ليس هناك أحد أكرم من الله

رجل كان يكرهه أهل قريته، ومات وليس له إلا ولد واحد ولم يأتِ أحد ليمشي في جنازته
فجره إبنه إلى الصحراء ليدفنه فرآه إعرابي يرعى الغنم
فاقبل عليه وسأله : أين الناس؟ لم تدفن أباك وحدك؟
فما شاء الإبن أن يفضح أباه
وظل يردد: لا حول ولا قوة الا بالله
فهم الإعرابي ،ومد يده يساعد الإبن ليدفن أباه
ثم رفع يده إلى السماء وظل يدعو في سره
ثم ترك الإبن وغادر الى غنمه
وليلتها حلم الإبن بأبيه ورآه ضاحكاً مستبشراً
في الفردوس الأعلى فتساءل من الدهشة:
ما بلغك يا أبي هذه المنزلة؟ فقال: ببركة دعاء الإعرابي
واصبح الإبن يبحث عن الإعرابي في لهفة..
ومشط الصحراء كلها حتى وجده.. فامسك بتلابيبه يصيح:
سألتك بالله ما دعوت لوالدي على قبره؟
فقد رأيته في الفردوس الاعلى..
هنــا أجابه الإعرابي: يا ولدي
لقد دعوت الله دعوة العبد الذليل وقلت له:
“اللهم إني كريم إذا جاءني ضيف أكرمته ،وهذا العبد ضيفك وأنت أكرم الأكرمين”!!
إذن ليست بالذرية ،وليست بكثرة الأموال ،وليست بكثرة الأعمال الصالحة فقــط !!
وليست بكثرة الحاضرين للجنازة
انما هي برحمة من الله ثم صدق العهد مع الله من أي باب تشاء وبأي عمل تتقن.

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …

اترك تعليقاً