Rockets are fired by Palestinian militants into Israel, amid Israeli-Palestinian fighting, in Gaza City August 5, 2022. REUTERS/Mohammed Salem

التصعيد في غزة إلى متى؟!

في يوم الجمعة 7/1/1444هـ ، قامت إسرائيل بإطلاق عملية “الفجر الصادق”، لأجل استهداف مواقع حركة الجهاد في قطاع غزة، ما حدث  شيء مؤلم بسبب وقوع بعض الضحايا من المدنيين وإذا طالت مدة الحرب فإن الضحايا سيكونون أغلبهم مدينين من الطرفين ولكن هذا لا يعتبر شيئا جديد فقد اعتدنا ذلك سنوياً تقريباً من بعض المليشيات الفلسطينية التي تصعد مع إسرائيل لأنها تابعة للحرس الثوري والضحية طبعا هو الشعب الفلسطيني والسبب هو قيادات المنظمات الفلسطينية التي تتاجر بالقضية الفلسطينية منذ أكثر من سبعين عاما حيث رفضوا مبادرات كثيرة للسلام ،وفي عهد عرفات استجابت القيادة الفلسطينية للمفاوضات برعاية أمريكية مع  الجانب الإسرائيلي ثم معاهدة أوسلو والمعروفة رسمياً باسم إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي هو اتفاق سلام وقعته إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في مدينة واشنطن الأمريكية في 13 سبتمبر 1993، بحضور الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون وسمي الاتفاق نسبة إلى مدينة أوسلو النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرّية التي تمت في عام 1991 أفرزت هذا الاتفاق في ما عرف بمؤتمر مدريد. ثم اتفاقية أو معاهدة كامب ديفيد بين الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات وقد عقدت القمة في الفترة من 11 إلى 25 يوليو 2000 وكانت محاولة لإنهاء الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني ولكن القمة انتهت بدون اتفاق ولكن تم نقل القضية الفلسطينية من المهجر إلى داخل فلسطين واصبح هناك اعتراف من القيادة الفلسطينية بإسرائيل  وأصبح يوجد كيان فلسطيني معترف به من إسرائيل وعلى المستوى الدولي ومما نتج عن المفاوضات سلطة في الضفة الغربية وكذلك إعطاء غزة للجانب الفلسطيني كسلطة ذاتية ولكن الخطأ الذي وقعت فيه  القيادات الفلسطينية بانها لم تكمل المفاوضات لنهايتها وجعلت القضية معلقة للمزايدات والارتزاق ولم تفكر القيادات الفلسطينية في بناء الدولتين في قطاع الضفة وقطاع غزة ولم يتم حل المليشيات الفلسطينية المسلحة والذي كان من بنود المفاوضات بأن يكون هناك سلاح محدود للشرطة الفلسطينية فقط  لذلك استغلت إيران هذه الثغرة لتحقيق مكاسب على حساب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني فأخذت تتدخل في الشؤون الفلسطينية وذلك دمر القضية الفلسطينية لأنه لم يوحد الموقف ما بين الفلسطينيين لأن ايران حولتها إلى ورقة مساومة في تدخلها بالمنطقة برمتها وكورقة ضغط في ملف الاتفاق النووي مما أدى ذلك إلى تعميق الخلافات الفلسطينية ما بين منظمة فتح في الضفة الغربية ومنظمة حماس بغزة وأصبحت غزة محتلة من الحرس الثوري يمونها بالمال والسلاح وتأتمر بأوامره وتمتنع لنهيه وأصبحت غزة تابعة للمشروع الإيراني ليكون نسخة عما حدث في العراق وسوريا واليمن ولبنان وهذا التصعيد الذي يحدث في تدمير غزة ويطال الضفة في بعض الأحيان  لن ينفع إلا إيران  ويضر كلا من الإسرائيليين على المدى البعيد لأن هذا التصعيد يقوي قوى التطرف والإرهاب في المنطقة والضحية القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني بينما الملاحظ على الأرض في فلسطين يرى بأن هناك مدن كثيرة متداخلة ما بين العرب واليهود وبينهما تعايش وتطبيع على الطبيعة حيث أن الكهرباء والماء والأنترنت والصرف الصحي والمستشفيات والجامعات والمواد الغذائية من إسرائيل ويستفيد منها الكثير من الفلسطينيين كما أن هناك عمال فلسطينيين من غزة والضفة يعملون في العمق الإسرائيلي  حيث تعطيهم إسرائيل تصاريح عمل  بذلك  وهناك فلسطينيين منخرطون في الجيش الإسرائيلي  ويدرسون في جامعاتها ومنهم من يحمل الهوية الإسرائيلية وخاصة من عرب 1948 ويوجد هناك فضائيات واذاعات وصحافة فلسطينية وجامعات ومساجد لممارسة العبادة ويمارس الفلسطينيون حياتهم بشكل طبيعي كما يوجد نواب فلسطينيين في الكنيست الإسرائيلي وبعض من الفلسطينيين سفراء لإسرائيل في بعض الدول إذا هناك فرص للتعايش ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين بسلام فلماذا لا تتصالح منظمة التحرير وحماس ويتم توحيد الجهود والمواقف ما بينهما لأجل التفاوض مع إسرائيل على أساس المبادرة العربية لأن طريق السلام هو الأفضل للقياديتين الفلسطينية والإسرائيلية لأن استمرار التصعيد لا يخدم إلا المتطرفين من الجانبين أو لماذا لا يكون هناك اتحاد كونفدرالي أو فيدرالي مع إسرائيل ويتم وقف المتاجرة بالقضية الفلسطينية لكي يتمكن الشعب الفلسطيني والإسرائيلي من العيش بسلام وأمان وبحرية وكرامة كي تتفرغ القيادة الفلسطينية  إلى التنمية والبناء وفتح الاستثمارات في الاقتصاد والصناعة  فالعالم عندما يرى بأن القيادة الفلسطينية قد جنحت لهذا الحل السلمي فإن الاستثمارات ستنهال عليهم ويصبح للشعب الفلسطيني هوية مستقلة وبنية تحتية خاصة به ويصبح مثل الشعوب الأخرى يعيش حياته برفاهية وكرامة.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …