ًبقدر ما أستطيع ولكنه لم يأخذ طويلاً في مشيه حتى أطلق عليه المجرم الرصاصة الأخيرة من الخلف وسقط خالد على الأرض ثم نظر للسماء وشعر بأن الجو قد أخذ يبرد وأن المكان قد أظلم وزاد عتمة فأحس برغبة في النوم ثم بهذا الوقت سمع بالقرب منه دوي انفجار من قنبلة يدوية رماها الإرهابي وأظلم الشاطئ وأصبح كئيباً ومعتماً ، وثم واصل المجرم ملاحقة السواح نحو الفندق وهو يطلق النار مروراً عبر المسبح وبهو الفندق وموقف السيارات حتى خرج من الباب الأمامي وبعد ذلك تدخلت الشرطة وقتها وقتلته ولكن ذلك بعد فوات الأوان بعدما إرتكب مجزرة كان ضحاياها 77 مابين قتيل وجريح وبعدها بلحظات وصلت القوات الخاصة التونسية وقوات من الجيش الوطني التونسي، وذلك إضافة إلى الشرطة السياحية والشرطة الوطنية وجاءت سيارت الإسعاف وبعد الهجوم تم إجلاء عدة سياح نحو مراكز أخرى وتم تطويق المكان و المنطقة ،ونقل القتلى والجرحى إلى مستشفى سهلول الجامعي ومستشفى فرحات الجامعي وكان خالد من ضمن ضحايا الإرهاب فتم نقله بالإسعاف إلى مستشفى فرحات وعندما كان عبدالله عند محل الكوفي قد سمع إطلاق النار الكثيف وهو في المقهى القريب ولكن لم يخطر في باله بأن ذلك يحدث هناك على الشاطئ للسياح أو يحدث  أصلا في تونس لأنه لم يحدث فيها هذا الشيء من قبل وأعتقد بأنها العاباً نارية، فاتصل عبدالله بصديقه خالد ولكن جواله مقفل فاستبد به القلق وعندما جاء للشاطئ وجد بأن الشرطة قد طوقت المكان فسقط كوبا القهوة من يده وعندما سأل أحدهم مالذي حدث قال: إن إرهابيا ًقد جاء أطلق النار على السواح فبعضهم قد قتل وبعضهم قد أصيب فقال: ارجوك صديقي كان معي صديقي وهو ضيف علي من السعوديه أين هو؟!!! أريد بأن أعرف ما مصيره ؟! فكلم رجل الأمن ضابط النقطه وقال له الضابط :تفضل معنا وأركب معنا في دورية الشرطة لأننا في القسم نريد أقوالك لكي تنفعنا في التحقيق وركب عبدالله معهم في سيارة الشرطة وبعدها بساعة قد غادروا المكان بعدما جمعوا الأدلة وعندما وصلوا لقسم الشرطة بمرفأ القطاوي ودخل الضابط في مكتبه وقال للجندي: نادِ لي المدعو عبدالله عندي وعندما دخل عبدالله قال له الضابط: تفضل بالجلوس ماقصتك مع خالد السائح السعودي؟! فقال عبدالله: هو أصلاً لم يأتي للسياحة ولكنه جاء بعدما عرف بأن صديقه سليم التونسي مريض ومنوم بالمستشفى حيث كان يعاني من مرض عضال وقد كان سليم يعمل في السعودية بالشركة التي يعمل بها خالد وكان السعودي هو مديره في العمل فقال الضابط التونسي :وماذا بعد قال :حضر خالد من السعودية يوم السبت الماضي ورأى صديقه في المستشفى ثم توفي سليم يوم الأحد وحضر جنازته وصلى عليه وشارك في تشييع جنازته حتى تم إيداعه في قبره وبعد ذلك ياحضرة الضابط أحببت بأن أخرجه من جو الحزن فذهبنا أمس لمدينة المهدية وثم أتينا اليوم إلى سوسه لكي يسافرغداً عائدا إلى السعودية ليتني لم نأتي إلى هنا فقال عبدالله والقلق يستبد به: هل تعرفون عنه شيئاً ؟! قال الضابط الذي نعرفه بأن هناك قتلى ومصابين ولكن سنعرف بعد ساعات ولازال التحقيق جارياً وقد تم قتل الإرهابي في حينه فقال له الضابط :أنا أعرف بأنك قلق على صديقك هل تريد أن تستريح عندنا على كرسي في صالة الإنتظار أم تريد الانتظار في الخارج فقال: سأنتظر في صالة الإنتظار عندكم حتى أطمئن على صديقي فقال الضابط :حسنا ولك ماتريد، وبعد ساعتين من الانتظار نادى الضابط على عبدالله وقال له :صديقك الآن في مستشفى فرحات الجامعي تحت العناية المركزة فإذهب هناك لتراه فيما لو طلبوا دماً أو لكي تتعرف على هويته قال: اشكرك ياحضرة الضابط وأتمنى بأن يقوم بالسلامه ثم خرج عبدالله وتوجه للمستشفى مباشرة وحينما وصل هناك دخل وسأل عن المصابين السياح فقالوا له بعضهم في العناية المركزة وقال: أين العناية المركزة فقالوا له هناك في آخر هذا الممر بجانب الإسعاف وحينما وصل للمكان ودخل العناية المركزة رأى صديقه خالد وهو مسجى على الفراش والأطباء من حوله وحينما رأي طبيباً يريد أن يدخل للعناية المركزة قال: يادكتور الذي هناك هو خالد صديقي وأريد بأن أتطمن عليه واذا كان يحتاج دماً تبرعت له بالدم أو أحضرت متبرعين لأجله فقال له الدكتور: أنتظر هنا ثم أخذ عبدالله يقطع الصالة ذهاباً وإياباً وهو في شدة القلق ويدعو بأن ينجي الله خالد وقد إمتلأت رئتاه وأنفه بروائح البنج والأدوية وأكياس المصل جلس عبدالله مذهولاً وهو في المستشفى من شدة هول الصدمة ولم يكن يصدق بأن خالد الطيب يتعرض لمثل هذا المصير إنه قد جاء ليشد من أزرصديقه سليم وابنته نوال وبعدها بساعة خرج الدكتور وقال :عظم الله أجرك في صديقك فقد حاولنا إنقاذه ولكن لم نستطع فأمر الله قد نفذ ثم  قال: عبدالله أرجوك قل غير ذلك ثم أخذ عبدالله يبكي كالطفل وقال للدكتور: أريد بأن أراه بعيني وألقي عليه نظرة أخيرة فقال الدكتور حسناً تعال ودخل ونظر إلى خالد ووجده يبتسم وهو مرتاح وكأنه يقول لعبدالله لا تقلق علي و لاتخاف فأنا ذاهب إلى رب رحيم وسأكون بجانب صديقي سليم في الجنة إن شاء الله فقبل عبدالله صديقه خالد على جبينه وقال وداعاً ياخالد لقد تركني سليم وأنت الآن تفعل ذلك وتتركني الله يرحمك ما أطيبك وماأرق قلبك لقد كنت إنساناً شهماً وكريماً ورحيماً وحنوناً وخرج عبدالله من المستشفى وهو لايصدق بأن الموت خطف صديقه خالد الذي كان يريد الاقتران بمنال والذي قد جاء يشتري الشقة لها لكي يرحل وهي الآن يتيمة فعبدالله لم يعرف لماذا وكيف ولأجل ماذا حدثت هذه المجزرة فقد كان ينظر لصرخات أقارب وأصدقاء الضحايا ولم يكن يلومهم بعدما رأى كيف فقد صديقه خالد ذهب ضحية بلا ذنب اقترفه فهذا الإرهاب أمر لا تقره الأديان ولاحتى الديانات الأثنية التي تدعو للحب والتسامح وعندما رأى التلفاز في الصالة وهو خارج رأى شريط خبر عاجل في الأخبار وهو يتحرك حيث ذكروا الخبر عن حادث إرهابي قد وقع لنزلاء الفندق والساحل حيث تعرض 150 سائح لإطلاق النار وأن من تبنى هذه العملية هي منظمة داعش الإرهابية المدعومة من إيران وقطر وتركيا وكان المنفذ تونسي فقد غسلوا مخه على أن هذا جهاد في سبيل الله عندما يقتل الناس ويخل بالأمن في وطنه ويشوه سمعة الإسلام والمسلمين بهذ العمل الخسيس ، فهل الله قد أمر بأن يقتل بعضنا بعضاً هل هذه البطولات الخارقة بأن يقتل الناس العزل وظل التلفزيون يبث هذا الخبر ويعيد إطلاق النار على الشاطئ والفندق ثم قال عبدالله مالذي حدث في تونس الخضراء والتي طالما كانت بلدا مضيافا وحضارياً وثقافياً يقصده شعوب العالم كافة ومنفتح يدعو للحب والحرية والسلام.

الفصل السابع

 

ثم اتصل عبدالله في السعودية على الشركة التي يعمل بها خالد وصديقه سليم قبل ذلك وحينما كلمه السنترال قال :أعطني سكرتارية مديرعام الشركة فحوله عامل السنترال على حمد وقال لعبدالله: مرحبا تفضل أنا معك حمد سكترير مكتب المدير خالد فقال عبدالله: اهلا بك ياأخ حمد كان بودي أكلمك في ظروف أفضل من ذلك ثم قال وهو يبكي عظم الله أجرك في خالد فقد قتلوه داعش مع سواح هناك على الشاطئ ثم تأثر حمد وأخذ يبكي فقال: ومتى حدث ذلك قال: اليوم وهو كان سيعود للسعودية غداً فقال :أرجوك أبلغ أهله لكي يأتوا ويأخذوا جثمان خالد فهو مسجى في مستشفى فرحات بسوسه وسجل عندك رقم جوالي وأعطاه رقم جواله وقال: أرجوكم لاتتركوا خالد لأنه سيكون في ثلاجة المستشفى حتى يأتي أحد من طرف أهله ليخلص أوراقه ويعطوه شهادة وفاة ولكي يغادر تونس ويدفن عند أهله في السعودية مبكراً فإكرام الميت دفنه فقال حمد: حسنا سأبلغ اخوه إبراهيم إن شاء الله وهو يتصرف وبعدما أنهى عبدالله مكالمته، قام حمد بالإتصال مباشرة بأبراهيم اخي خالد وكان في الشركة وأخبره بما حدث لخالد فقال إبراهيم :لاحول ولاقوة الا بالله إنا لله وإنا اليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل ثم قال لحمد: اعمل لي حجزاً على أقرب طيارة لتونس وأرسل لي رقم عبدالله صديق خالد  على الجوال حتى أذهب هناك وأرى ماذا يمكنني عمله؟! ثم قال لحمد: لاتخبر والدي لأني سأخبر والدي وأمي بالتدريج بعد ذلك حتى لايؤثر ذلك على صحتهما ثم اتصل إبراهيم على والده وقال: ياأبي خالد كلمني وقال سيتأخر هناك في تونس لكي يكون بجانب صديقه وفي نفس الوقت يجري هو على نفسه فحوصات طبية فقال أبوخالد: الله يرده لنا سالم واتصل إبراهيم على حمد وقال: متى الحجز قال: غدا الساعة التاسعه صباحا على مطار قرطاج بتونس وأرسل إبراهيم رسالة على جوال عبدالله ليخبره بقدومه لتونس غداً على طائرة الساعة التاسعة صباحا لأجل أخيه خالد، ثم جهز إبراهيم شنطة السفر من ملابس وأمور أخرى وأخبر زوجته بأنه سيسافر في مهمة للعمل وقد يتأخر وعندما جاء الغد في الصباح توجه إبراهيم للمطار بسيارته ووضعها في مواقف المطار ودخل الصالة الدولية واعطاهم الحجز بموجب صورته في الجوال وأعطوه البوردينق واخذوا شنطته وأعطوه كرت الشنطة وجاء عند الجوازات وأعطاهم الجواز ووضع شنطته الصغيرة التي يحملها على كتفه وفسخ حزامه ودخل مع الجهاز ثم ختموا له جوازه وأخذه وتوجه للآعلى لأجل انتظار الرحلة وجلس عند بوابة 6 المؤدية للطائرة التي ستقلع بعد قليل لتونس وبعدها بلحظات نادى مدير الصالة في المايكرفون بأن على الإخوة المسافرين لمطار قرطاج لتونس التوجه لبوابة 6 ونظر إبراهيم للساعة فوجد أن الساعة 8،45 ص ثم دخل على البوابة مع الممر حتى وصل للطائرة وكانت هناك المضيفات يستقبلن المسافرين بابتسامة وسأل ابراهم المضيفة أين مقعدي فقالت له هناك في الجهة اليمنى بجانب النافذة ثم جلسوا المسافرون والكل قد بدأ يضع شنطته في الدرج الذي أعلى منه وبعدما جلسوا جميع الركاب وجاءت الساعة التاسعة تكلم كابتن الطائرة وكانت سعودية وقالت: حضرات المسافرين أرحب بكم على متن طائرة ناس والمتجهة إلى مطار قرطاج بتونس وستستغرق الرحلة لمدة 5 ساعات ونصف وسيترواح ارتفاع الطائرة من 35 الف إلى 40 ألف قدم فأرجو من حضراتكم الجلوس على مقاعدكم وربط حزام الأمان وستشرح لكم المضيفة طرق السلامة في الطيران وأتمنى لي ولكم رحلة موفقة وبعدها بلحظات سمعوا دعاء السفر بقوله ” الله أكبر الله أكبر الله أكبر سبحان الذي سخر لنا هذا وماكنا له مقرنين وإنا إلى ربنا منقلبون ، اللهم نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ماترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل والولد” وبعدها بلحظات اعطى برج المراقبة في المطار للطيارة بالإقلاع فكان الإقلاع بالتدريج وآمناً وجميلاً وبدون اهترزات وحينما بدأ الاقلاع أخذ إبراهيم يفكر في مصير اخيه وخاصة بانه قد جلب معه الأوراق الرسمية والهوية الخاصة بخالد رحمه الله فأتصل على عبدالله في تونس وقال له: السلام عليكم كيف الحال ياعبدالله انا إبراهيم أخو خالد بعد ساعتين سأكون في مطار قرطاج فقال عبدالله: أنا في انتظارك إن شاء الله فقال إبراهيم :مع السلامة فقال عبدالله: وهو كذلك إن شاء الله وحينما جاءت الساعة الثانية والنصف ظهراً كانت الطائرة قد اقتربت من مطار قرطاج ولكنها كانت تدور في السماء لكي يعطى لها الإذن من برج المراقبة لكي تهبط وقبل الهبوط أعلنت كابتن الطائرة وقال نرجو من حضرات المسافرين الجلوس على مقاعدهم وربط حزام الأمان حيث سنهبط بعد قليل في مطار قرطاج في تونس ونتمنى لكم رحلة ممتعة”، وحينما أعطى برج المراقبة الأذن للطائرة بالهبوط بدأت الطائرة بالهبوط تدريجياً حتى توقفت ولقد كانت كابتنة الطيارة بارعة في الإقلاع والهبوط وحينما كان إبراهيم يأخذ شنطته ويهم بالخروج كان يرى الذين من أمامه يمشون لكي يصلوا لباب الخروج من الطائرة ثم نزلوا مع سلم الطائرة إلى باص كبير خاص بالمسافرين لكي يقلهم إلى صالة المطار وحينما دلفوا للمطار وجاؤوا عند الجوازات لم يمر الوقت طويلا حتى جاء دور إبراهيم والذي اعطى جوازه وأوراقه لموظفة الجوازات التي أخذتها منه ثم أخذت تنظر لوجهه طويلا ثم ختمت له وقالت: مرحباً بك في تونس ودخل وتوجه لسير العفش وانتظر قليلا وثم لمح شنطته وأخذها وحينما خرج خارج المطار وجد رجلا في الخمسين معه لوحه مكتوب عليها إبراهيم / عبدالله فأتصل عليه إبراهيم فرد عليه ثم لوح له بيده ثم سلم عليه وقال :أهلاً بك ياإبراهيم نورت تونس وقال له إبراهيم: الله يسلمك وأشكرك على انتظاري وعلى وقفتك مع اخوي خالد الله يرحمه ثم جاء عامل وركب الشنطة في سيارة عبدالله فقال عبدالله :انا أقوم بواجبي ولكن صاحب المعروف هو أخوك خالد الله يرحمه ويجعله في ميزان حسناته ثم أخذه إلى الفندق قريب من المطار وهو فندق كونكورد بيرجس دو لاك ب 120 دولار في الليلة حيث كان مطلا على البحر وكان جناحه محجوزاً من قبل فقد حجزه إبراهيم عن طريق تطبيق مسافر في الجوال ثم قال إبراهيم: تفضل لنشرب القهوة فقال عبدالله: شكراً أتركك ترتاح وهل تريد بأن أمرعليك غدا لكي نذهب للمستشفى قال إبراهيم: نعم في الصباح الباكر لكي نستطيع أن ننجز شيئاً فقال عبدالله: احسن الله عزاك والله يغفر له ويرحمه والله كان انسانا جميلاً وطيب المعشر وذا أخلاق حسنة فقال إبراهيم: لقد فقدته ياعبدالله وأنت لم تره إلا أيام ونحن سنفقده أكثر كإخوة له وعشرة عمر معه لذلك نحن فقدنا أعظم وأنا لا أدري ياعبدالله كيف أبي وأمي سيتحملون وقع هذا الخبر إنه صدمة كبيرة فقال عبدالله :الله يجبركم في مصابكم والمصاب جلل حسنا سأمرعليك ولو احتجت إلي فاتصل علي وحتى لو كان ليس غدا ولكن في أي وقت تشاء فقال ابراهيم: أشكرك ياعبدالله على ذوقك وماقصرت ثم صعد إبراهيم بالمصعد لجناحه في الدور الخامس بعدما أخذه الحديث مع عبدالله عن أخيه خالد وحينما دلف فيه توضأ وصلى الظهر والعصر جمعا وجلس يتذكر أخاه خالد في الطفولة كيف كان رحوما بهم وكيف كان خدوما لهم ولأقربائه والناس وكان يحب فعل الخير ثم دمعت عيناه و دعا بأن يكون ذلك في ميزان حسناته وان يبدله الله دارا خير من داره وأن يحتسبه الله من الشهداء، لقد أحس إبراهيم بأن هذه أشق رحلة سفر على نفسه وقلبه لأنها كانت لأجل أن اخوه قد أغتيل غدراً وكأن أخوه اختطفه القدر لكي يموت هنا بالقرب من صديقه سليم وبالقرب من حبيبته منال والتي كان يريد الزواج منها ولكن القدر كان أسرع فياترى كيف سيكون وقع ذلك الخبرعلى خطيبته منال والتي قد فقدت أمها ثم أباها ثم خطييبها لقد دخل في حياتها فترة قصيرة ولكن كان كالذي قد أرسله الله لها لكي يكون بجانبها ثم يرحل ولله في ذلك حكمة وثم عندما جاء المغرب صلى إبراهيم المغرب والعشاء جمعا واتصل على الإستقبال بالفندق وطلب عشاء من مطعم الفندق وحيث طلب كسكي بالدجاج والسلطه مع البيبسي وبعدها بلحظات جاء النادل بالطعام وسأل بكم فقال ب15 دينار ثم أعطاه إبراهيم عشرين دينار وقال الخمسة لك ثم تعشى وبعدما غسل يديه جلس ليتفرج على التلفاز واخذ يتنقل مابين المحطات الفضائية وبعدها بساعتين كان قد استسلم للنوم وعند الصباح أفاق على صوت الجوال حيث كان هناك اتصال وحينما نظر وجد بأنه عبدالله فرد عليه إبراهيم وقال: أهلا فقال عبدالله :سأكون عندك بعد نص ساعة فكن جاهزاً لكي نذهب لسوسة ثم جاءت الساعه السابعة وكان إبراهيم تحت يفطر وينتظر عبدالله في اللوبي وحينما جاء عبدالله قال إبراهيم: خذ لك فنجان قهوه فوراءنا سفر ثم ذهب عبدالله واخذ له كوبا من القهوة وجاء على الطاولة مع إبراهيم وقال عبدالله: كيف كان منامك البارحة قال نمت ولكن بقلق ولكن لو انك لم تتصل علي كان قد راحت علي نومه لأنني نسيت بأن أضع المنبه على الساعة السادسة ص فقال إبراهيم: إن ماقامت به داعش في بلدكم فظيع جداً وداعش نعاني منه اكثر منكم بحكم قربنا من مناطق التوتر في منطقة تغلي حيث فجروا عندنا هناك الحرمين والمساجد حتى في رمضان فلو يسقط النظام الإيراني تنتهي هذه المنظمات والأحزاب الإرهابية مثل الأخوان و داعش والقاعدة وحزب اللات والحشد الشعبي ومنظمة فيلق القدس والحوثي والتي هي أذرعة لإيران لضرب الأمن والإستقرار في الوطن العربي والإسلامي وبل العالم باسم الثورة والإصلاح لاجل مهديهم الذي في السرداب  له 1200 عام على حد زعمهم ولكنهم هدفهم خبيث هو تشويه الأسلام والمسلمين وبث الفرقة والنزاع فيما بينهم يضربون الديانات ببعضها بسبب الطائفية لأجل الفتنة فقال عبدالله :نعم إن هدفهم هو تفتيت الوطن العربي وتقسيمه ليستولوا على خيراته ثم قال إبراهيم :أود بأن نذهب للسفارة السعودية من بعد المستشفى لكي نبلغهم بما جرى لأخي خالد ثم بعدما شربوا قهوتهم أعطى إبراهيم كرت الجناح للاستقبال وثم خرج هو وعبدالله سويا إلى السيارة ليكونا بعد ساعتين في سوسة حيث مستشفى فرحات وعندما وصلا فذهبا لإدارة المستشفى وأعطاهم إبراهيم الأوراق لكون القتيل أخاه خالداً لكي يأخذ جثته إلى السعودية بعد ان يغسلها في المستشفى لكي يضعوها في تابوت ثم خلصوا له جميع الأوراق وقالوا احضر لنا ورقة من السفارة ثم توجه إبراهيم وعبدالله إلى السفارة وأعطوهم شهادة الوفاة وثم رجع إبراهيم وأعطى المستشفى ورقة السفارة لأجل نقل جثمان أخيه في الطائرة وتشحن في الطائرة التي سيسافر عليها وإذا لم يكن في الإمكان يؤجل سفره حتى يسافرا معا في طائرة واحدة وقال سنذهب للمطار لأجل أن اقص لأخي خالد تذكرة ويشحن في الطائرة بعدما دفع الرسوم وتوجها لمطار قرطاج وأعطاهم الأوراق وأبلغهم برغبته في شحن جثمان أخيه على رحلة الرياض غدا فقالوا له لا مشكلة وقصوا تذكرة باسم خالد وقالوا يجب أن تحضر غدا قبل السفر بساعة، وأخذ التذكرة وخرجا هو وعبدالله على السيارة وحينما تحركت السيارة واثناء ماهم في الطريق قال عبدالله: اريدك بأن تشرفني في بيتي على غداء أو عشاء اليوم فقال إبراهيم: كثر الله خيرك لايوجد وقت، وأنا مايشغل بالي هو موضوع أخي خالد فأسمح لي ياعبدالله الوقت ضيق وغير مناسب ثم قال: أريد بأن نتوجه الى الفندق لو سمحت فقال عبدالله: ولك ذلك وأنا معك حتى تنهي موضوع خالد فهو ليس أخوك وحدك ولكنه أخونا أيضا ثم عاد عبدالله بإبراهيم إلى الفندق وبعدما وصلا قال إبراهيم :تفضل لنشرب القهوة فقال عبدالله شكرا لك ثم نزل إبراهيم من السيارة وقال لا تنس تمر علي غدا الساعة السابعة صباحا ولوح بيده اليمنى لعبدالله وقال مع السلامه ثم دخل إبراهيم للفندق وهو ثقيل الخطى ويفكر في الغد وماذا سيصنع وجاء لموظف الاستقبال وسلم عليه وطلب منه كرت جناحه ثم أخذه وصعد فدخل وغير ملابسه لأنه لايريد الذهاب لأية مكان لأنه مغموم على إغتيال أخيه الذي قد أثر فيه وقد كان آخر يوم رآه حينما أعد لهم الخروف المندي وكأنه كان يقول اذكروني وكما أنه أراد بأن يعمل له جامع في العمارية وبه حلقات تحفيظ القران مع سكن المؤذن والإمام على نفقته إذا عاد من السفر كما قال حينما كان مع أبي يوم الجمعة رحمك الله ياخالد فقد رحلت وتركت مكانا لايملؤه أحد عند والديك ومحبيك ثم وضع منبه جواله على الساعة 6 صباحا وأراد بأن يصنع له كوباً من القهوة ولم يشعر بالجوع ثم أخذ يفكر إبراهيم بأن يسكن عند والديه إذا عاد للرياض لكي يكون بالقرب منهما ثم قال في نفسه وسأكمل ماعمله أخي مع منال بعدما إشترى لها الشقة وذلك لكي تكمل دراستها الجامعية في هذا الفصل كما قال ذلك عبدالله وأنوي بذلك العمل صدقة عن أخي خالد لكي يصل إليه في قبره وأخذ إبراهيم يتذكر كيف كان خالد يلعب مع بقية إخوانه ويتحدث معهم ويساعدهم في دروسهم وحتى في زواجاتهم ثم قام وتوضأ وصلى المغرب والعشاء جمعاً وأوى إلى فراشه مبكرا لأن وراءه يوماً مليئاً بالمهام وسيكون سفره غداً في المساء الساعة 12 قبل الظهرو لو لاقدر الله لم يستطع فسيؤجل سفره ريثما تنتهي الأمورعلى مايرام وفيما كان إبراهيم فكره مشغول حتى شعر بأن الخدر بدأ يسري في جسمه ونام وحينما جاء الصباح صحا عبدالله الساعة 5،30 صباحا قبل أن يرن المنبه بنصف ساعة وقام واخذ له دشاً دافئاً وصلى وحينما جاءت الساعة السادسة والنصف نزل إبراهيم عند اللوبي لكي يفطر في بوفيه الفندق ثم أخذ يمر على الأواني المخصصة واخذ له صحناً ووضع له لنشو وزيتون وجبن وقشطة وقليل من الشكشوكة وثم أخذ له كوب من الشاي واختار له طاولة وجلس على الكرسي ليفطر بالقرب من الشرفة الكبيرة المطلة على البحر فقد كان منظراً جميلاً وتمنى لو أنه قد جاء في ظروف أحسن من ذلك ولكن مزاجه غير مهيأ لذلك وحينما جاء الساعة السادسة والنصف أخذ النهار يظهر بوضوح حيث أخذت أشعة الشمس الذهبية تخرج من البحر مع أمواج البحر القوية الغاضبة التي تضرب بقوة في الصخور هناك وحينما جاءت الساعة السابعة اتصل عبدالله وقال:أنا عند باب الفندق فقال إبراهيم تعال أفطر معي واشرب لك فنجاناً من القهوة أنا في البوفيه فقال عبدالله :حسنا أنا قادم وعندما جاء سلم على إبراهيم ثم ذهب للبوفيه وأخذ لنشو وبيض مقلي وأخذ له كوب قهوة وجاء على الطاولة التي عليها إبراهيم وجلس يفطر ويتحدث مع إبراهيم وقال كيف كان نومك وصباحك فقال إبراهيم: ان شاء الله أفضل ولكني أشعر بالقلق ولن أرتاح حتى أخلص ورق أخي من السفارة ثم نذهب للمستشفى ونأخذ الجثمان في تابوت للمطار في الطائرة التي سأسافر فيها وبعدها أذهب للمطار مرة واحدة فقال عبدالله: الله ييسر الأمر إن شاء الله وبعدما شرب عبدالله قهوته قال إبراهيم: هيا توكلنا على الله وثم توجه إلى الاستقبال وأعطاه كرت الجناح وتوجها الى سوسة لمستشفى فرحات وقد وصلا هناك الساعة التاسعة والنصف وتوجها مباشرة الى إدارة المستشفى وأعطوهم الأوراق من ضمنها شهادة الوفاة ثم ذهبوا للثلاجة وأخذوا جثمان خالد على سرير متحرك لوضعه في سيارة عبدالله الفان وحيث قرب عبالله سيارته ونزل المرتبتين الخلفتين وجعلهما متساويتان وأدخلا خالد في السيارة من الخلف ثم أغلق عبدالله الباب الخلفي للسيارة وركبا عبدالله وإبراهيم وتوجها لمدينة تونس وعندما وصلا للفندق حاسب خالد الفندق عن إقامته وأخذ شنطته وثم توجها لمطار قرطاج وحينما دخلا في المطار وأعطوهم الأوراق وشحنوا الجثمان في الطائرة التي سيسافر عليها إبراهيم وأخذ شنطته الصغيرة التي بها ملابسه من سيارة عبدالله وثم أخرج إبراهيم ظرفاً وبه 300 دينار وأعطاه عبدالله وقال: هذا مبلغ بسيط من أخوك إبراهيم ولأجل مجهودك معي فقال لاداعي فخالد رحمه وأنت اخوتي ويكفي اني قد تعرفت عليكما واريدك بان تزورنا لنقوم بواجبك ولكي نجعلك ترى تونس الخضراء فقال إبراهيم: إن شاء الله إعدك بذلك ثم قال أراك على خير المرة القادمة وفي امان الله ياصديقي فقال عبدالله” كم بقي على سفرك قال إبراهيم بقي ساعه ونصف حيث الطائرة ستقلع الثانية عشرة ظهرا فقال عبدالله إلى اللقاء وتوصل بالسلامة أن شاء الله وتوجه إبراهيم للكاونتر وأعطاهم أوراقه وأوراق أخيه خالد وقالوا هل تريد أن تشحن الشنطة أم تكون معك فقال تكون معي فقال ضعها على السير فوضعها وأخذها مرة أخرى ثم ختم له الموظف على جوازه وقال تفضل فقال عبدالله أشكرك وتوجه عبدالله إلى الصالة هناك لكي ينتظر طائرة الرياض وبعد ذلك أعلن مدير الصالة بالمكيرفون بأن طائرة الرياض عبر البوابة 3 وثم توجه عبدالله الى البوابة وركب المسافرون عبر رحلة الرياض في الباص ثم أخذهم الباص إلى الطائرة حيث كانت طائرة خطوط ناس السعودية وصعدوا الركاب للطائرة وتوجه إبراهيم لمقعده وبعدها بلحظات أعلنت كابتن الطائرة بأن على الجميع الجلوس وربط الأحزمة حيث ستقلع الطائرة بثم بعد لحظات أعطى برج المراقبة الأذن للطائرة بالإقلاع فأخذت الطائرة تتحرك عبر المدرج بسرعة حتى ارتفعت تدريجيا إلى السماء بعدما قالت كابتن الطائرة عن وجهة الرحله وعلو الإرتفاع وعن مدة الرحلة حيث ستأخذ خمس ساعات ونصف للوصول إلى مطار الملك خالد الدولي وبعدها بلحظات جاءت مضيفتان لأجل الغداء فقال إبراهيم: لا أريد غداء ولكن أعطيني فنجان قهوةٍ ويكون السكر مزبوط لكي لا أنام وأشعر بنشاط فقالت حاضر لحظات وتحصل على فنجان قهوتك وبعدها بلحظات جاءت المضيفة بكوب القهوة وقالت تفضل ثم أخذه إبراهيم منها وقال شكرا لك فقالت العفو أي خدمه اضغط الزر الذي عندك في المقعد وذهبت لعملها ثم أخذ إبراهيم يفكر كيف سيأخذ جثمان أخيه من المطار في سياره ثم تذكر بأن سيارته العائلية في موقف المطار تأخذ جثمان أخيه بالراحة وقال الحمد الله انني تركتها في المطار وثم تذكر كيف سيخبر والديه وبعدها بساعتين وقبل وصول الطائرة لمطار الرياض بعشر دقائق أعلنت كابتن الطائرة عن الوصول لمطار الرياض فعلى الركاب الجلوس وربط الأحزمة وبعدها بلحظات تم الهبوط في المدرج وبعدما توقفت الطائرة قام إبراهيم وأخذ شنطته من الدرج الذي فوقه وانتظر حتى يتحرك المسافرون ويخرجوا من الطائرة ثم بعدها بلحظات بدأ الطابور يتحرك ثم خرجوا من باب الطائرة مباشرة عبر ممر المدخل إلى صالة القدوم ثم أخذ ينتظرفي طابور الانتظار وحينما جاء دوره وأعطاه الأوراق وسأل موظف الجوازات عن جثمان اخوه خالد لأنه قد شحنه من تونس إلى الرياض على نفس الطائرة كيف سيستلمها فقال موظف الجوازات: ستكون هناك سيارة سوداء تابعة للمطار خاصة بنقل الجثمان وسننقل الجنازة الى مغسلة جامع أم الحمام وسيصلى عليها في جامع الملك خالد بحي أم الحمام الذي هناك بعد صلاة العصر وقال له تستطيع بأن تذهب في السيارة مع الرجل الذي سينقل الجثمان الى هناك ثم ختم الموظف جواز إبراهيم وخالد قائلاً : احسن الله عزاءك والحمد لله على سلامتك فقال إبراهيم: شكرا وجزاك الله خير فقال لموظف الجوازات اين الرجل الذي سيقود السيارة السوداء فقال إنه هناك سيستلمه في المكتب الذي بقرب الصالة ثم توجه خالد إليه وأراه الأوراق ثم بعدها بلحظات أخرج العمال السرير المتحرك وثم نظر إبراهيم وفتش وجه اخيه خالد ثم قبل جبينه وغطاه مرة أخرى ثم وضعوه العمال في السيارة السوداء من الخلف ثم اتصل خالد باخوانه وأخبرهم بما حدث ثم اتصل إبراهيم بوالده واخبره بأن خالداً قد اعطاك عمرك حيث مرض وتوفى هناك في تونس واني قد سافرت وأحضرته من هناك فقال أبوه الله يغفر له ويرحمه والله يعافيك ياإبراهيم وأين هو الآن فقال قد أحضرته معي في الطائرة وهو الآن في جامع الملك خالد بأم الحمام بالرياض حيث سيقبر بمقبرة أم الحمام هناك ثم اتصل إبراهيم بأقاربه وصلوا عليه وشيعوه في المقبرة وبعدما دفنوه صار العزاء في بيت والد خالد لمدة ثلاثة أيام ثم قال أبو خالد لأخوته :إن أخوكم رحمه الله قد كان له رغبة بأن يبني جامعاً كبيراً بسكن الإمام والمؤذن على نفقته على أرضه الموجودة في العمارية وقلت له أنا سأشاركك فيه فأريدكم بأن تنفذوا وصية المرحوم حتى يصل ذلك الخير لخالد في قبره فقال إبراهيم: وهذا مافكرت فيه ياوالدي مع اخواني ونحن سنتعاون حتى يرى هذا المشروع النور إن شاء الله لكي نشاركم الأجر فقال أبوخالد :بارك الله فيكم ثم انسل إبراهم إلى أمه ووجدها حزينة تبكي وقبل رأسها ويدها وعزاها في أخيه وقال:هذا أمر الله ياأمي وكلنا فقدناه ولكن من جاء يومه راح والله أراد بأن يسافر ويتوفى هناك بعدما يرا صديقه سليماً والموت سيأتيه سواء سافر هناك أو كان عندنا ولكنه ذاهب عند رب كريم ورحيم ومن كان مثل خالد فلا خوف عليه يا أمي ،فقالت أمه: ونعم بالله إنا لله وإنا إليه راجعون ثم قال إبراهيم في نفسه ليتني أعرف من هو الأرهابي الذي أمر هذا المعتوه لقتل السواح ومن ضمنهم أخي كنت أخذت بثأري منه وشفيت غليلي وبعدما خرج إبراهيم بلحظات إتصل على منال واخبرها بأنه إبراهيم أخو خالد رحمه الله وأنه سيكمل مابدأه أخوه رحمه لله حيث سأرسل لك مصروفك الشخصي ومصروف دراستك الجامعية حتى تتخرجي ثم أخذت تبكي منال ولم تستطع أن تقول كلمة واحدة بل كانت تبكي فعرف إبراهيم بأنها متألمة لفقدان أخيه وقال مع السلامه يامنال وساتحدث معك في وقت آخر، فأدرك إبراهيم بأن الإنسان في المنطقة العربية بهذه المرحلة مهدد وجوده بموجات من منظمات الإجرام المتطرفة واللصوص المرتزقة والتي تتمسح بمسوح الدين وتتبنى الكراهية والإرهاب ونبذ الآخر في صراع محموم تقوده دول من خلال ايدلوجيات متطرفة وتورط بعض الشباب في أعمال إرهابية ضد بلادهم وهذه لن تسلك بهم إلى طريق الجنة ولا إلى تحرير فلسطين كما يزعمون،وإنما في الحقيقة هم قد اختاروا الشعارات والمتاجرة بالدين وبالقضية الفلسطينية و الفتن والحروب واللصوصية وهذا يسلك بهم إلى طريق جهنم وإن من يدير ذلك كله استخبارات دول لتفتيت المنطقة وقتل الأبرياء قال الله تعالى ﴿مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً).

 

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …