بلادنا وقيادتنا خط أحمر

منذ مجيء جون بايدن في سباق الانتخابات الأمريكية كمرشح للحزب الديمقراطي وردد شعاراته الانتخابية ضد السعودية وبأنه سيجعلها دولة منبوذة وأنه سيعاقب الأمير محمد بن سلمان والسعودية لم تلقي بالا لتلك الشعارات لعلمها بأن كل مرشح أمريكي يأتي للانتخابات لكي يكسب أصوات ناخبيه من التيارات الأخرى فهو يردد مثل هذه الأقاويل والشعارات لكي يفوز في الانتخابات ولكن عندما يصل إلى سدة الحكم ويصبح الرئيس ويتعامل مع الملفات الخاصة بالسعودية يكتشف بأن السعودية دولة تملك من الثقل الاقتصادي والسياسي وبأنها حليف قوي ليس فقط في المنطقة وبل على  مستوى العالم لا يمكن الاستغناء عنه أو التساهل به أو تجاهله أو حتى فرض ضغوط وعقوبات عليه ، لأن السعودية من ضمن مجموعة العشرين الدولية ولأن لها علاقات واسعة وجيدة مع جميع الدول العظمى وهي لاعب مهم  في منظمة الأوبك للمحافظة على استقرار السوق الدولي وعلى أسعار الطاقة بحيث لا ترتفع ارتفاعا جنونيا فيؤثر على اقتصاد الدول المستهلكة والمصنعة ولا يهبط هبوطا مخيفا فيضر الدول المنتجة ولقد جربت روسيا وأمريكا في عهد ترامب في حرب النفط ومحاولة إغراق السوق بالفائض لكي تنخفض الأسعار مما أدى لنزول الأسعار في ذلك الوقت 25,33 دولار ولقد تضررت روسيا وأمريكا بسبب هذه الحرب النفطية لذلك اجتمع محمد بن سلمان مع بوتين و ترامب لإعادة اتزان السوق والاتفاق على تخفيض إنتاج النفط باتفاق أوبك + لأن السعودية لم تضرر لأن تكلفة استخراج البرميل الواحد من 3_8 دولار لذلك كانت مستعدة لكافة الاحتمالات ،بسبب ذلك تضررت روسيا وأمريكا من انخفاض سعر البترول لأن تكلفة استخراج البترول في روسيا مثلا 20 دولار وأما أمريكا فهي 35-36 دولار وبعدما جاء بايدن ثم حدثت حرب ما بين روسيا وأوكرانيا  وتم مقاطعة روسيا ومعاقبتها بفرض عقوبات اقتصادية من قبل أمريكا وحلف الناتو ثم جاء بايدن صاغراُ إلى السعودية التي يريد معاقبتها ونبذها بعدما ارتفعت أسعار الطاقة ووصلت إلى 100 دولار للبرميل الواحد كما ارتفعت الطاقة في أمريكا نفسها وأخذ الشعب يشتكي من غلاء الطاقة بحيث أصبح سعر البنزين ب 5 دولارات للغالون الواحد أي ما يساوي 3،78 لتر وطلب من السعودية زيادة الإنتاج فكان الرد السعودي بأنه لا يمكن الأخلال باتفاق أوبك + كما أن مشكلة البترول لديكم في أمريكا هي بعدم وجود ما يكفي من مصافي التكرير للبترول وتستطيع الشركات الأمريكية حل تلك المشكلة بأن تستخرج النفط بأمريكا وتنشأ مصافي للبترول وبذلك تنخفض الأسعار لديكم وتوفير ما يحتاجه الشعب الأمريكي من الطاقة ولكن الشركات الأمريكية رفضت ذلك لأن الأسعار ستهبط وهي شركات تريد الربح والبيع بسعر أوبك + ثم بدأ الإعلام اليساري في أمريكا وأروبا والمرتزقة من العرب بمهاجمة السعودية لأنها على حد زعمهم قد تسببت في ارتفاع سعر الطاقة لأنها انحازت للجانب الروسي  في صراعه مع أوكرانيا بينما الحقيقة أن السعودية كانت محايدة في هذا الصراع  فلم تقف مع جانب ضد جانب آخر وبل عرضت حلا للوساطة لإيقاف الحرب ولكن الإعلام اليساري تجاهل ذلك وتعامى عنه وأخذ يكيل التهم إلى السعودية بأنها سبب الكساد في العالم  وبل وصلت بجاحة بعض صحف الغرب بأن قالت بأن أمريكا ستنتقم من محمد بن سلمان كما انتقمت من صدام حسين لذلك نقول لهؤلاء أن سبب الكساد هو بسبب سياستكم الخاطئة في أزمة كورونا وفي أزمة حرب روسيا في أوكرانيا فأنتم من أستفز روسيا وأنتم من قاطعتم الجانب الروسي الذي يمدكم بالنفط والغاز وكذلك نقول لهم بأن بلادنا وقيادتنا خط أحمر ولا نسمح بالمساس به كما لا نسمح لكم بالتدخل في شؤوننا الداخلية لأن السعودية ليست من جمهوريات الموز التي تتدخل فيها الولايات المتحدة بالانقلابات لأن شعب المملكة العربية السعودية ملتف حول قيادته ومؤمن بالمشروع الذي تعمل عليه القيادة والذي هو رؤية2030 ولقد استطاعت السعودية تجاوز أزمة كورونا وأزمة الغذاء وتحقق فائضاً في ميزانيتها بشهادة صندوق النقد الدولي ووكالة ستاندرد بوزر حيث صنف الاقتصاد السعودي عند A لذلك الخطط والمشاريع التي تنفذ في رؤية 2030 ناجحة واستطاعت السعودية تحقيق قفزات نوعية في الاقتصاد والصناعة والتجارة فهلا تركتم لنا قيادتنا لأنها تحقق لنا طموحاتنا وأحلامنا كشعب وهلا تركتم لنا وطننا لأننا لن نسمح كشعب وكمسلين 2 مليار بالمساس به.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …