طرقات الحياة الصعبة

في فترات من حياتنا أحياناً تلقي بنا الحياة على طرقات مقفرة مظلمة وعرة ، ولا تعبأ بنا وننادي عليها ونصرخ بأعلى صوتنا وتتركنا وتخذلنا، ثم نستسلم للأمر الواقع،وتتعثر قلوبنا كثيراً في غياهب الألم والخوف والخذلان وتشعر بالوحشة، وتكاد زفراتها تخرج من أضلاعها لتعانق الغيوم،ونتذكر قصة النبي يوسف عليه السلام والتي كانت عبرة لنا مابين غياهبات الجب والسجن ثم أكرمه الله وأصبح نبياً وعزيزاً لمصر ،ولذلك حينا نشعر بالحيرة والألم نرفع أيدينا لله ونشكي له الحال طالبين منه العون ونجده يغيث قلوبنا بأقدار أجمل ويتغير الحال للأفضل، ونجد بأن الطرقات المقفرة قد أخذت تزهر بعد قطرات المطر اليومية ،وأن الخواء الذي بداخلنا وحولنا قد تلاشى وأننا قد أخذنا نسمع صخب الحياة وصوت الفرح من غناء العصافير والحمام وصياح الديكة وأختفى الخوف من ذلك المكان، وأن الله قد أرسل لنا من يأخذ بيدنا ويقلنا من عناء تلك الطرق الموحشة، إلى نوره ونعمه وفضله ورحمته.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …