الباب الخشبي

حينما حل بي أمر جلل كنت في مكان هادئ بمكتبتي أفكر في عدة حلول للخروج بحل لهذه الأزمة التي قد حلت بي وبينما البال سابح في ذلك نظرت لباب المكتبة الخشبي وكنت أرى به أثر التموجات والدوائر التي بداخلها والتي جاءت من أمه الشجرة وذكرني ذلك بالكون والمجرات ودوائرها وما هو سابح فيه من أفلاك ونجوم ونيازك وهذا ذكرني أيضاً بعالم الإلكترونات والبروتونات التي تدور في الأجسام كما تدور هذه الأجرام في الكون وتذكرت عظمة الخالق في هذا الشأن وتأملت بأن الأرض بالنسبة لمجرتنا درب التبانة تعتبر كقطعة من خردل وأما في هذا الكون تعتبر لا شيء يذكر بالنسبة لحجمها  فسبحان الله ملك الملوك عما يشركون ويلحدون وعندما أدركت حجم هذه الأرض التي نحن نعيش عليها تذكرت حجمي الذي يعتبر ولا شيء بالنسبة للأرض إذاً كيف بالمجرة التي نحن عليها وكيف بهذا الكون الشاسع جدأ والتي عجزت أقوى المسابر عن سبر منتهاه وحجمه وكل هذه العظمة في خلق الله وعظمته سبحانه، الله لم يتكبر على ولم يعطني أو يعط هذا الكون وهذه المخلوقات ظهره بل الهمها وتكفل بشؤونها وأرزاقها وأرسل لمخلوقاتها من جن وأنس رسل وكتب وبل أن كل جرم وفلك يتحرك بإرادته وتدبيره وبعنايته وحفظه ثم أمعنت في الباب وتخيلت تلك النقطة في الباب هي الأرض وأن تلك الدوائر تلك المتموجة بالحجم الأكبر وثم الأوسط فالأصغر هي مثال صغير على مجرة واحدة من مئات الألوف من المجرات التي لا نعلم عنها شيئاً وتذكرت في مصيبتي تلك بأن الله سبحانه  قد قال “أدعوني أستجب لكم” وأنه قال سبحانه” ونحن أقرب إليه من حبل الوريد” فلذلك رفعت يداي وسألته يما تيسر لي من دعاء بأن يرحم ضعفي وقلة حيلتي وحيرتي وتعبي وسألته الحب و العون على طاعته وأن يرضى عني ويرحمني برحمته لأنني العبد الفقير المحتاج له في عالم الدنيا وعالم البرزخ ويوم العرض على الحساب فهو المتفضل علي الذي أوجدني من العدم  ومنحني الحياة من روحه وغداً سأعود إليه، فحينها هانت علي مصيبتي وما قد مربي وشعرت براحة نفسية وكأني قد أزحت جبلاً كان جاثماً على صدري لأن الله موجود ولن يتكبر علي ويتخلى عني.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …