OLYMPUS DIGITAL CAMERA

عجباً كأنها لم تكن

كان جالساً على ذلك الكرسي الخشبي في ممر الحديقة  وهو يقول ويرددها مراراً ” اقد التقينا كي نفترق “

سمعه ذلك الطريق وهو يرددها

فقال له الطريق:هل تقبل شفاعتي بينكما؟!

فأومأ له برأسه وابتسم وقال: ليتك تستطيع

واسترسل الطريق في كلامه؛

أو شفاعة أصدقائي النخل والشجر والقمري والفراشات والزهر

أو نرسل لها القمري لنافذتها لكي يخبرها و يقنعها

بأنك لازلت تحبها و قلبك لا يحمل أي ضغينة عليها

وحينما أخبرها القمري قالت لقاؤنا كان مجرد محض صدفة

وافتراقنا كان قدراً ومن هنا بدأت رحلة الفراق

فعاد القمري حزيناً وقال لن تنفع حتى شفاعة الفراشة

وأخبر أصدقاءها الطريق و النخل والزهر والشجر والفراشات

فمن يومها أصبح ذاك الطريق مظلماً وذاك الكرسي الخشبي حزيناً لأنه لم يعد يأتي لكي يراها و كأنها أيامُ لم تكن.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …