أحبها حتى وهي مريضة !!

هو تألم من الداخل عندما علم بأن حبيبته مريضة ولكنه كان يتماسك ويبكي بحرقة من الأعماق وقلبه يعتصر ألماً وخاصة عندما علم بأن حبيبته التي تلهمه وتعطيه الأمل في حياته وتشعره بأن الحياة جميلة قد أصبحت منهارة وكيف أن حبها له وحبه لها قد تعرض لهزة قوية، الحب الذي كان قد أنار له طريقه وأخرجه من الظلمات بأنه ملازم الآن الفراش ما بين حين وآخر برغم مقاومتها لها ومحاولة عدم الاستسلام له، فحينما أخبرته بمرضها لم يتماسك من الصدمة ولكن لم يشعرها بذلك وإنما كان يعطيها الأمل وأن قدماه بعد ذلك صارت تأخذه لأماكن هو لا يريدها لأن عقله سابح يفكر فيها ثم لايشعر إلا وقدمه قد أخذته إلى هناك حيث كان أول لقاء له بها كان في هذا المكان، فهذا هو حاله عندما قالت له إنها مريضة ،وحينما أغلقت المكالمة في ذاك اليوم كان يظن بأنه لن يبكي ولكنه لم يتمالك نفسه من شدة البكاء فقد كانت كلماتها تنبض بالألم يعتصرها إذ كانت مكسوره وكأنها طفلة بريئة غريرة قليلة الحيلة و تتكلم بصعوبة وهي حائرة وتتلعثم وتريد أن تتعلم الكلام من جديد ، فقال حبيبها للمرض هيهات هيهات بأن أجعلك تنال من روحها فإذا تمكنت أن تنال من جسدها فلن أجعلك تنال من روحها وسأقف بجانبها ولن أتخلى عنها، ارحل بعيداً هناك عنها لأنني سأحاربك بكل ما أملك من قوة لإنها روحي وحبيبتى فقال لها وترجاها بأن تعتني بنفسها ووعدها بأن يدعو الله دوماً ليشفيها فحينما يكون في عزلته ويتذكر حبه لها وجمالها الشكلي والروحي وعقلها وأخلاقها يتألم لأنها تستحق بأن تكون سعيدة وبخير كان يتظاهر أمامها بأنه قوي ومتماسك ولكن بداخله بركاناً شديداً من الغضب والقهر والخوف عليها في آن واحد هو تمنى من الله بأن يكون بجوارها حتى يراها وينظر اليها ويتحسسها بلطف ويرقيها بنفسه، هو تمنى من الله بأن يكون بجوارها حتى يخفف عنها مرضها وأن يمسح دمعها ويضع يده على رأسها لكى يخفف عنها ويشاركها مرضها ومعاناتها لأنه يحبها وحبه يزداد لها  يوماً بعد يوم ،أحبها وسيظل يحبها بكل ما يملك من قوة فهذا المرض لم يثنه عن طلب الزواج منها ولكنها قد رفضت لأنها لاتريد بأن تكون في الموقف الأضعف وأن ذلك تم بشفقة منه حسب ماتعتقد ولكنه أحبها بكل ما تحمل من معانى سامية وإنسانية فقد أحبها لدرجة العشق لأن حبها محفور في قلبه واسمها يسري فى دمه وشرايينه ،فكان يدعو لها ويتصدق بالنية لها لشفاءها من دون أن تعلم فقال لها حبيبتي لابد أن تأخذي الدواء برغم مرارته وألمه وأعلم بأنك لا تحبينه ولكن لابد بأن تأخذيه ليس أنانية مني ولكن لأجل أن تشفي ويذهب عنك الألم، برغم أن ألمكِ هو ألمي كان علي بأن لا أتدخل في مرضك لأنكِ تحبين بأن تتولي نفسكِ بنفسكِ، ولكني لم استطع ياحبيبتي بأن أصمت لأنني قد شعرت بك أكثر من مرة تتألمين وتبدين منهكة متعبة وبرغم ذلك لاتريحي نفسكٍ تحبين بأن تقومي بأشيائك بنفسك وأن تذهبي لعملك ، أنا لا أدري ماذا افعل معك أشعر أحياناً بأنكٍ في قمة اللا مبالاة لا تبالين بصحتك كنت أتمنى بأن أفديكِ وبأن يكون الألم الذي في جسدكٍ في جسدي كم مرة شعرت بأني أود لو أكون بقربكِ وأن أربت على كتفكِ و أقبل جبينكِ ويدكِ، كنت أتمنى لو كان بالإمكان لآخذك على البراق لنقوم أنا وأنتِ بنزهة ليلية في ليلة قمراء والنجوم متلألئة ثم أغني لكٍ أغنية تحبينها حتي تنامي على كتفي ثم آخذك إلى فراشكٍ وأفعل ذلك معكٍ كل ليلة ثم أجلس بجانب سريرك علي كرسي إلى جوارك وأنظر اليكٍ وأنتِ كالحورية النائمة وبعدما أدعو لكِ وأطمئن عليك ،أضع عليك الغطاء وأقبل رأسك ثم أقول لكِ ياحبيبتي أنا أحبكِ واخشى عليكِ سامحيني ليس بيدي حيلة لأكون معكِ دوماً حبيبتي أريد بأن أكون بجانبكِ وأعتني بكِ و أرعاكِ وأن اعينكِ على مرضك وأن اتولاكِ في ضعفك وأن أكون معكِ في الشدائد، فأنا قد أحببتك في قوتك وضعفك وصحتك ومرضك ولم أكن سلبياً معك.

سلمان محمد البحيري 

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …