الرحيل أحيانا ليس بإرادتنا

هو قد نذر بينه وبين نفسه،بألا يتزوج لأنه يرى ويسمع عن معاناة بعض أخوته وأصدقائه المتزوجين ، حيث كانوا يغبطونه على عزوبيته ويقولون له:ياليتنا مثلك ياخالد، لذلك من خلال هذا الكلام قرر خالد عدم الزواج لكي يعيش طول عمره عازباً سيداً لنفسه وحراً طليقاً لاتقيده مسؤوليات زوجة أو أولاد وأيضاً بحكم انشغاله في عمله الذي قد أخذ منه كل وقته لأنه قليل التواجد مع أقاربه أو أصدقائه بسبب عمله و سفره وهذا يشعره بالحرمان بسبب معاناته مع الوحدة وخاصة ليلاً،أو حينما يمرض، لذلك كان يهرب من الوحدة أحياناً بالنزهات البرية إذا كان الجو جميلاً أو يذهب لمزرعتهم أو أحياناً أخرى مع أصدقائه في الاستراحة وهذا نادر جداً،كما أن خالد له شروط في المرأة التي يريد أن يتزوجها بأن تكون مثل أمه حنونة وتملك جمال الروح والثقافة مع الجمال الطبيعي وتكون ربة منزل من الطراز الرفيع، ولذلك كان يعتقد بأنه لايوجد فتاة بهذه المواصفات التي يريدها في بنات هذا العصر فإما أن يتزوج الأنثى التي يريدها أو ماعنده مانع بأن يضل عازباً طوال حياته ، لأن خالد لايرضيه أي شيء، ولقد كان والده وبعض اقربائه واصدقائه دائماً يلحون عليه بالزواج، ولكنه كان يتعذر بانشغاله بالعمل والسفر لأجل العمل حيث أن لديه شركة في مجال العقارات والمقاولات لذلك هو دائم السفر لهذا الغرض لذلك لايريد أن يربط الفتاة التي سيتزوجها بمصيره لأنه قليل التواجد في المنزل وهذا السبب الذي يقوله لمن يلح عليه بالزواج،ولذلك كان مستبعداً قرار الزواج هذا برغم وسامته وحالته المادية الممتازة لأن فتاة أحلامه مستحيل بأن يجدها، لا من بنات أقاربه حيث لم يلفتن نظره أو من الخارج حيث قد واجه في سفراته بنات وكلهن لم تملأ ولا واحدة منهن عينه،وبينما كان مسافراً صباحاً في رحلة عمل إلى جدة حيث كان ذاهباً لتفقد فلل في مشروع سكني يبنى هناك ثم يأخذ عمرة ويكمل رحلته عصراً من الساعة الخامسة إلى القاهرة ولقد صادف في مطار جدة فتاة جميلة محجبة حيث كانت مغطية رأسها وهي في كامل أناقتها تنتظر رحلتها في صالة المغادرة الدولية عند نفس البوابة التي ينتظر عندها خالد،ثم لم تكن لحظات إلا ونادى مدير الصالة بالميكرفون على موعد الرحلة إلى القاهرة وأن على المسافرين التوجه إلى بوابة رقم 4،وكانت هذه الفتاة بجانبه واقفة مع شنطتها الصغيرة تجرها معها، فيشير لها خالد بأن تفضلي وجعلها تدخل قبله وحينما دخل إلى الطيارة كان كرسي هذه المسافرة بجانبه أيضاً ولكنه على الطرف بجانب الممر وكانت تريد بأن تضع شنطتها في الدرج الأعلى فقال لها ممكن ياسيدتي بأن أساعدك فقالت تفضل فوضع شنطتها في الدرج ووضع شنطته في نفس المكان وقال لها تفضلي اجلسي بجانب النافذة فقالت مكاني هنا في الطرف فقال لها خالد هنا أريح لك عن مرور عربات المضيفات فقالت له: شكراً لك وعندما جاءت المضيفة وتحدثت معها عرف بأن الراكبة التي بجانبه مصرية كما لاحظ بأن جوالها تأتي عليه اتصالات وترد عليه بلغات أجنبية حيث تكلمت بالأنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية وبعدما أعلن الكابتن عن إقلاع الطائرة وربط الأحزمة ودعوا بدعاء السفر كانت نظراتها في الغالب من خلال النافذة وبعد ساعة ونصف حينما دخلوا المجال الجوي المصري فقال خالد: يبدو بأن الجو لديكم هذه الأيام جميل لأن السحب في الجو توحي بذلك ، فالتفت له :وقالت له نعم هذا صحيح ففي شهر مارس يكون الجو رائع حيث الأمطار وبعدها بلحظات أعلن كابتن الطائرة بقرب هبوط الطائرة في مطار القاهرة وأكد على المسافرين بربط الأحزمة استعداداً للهبوط، ثم بدأت عجلات الطائرة بملامسة مدرج المطار وهبطت بسلاسة وهدوء حتى توقفت عند البوابة وفتحوا أبواب الطائرة وقام خالد وقال: لحظه ياسيدتي لكي أخرج شنطتك وشنطتي ثم أنزل شنطتيهما وأعطاها شنطتها وقال لها :تفضلي ثم شكرته وخرجا من الطائرة إلى صالة مطار القاهرة حيث إجراءات الجوازات وبعدما انتهى خالد توجه إلى سير الأمتعة فنظر فرأى جارته المسافرة التي في الطائرة تنتظر شنطتها بجانبه وحينما جاءت شنطتها على السير وكانت بجانب شنطته على السير فهم بإخراج شنطته فقالت :لو سمحت هات شنطتي ذات اللون الأحمر معك فسحبها خالد وأعطاها إياها وشكرته مع ابتسامة وأخذ شنطته ثم توجها سويا لبوابة الخروج من صالة المطار و خالد ذهب لمكتب تأجير السيارات لكي يستأجر سائقاً ليقله إلى شقته التي اشتراها العام الماضي في الشيخ زايد فسجلوا أسم خالد كاملاً وأسم السائق الذي سيقله ورقم جوال خالد والأمتعة التي معه واسم المكان الذي سيتوجه إليه،ثم توجه السائق إلى مدينة الشيخ زايد وعندما وصل التاكسي للعمارة التي هو فيها أعطى السائق أجرته،وحينما رآه البواب سعيد جاء مسرعاً وسلم على خالد ورحب به خالد وقال له كيفك ياعم سعيد وكيف الأولاد فقال كلهم كويسين يسألوني دائماً عنك فأخذ سعيد الشنط عن خالد بالمصعد إلى شقته في الدور الثاني ووضعها عند الباب وحينما هم بالنزول أعطاه خالد 200 جنيه فشكره ودعا له وحينما دخل خالد لشقته وجدها نظيفة ورائحتها جميلة حيث أنه قد أبلغ البواب بغسل ملابسه التي في الدولاب ووضعها في الدولاب ثم أخذ فوطته وروب الحمام وأخذ دشاً سريعاً وكان وهو تحت الدش الدافئ تذكر رحلته الأخيرة وتذكر تلك الفتاة التي قد ركبت بجانبه والتي من خلال كلامها ومحادثاتها في الجوال بأنها قيادية أو مسؤولة كبيرة وعلى مستوى راقٍ،وبعدما فرغ خالد من دشه فضل بأن يشرب كوباً من القهوة لأن وراءه مشواراً إلى مستشفى السرطان 57357 لكي يزورهم ويتبرع لهم لأن هذا مستشفى خيري وليس حكومي ومتخصص في علاج سرطان الأطفال وهو مبني عن طريق التبرعات و يعالج الأطفال مجاناً وهذا المستشفى في القاهرة بحي السيدة زينب.

  مفاجأة في المستشفى

حينما وصل خالد لمستشفى الأطفال للسرطان كان في استقباله مدير المستشفى والذي اجتمع به في مكتبه وقد وجد عنده الراكبة المصرية التي كانت بجانبه فقال لها خالد :يالها من صدف غريبة أنتِ أيضاً هنا فقالت له: نعم فأنا أزورهم مابين فترة وأخرى لأجل التبرع وأنت ماذا عندك هنا ؟!فقال لها خالد :أنا قد أتيت لأتبرع لهذا المستشفى لأجل علاج الأطفال الذين يعانون من السرطان لكي نشعرهم أنا وغيري بأننا نشعر بمعاناتهم ولكي يتجاوزوا محنتهم فقالت له: نعم صدقت فالكبار لايتحملون هذا المرض وهناك من ينهار ويرحل للعالم الآخر لأنه لم يواجه ذلك بالإيمان وإنما باليأس والجزع فقال لها خالد وهم يتفقدون المرضى: ممكن أتعرف على اسمك فقالت له: ليس عندي مانع بعد تكرار هذه الصدف الجميلة أنا اسمي شيرين إبراهيم الشناوي مديرة شركة للمقاولات والعقارات وقال لها خالد وأنا أسمي خالد محمد العليان مدير شركة للمقاولات والعقارات وإذا نحن نعمل في نفس المجال أيضاً وحينما زارا سويا  جميع الأطفال المرضى من بنات وأولاد ورفعا من معنوياتهم قال خالد: لشيرين مارأيك بأن نشرب قهوة في أقرب مقهى لكي نتحدث مارايك هل نذهب في سيارتي أم أن معك سيارة فقالت شيرين نعم أنا لدي سيارة bmw 747 الفوشيه التي هناك فقال خالد: ماشاء الله سيارتك ياشيرين جميلة ثم قالت شيرين تفضل معي وبعدما فتح خالد الباب وجد السيارة من الداخل جميلة ورائحتها أجمل ثم أخذ يتحدث عن الصدف التي قد جمعتهما في مطار جدة ثم في الطائرة بجانب بعض ثم أخيراً في مستشفى السرطان ثم قال خالد هل لاحظتِ تلك الإشارات من الله فقالت شيرين: فعلاً أنا أيضاً كنت مذهولة من هذا التصادف العجيب ثم سأل خالد: ماهو نشاط عملك في هذه الأيام  فقالت لدي عمل في بناء الفنادق والمنتجعات وتخرجت من الجامعة مهندسة معمارية ثم دربني والدي على العمل قبل أن يترك الشركة ببضع سنين وقد توليت مسؤولية إدارة الشركة عنه بعدما تعلمت من والدي الشيء الكثير ومن الجامعة كل شيء فرأيت والدي يقول لي نحن بحاجة ماسة إلى مهندس معماري وأنتِ أولى من الغريب ونحن بحاجة لك بأن تشرفي على عمل المقاولين،ومن يومها وأنا أعمل في شركة والدي وقد أعطاني كافة الصلاحيات كمديرة تنفيذية على الشركة وأصبحت مهتمة ليس فقط في المناقصات التي في مصر وإنما في دول الخليج وتركيا والسعودية أخيراً حيث قد لاحظت كثرة المشاريع السياحية لديكم وخاصة في المدن التي على البحر الأحمر التابعة لمشروع نيوم فقالد خالد: نعم هذا صحيح واستطرد خالد وقال :وهل زيارتك الأخيرة للسعودية كانت عمرة أو لأجل عمل فقالت شيرين لقد كانت لأجل الاثنين معاً العمرة والعمل لأن شركتنا قد أخذت مناقصات لتنفيذ منتجعات في أملج وينبع وضباء وبعدها بلحظات توقفت شيرين عند محل كوفي ثم نزلت من السيارة ونزل خالد ودخلا للمحل وجلسا على تلك الطاولة التي في أقصى المحل ثم جاء النادل ثم سأل خالد ماذا تشربين فقالت قهوة لاتيه والحلا مزبوط وقال خالد وأنا كذلك وقال للنادل على طلبهما وطلب منه مياه معدنيه وشكولاته ثم قالت شيرين: مشكلتي عندكم ياخالد هو في تأخر المعاملات التابعة لشركتنا أحياناً تتأخر في إمارة منطقة المدينة المنوره أو في الأمانة فقال خالد بالنسبة لموضوع معاملاتكم في إمارة المدينة المنورة والأمانة أعتمدي على الله ثم علي بأن موضوعك لن يتأخر لأن ولد عمي يعمل هناك وسأجعله يتابع معاملاتك حتى لايؤخرها روتين أو يتكاسل عنها موظف فقال شيرين: أنا أكون ممنونة لك ياخالد كثيراً لأن ذلك سيريحني لأجل السفر لهذا الغرض وأي خدمة لك في مصر أو في مدينة المنصوره خاصة لأنها مسقط رأسي فأنا مستعدة لذلك ثم استطردت شيرين وسألت خالد : ماهو مجال عملك في هذه الأيام فقال خالد: أنا لدي في الفترة الحالية عدة مناقصات في مجمعات فلل للأسكان في كلا من جيزان والرياض والقصيم وجدة حيث لا أكتفي بمتابعة العمل بالجوال فقط ولكن لابد بأن أذهب لمواقع العمل بنفسي لأقف على كيف يسير العمل وأرى عمل العمال ،ثم بادر خالد شيرين بسؤال وقال هل أنتِ متزوجة فقالت :لا مابعد جاء النصيب فقال خالد: أنتِ مثل حالي فأنا لم أفكر في الزواج حيث أن عملي قد أخذ من وقتي الكثير فقالت شيرين: وهل عندك غداً ارتباط مع أحد ؟! فقال خالد: لا ثم قالت أنا عازمتك على الغداء في بيتنا في مدينة المنصورة فقال خالد: بشرط، فضحكت شيرين وقالت بشرط!! وماهو شرطك ؟! فقال :أن تطبخي أنتِ الغداء لأرى هل تعرفين الطبخ أم أنك متكلة على الخادمة في كل شيء فقالت شيرين :أنا طباخة ماهرة ولدي نفس جميل في الطبخ تعلمته من والدتي وهذا الكلام بشهادة والدي ووالدتي فقال خالد الله يخليهما لك فقالت شيرين: آمين وياك بعدها قالت أنا سأتولى طبخ الغداء غداً وسيعجبك طبخي فقال خالد :سأرى وأنا قبلت دعوتك فقالت شيرين سأدعك تتعرف على والدي ووالدتي ولكي يكون مابين شركتينا تعاون في المستقبل فقال خالد: إن شاء الله ويسرني بأن اتعرف على والديك وعليك ياشيرين فقال خالد: إذا سجلي عندك رقم جوالي فأملاه عليها وسجلته ثم طلب منها بأن تتصل عليه فأتصلت فخزن رقمها عنده وحفظت رقمه عندها وبعدما فرغا من شرب القهوة دفع خالد الحساب وغادر محل الكوفي متوجها مع شيرين لسيارتها فوصلته لسيارته ثم ودعها وأخذ سيارته متوجهاً إلى شقته في الشيخ زايد.

موعد الغداء

عندما جاء وقت الضحى بدأ خالد يفكر في لقاء إبراهيم الشناوي والد شيرين ووالدتها وكيف سيكون اللقاء هناك وبعد الظهر أخذ خالد دشاً وحلق ذقنه وتعطر ولبس أجمل مالديه ثم عند الساعة 12،30 ظهراً توجه بسيارته إلى مدينة المنصورة حيث كانت المسافة مابين القاهرة والمنصورة تقدر ب 126 كيلو  فوصل هناك بعد ساعة وأربعين دقيقة وكانت الساعه الثانية إلا خمس دقائق حيث وجد نفسه أمام قصر منيف حيث قد وصلته رسالة واتس اب من شيرين بموقع منزلهم على خريطة gps وعندما ضغط جرس البوابة كلمه البواب وسأله عمن يكون فقال: أنا خالد العليان فقال البواب: تفضل لقد بلغني إبراهيم باشا والمهندسه شيرين بقدوم حضرتك، فدخل خالد وهو مبهور بالقصر من الخارج ومن الداخل حيث الحديقة الكبيرة الغناء وبها جلسات ومسبح كبير وهناك النافورة الضخمة والشلالات في زاوية حديقة القصر وممرات الحديقة التي من الحجر والزهور المزروعة في كل مكان وحينما اقترب خالد من الباب الأوسط جاءت له شيرين ورحبت بخالد وقالت:نورت بيتنا ومصر كلها تفضل هنا لكي أعرفك على أبي وأمي فدخل خالد وقالت شيرين :هذا خالد العليان وقالا:شرفتنا أهلا بك ياخالد تفضل فقال خالد :أنا الذي له الشرف بزيارتكم وبعدها بلحظات جاء الخادم بالقهوة مع الماء ثم بعدها بلحظات بالشاي بعدما جلسوا في الصالون حيث الكراسي المذهبة واللوحات الجميلة والتي تعود إلى الزمن الفيكتوري فقال إبراهيم والد شيرين :أهلا بك ياأستاذ خالد زارتنا البركة فابنتي شيرين قد حدثتني عنك وعن مجال عملك،فكيف سوق العقارات والمقاولات لديكم في السعودية فقال خالد: ياعم إبراهيم سوق العقارات لدينا قد نزل بنسبة 30% لعدة أسباب منها بسبب الرسوم التي فرضتها الدولة على الأراضي البيضاء التي بمساحات كبيرة وبدون أن تستغل والعزوف عن الشراء وارتفاع في العرض وانخفاض في الطلب وأعتقد بأن السوق يمر بفترة تصحيحه ثم يعود للأفضل وخاصة بأن العقار يوصف عندنا بالأبن البار فقال والد شيرين: نحن لانختلف كثيراً عنكم فالعقار بدأ ينخفض لدينا بسبب تعويم الجنيه وكذلك ارتفاع أسعار مواد البناء وتكاليف العمالة وكما أدى هذا لإضعاف القوة الشرائية وبعدها قالت شيرين :على إذنكم سأحهز المائدة وحرصت شيرين بأن تجهز طاولة الطعام لكي تكون تليق بالضيف القادم من السعودية حيث وضعت الشمعدانات الذهبية والأطباق ذات الخطوط المذهبة والملاعق والشوك والسكاكين المذهبة حتى المناديل بها خطوط مذهبة وبعدها بلحظات عادت شيرين وقالت لوالدها :غداكم جاهزيا أبي فقال لها والدها: الله يرضى عليك ثم إلتفت لخالد وقال له :تفضل وحينما دخل خالد لصالة الطعام ورأى الطعام ومنظره الجميل فقال خالد ماشاء الله ،الله يزيدكم من فضله فقال والد شيرين تفضل حاجه بسيطه على قد ماقسم فذهبت شيرين مسرعة وسحبت الكرسي لوالدها لكي يجلس ثم سحبت الكرسي لوالدتها وجلست ثم جلست مقابلة لخالد فكان هناك نصف خروف مشوي ومحاشي ورز وكفته مصرية بالبطاطس وسلطات وحلى فقالت أم شيرين: الله يعافيك يابنتي لقد كانت منذ الصباح وهي التي تعده بنفسها وبعدما تذوق خالد الأكل وجده لذيداً جداً فقالت مارأيك ياخالد في الأكل فقال: ماشاء الله رائع ولذيذ ونعم التربية ياأم شيرين فقد علمتيها حتى أصبحت ربة منزل ممتازة وأما أنت ياعمي فقد علمتها وربيتها حتى جعلتها تدير الشركة بإقتدار وتستطيع مواجهة الأزمات حتى أراحتك من عناء مسؤوليات العمل فقال أبو شيرين: صدقت ياخالد إنها تدير الشركة أفضل مني لأنها متعلمة وتجيد عدة لغات وتعرف كيف تتعامل مع الشركات الأجنبية باحتراف وأصبح لديها خبرة ومعرفة بالسوق ومتى يكون قوياً ومتى ينزل ومتى يكون في حالة فقاعة فقالت شيرين: أنت الخير والبركة ياوالدي فأنا تعلمت منك في الشركة الشيء الكثير، فقال خالد: أنت يا أبو شيرين ووالدتها فيكم الخير والبركة وبعدما انتهوا من طعام الغذاء فقال والد شيرين :مارأيك ياخالد بأن نشرب القهوة في جلسة الحديقة وبالقرب من النافورة فوافق خالد وقال :لامانع لدي بالعكس انها جلسه جميله، وبعدما انتقلوا للجلسة في الحديقة نظر خالد إلى أنواع الأشجار والأزهار ذوات الروائح الجميلة والتي كانت متناسقة وإلى الشلال وكان منظراً ساحراً بعدها بلحظات جاء الخادم عثمان بالقهوة ثم جاءت شيرين وجلست معهم وأخذوا يتحدثون في العقارات والسوق و الاقتصاد العالمي حتى أخذهم الوقت إلى ماقبل المغرب فاستأذن خالد وشكرهم على كرم ضيافتهم وحينما هم بالانصراف قال له أبو شيرين: الأن أنت عرفت المنزل فإذا نزلت لمصر فلاتحرمنا من شوفتك فهذا البيت بيتك ياخالد فقال خالد: مافيه شك وأنا يسعدني ذلك يا أبو شيرين والآن أستأذنك فقال له :أذنك معك وحينما وصل للبوابة قبل ان يخرج إلتفت إليهم ولوح لهم بيده فخرج من البوابة وركب سيارته وعاد إلى شقته في مدينة الشيخ زايد وعندما دخل شقته غير ملابسه وأعد له شاياً وأخذ يتذكر اللحظات التي قد رأى فيها شيرين في صالة جده وفي الطائرة بجانبة ثم في مستشفى الأطفال وبعد ذلك الوليمة التي أعدتها له وأقامتها على شرفه وحرصت بأن تطبخ له لكي تثبت له بأنها ربة منزل ولاتعتمد على الخادمة برغم كثرة الخدم لديهم في القصر وبرغم انشغالها كسيدة أعمال.

سينما المنصورة

اتصل خالد بشيرين وقاله لها :مارأيك بأن نحضر فيلماً لكي أتكلم معك في موضوع يهمنا نحن الاثنين فقالت: ماهو ياخالد ماينفع بأن تتحدث عنه في الجوال قال لها: لا لن أخبرك  حتى توافقين على أن ترافقيني إلى صالة سينما جلاكسي في المنصورة عندكم والتي بالقرب من جامعة المنصورة فقالت: لامانع لدي ومتى تريدنا أن نذهب ؟!فقال:غداً سأنتظرك عند جامعة المنصورة بعد العشاء لكي أدخل قاعة السينما معك فقالت شيرين:اتفقنا وبعدما أنهى خالد المكالمة فقد كان سعيداً من داخله لأنه سيلتقي بشيرين ويضع النقاط على الحروف فهل ياترى ستوافقه على مايريد؟!، وهل هي تحس بارتياج إليه مثلما يحس بارتياح لها؟! ،وظل خالد ينتظر بفارغ الصبر وهل هذا حب هل استطاعت شيرين بأن تختطف قلبه هل استطاعت شيرين بأن تفعل ماعجزت عنه البنات الأخريات إنه لاينفك تفكيره عنها فهل أحبته كما أحبها أم سيصبح هذا الحلم مستحيلاً ويظل عازباً طوال حياته وعندما جاء المساء كان خالد مستعداً وذهب بعد المغرب ووصل هناك بعد العشاء وانتظر هناك عند جامعة المنصورة وعندما جاءت شيرين بسيارتها نادى عليها ونزلت من سيارتها وركبت معه في سيارته وتوجها معاً إلى صالة السينما وكان خالد قد اشترى تذكرتين ودخلا معاً وجلسا في آخر الكراسي من فوق وعندما أغلقت الأبواب وبدأعرض الفيلم فقال خالد لشيرين: أريد بأن أفتح معك موضوع فقالت شيرين :وماهو ؟! فقال خالد : أنا أحبك وأريد بأن أتقدم لوالدك لكي أخطبك منه فقالت ياخالد :وأنا ياخالد أبادلك نفس الشعور ولكن حالة والداي الصحية وكبرهما في العمر وليس لديهما أحد غيري يرعاهما سواي وأنا كما تعلم المسؤولة الأولى عن شركة والدي فكيف أعيش معك في السعودية وأنا هذا وضعي مع والداي وعملي؟! فقال خالد أنا ليس لدي مانع بأن أتزوجك وأستقر أنا هنا في المنصورة أوفي مدينة الشيخ زايد وأتابع أعمالي من هنا وأن اسافر للسعودية في بعض الأحيان لمتابعة أعمالي وزيارة أهلي ولكن المهم بأن نعيش معاً،وأن نكون معاً فأنا ياشيرين كنت قد أخذت على نفسي عهداً بأن أظل طوال عمري عازباً لأنني لم أرَ البنت التي تلفت نظري كما أن إخواني وغالبية أصدقائي غير مرتاحين في زواجاتهم ولكني عندما رأيتك في مطار جده تغير كل شيء فقد استطعتِ بأن تلفتي نظري وتخطفي قلبي وتشغلي تفكيري بك طوال الوقت، فقالت: صحيح هل أنا فتاة أحلامك ياخالد وهل تحبني كل هذا الحب فقال خالد :نعم فقالت شيرين :دعني أستخير الله وأفكر في الموضوع وأرد لك خبر عن طريق الجوال، وبعدما شاهدا الفيلم توجها إلى خارج صالة السينما وقال خالد مارأيك بأن نتعشى في مطعم أو فندق قريب من هنا فقالت شيرين: الوقت الآن متأخر وأنا لدي غداً في الصباح الباكر عمل ولاأريد السهر حتى لايؤثر ذلك على نشاطي غداً وتركيزي ثم قالت: شكراً على صراحتك معي و دعوتك لي في السينما وعندما وصلا ركبت معه وتوجها لسيارتها وعندما وصلا نزلت وقالت: شكرا ومع السلامة ياخالد ولم يتحرك خالد بسيارته حتى ركبت سيارتها وقادت سيارتها ثم عاد خالد متوجهاً إلى شقته وكان طوال الطريق يفكر بها حتى وصل شقته وحينما كان مستلقياً على فراشه في شقته أخذ يفكر هل ستوافق على عرضه أم سترفضه لأن في حياتها شخصاً آخر حتى نام ولم يشعر بنفسه إلا وقت الضحى عندما جاءه اتصال على جواله فنظر في الجوال فإذا المتصل شيرين فقام من سريره وجلس وقالت شيرين: صباح الخير ياخالد فقال خالد :أهلا شيرين ثم قالت شيرين :كيفك ياخالد بعد السهرة البارح فقال:خالد أنا بخير وأنتِ كيف أصبحتِ فقالت: أنا بخير فقد نهضت لعملي الساعة السابعة وانجزت عملي لكي لايتراكم علي ولقد فكرت في كلامك الذي قلته البارحة وأستخرت الله ووجدت أن أمر الزواج منك فيه إرتياح من الداخل، فأنا موافقة ولكن أريدك بأن تتفهم عملي وعلاقتي بأهلي وكما أريدك في البداية تستخرج تصريح زواج ليكون زواجنا رسمياً وليس عرفياً وأنا أريد شقه لنا إما في القاهرة أو بالمنصوره فقال خالد: أنا سعيد بقرارك وأرجو من الله بأن يعينني لكي أسعدك ثم قال خالد: هل كلمتِ والديك فقالت نعم وقالوا لي مادام الوضع أن زواجك سيكون بهذا الوضع الذي ذكرته لك فلا مانع لدينا ولكن دعيه يأتي ليطلبك منا فقال خالد :هل صحيح بأن والديك قد وافقا على زواجنا فقالت: نعم ياخالد فأنا سعيدة بك وقال خالد : وأنا أسعد منك ياشيرين فأنتِ قد جعلتي لحياتي معنى آخر ثم استطرد خالد وقال :أنا سأتقدم لك بعدما أنهي إجراءات إستخراج التصريح لكي أتقدم لكً لكي يكون الزواج مرة واحدة مادمنا جاهزين فأنا لدي شقة جميلة في مدينة الشيخ زايد عبارة عن ثلاث غرف وصالون وصالة طعام ومطبخ وثلاث دورات مياه جاهزة بأن تكون عشنا الزوجي فقالت شيرين :إنها مناسبة ومدينة الشيخ زايد منطقة راقية ثم قالت: إذاً على بركة الله ، فكلم خالد ابن عمه إبراهيم الذي يعمل في أمانة منطقة المدينة المنوره وقال أريد تصريح بالزواج فهل سيأخذ وقتاً ؟! فقال إبراهيم أرسل لي صورة بطاقتك الشخصية على الواتس اب وسيكون لديك التصريح بعد ثلاثة أيام إن شاء الله فقال خالد :صحيح ياإبراهيم هل سآخذه بهذه السرعة فقال إبراهيم: لاتحمل هم هاه قل لي من هذه البنت التي استطاعت بأن تغير تفكيرك من العزوبية إلى الزواج من هذه البنت التي شقلبت لك كيانك وأصبحت غارقاً في الحب قال خالد: فعلاً ياإبراهيم لقد أحببتها إنها ملاك يمشي على الأرض إنها أذهلتني بجمالها وثقافتها وتواضعها وقوة بأسها وإرادتها وشخصيتها وفي نفس الوقت هي ربة منزل من الطراز الرفيع، فقال إبراهيم: ياه أنت ياخالد أصبحت شاعراً وأنت غرقان لشوشتك فالله يهنيك ياولد العم ويسعدك فسكت إبراهيم قليلاً ثم قال: إن شاء الله بعد ثلاثة أيام ستستلم تصريحك من السفارة السعودية في القاهرة وبعدما أنهى خالد المكالمة تحدث مع المقاولين في كل من جدة وينبع والقصيم وتفقد الأعمال وطمنوه بأن الأمورعلى مايرام، هو ليس على عادته لأنه لايكتفي بالاتصال وإنما لابد من أن يذهب ليرى العمل بنفسه ولكنه الآن معذور وينتظر أمر التصريح على أحر من الجمر.

   بعد أربعة أيام

ظل خالد مترقباً وقلقاً خوفاً من أن يرفض طلبه للتصريح فيضيع حبه هباء منثوراً وفي اليوم الرابع وبينما كان في يفطر في المطعم الذي على الشارع الذي به العمارة التي بها شقته،جاءه إتصال من ابن عمه إبراهيم فخاف خالد بأن يصدمه بخبر لايريده ولكن إيمانه بالله كبير لأنه لايريد شيرين إلا بالزواج على سنة الله ورسوله فرد خالد على الاتصال وهو وجل فقال إبراهيم:آلوه كيف حالك ياخالد فقال بخير قال إبراهيم :بالنسبة للتصريح في الحقيقة ثم سكت فقال خالد :ماذا حدث ؟! قال إبراهيم: الذي حدث هو وسكت ، فاستشاط خالد غضباً وقال أرجوك لاتلعب بأعصابي ماذا حدث فقال: أبشرك وافقوا لك على التصريح وتستطيع بأن تستلمه من السفارة فقال خالد: الله يبشرك بالخير وعلى فكرة أنا عازمك على زواجي أن شاء الله فأنتظر مني رسالة أو إتصالاً فقال إبراهيم :الله يوفقك ياابن العم ومبروك مقدماً ومنك المال ومنها العيال أن شاء الله ، فقال أريد حضورك وأن تقولها لي في زواجي فقال إبراهيم على خير إن شاء الله، وعندما أنهى إبراهيم المكالمة مع خالد إتصل على والده ووالدته فقال خالد لوالده أبشرك ياأبي بأني قد وجدت العروسة و سأخطبها وأتمنى بأن تكون أنت ووالدتي معي لكي أخطبها فقال له والده: الف مبروك والله يوفقك ويسعدك وهذا خبر سعيد ولكن أنا و والدتك حركتنا ثقيلة بسبب كبر السن وصحتنا لا تساعدنا على السفر فقال: ياأبي أريد والدتي لأسلم عليها فسلم عليها وبشرها بأنه قد وجد عروساً من عائلة معروفة وأجاويد فقالت: أتمنى الحضور لزواجك ولكن  ياولدي صحتي لا تساعدني وأتمنى لك التوفيق والسعادة فقال خالد: مع السلامه ونراكم على خير ‘ن شاء الله، وبعدها اتصل خالد على شيرين وقال لها : أبشرك لقد وافقوا على التصريح والتصريح الآن في السفارة السعودية وسوف أمر على السفارة وآخذه وآتيكم غداً مساء ومعي الدبل وعقد الألماس لكي أطلب يدك فقالت شيرين: ما رأيك بأن تكون يوم الخميس فيما أكون مستعدة فقال خالد: اتفقنا وأنهى المكالمة مع شيرين وذهب للسفارة وأخذ التصريح وذهب لمحل ملابس في وسط البلد واشترى له بدلة للزواج وملابس من مول طلعت حرب واشترى عقد ألماس من محل الخيام للمجوهرات ثم أخذ مشترياته وهو بداخله قلبه يخفق بسعادة هل فعلاً سيتزوج من أختارها قلبه وأحبها وأحبته،أم سيردونه أهلها خائباً بشروط تعجيزية.

يوم الخميس

جاء صباح الخميس وكان الكل مشغولاً بحفلة الشبكة لخالد وشيرين وكانت أم شيرين سعيدة لأن ابنتها الوحيدة ستتزوج من رجل أعمال مثل خالد لأنها تحس بأن خالداً رجلُ دمث الأخلاق ومرموقُ وله عائلة طيبة ومعروفة في السعودية وأنه قد اختار ابنتها بعد ماكان معارضا لفكرة الزواج لاقتناعه بأن العزوبية أفضل وأنها ستكون في مصر لن تكون بعيدة عنها،وكانت شيرين تجهز ملابسها وبعد المغرب جاءت لها الكوافيرة في غرفتها وعملت لها بودي كير ومناكير و وضعت جميع اللمسات على وجه شيرين وجسمها برغم أنها فاتنة وجميلة بدون مكياج لأن بشرتها بيضاء مائلة للحمرة وعينيها واسعتين تميل إلى اللون الأزرق السماوي وأما شفتاها فهما ورديتان بلون طبيعي لأن جمالها طبيعي وكانت شيرين أمام المرآة وهي تنظر لنفسها وهي ترتدي فستانا بسيطا وجميلاً وكانت تقول في نفسها أتمنى من والدي بأن يجعل زواجنا بسيطاً في القصر و ليس في فندق لأن شيرين تخاف حينما تكون عروساً وعندما تدخل لقاعة كبيرة تخاف من عيون النساء والرجال المتطفلين لتبدأ ثرثرتهم عن العريس والعروسة وهل يستحق كل منا الآخر أم لا لأن هناك أشخاصاً لديهم ضيق عين وحسد ويستكثرون السعادة والرزق على غيرهم ولايعرفون بأن يقولوا ماشاء الله لأنهم يريدونها فقط لأنفسهم ولم يعلموا بأن الله قد خلق لجميع مخلوقاته الوفرة في هذا الكون وكانت شيرين تقول في نفسها لقد تقدم لي خطاب كثير وكنت أرفضهم إلا خالد لم أستطع أن أرفضه لأن الله قد أرسله لي وكانت هناك إشارات نكون فيها معاً في أماكن مختلفة بدون اتفاق بيننا أو موعد،وأما في الجهة الأخرى كان خالد قد جاء من مدينة الشيخ زايد بسيارته المرسيدس موديل s450 كحلية اللون حيث لبس البدلة السموكن الرسمية لمثل هذه المناسبة وجاء ومعه شنطته والتي بها الشبكة من دبل وعقد ألماس وبعدما أقبل على القصر رأى أنواره ساطعة وخاصة لنمبات السور الكلاسيكية المحيطة به وكان عند البوابة البواب حيث فتح له الباب ليدخل خالد بسيارته ثم نزل خالد من سيارته ومعه شنطته وتوجه إلى الصالة الكبيرة بداخل القصر و كان في استقباله والد شيرين إبراهيم الشناوي وأم شيرين ثم كان من الحضور أربعة رجال أثنين من أعمامها والبقية أخوالها وكان من الحضور العمات والخالات وبعض صديقات شيرين فقال والد شيرين هامساً لخالد: ألم يأتِ أحد معك من أهلك فقال خالد :لقد اتصلت على والدي ووالدتي ولكنهما اعتذرا لظروفهما الصحية فقال أبو شيرين: مارأيك بأن تكون هذه حفلة شبكة وفي نفس الوقت عرس بحيث نستدعي المأذون الشرعي ليعقد لكم ويكتب كتابكما أنت وشيرين فقال خالد :إفعل ماتراه مناسباً ياعمي فقال: إذا توكلنا على الله واتصل أبو شيرين على مأذون يعرفه قريب وبعدها بربع ساعه كان المأذون قد حضر ومعه دفتره وبعدها بلحظات نزلت العروس في كامل زينتها وأنوثتها وعيون خالد عليها ثم ذهب عند سلم الصالة ومسك يدها وهي مبتسمة وزفوها الفرقة الموسيقية حتى جاءبها خالد إلى منصة العروسين ثم أجلسها على الكرسي المخصص لها وبعد ذلك جلس فكتب المأذون عقد زواجهما حيث كان بالموافقة والإيجاب من الطرفين وتم توقيع شاهدين وتمت إجراءات الزواج وفرحت شيرين حيث كان زواجها مختصرا كما تمنت لكي يكون زواجاً بسيطاً ولكي يكون مباركاً كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام “أبركهن أيسرهن مؤونة” فكان هذا الزواج بعيداً عن التكلفة والمظاهر المبالغ فيها والإسراف وبعدما قال المآذون: لابد بأن يوثق العقد من مكتب الأحوال الشخصية بوزارة العدل مع شاهدين عدل وأن يحضر طابع من مجمع التحرير بالقاهرة وتقديم شهادة صحية لكي يتم إنهاء إجراءات استخراج جواز السفر لكي تدخل إلى بلدك كزوجة فقال خالد :شكرا لك ياشيخ على نصائحك القيمة وأنا وشيرين سنقوم بذلك بعد العرس ان شاء الله ثم قام خالد وفتح الشنطة و,اخرج الدبل ولبس عروسته الدبلة وثم قامت هي بتلبيسه دبلته وقام خالد بإخراج علبة فاخرة وأخرج مها عقد ألماس ولبسها أياه في وسط زغاريد من أقاربها وصديقاتها ثم بارك لها ولخالد والداها ثم اخوالها وأعمامها وخالاتها وعماتها وصديقاتها ثم بعدها بلحظات عزفت الفرقة الموسيقية وقام خالد وشيرين يرقصان وبعدما رقصا وجلسا، جاء الخادم وكلم أبو شيرين وهمس في أذنه قائلاً :العشاء جاهز فنادى أبو شيرين على الضيوف وقال لهم: تفضلوا على العشاء هناك في الحديقة بالقرب من المسبح ثم توجهوا العروسين ووالدي شيرين إلى الحديقة وسط زفة حتى وصلوا إلى الكراسي هناك ثم توجهوا الضيوف على طاولات الطعام وكان هناك طاقم من العاملين من فندق الشيراتون وقد حرص أبو شيرين بأن تكون خدمة الضيافة خمسة نجوم حيث كان الأكل من مطعم الشيراتون برغم أن المدعوين لم يتعدوا الثلاثين شخصاً إنها حفلة صغيرة ولكنها جميلة ومنظمة وتبقى في الذاكرة كما كانت تتمناها ابنته شيرين ثم أخذ مصور الحفل يصور العروسين ثم يصور والدي شيرين وهم من حول العرسان ثم الأقربين والصديقات ثم أخذ المصور لقطات للعروسين والموسيقى كانت تعزف حينما كانا جالسين بجانب بعضهما ويؤكل كل واحد منها الآخر ولقد كانت الجلسة جميلة بجانب المسبح ثم أخذ رتم الحفلة يمر سريعاً بين رقص المدعوات وبعدها بلحظات بدأ الضيوف بالاستئذان والمغادرة والدعاء للعروسين بالسعادة والتوفيق وحينما أراد خالد وشيرين توديع والداي شيرين اغرورقت دموع أمها وحضنت ابنتها ودعت لهما بالتوفيق والسعادة وقالت: انتبهي لزوجك خالد فهو طيب وأنت ياخالد ضع شيرين في عينيك فقال: لاتوصيني ياعمتي وكذلك والدها حيما حضنها والدموع في عينيه وقال: أتمنى لك مع خالد حياة سعيدة ثم سلم والد شيرين على خالد مودعاً ووصاه على ابنته شيرين وقال خالد: شيرين في عيني وبالحفظ والصون ونحن أولادكم وسنكون معكم وبقربكم إن شاء الله ثم أخذ خالد عروسته شيرين في سيارته المرسيدس الكحلية التي كانت بداخل القصرِ حيث قد حجز في فندق ماريون هوتل بولس بالمنصورة هناك جناحاً خاصاً مستقلاً به مسبح فجهزوا له تورته وفرشوا له الشقة بالورود حتى على السرير وأضاؤوها بالشموع وقبل أن يأتيهم اتصل عليهم لأنه قادم لهم في الطريق وبعد نص ساعة وصل خالد وعروسته بسيارته وأما أبوشيرين فقد لاحظ نظرة الحزن في عيني زوجته وقال  لها: أدعي لشيرين بالتوفيق ودعيها تعيش حياتها مع زوجها وأفرحي لها وهذه سنة الحياة فقالت أم شيرين: إنها ابنتنا الوحيدة وسنفتقدها وأنا حزينة على فراقها لأنني لن أراها كل يوم وقال أبو شيرين: الآن شيرين أصبح لها حياتها الخاصة وبنت مثلها لاخوف عليها وستكون بخير مع زوج طيب يحبها ويخاف عليها ومن الجميل بأن تحظى شيرين بفرصة لتعيش حياتها وأنا سأفتقدها مثلك تماما وعندما ذهبت أم شيرين إلى الداخل كان أبو شيرين يمشي في الحديقة يبكي بحرقة وأغرورقت عيناه بالدموع وقال في نفسه هذه أول مرة تنام ابنتي لفترة طويلة خارج البيت لقد خرجت من ذمتي الآن وصارت في ذمة زوجها خالد والذي أتمنى بأن يحنو عليها دائما ولايكسر قلبها ثم رفع يديه ابوشيرين وقال اللهم إني أحب شيرين فأسعدها في زواجها.

في الفندق

عندما وصل العروسان إلى الفندق كان مدير الفندق والعاملون في استقبالهما بالفرقة الموسيقية والألعاب النارية في ساحة الفندق الكبيرة وصفق لهما الحضور في الفندق وزعرد النساء الحاضرات وشيرين وخالد فرحين وزفوهما حتى جناحهما الخاص ثم شكر خالد مدير الفندق والفرقة الموسيقية وكانت الشموع والروائح الفواحة وكان هناك الورود المنثورة وأما في صالة الطعام كان هناك التورته باسم خالد وشيرين وعليها صورة عروسين وكان هناك عصير طازجاً وناول خالد عروسه قطعة من التورته وشربها بيده من العصير وهي كذلك فغيروا ملابسمهما وأستمتعوا بالإنارة الرومانسية ولم يصحوا من النوم إلا في الصباح وكان خالد قد لاحظ بأن شيرين أحيانا تحك الثدي الأيمن وأن هناك إحمرار ويوجد كتلة صلبه فوق حلمة الثدي فقال خالد لشيرين: ماهذا الإحمرار والكتلة القاسية في الثدي الأيمن فقالت: يمكن شيء قد ضربني ولم أشعر به أو حساسية قال ألم تراجعي المستشفى فقالت شيرين: بلا قد راجعتهم وقالوا لي :هذه ندبة بسيطة ناتجة من حساسية وأعطوني لها مرهماً فاستخدمته لفترة ولكن لم يتغير شيء وتركت الموضوع بحكم إنشغالي في عملي فقال خالد: هل قمتِ بفحص وتحاليل شامل فقالت شيرين: لا فقال خالد المفروض بأن يكون كل ستة شهور أو أضعف الإيمان كل سنه ثم استطرد وقال :هذا إهمال ياحبيبتي ،سننهي اجراءات الزواج وسنبدأ بالفحص الطبي أولاً  فحاسب خالد الفندق وأخذوا شنطهم وتوجهوا إلى القصر العيني وأجروا فحصاً شاملاً وطلعت النتيجة بأن هناك سرطان في الثدي فأتفق خالد مع شيرين بأن يعالجها في فرنسا حيث الطب متقدم هناك وأن لا تخبر والديها لكي لايقلقا عليها ولكن دعينا نقول لهم بأننا سنقضي شهر العسل هناك فقالت شيرين: اتفقنا وأكملا إجراءات توثيق الزواج وراجعا مجمع التحرير والسفارة السعودية وأخذ أوراقه وتم تصديق العقد وإستخراج جواز السفر ثم حجز خالد إلى فرنسا بعدما تم التواصل مع المستشفى في باريس على أن تكون رحلتهما إلى باريس بعد أسبوع لذلك عادا إلى بيت والدي شيرين لكي يجعلا والديها يشبعان منها قبل السفر إلى باريس لشهر العسل.

السفر إلى باريس

بعدما وصلا العروسان إلى باريس حرص خالد بأن يسعد شيرين وأن ينسيها المرض ولا يجعلها تستسلم لفكرة المرض فخرجا معا من الفندق وأخذا يمشيان في  طريق الشانزليزيه الطويل حيث كان يضج بالحياة لأنه ممتلىء بكثرة السياح ومرا من عند مطعم رائحة الطعام لديهم شهية حيث جذبتهما إليه فقال خالد: مارأيك بأن ندخل هذا المطعم فقالت شيرين: لابأس فجلسا بالقرب من الواجهة الزجاجية للمطعم حيث يرون المارة فجلست شيرين على الكرسي وكانت بكامل أناقتها وقال لها خالد:هل تختارين لنا العشاء لأن ذوقك رفيع في الطبخ أم أختاره أنا فقالت: ماتختاره أنت فأنا أحبه ياخالد وبدأ خالد ينظر في القائمة ويشاورها وكانت توافقه وبدت شيرين جميلة في الفستان السماوي مثل عينيها وبدت فاتنة وكان خالد ينظرإليها ويبتسم وبرغم حزنها الداخلي بشأن مرضها ولكنها سعيدة وراضية بقسمة الله فسألها خالد :ماذا تريدين من المقبلات فقالت أي شيء تختاره فأختار خالد مشويات ومقبلات المشاوي فنادى على الجرسون وأخبره بما يريدون ، وبعدها ذهب الجرسون وقال خالد: لقد أحببت هذا المكان ليس لأنني في باريس ولكن لأنك معي ياحبيبتي إنه جميل ورومانسي في وجودك فنظرت شيرين لخالد وقالت في نفسها إنه وسيما جداً وأنيق وتتمناه كل بنت كما قالوا لها صديقاتها فحافظي عليه، فقالت شيرين: الله يخليك لي ياخالد ولايحرمني منك وبعدها جاءت المقبلات حيث وضعها الجرسون على طاولتهما ثم جاءت أصناف الأكل الشهية والعصيرات فأخذ صالح الشوكة والسكينة وقطع لها قطعة لحم مشوية طريه فمد خالد يده بالشوكة لفم شيرين وقال: أفتحي فمك ياحبيبتي لكي تأكلي من يدي ، ففتحت فمها وأكلت ثم هي أخذت قطعة بالشوكة وأطعمته بالمثل بقطعة لحم ثم بقطعة خبزها غمستها في بابا غنوج وبعدما فرغا من العشاء قال خالد :هل تشربين عصيراً قالت لا لم يعد يوجد مكان ياخالد فقد شبعت وشرب خالد عصيره ونادى الجرسون وأعطاه حسابه مع البقشيش فشكر الجرسون خالداً وشيرين فقال خالد: ماذا تريدين أن نذهب الآن فقالت: نريد أن نتمشى في هذا الطريق لكي نستمتع بهذه الأجواء الجميلة والمناظر الجميلة لكي نهضم ماأكلناه حتى نصل إلى الفندق فقال خالد :اتفقنا وأخذا يمشيان ويتحدثان عن ذكرياتهما حتى وصلا للفندق ودخلا جناحهما ثم قال خالد لشيرين: لاتنسي غداً الساعة 7 صباحاً موعدنا في المستشفى لكي نجري لكي فحوصات وأنا اعتقد بأنهم لم يكتفوا بفحوصات القصر العيني ولكن سيجرون الفحوصات من خلال أجهزتهم وهذا شيء لابد منه ياحبيبتي لكي نتمكن من الاطمئنان عليك أكثر على صحتك ، فقالت شيرين وفي عينيها الدموع :أشكرك ياخالد على وقوفك معي بعدما علمت بإصابتي بهذا المرض الخبيث ولو كنت أعلم بأنني مصابة بهذا المرض قبل الزواج ماتزوجنا لكي لا أكون عبئاً عليك ووضع  خالد يده على فمها ثم حضنها وقال لها: أرجوك لاتقولي ذلك ياحبيبتي مرة أخرى وحتى لو علمت بأنك مصابة بهذا المرض قبل الزواج فانا سأتزوجك لأنني أحبك في مرضك وصحتك وفي الشدة قبل الرخاء فأنا بجانبك ولن أتخلى عنك ياحبيبتي وأنتِ سوف تشفين إن شاء الله وتذكري ياشيرين بأن الله قد ساقني لك لكي نكون معاً فقالت شيرين: أشكرك ياحبيبي على وقوفك معي.        

  في المستشفى

بعد وصولهما للمستشفى في الساعة السابعة ص كانت شيرين تتحدث مع الأطباء باللغة الفرنسية بطلاقة وبدأوا في إجراءات الكشف الطبي وإجراء التحاليل والأشعات بأنواعها وبعدما خرجت التحاليل قالوا لخالد: بأن لديها سرطان في الثدي الأيمن ولكنه في البدايات ويمكن السيطرة عليه بالجراحة بدون الحاجة لكيماوي ولكنها تحتاج إلى تنويم في المستشفى لكي يتابعوا حالتها عن كثب فوافق خالد ووقع لهم على ورقة العملية الجراحية وتم إدخالها لغرفة العمليات وسمحوا لخالد بأن يكون مع زوجته وتم إستئصال الورم وبعدها بشهر خرجت من المستشفى وهي قد شفيت منه وقد فرحت فرحاً شديداً بأنها قد تجاوزت الخطر ولكنها في نفس الوقت حزينة لأن صدرها قد أصبح مشوهاً لأن الثدي مستأصل وربما خالد سينفر منها وربما يفكر بالزواج عليها لهذا السبب فقال لها خالد: الحمد لله على سلامتك وقد تجاوزتِ مرحلة الخطر بعد العملية الجراحية وثديك بعد العملية قد اصبح جميلاً وقد أحببتك أكثر ياحبيبتي ثم قبلها على جبينها فقالت شيرين:هل أنت جاد أم أنك تجاملني فقال خالد : بل أنا جاد وصادق فلو حتى لاقدر الله إستأصلوا ثدييك الأثنين فأنتِ في نظري شيرين الجميلة التي أحبها ولا أستطيع الإستغناء عنها ولو أردت تركيب صناعي لكي تشعري بالراحة النفسية فليس لدي مانع فقالت شيرين: متى سنسافر فقال خالد: سنسافرإلى مصر يوم الخميس إن شاء الله وبعدها سنذهب للسعودية لنأخذ عمرة شكرا لله وبعدها نذهب للمدينة المنوره لنسلم على الرسول ونصلي في المسجد النبوي ثم نسلم على أهلي في المدينة لكي تتعرفي عليهم ويتعرفوا عليك فقالت أتمنى ذلك.

الاختفاء

أراد خالد وشيرين التوجه إلى المطار وحمل خالد شنطهما بعدما حاسب الفندق عن الأيام التي قضوها ووصلتهم سيارة الفندق إلى مطار شارل ديغول وبدأو في إجراءات الجوازات والشحن وأخذا شنطهما الصغيرة معهما وعند الإعلان عن الرحلة على الخطوط المصرية والمتوجهة إلى القاهرة توجها للبوابة وركبا في الطائرة وبعد أن أعطى برج المراقبة الإذن للطائرة المصرية بالإقلاع أقلعت بعد ربط الأحزمة وجعل خالد شيرين بجانب النافذة لأنه يعلم بانها تحب ذلك وبعد الإقلاع بساعة كان هناك مطبات هوائية ثم سمع أن الكابتن كثير الاتصال وعلم خالد بأن في الأمر حدثاً ما وتناقلت الأخبار في بعض القتوات الفضائية بأن الطائرة المصرية المقلعة من مطار شارل ديغول قد اختفت عن الرادار بمطار فرنسا وإختفت عن شاشة الرادار كما تقول السلطات المصرية ولايعلم عنها شيء وفي اليوم الآخر كانت الفاجعة حيث شاء القدر بأن تتحطم أحلام العروسين وأهاليهم ومحبيهم مع أشلاء الطائرة المصرية في البحر الأبيض المتوسط حيث صدموا أهل شيرين حينما كلمهم خالد قائلاً: بأننا سنصل الخميس ولكنهما لم يصلا وعرفوا حينما رأوا الخبر في القنوات الفضائية وجاء الجمعة والسبت حتى قطعوا الأمل وأدركوا بأنهما قد لقيا حتفهما غرقاً، وكما علم أهل خالد عن طريق إبراهيم  والخطوط الجوية المصرية والتي أبلغت أهل الضحايا ومن ضمنهم أهل خالد ولقد نعى إبراهيم أبن عمه وصديقه في الجريدة وصلوا عليه صلاة الغائب وقد بكى إبراهيم على صديقه خالد بكاء مريراً  لأنه أراد الرحيل مع حبيبته إلى العالم الآخر.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …