الأدب علم شامل

الأدب بمعنى عام هو أحد أشكال التعبير الإنساني عن عواطف الإنسان وأفكاره وتجاربه وخواطره وهواجسه بأرقى الأساليب الكتابية ، الأدب هو علم لتوظيف اللغة كوسيلة لتفسير تفكير الإنسان ووجوده، وثقافته ويدخل الأدب في مجالات متعدّدة مثل التاريخ، والفلسفة، وعلم الاجتماع، وعلم النفس وتطوير الذات وجغرافيا التاريخ والخيال العلمي والفلك والجيولوجيا وعلم الاقتصاد والدين،، الخ فهو علم شامل وليس كما يعتقد البعض بأن من يكتب في الأدب معناه بأنه يعيش حياة منفلتة أو يعيش حياة مخملية أو بأنه مجال للتسلية ومن كتبه فهو كان حائراً و يقضي وقت فراغه في ثرثرة وهذيان وهذا مفهوم خاطئ وهناك فريق آخر يعتقد بأن الأدب لا فائدة منه لأنه ليس بعلم، كما يعتقد طرف آخر أكثر تشدداً بأنه فن يدعو للمجون والشهوات ، بل أن غالب من كتبه هو من كان يشعر بالمعاناة أو أنه كان قريباً من الناس ويتلمس معاناتهم في الحياة والأدب ليس عبثاً أو هذياناً أو مضيعة للوقت بل أن الأدب مرآة الشعوب و يحمل في طياته زبدة العلوم وفلسفة الحياة فهو يؤسس للمعايير الأخلاقية والاجتماعية والمادية فيوسع أفق القراء نحو عوالم وحيوات رحبة، لذلك كلنا مدينون لمن قد كتب أدباً جيدا لذلك لم تقلل السينما من قيمة الأدب لأنه يحمل أفكاراً ورؤى للمتلقين وخاصة فئة الشباب قليلي الصبر والخبرة في الحياة ، أو الذين لم تسنح لهم الفرصة بأن يتعلموا  القدر الكافي وما يجعل الأدب عملاً عظيماً وخالداً هو في قدرته على القبض على اللحظات الخالدة من حياة الإنسان. لأن صانعي الأدب قد رزقهم الله بنقاء وإحساس مرهف وبموهبة الأدب وشعروا بمتعة في التأمل في هذه الحياة والكون ولديهم رؤى أبعد وأشمل ولديهم القدرة على سبر الإحساس المرهف والعميق عن تجارب حياتهم وحياة الآخرين في كيفية التعامل مع العتمة بهذا العالم ،وعن كيفية التعامل مع نفق هذا العالم المظلم لترى النور في آخر النفق حيث العالم الرحب في الجهة الأخرى لكي تخرج بأقل خسائر ممكنة وتستمع حواسك بالنكهة الجميلة للحياة، عن طريق الإيمان والأمل والتفاؤل والتأمل والصبر والتسامح والحب في الحياة مهما واجهت من مصاعب ومحن، ولتشعر بنبضات قلبك تخفق بدون كبت و بدون أن تتعرض مشاعرك للتلف أو الموت ولكي يجعلوك الأدباء تشعر بقيمتك كإنسان تمر أحياناً بلحظات ضعف وقوة وألم وأمل ومحنة ومنحة ويتعاطفوا معك في كل الحالات ولكي يرشدوك للطريق الصحيح وكيف ترى الحياة من خلال منظارهم ويكفوك عناء المرور بمستنقعات الحياة الضحلة أو الطرق الوعرة في هذا العالم، فالأديب يشبه الطبيب النفسي ولكن الأديب يعطيك العلاج بدون دواء أو مهدئات كيميائية ومن هنا كانت أهمية الأدب لأنه يجعلك مستمتعاً مؤمناً بالله ثم بذاتك وصابراً ومستمتعاً بحياتك وكيف تسعد نفسك بنفسك وكيفية التعامل مع محيطك ومجتمعك والعالم كي تكون مرتاح البال لأنه يلامس جروحك في الأعماق ويداويها.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …