وعيك بذاتك

حينما أكتب عن ذاتي، لا أضع أقنعة و أستر عيوبي وأدعي المثالية، بل أحاول بأن أكون شفافاً وأكشف عن أفكاري ومشاعري من خلال تجاربي وخبرتي الشخصية في الحياة لكي أكون صادقاً معكم بدون تنظير أو أن أتحدث من برج عاجي أو أدعي بأنني من الطبقة المخملية منذ ولدت وفي فمي ملعقة ذهبية ،ولكني أسلط الضوء على ذاتي خاصة و الذات الإنسانية وما يعتريها من ضعف وقوة وسأحاول أن أضع رحلة حياتي بين يديكم لكي تروا وتشعروا ما تخلل هذه الرحلة من مصاعب وتحديات وآلام وأنا أبسط أمامكم فترات ضعفي وتحدياتي وانكساراتي لكي أشعركم بأننا نشبه بعضنا البعض ولا أظهر لكم نفسي بأني مختلف عنكم وحاذق وضليع بدهاليز طرق الحياة وأنني أملك قوى خارقة وليس لدي معاناة في شيء لأنني مثالي وكامل فأنا لا أحب لبس الأقنعة ولا أظهر للآخرين بالمثالية والكمال وأعطي نفسي دراية بكل علم و قوة خارقة تتجاوز المعوقات بدون فشل فأنا أحب أن أكون صادقاً مع نفسي أولاً و مع الآخرين ثانياً، فالغرض هو بأن نسافر معاً في رحلة بالذات الداخلية العميقة لأنها اعمق من المحيط المظلم لكي أجعلكم تسلكون رحلة اكتشاف الذات، حيث أن معرفتك بعقل اللاوعي  فيه نجاحك وسعادتك في الدنيا والآخرة ولمعرفة نفسك وأين الطريق و ماهو هدفك وماهي خططك وكيف تنتقل من فترة انتقالية صعبة إلى فترة أخرى وكل ذلك يستدعي منك الإيمان والصبر والتحمل وضبط النفس والثقة في قدراتك والتعلم والحلم والأمل والتأمل بعيداً عن الإنفعال السلبي، حتى تتكون لديك أفكار إيجابية جديدة،فهذه الأفكار هي التي ستصنع فارقاً كبيراً في حياتك وفي حياة الآخرين فإذا طبقت أنت ما توصلت إليه وجربته تخرج إلى النور بالنجاح وتكتسب الخبرات ، لذلك سأريك أفكاري الداخلية من منظوري وخبرتي الشخصية من خلال تجاربي وأيضاً تجارب الآخرين ولكن بدون منظار وردي للحياة لا تمت للواقع بصلة، وليس معنى هذا بأن أجعلك تيأس وتتشاءم أو لكشف عيوبي وعيوب الآخرين ولكن لأجعلك تتعرف على قواك الداخلية وعظمتك التي قد خلقها الله بداخلك من خلال رحلتك في الحياة وما ستواجهه من تحديات وآلام بدون أن أفرض نفسي عليك كمعلم ولكن لكي نسافر جميعاً في رحلة إلى الذات الموجود فيك منذ الأزل حتى تتمكن من قيادة ذاتك بعقلك وقلبك وفكرك ونور البصيرة الذي سيتشكل لديك بعد التجارب فلكي يتم التغيير لابد أن تشعر في فترات من حياتك بالضغط لدرجة الألم ثم يكون الأنفجار الذي يتشكل من بعده وحدات وحيوات متنوعة في الحياة وهذا يشبه تماماً ما يحدث في الكون بحيث أن التحديات تضغطنا وتعصرنا ويجعلها الله تخرج أجمل ما فينا  مثل الفاكهة عندما نستخرج منها العصير فينتج عن ذلك تصحيح لأفكار و أوضاع وخبرات وقدرات متجددة في الحياة ويكون هناك متنفساً لتعبر الذات عن نفسها وتصبح متناغماً مع الكون وفق ما يريده الله لنا ومن هنا يحدث التغير والتطور للإنسان خاصة والبشرية عامة وهذا ما يحدث في الحضارات الإنسانية.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …