لا تعش دور الضحية

   أنا اشعر بك، حينما تغيروا عليك أحب الناس إليك، برغم أن حبهم يمشي في شرايينك ولهم في النفس شأن عظيم ولو أنهم تغيروا عليك بسبب ذنب اقترفته فأنت تستحق ماجرى لك لأنك أنت المذنب، ولكنك لم تخطئ بحقهم بفعل أو حتى بكلمة وأنهم فجأة قلبوا لك ظهر المجن وبدون سبب واضح، فتجد أنك تفكر في كل صغيرة وكبيرة معهم لعلك تجد لهم عذراً ولكنك لا تجد أي خطأ أو حتى نية سيئة تجاههم من قبلك وتعود خالي الوفاض، فهم تغيروا بدون شيء ولا لشيء!! وهم بإرادتهم من قد إختاروا الخروج من حياتك فيكون عقلك محملاً بعلامات الإستفهام والحيرة ويكون قلبك محملاً بالأسى والحسرة والألم وتقول ماذنبي هل لأن حبي لهم نقياً وكنت معهم إنساناً محترماً فتشعر بأنك مجروحاً ، ولم يعطوك حتى الفرصة للعتب وللدفاع عن نفسك ودمحِ زلتك هذا إذا كانت هناك زلة وتمضي في ذهول وصمت، فالذين قد جرحوك لم يعرفوا قيمتك ومن يؤلمك ستتعلم منه واحمد الله بأنك قد عرفتهم على حقيقتهم،فعليك أن تتقبل الواقع وتتعايش إيجابياً مع المشكلة لمحاولة الخروج منها لبر الأمان واعتبر ماحدث من الماضي وفكر في حاضرك وما ينفعك وما يسعدك وانظر للمستقبل بتفاؤل وأمل ولا تخسر نفسك لأجل أن البعض لم يعرف قيمتك فخسارتك لنفسك خط أحمر قال تعالى” قُلْ إِنَّ الخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الخُسْرَانُ المُبِينُ” لذلك لا تعش دور الضحية وكن مؤمناً بقضاء الله وأنت ستمر في مرحلة إنتقالية لكي تشفى وسيعوضك الله بالأفضل والأجمل وبكل خير، صحيح أن ذلك سيأخذ وقتاً ولكن عليك الصبر والإنتظار والثقة في الله سبحانه وستدرك بعد ذلك بأنه كان خيرة لك، لذلك فلا تجعل من إخفاقك في الحياة شماعة على هؤلاء الذين لايستحقونك و ركز في عملك،ركز في شغفك،ركز فيما تريد ولا تكون خاملاً و خائراً وحائراً بدون هدف، لذلك في مشوارك الجديد في المرحلة الأخرى ستصادف الكثير من الصعاب والعقبات فحاول أن تتخطاها وإذا عجزت عن بعضها فتعلم منها، ولكن إبتعد عن العيش بدور الضحية يقول جلال الدين الرّومي” عندما تتخطى مرحلةً صعبةً من حياتِك، أكمل الحياة كناجٍ وليسَ كضحية” وبذلك تجتث جذور حبهم من قلبك رويداً رويداً وستشعر بالسعادة وبعدم وخز للضمير لأنك كنت راقياً معهم ولم تسيء لهم ولم تكرههم ولم تحقد عليهم ولم تكن النهاية السيئة منك وبل تتمنى لهم حياة سعيدة، ولكن بعيداً عنك لأنك لا تريد رؤيتهم مرة أخرى في محيط حياتك.

سلمان محمد البحيري    

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …