Woman holding a small gift box in a gesture of giving. Christmas holiday or special occasion gift box with red, purple and pink ribbon.

هل الحب والعطاء غباء ؟!

الحب والعطاء مكملان لبعضهما، لأنفسنا قبل أن يكون للآخرين، وأحياناً نؤنب أنفسنا لماذا كنا نحب ونعطي من لا يستحق؟!

فنحن بالحب والعطاء نتعلم، حتى نعرف من الشخص الذي يستحقهما، نعم سنشعر من البعض بالصدمة لأنه لا يستحق، وسنتألم بسبب ذلك، ولكن لو دققنا في الموضوع نجد أنه من الطبيعي أن تكون معاملتنا مع الناس بالحب والعطاء لمن كنا نعتقد في حينه بأنه يستحق ذلك، ولعلي حينما أساعد بالعطاء شخصاً وأفرج كربته، بأني يمكن في يوم من الأيام أن أوضع في الموقف نفسه في طلب المساعدة فلا أجد أحداً يقف بجانبي لأنني لم أعط أحداً، فهل سأكون مسروراً بأني لا أجد يد العون، وأقول عن الناس الذين من حولي إنهم غير مجبرين على محبتي وإعطائي؟! فالعطاء رائع للمعطي أكثر من المُعطى له، إذا كانت النية لله، لأن العطاء هنا عن حب للخير للآخرين كما تحبه لنفسك، من دون أن تنتظر المقابل ولا مدحاً من أحد، ولكنك تعلم أن الله سيحبك لعملك هذا، وسينميه ويستثمره لك في العالم الآخر، ويصرف عنك أقداراً سيئة في حياتك بسبب هذا العطاء، وبسبب هذا العطاء ستشعر بالسعادة، وفي حديث عن الحب والعطاء يرويه أبو عبدالرحمن عبدالله بن عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: انطلق ثلاثة نفرٍ ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غارٍ فدخلوه، فانحدرت صخرةٌ من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم. قال رجلٌ منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً. فنأى بي طلب الشجر يوماً فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما وأن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً، فلبثت والقدح علي يدي، أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر والصبية يتضاغون عند قدمي، فاستيقظا فشربا غبوقهما. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج منه. قال الآخر: اللهم إنه كانت لي ابنة عمٍ كانت أحب الناس إلي، وفي رواية: كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، فأردتها على نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنةٌ من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومئة دينارٍ على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت، حتى إذا قدرت عليها، وفي رواية: فلما قعدت بين رجليها، قالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها. وقال الثالث: اللهم استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرهم غير رجلٍ واحدٍ ترك الذي له وذهب، فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين فقال: يا عبد الله أد إلي أجري، فقلت: كل ما ترى من أجرك: من الإبل والبقر والغنم والرقيق. فقال: يا عبد الله لا تستهزئ بي؟! فقلت: لا أستهزئ بك، فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئاً، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون. متفقٌ عليه.

فالحب والعطاء يشعرانك بالنبل والإنسانية، وأنك لست كوحش وغد أناني تعيش لنفسك في الغابة فقط.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …