كيف تكون قوياً ومنتصراً؟!

حينما تكبر ستواجه الحياة وسترى منها أحياناً الوجه الآخر القبيح،وستمر بمصاعب وخذلان وصدمات في فترات قادمة من عمرك والمطلوب منك بأن تتجاوزها بقوة أو تنحني لها لكي تمر وفي الحالتين ترضى بما قدره الله لك و عليك، وعليك بأن تتعلم من دروس الحياة التي ستمر بك في عدة محطات منها الخذلان والألم والفشل والمرض والفقر والحب والفقد، فعندما تسقط ستحاول الوقوف وأنت من الداخل تبكي ألماً ،وعليك عدم الاستسلام ولابد أن تقاوم وتحارب ضعفك من الداخل وتستقوي بالله ثم بنفسك لا بسواك، وستلاحظ وأنت تقاوم بأنك ستتألم من جرحك النازف وأنت المعني بمداواته ،ولكن مع مرور الأيام سيخف هذا الألم قليلاً وسترى بأنك قد خسرت في هذه المعركة وأنك قد دفعت الثمن غالياً بدون أن تشعر، ستنهض وتقاتل بشراسة وتصاب وستحيا وتداوي جراحك وتنهض مرات ومرات، وفي خلال هذه الفترة ستشعر بأنك من ضمن الفاقدين لأنك قد خسرت في معركة الحياة أشياء كثيرة، وسترى أغلب الذين تعتقد بأنهم يحبونك، هم أول الذين تخلوا عنك وهذا مما يجعل جراحك لاتلتئم سريعاً، وأما الآخرون فهم لا يريدونك وأنت معتم ومنطفئ، بل يريدونك دوماً مشرقاً ولاتعاني من شيء ،وآخرون لايشعرون بك فأنت أمامهم حي ترزق وبخير ومبتسم لأنك تخفي مواجعك من الداخل، ولكنك أمام نفسك موجوع متهالك وتحتاج إلى ترميم روحك وقلبك وعقلك من الداخل، المهم أنك لست أنت كما ينبغي روحاً وجسداً، وتشعر بأنه لاقيمة لك وأنك على الهامش، في هذه الحالة عليك بأن تجلس في عزلة بمكان هادئ وتراجع نفسك وتضع خطة لفترة إنتقالية للخروج مما أنت فيه واعترف بأخطائك وبخياراتك الخاطئة، وعالجها وكن قريباً من الله أكثر من أي وقت مضى واستخره وادعه كثيراً ولاتيأس، وهذه الجروح لن تشفى مابين ليلة وضحاها ولكن تحتاج لوقت حينما تداوي روحك بالتقرب إلى الله وقراءة القرآن بين وقت وآخر وإطالة السجود لله والشكوى إليه،والقراءة في بعض الكتب المفيدة التي تثري معلوماتك في كافة المجالات، ثم تضع لك هدفاً يعود عليك بالنفع تعمل عليه وتشغل نفسك به ، سترى بأنه قد بدأت جروحك تلتئم وأنك لم تعد تفكر بالماضي وستمر في مراحل تحقيق حلمك بالفشل ولكنك ستحاول أن تعيد التجربة تلو التجربة حتى تعرف أين مكمن الخطأ وكيف ستحلها بطرق صحيحة، و ستنجح في جميع مراحل حلمك وبالتالي تصل إلى النجاح، ثم ستمر بمحطات الإيمان والتفاؤل والأمل والصبر والانتظار والعطاء، وسترى في كل فترة بأنك تنجح نجاحاً آخر وبأن ذلك القلب الذي خذله الجميع، قد أصبح قوياً وصامداً ومحباً للحياة وطموحاً ولديه إرادة صلبة وأصبح متعافياً ومنتعشاً لايضره قرب أحد أو بُعده ،مهما فقد من شيء غالٍ عليه أو فقد شخصاً عزيزاً فلن يبكي عليه كما كان في السابق، وستشعر بالنشوة وترقص رقصة الانتصار، إذاً العمل على تحقيق حلمك و تطوير شغفك وقدراتك يجعلك قوياً منتصرا مكتفياً بنفسك لايهمك حزن على حبيب مفارق أو صديق غادر.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …