بأي ذنب قُتِلتّ ؟!

كان ناصر بعد كل صلاة جمعة، يذهب فيتصدق عن والده وعن حبيبته نسرين لأسر حالتهم المادية صعبة جداً،فيأخذ معه عدة كراتين بحيث يكون لكل عائلة كرتون به مواد غذائية وزيت وطحين ورز مع لحم ودجاج،حيث يوزعها عليهم مع ماتيسر من المال،ثم يتجه إلى المقبرة لكي يسلم على والده ويدعو له بالمغفرة والرحمة ثم ينظف قبره مما علق به من أوراق ونباتات وإذا كان ناقصاً تراب وبحص بسبب الأمطار أو الرياح أو أن الكلاب القريبة من المقبرة قد نبشته ، لذلك يحرص بأن يضع عليه تراباً وبحصاً ثم يرشه بالماء بمساعدة عامل من المقبرة ويقف قليلاً ويدعو له، ثم يتجه لقبر آخر وهو قبر نسرين في نفس المقبرة ليس بعيداً كثيراً عن قبر والده ويصنع معه مثل ماصنع مع قبر والده ويقف قليلاً ويدعو لها ويرش على قبرها ماء وكان ناصر يحادثها وعينه تدمع ويتكلم معها ويقول لها”نسرين لقد ذهبتِ إلى رب كريم لن يخذلك ولن يجعلك تعيشين العذاب مرتين ولدي يقين بأنك ستعيشين سعيدة إن شاء الله وأنا لم أنسك وأنت على قيد الحياة ولا عندما رحلتِ إلى العالم الآخر” ثم تذكر حينما كانت تراسله على الأيميل وتريد حلاً لمشاكلها وقالت “أرجوك أريدك بأن تكتب عن معاناتي لكي يكون هناك وعي بأن هناك ظلماً يقع على البنات باسم العادات والتقاليد والدين منها براء فليس كل شيء من العادات والتقاليد هو نافع لنا ويسعدنا وإنما لابد من التغيير للأفضل” فركب ناصر سيارته وفتح الدرج ورأى صوراً لنسرين ورسائل كانت تراسله فأخذها وقبلها وكان لازال عطرها موجوداً عليها وأخذ يفتح هذه الأوراق بهدوء ويلمسها بحنان كما يلامس أجنحة الفراشة بحنان لكي لا تتلاشى ألوانها أو تتشوه ويقرأ رسائلها مابين فترة وفترة ثم تذكر ناصر بأن والدها كان صعب المراس وقاسياً جداً ومتمسكاً بالعادات والتقاليد التي ماأنزل الله بها من سلطان ، حتى على ابنته فرفض زواجه منها وتحطمت سعادة نسرين وناصر بأن يكونا معاً، وماهي إلا لحظات حتى بدأ الضباب يلف السماء وساد الصمت ماعدا صوت الرعد وزخات المطر ، التي أخذت تمشي وتشق طريقها مابين الأجداث لكي ترويها ،إنها رحمة من الله للأموات كما الأحياء،ولقد تواطأت الوحدة والشوق والحزن والبرد عند هذه المقبرة ، فشعر ناصر بالوحشة والبرد قارس ثم أدخل رأسه في المعطف وأخذت عيناه تدمع  ثم بدأ يسمع صوت البرق يزمجر وناصر يفرك يداه ببعضهما لكي يشعر بالدفء، ثم قال في نفسه أعلم أنك يانسرين في مكان أكثر عزلةً وحزناً وكم أشفق عليك من هذا البرد والمطر وأسأل الله بأن يرحمك ويوسع في قبرك ويسعدك في آخرتك فقد عانيتِ كثيراً في دنياك وانتهت حياتك بنهاية مأساوية، بسبب زوج مدمنٍ لم يرحمك ولم يعرف قيمتك وأب بسلبيته وجهله دفع بك إلى حافة الهاوية،ولولا الحياء كنت وضعت على قبرك رخاماً ونقشت اسمك عليه بماء الذهب وفي كل مرة أزورك أضع عليه في كل مرة أكليلا من الورد لأنك دفعتِ الثمن غالياً بدون ذنب بسبب بعض سلوم القبيلة التي لم يأمر بها الدين ولا توافق العقل،ثم بدأ ناصر يتذكر حينما كانت تراسله أحيانا بالرسائل الورقية أو على الأيميل والتي كانت تشكو فيها له لعلها تجد عنده حلاً لمشكلتها العويصة ، فقد كانت تريد أحداً تفضفض له لعلها يفهمها ويشعر بحالها ويجد لها مخرجاً، فمرة تفكر بأن تشتكيه لإمارة الرياض ومرة تفكر في الانتحار وتذكر حينما قال لها بأن ذلك حرام وإزهاق للنفس وأن من يفعل ذلك يكون مصيره النار،وقد كان والدها سلبياً فيما مر بها من مشاكل وإهانات من مدمن مخدرات وله عقل سقيم ،وقد حاولت بطرق إيجابية معه لكي يتغير للأفضل ويتعالج في أحد المصحات ولكنه كان يرفض ولقد بدأت معاناتها حينما هم والدها بأن يزوجها لأبن عمها لأنه على حد زعمه بأنه أحق بها ولأن أخاه قد حجرها لولده لذلك لن يتزوجها إلا ابن أخيه وإلا ستأكل القبيلة وجهي ولقد رفضت نسرين وقالت أنا لم أحبه ولا أشعر من جهته بأي عاطفة فنهرها والدها وقال لأمها عقلي بنتك وعليها بأن تقبل بهذا الزواج أما بطيب خاطر أو غصباً عنها وقالت لها أمها اقبلي به والحب سيأتي بعد الزواج، وحينما أشتكت لأخيها حسين فكان حسين يتعاطف معها ويخفف عنها ولكن لايستطيع بأن يكسر كلام والده أو يخالفه أو يجعله يغير رأيه،وقالت في رسالتها لناصر لقد كانت كلماتك بلسماً لي حينما تمدني بالأمل والتفاؤل والإيمان وتشعرني بالحب ، حيث تمنحني سعادة مؤقتة وكأنها موجهة لي ،وهذا كان يمنحني قدراً كبيراً من الراحة والقوة كلما ضعفت،وقالت مسترسلة برسالتها تصدق كم هو ممتع بأن تعشق الفتاة كاتباً لديه إحساس مرهف وشغف بالحياة وأن الحياة تكون جميلة بالحب والأمل والتفاؤل، تصدق إذا انقطعت عن الكتابة يوماً فإنني أصبح كالمجنونة أبحث عنك وأسأل هل أنت مسافر أم أنك في أحد المنتزهات أو المكتبات التي أعلم أنك تذهب إليها لكي تجد الإلهام،ولكن ياناصر ماذا تصنع كلماتك الجميلة في ظل وضع قاسٍ وقلب مجروح يتألم حرم ممن أحبه وخذله أقرب الناس إليه، فأنا لا أريدك بأن تتركني في ذلك المنعطف المقفر،فقد كنت أريد منك عدة إجابات لمشكلتي وحيرتي فمشكلتي أساسها والدي الذي يرى بأنني وأخواتي عار عليه وفضائح قد تحدث في أي وقت لذلك لم يسمح لنا بأن نكمل دراستنا بعد الثانويه برغم أن لنا طموحاً بأن ندرس حتى نأخذ الشهادات العليا ولكنه حرمنا أيضا من التعليم، لذلك كان يريد بأن يزوجنا بأي طريقة ولأي شخص حتى لوكنا لانحبه وحتى لوكان رجل كبيراً طاعناً في السن ولكنه غني أو يزوج إحدى بناته لأبن أخيه وحتى لو كان مدمن مخدرات ، وأما أمي فهي مغلوبة على أمرها بسبب وسوسته وكان إذا غضب من أمي يقاطعنا جميعاً ويصبح البيت مكهرباً وكأنه سجن وحتى لو كان لايوجد مشكلة أو خلاف فلايوجد بيننا مودة أو حوار، أو نكون عائلة متآلفين ولكن كل الذي يعرفه هو الشتائم والضرب والعبوس وتصدق بأنه زوج أختي الصغرى التي عمرها 15سنة برجل يكبرها بسبعين عاماً لأجل المال ،وأنت تعرف بأنه قد رفض زواجنا أنا وأنت بحجة أنني محجر علي وأن ابن عمي هو أولى من الغريب،وحينما تزوجت ياناصر من سعود ابن عمي تحولت حياتي لجحيمٍ لايطاق لأنه يشبه والدي في تصرفاته في عبوسه وحماقاته ولايوجد لديه  منطق أو تفكير أو حوار،فلماذا تركتني ياناصر أواجه مصيري،وأنا أعرف بأنك متضايق حينما أخبرتك بأن ابن عمي تقدم لي وسيتزوجني رغماً عني ولقد شعرت حينما كانوا يزفونني له بأنهم يزفوني إلى مثواي الأخير إلى قبري ، أنا أعلم بأنك كنت تقول في نفسك بأن أمرها لم يكن بيدها لأنها كانت مجبرة وكنت أشعر بأن قلبك ياناصر منكسر، فقد لمست حزنك في كتاباتك وكنت كلما أقرأ لك أشتاق لك وفي نفس الوقت عتبانة عليك ومرات أدعو لك في صلواتي لك وأقول ماذنبه المسكين وهو يحبني وتقدم لي ولكن والدي هو الذي رفضه، فأنا ياناصر فشلت بأن أنساك أو أكرهك أو أحقد عليك لأنك موجودُ في أعماقي، فهذا ليس بذنبي بأن أبتعد عنك كما تعرف ولو الأمر بيدي لكنت سعيدة معك كزوجين في بيت واحد ، وتذكر ناصر حينما رد عليها بأيميل وقال” يانسرين أعلم بأنه مغلوب على أمرك وأنكٍ لازلت تحملين في قلبك حباً لي ،فأنا لن أجد واحدة مثلك لذلك لم أبحث بديلاً عنكٍ ولم أتزوج من بعدك،بعض الأحيان أحقد على والدك لأنه قد حرمني منك وحرمنا جميعاً، فلماذا يصر والدك على ابن عمك وهو لايناسبك وأنتِ لاتناسبينه، وهو بوضعه هذا حتى لايناسب غيرك، ثم ردت نسرين وقالت ياناصر القدر أحياناً يكون أقوى منا فأنا استسلمت للواقع وعندما علمت أنه مدمن أسقط في يدي وقلت سأقف بجانبه لكي يتعالج من الناحية الإنسانية وبعد ذلك سأطلب الطلاق لأنني لم أحبه،ولعلي اقتديت بذلك بأمي من خلال صبرها على أبي،ورد عليها ناصر وقال أن ماتلمسينه في كتاباتي أحياناً هو لوجود شيء مؤلم في قلبي أو أحياناً آخر أتكلم عن معاناة قلوب محطمة، صحيح بأن الكتابة شغف ولكنها متعبة لأنها تكتب بإحساس مرهف ولابد للكاتب بأن يفضفض بما يشعر به على الورق أو سينعكس ذلك على صحته من خلال وعكة أو قلق فلابد أن يخرج هذه الطاقة المضرة من داخله على الورق لتصبح طاقة إيجابية، ثم سألها ناصر كيف عرفتِ بأنه مدمن ، فقالت حينما سافرنا لمصر في مدينة شرم الشيخ لقضاء شهر العسل إنه البصل وليس عسلاً فقد لاحظته عن قرب فقد رأيت من تحت عينيه هالات سوداء وكانت بشرته مصفرة وقلت في نفسي ربما لأنه يسهر كثيراً بالإضافة إلى نحفه وقلة أكله أعتقدت بأنها ضعف عام من قلة التغذية ولكني رأيت يديه ترتعشان وعند الحديث أسنانه تصطك على بعضها وتصدر صوتاً ولكني رأيته في الغرفة يشم حيث أخرج كيساً به بودرة ثم وضع قليلا من على معصمه وأخذ يشم بقوة ثم قال مارأيك بأن نذهب للتمشي ثم نذهب لنتعشى في مطعم فقلت له لماذا ياسعود تتعاطى المخدرات ؟! فقال لي لاتخافي فهذا يشعرني بالنشاط بمثل هذه الليلة فقلت له لن أخرج معك وأنت بهذه الحال ،فأراد بأن يمسك يدي لنخرج فقلت له أتركني إن أنفاسك كريهة وقال لي لماذا تنكدين علينا فقلت له أنظر لنفسك في المرآة إنك مثير للغثيان بسبب تعاطيك لهذه السموم أتركها لكي لا تدمر صحتك بسبب إدمانك فقال لي أنا لست مدمناً فأنا إذا أردت التوقف عنها سأتوقف بإرادتي فقلت له أنت تتوهم فأنت لا تستطيع لأنها تمكنت منك وأصبحت في دمك فلابد أن تعالج نفسك في مصحة إذا أردت حياتنا بأن تستمر، فقال لي لا تقولي لي هذا الكلام فأنا لاأملك نفسي حينما أغضب فقالت له إذا لم تغير من وضعك فأنسَ بأن أستمر معك وتكون أنت بذلك قضيت على حياتنا الزوجية وقلت له أريد بأن نعود للسعودية فأنا لا أريد بأن أعيش معك مادمت على هذه الحالة والشرهة ليست عليك ولكن الشرهة على عمي وأمك اللذان خدعاني وخدعا أهلي فقال لي سعود حسنا سنعود للسعودية في أقرب فرصة ، فقالت إذا وصلنا هناك إما أن تعالج نفسك في المصحات التي هناك أو بالخارج وأنا سأقف معك وأما إذا كابرت فلن أعيش معك لحظة واحدة وأريد ورقة طلاقي.

 

الوصول إلى السعودية

وأستطردت نسرين في رسالتها قائلة ” وعندما وصلنا إلى المنزل قادمين من مطار الملك خالد إلى منزل والدي سعود حيث كنا نسكن أنا وسعود معهما نظرتُ إلى أم زوجي بنظرات حادة حيث أردت بأن أخبرها بأني قد عرفت عن علة ابنها لأن عمي وزوجته أرادا التخلص من مسؤولية ابنهما وهو مدمن لكي يجعلوني أكابد مشاكله وأتحمل مسؤوليته لوحدي ،وحينما رأيت عمي سلمت عليه وقلت له إما أن تعالجوا ابنكم الذي قد ابتليتوني فيه أو لن أعيش معه بعد اليوم فرد علي عمي: وقال لادخل لنا فيما يحدث مابينك و مابين زوجك وعليك بأن تقنعيه بالعلاج وأن تكسبيه بالهدوء والسياسة فسعود لا يأتي بالعناد والقوة، فأنا قد حاولت معه ولم يسمع كلامي فقلت له ولماذا بليتني فيه ياعمي حرام عليك فهذا ومثله لاينفع بأن يكون زوجاً أو مسؤولا عن بيت وزوجة وأولاد وأنا لن أنتظر حتى يأتيني منه أولاد فتتعقد مشكلتي أكثر ويكونوا ضحايا لإدمانه، ثم اتصلت على السواق وذهبت إلى بيت أهلي لأسلم عليهم وبعدما رأيت أمي وأبي أخذت أبكي وقلت لهما بأنني اكتشفت سعود بأنه مدمن فقالا: لم نكن نعرف من قبل إلا منك الآن فيا ابنتي ارتاحي وإذا جاء غدُ أذهبي لبيت زوجك فمكان الزوجة الطبيعي بيت زوجها فقلت ياأبي ألم تخف علي ؟! فقال ولا كلمة ثم إلتفت إلى أمي وقال أنصحيها و لاتدعيها تفشلنا عند أخوي وهذا ماهو من سلوم القبيلة وماذا سيقول عنا الناس وعلمت ياناصر بأنه قد أسقط في يدي وعلمت بأنه ليس لي ظهر يحميني وعندما جاء سعود مساء ذهبت معه وكان لا يمر يوم بدون نكد وكان يضربني إذا أرادني في الفراش وكنت أشتكي لأخي حسين وكان يقف معي ولكنه يعلم علم اليقين بأن والدي لن يصنع شيئاً بسبب سلبيته وكان إذا ذهبا عمي وزوجته إلى خارج البيت ولم يبقَ إلا وحدي في غرفتي فإنه يجمع أصدقائه الذين يجتمعون على شرب العرق وكان بعض أصدقائه يحاولون الدخول لغرفتي للنيل مني وهو معهم ولكني أقفلتها بشدة وكنت عائشة في رعب ، ناصر أشعر بأن هذه آخر رسالة تصل إليك ،فعدني بان تسامحني ولا تنسني بدعائك فالحاصل أحد ثلاثة أمور إما أن يقتلني القهر أو أنتحر أو سعود يقتلني لأنه رافض أن يطلقني وقال لي لو تصعدين للسماء بحبل فلن أطلقك، وكانت فعلاً هذه آخر رسالة حيث بعدها بأيام سمعت بأن نسرين قد توفيت بسبب زوجها الذي أطلق عليها النار وهو في حالة سكر وإدمان مخدرات ولقد أخبرتني أختي بحكم معرفتها بأسرتها فحزنت عليها وذهبت وصليت عليها وعزيت والدها في جامع عتيقة وشاركت في دفنها معهم وعرفت قبرها في مقبرة المنصورية وأصبحت أزورها كل أسبوع أو أسبوعين متذكراً معاناة من أحببتها والتي قد خذلت من والدها وزوجها والتي قتلت بدون ذنب وانتهت حياتها بمأساة، تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيج جناته.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …