منطقة الراحة قاتلة

تُعرف منطقة الراحة بأنها حالة سلوكية يمارسها الشخص بلا توتر أو خطر بسبب اعتياده على ممارستها ضمن إطار روتيني محدد وينتج عن هذا الروتين تكيّف ذهني يعطي الشخص شعورا غير واقعي بالأمان وفي نفس الوقت يحد من قدرته على التقدم والإبداع ويظل في حالة خمول و بمنطقة الركود والجمود ، الخروج من منطقة الراحة قرار صعب جداً ويحتاج إلى شجاعة ورغبة حقيقية في التغيير لأن النفس قد تعودت على أمور سهلة روتينية مثل مشاهدة الأفلام والمباريات على التلفاز أو تقضية وقت طويل في السوشيال ميديا أو الجلوس مع الاصدقاء يوميا في الاستراحة أو الكوفي وهنا تتعود نفسك على الخمول و الراحة والكسل وتضيع ساعات يوميا وإذا حسبتها وجدتها وقت طويل يضيع من عمرك هباء منثورا بدون فائدة تصنع لك الفارق وتعتاد على ذلك ولا تريد الخروج منها وتظن أنك بذلك سعيد وهي سعادة وهمية لأنك بعد فترة ستشعر بالملل والطفش وأنك على الهامش لأن روتينك اليومي لا جديد فيه لأن منطقة الراحة قاتلة لمعنوياتك وطموحك فاذا أردت التميز فعليك مجاهدة نفسك والخروج من هذه المنطقة لتطوير ذاتك وتتعب عليها لكي ترتقي بها من خلال التغيير الإيجابي مثل حضور دورات في تطوير قدراتك على الأون لاين و القراءة في كتاب كل يوم نصف ساعة وممارسة الرياضة أو المشي في حديقة أو بطرق للممشى واعطاء شغفك بعضاً من الوقت في كل يوم مثلا في الرسم أو الكتابة أو الطبخ أو صنع الحلوى أو الحياكة،،، الخ من الهوايات وإذا فعلت ذلك ستشعر بعدها بالسعادة و بأنك قد أنجزت عمل عظيم لذلك فإن تحقيق النجاحات يأتي عندما تتجاوز منطقة الراحة وتقوم بعمل شيء مميز ومفيد ولو كان يسيرا في كل يوم والمداومة عليه وتطويره من خلال أفكار جديدة فـالراحة لن تجلب لك شيء والله لم يخلقنا في هذه الحياة لأجل الأكل والنوم والاسترخاء بل خلقنا لنكن خلفاءه في الأرض من خلال العمل والسعي والجد والمثابرة كي نحقق نجاح في الموهبة التي قد غرسها الله في كل شخص فينا ولكن على كل شخص أن يكتشفها وينفخ الغبار عنها ويصقلها ونترك أثرا يفيدنا ويثري من حولنا ومجتمعنا .

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …