سلوكنا في شوارعنا يعكس رقينا

يقاس مستوى رقي مجتمعات الدول بتصرفات أفرادها في الأماكن العامة، فالإحتكاك بين الناس في الشوارع والأسواق، على سبيل المثال، يفصح عن أخلاقيات المجتمع وثقافته، وهو الاختبار الحقيقي للالتزام بالقانون وإحترام حق الآخرين والصبر وتحمل الإنتظار في الصف، ورؤية الأمور من منطلق المصلحة العامة، وليس من منطلق الأنانية والمصلحة الشخصية والتعدي واللامبالاة، ولأن الشوارع مكان إنتقال الناس فهي الأكثر إستخدامًا،وما يحدث فيها من التفاعل الاجتماعي، وبخاصة في وقت الفوضى والإزدحام فمن أهم أسباب التكدس والإختناق المروري، هو سلوكيات الناس الخاطئة حيث مازالت الثقافة المرورية السليمة غائبة عند الكثير، سواء من المواطنين أو المقيمين ويظهر هذا الأمر في عدم مراعاة الكثير من السائقين وقائدي السيارات للقواعد المرورية التي تساهم في التخفيف من حدة الازدحام وخاصة حول الإشارات والدوارات لذلك صارت هناك إختناقات مرورية من الزحام بسبب أن هناك من يهوي ويساهم في هذه الفوضى والتزاحم علاوة علي المخالفات المرورية التي يتنافس الجميع على حصدها دون إكتراث على الرغم من تهيئة كل ما من شأنه تنظيم الحركة المرورية وتيسير المرور للمركبات وخاصة في الشوارع المزدحمة ومن هذه السلوكيات غير الحضارية التي يقوم بها البعض في الشوارع والأماكن العامة والتي نتمنى تلافيها حاضراً ومستقبلاً:-

– استباحة الطريق من قِبل الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة ومواصلتها عمليات الحفر والدفن في كل يوم تطلع فيه الشمس، حتى لا تكاد ترى شارعًا غير مشوه، هذا إضافة إلى ما تسببه من تعطيل لمصالح الناس، وما تسببه من إزدحام وتلوث بيئي وبصري وعندما ينتهون من الحفريات لا يسفلت الشارع جيداً أين التخطيط والتنظيم الإستراتيجي لذلك من البلديات والمجالس البلدية، والمطلوب هو تطبيق معايير التخطيط الحضري، وإنشاء أنفاق تحت الأرض لتمديد الخدمات،

– عندما تسير في طريق ما وفجأة، تجده قد أغلق من قبل أثنين وقفا بسيارتيهما جنباً إلى جنب فقط ليتجاذبا أطراف الحديث.

– عندما تسير في الطريق وفجأة تجد القاذورات والمخلفات أتتك من كل جانب، وقد قذفت من السيارة التي تسير أمامك.

– عندما تكون واقفاً في المقدمة عند إشارة المرور، وفجأة يأتي من أقصى اليمين ليقف أمام الكل لا لشيء وإنما ليقف بالمقدمة.

– عندما توقف سيارتك في موقف بطريقة نظامية فإذا أردت الخروج لا تستطيع بسبب من أغلق عليك بسيارته بطريقة غير نظامية.

– عندما تلاحظ سيارة أمامك أو بجانبك وتلاحظ أن خللاً ما في سيرها لتكتشف أن من يقودها مشغول في مكالمة بالجوال معرضاً نفسه ومن معه وغيره للخطر.

– عندما تقف عند الإشارة وثم تلاحظ من أبناء هذا البلد من يقطع الإشارة فكيف يحترمون المقيمين القانون والنظام وبعض المواطنين مستهترين بذلك.

– عندما تقود سيارتك في شارع ويكون هناك ازدحام غير طبيعي لتكتشف بعد ذلك أن هناك من يقف ومنهم من ينزل من سيارته لينظر للحادث في الشارع الآخر.

– التفحيط وتعريض المفحط نفسه وحياة الآخرين للخطر.

– عندما تمر من عند إشارة وأنت تريد أن تذهب يميناً  ولكن تجد أمامك من يسد الطريق واقفاً ويريد الذهاب إلى الأمام منتظرا الإشارة.

– عندما يكون أمامك حادث شنيع لعائلة فترى من هو يزاحم ويتجمهر ويصور من غير أن يفكر بأنه يعيق حركة الإسعاف وبالتالي لا يصل في الوقت المناسب.

– سرعة البعض  الجنونية مما يعرض حياته وحياة الآخرين للخطر.

– التجمعات اللا أخلاقية التي تكون قرب المؤسسات التعليمة والسكنية.

– التسول عند الإشارات والأسواق والمساجد.

– امتطاء دراجات نارية، وتجمعات وضحكات بلا معنى وجلسات بلا هدف وفائدة، بدايتها إملاء الفراغ، ونهايتها تعاطي المخدرات، مشغولون دائماً بلا شغل، يعطلون السير ويثيرون الضجة والبلبلة فشلوا في دراستهم، فاحتوتهم شوارعنا لتخرج لنا في المستقبل جيلاً يرى الحياة في جلسة وسمر على الرصيف، فالمطلوب أن يكون هناك وعي وثقافة إجتماعية وتكاتف بأن الشارع ملك للجميع وعليهم الحفاظ عليه وإستخدامه بطريقة منظمة وراقية ومستديمة فالشارع مرآة تعكس مستوى تحضر المجتمع ورقيه.
سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …

اترك تعليقاً