سجن بلا قضبان

همست لحــــزني: ما الذي تريده مني أما آن أن تدعنـي وشأني؟ ! .. تبسم ونظر إلي وأجابني بكل هدوء؛ أنت من أحببتني وأردت مرافقتي فلـم أرد أن أجرحك بالابتعاد عنك فقد أصبحت جزءا منك.. كنت بجانبك دوما.. لم أبتعد عنك يوما مثلما فعل الآخرون.. كنت ألازمك مثل ظلك.. جعلتني أحبك دون شروط أو قيود.. أسكنتني قلبك.. تغنيت بي بصوتك ورسمتني بقلمك ونقشتني على احرفك …عزقتي بي لحنك.. كنت أنيسك في وحدتك.. أسامرك في ليلك.. أصبحت جزءا منك.. لم تريد تركي الآن!! لم! هل أصبحت مرافقتي لك ثقل على عاتقك؟؟

هل تظني أنك تستطيعي أن تشعلي شموع فرحك من جديد؟  لا أظن فقد نسيتِ كيف تشعلينها من زمن بعيد، هل تعتقدين أنك تستطيعي أن تكتبي كلمات الفرح والأمل من جديد؟؟ لا، فقد كسوت أحرفك بسوادي وبعثرتها.. أدخلتني عالمك بيدك وأصبح ملكا لي والآن تريدين أن أرحل عنك، لن أتركك حتى تفارق روحك جسدك، لن تخرجي من بين أسواري، سأزيد أقفالي عليها..  هل نسيتِ ما قلته لي، لقد كان جميع من حولك سببا في ألمك، وبكائك هل سيكونون الآن بجانبك هل أنت بكامل وعيك! لا تصدقي وعودهم أبدا، سيرحلون عنك كما اعتادوا دوما..

عودي لرشدك أفيقي ودعينا نعود معا كما كنا دوما …

 لن يفرقنا أحد.

التفتت إليه وسألته، كيف استطعت النيل مني إلى هذه الدرجة؟؟ هل أصبحت أسيرتك.. وأقمع داخل أسوار سجنك … هل أصبحت جلادي.. هل موتي هو الخلاص الوحيد منك. نعم لم أعد أريدك بحياتي…  فقد فطرت قلبي وأحرقته وأسلت دمعي وسلبت النوم من عيني.. أطفأت ابتسامتي، سرقت مني أيامي وعمري.. جعلتني أرى كل من حولي وحوشا وذئابا تتربص بي، أصبحت أعيش وحيدة رغم وجود الجميع حولي..  ظللت تحوم حولي تتراكم عند بابي وتزرع الصمت في قلبي، سلبتني بهجتي وروعة الأيام مني جعلت الخوف جليسي والهم صديقي.. نعم سأرحل عنك لا أريدك أن تتلصص على حالي وتراقُب اسمك ووصفك في أي سطر من أسطري.  لن أجعلك تتلذذ بأن تكون بطلا في قصائدي القادمة.. أيها الحزنُ لنْ ادعك تهزمني بعد اليوم ارحل عن أضلعي طال مكوثك والعمرُ انقضَى ارحم أدمعي، ارحل وأغلق الباب خلفك ولا تعد مرة أخرى ورغم كل ما حدث لي يظل شيء واحد يدهشني!!!

 .. هــل أصبح الحزن وفيا لنا أكثر ممن نحب وأحن علينا منهم وأكثر إخلاصا وتمسكا بنا؟؟؟

     الكاتبة / سميرة عبد الهادي

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …