إقرأوا تصحوا

إذا أردت بأن تصنع نفسك من جديد وترتقي، فكن مثل الدودة التي تتغذى على الورق، بحيث تقرأ كل شيء مكتوب وحرر نفسك من القراءة في موضوعات معينة قد فرضت عليك إجتماعياً ودينياً مثل كتب الدين والأدب فقط،ولكن إقرأ في الفلسفة والتاريخ والجغرافيا والسياسة والأدب العالمي والطب والعلوم الطبيعية والإجتماعية، ولاتدع كتاباً إلا وقرأته ولا مقالاً فيه فكرة أو أفكار إلا وتعلمت منه ولا راوية فيها خيال أو مليئة بالأفكار والمعاني والتنوع إلا وتفاعلت معها وتخيلتها وتعرفت إليها، سترى نفسك بأنك قد أشغلت نفسك بشيء مفيد مع ممارسة هوايتك وسترى نوراً قد أصبح في عقلك وقلبك وأن هذا إنعكس عليك في دراستك أو عملك وأنك قد عالجت نفسك بالقراءة وأنك لم تعد تفكر في آلام الماضي ولا تقلق من المستقبل، ولم تعد تلوم نفسك وتقسو عليها أو تلوم الناس فيما حدث لك، ولكن إعتبر ماقد حدث لك مقدر ومكتوب وعليك أن تسلم بذلك، وبعد فترة ستجد أن الجرح الذي بداخلك قد شفي وان الشعور تجاه ذلك الإنسان الذي خذلك وجرحك قد مات وتصبح نفسك أحب اليك عمن سواها، وأنا لم أقصد بأن القراءة تجعل القلب قاسياً ،ولكن القراءة تسليه وتعالجه وتعلمه بأن هناك حيوات وقصص كثيرة، بل أن القراءة تجعل القلب أكثر حساسية وشفافية وتنير العقل وتجعلك تفهم الحياة وطرقها وتراها من عدة زوايا وتفهم الناس، وتجعل حياتك أجمل وفي الحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام الذي يقول ” صوموا تصحوا” ولكني اقول لكم أيضاً” إقرأوا تصحوا “، وهناك قصة عن الكتب سأل صاحب المكتبة إمرأة كبيرة في السن لماذا تشترين كل هذه الكتب؟!هل هي لأبنائك في الجامعة؟!، فقالت لا هذه الكتب لي وأنا أنفق عليها ثلث راتبي فقال لها لماذا ؟!فقالت : إن صحتي تتحسن عند القراءة ولا أشعر بالوحدة أبداً فالكتاب خير صديق، ويقول الأستاذ عبدالله الغذامي” ‏”ميزة القراءة أنها تمنحك إجازة تحلق بك بعيداً عن الواقع، ثم تعيدك للواقع بعد أن زودتك بوعي أكثر تبصراً من قبل.”

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …