ستتغير و تعرف

مع مرور السنيين من عمرك، ستشعر بأنك قد تغيرت ونضجت كثيراً عن ذي قبل وستعرف ماكنت تجهله، وتألف ماكنت خائفاً منه، وستحب ماتكره، وتكره ماتحب وتتخلى عن ماتعلقت به وستشعر أحياناً بالحيرة، كأنك في صحراء ولا تعرف أين وجهتك، وستشعر بأن روحك ظمأى تريد أن ترتوي، ولن تدل طريقك ولن ترتوي حتى تقرب من الله، وتعرف بأنه المعطي والذي يأخذ، والذي يتولاك ويحفظك ويلهمك ويرزقك وييسر أمرك، ويصرف عنك أموراً ويمنع عنك أموراً أخرى تريدها ربما قد علمت فائدتها فيما بعد، أو لا تعلمها كما تولاك وأنت نطفة في ظهر أبيك، وحينما كنت لاحول لك ولا قوة في رحم أمك.

سلمان محمد البحيري 

 

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …