هو وهي والنصيب

هو كان ولا يزال صادقاً معها وهي كذلك وهو طيب وحنون معها ولكن يقض مضجعه ألمها عندما تمرض وقلقله عندما تحزن، لإنه يكون معها بلا قسوة أو صراحة فظة ،هي مطمئنة معه بدون أن تخشى على نفسها من الجرح لإنه معها صادق وحنون وذو ذوق ولبق لإنه يرى الأشياء بنضج وبوضوح ،وبرغم ذلك هو حازم في الحلال والحرام والأبيض والأسود ولكنه معها أحياناً يدخل الرمادي حياته لأجل أنه يتغاضى عنها و يحبها فأصبحت كلمة “لا” عنده تعني “ربما” أو “ممكن” ولكن بعد قليل ،وهما يشتركان في محبة أشياء مثل  الثقافة والسفر وحب الطبيعة والهدوء والموسيقى الهادئة والكلاسيكية وكره العادات البالية ولكنها هي أحياناً تكون غامضة وخائفة ولا تعرف قدر نفسها ،بينما هو يراها كملكة بالتاج لأنها استطاعت بأن تمتلك قلبه وتأسر لب عقله برغم محاولات العديدات أن يفعلن ذلك معه ولكنهن فشلن ، هي تشعر بالأمان معه وحينما تضيق بها الدنيا تفضفض له وتستأنس برأيه ، ولا تنتهي المحادثة إلا وهي تضحك وقد أصبحت سعيدة ،هي تعرف بأنه لن يوظف ذلك الضعف ضدها في أي زمان وأي مكان، لأنه يخاف عليها من نسمة الهواء ولأنه يخاف أن يجرحها بكلمة في أي نقاش ولا يحاول بأن يكون الطرف المنتصر عليها، ولكنه دائماً يحرص على البحث عن نقاط مشتركة متفق عليها في النقاشات معها والبعد عن النقاش في الفروع الصغيرة المختلف فيها، وحينما تخطئ أو تقسو يلتمس لها مليون عذر ، هو يقول لها يجب أن تكون لديك مع البعض مخالب ودافعي عن رأيك بالقوة إذا كان صحيحاً ، هو قرر أن يتزوجها فتقدم لأهلها ورحبوا به ولكن أباها قال إن ابنته أمامها ثلاث سنوات لتكمل دراستها الجامعية في جامعة الملك سعود في طب الأسنان وأما هو فخريح جامعة الملك سعود منذ ثلاث سنوات من كلية إدارة الأعمال ويعمل في شركة ولديه شقة وجاهز للزواج فقال ياعمي أنا لدي الاستعداد بأن تكون خطبة ريثما تنهتي ابنتك الكريمة من دراستها وبعدها يتم الزواج فقال أبوها: إن الانتظار الطويل صعب عليكما وربما يولد الكثير من المشاكل فقال: ياعمي أنا أتعهد لك بأنه لن يحدث أي مشكلة أو خلاف، فوافق أبوها على الخطبة بعد مشاورة ابنته وكانت الأيام تمر ببطء شديد حيث ينتظران بفارغ الصبر العرس والذي سيلم شملهما ويصبح كل واحد منهما للآخر، فهل سيصمد حبهما أم تحدث أمور لم تكن في الحسبان وتعصف به بسبب طول فترة الخطوبة؟! أم هل سيجمعهما النصيب ولكن سيفرقهما برغم الحب الذي بينهما ؟! وكما قال المثل الشعبي لدينا “من أخذ عن عشق خلى عياف”أم سيصمد حبهما ومع مرور السنين ستنطفي جذوته ولكن تبقى العشرة والمودة والرحمة ويكون هناك اتفاق فيما بينهما في أمور مشتركة كثيره برغم الخلاف أحياناً وتستمر الحياة.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …