مقيد تحت الإقامة الجبرية

أشعر أحياناً بأنه لايوجد لدي شيء أكتبه سواء كان رواية أو قصة أو خاطرة أو حتى تغريدة،وأشعر كأنني في حبس تحت الأرض ومقيد وتحت الإقامة الجبرية لا أرى ضوءً ولا شمساً ولا ناساً ولا أسمع غناء الطيور ولا أشم نسيم الصباح ولا الورد ،ودائماً أعيش في ظلام دامس ولا أرى حتى النجوم والقمر لأنني في حجرة صغيرة جداً بدون نوافذ تحت الأرض، فلا أشعر بما يدور حولي والدقيقة عندي بمثابة زمن ثقيل جداً، كما لا أجد شيئاً يمنحني الأمل أو التفاؤل و يدفعني للتحرك ، واكره فعل الأشياء الروتينية كالروبوت ، فأشعر بالوحدة والرعب والإختناق ، فأشعر وكأني في مكان ضيق جداً وكلما هممت بالحركة سمعت قعقعت القيود في رجلي ويدي ، ومن حسن حظي كان لدي بضع أوراق وقلم قد خبأتها في ملابسي عن عيون السجان، ولكن ماذا أكتب في ظل هذا الجو المظلم ، كنت أنتظر أن يقول لي السجان بأن لديك إتصال تلفون من قريب أو شخص محب أو لديك زيارة، لكي أعيش بعد ذلك على أمل في ذكراها، حاولت بأن أكتب شيئاً مختلفاً يلامس الأعماق فعجزت لأني على غير مايرام ، فجآني هاجس بداخلي إذا أردت بأن تكتب وتبدع فعليك بأن تسعد روحك بأن تتقرب لله بالنوافل والدعاء وعليك بقراءة القرآن والقراءة بمختلف العلوم لكي تشعر بالنور يسري بقلبك وعقلك، وعليك بأن تذهب إلى أماكن جديدة وجيدة لكي تلتقي مع ناس جدد لم تلتقي معهم من قبل، وعليك بأن تسمع موسيقى هادئة أو أغنية كلماتها من قصيدة جميلة، كما عليك بأن تستمع ببعض السهرات الدافئة مع بعض الأصدقاء والأقرباء، وحاول بأن تساعد من تراه محتاجاً جداً سواء بالمال أو دعماً معنوياً فلذة العطاء تسعد، إفعل ما تستطيع لترتقي بنفسك ولو كنت على غير مايرام، سترى أن اللحظات الجميلة والسعادة قد أخذت تترا عليك وستسمع وترا قصص الآخرين الحقيقية سواء كانت سعيدة أو حزينة وستستمع برؤية أماكن جميلة تلهمك بجمالها وتلهمك كل هذه الأشياء في عالم الخيال، فكل هذه الأمور ستجعلك تكتب و ستفك قيودك وتخرجك من حبسك المظلم تحت الأرض وستشعر بانك حراً طليقاً تحلق عالياً وتستنشق الأوكسجين وتشرب من الماء العذب الجاري وتجري هنا وهناك تغني وترقص فرحاً بالحرية.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …