للحرية ثمن

الفصل الأول

في الصباح الباكر كان الجو مشمساً ودافئاً ثم بعدها بساعة تلبدت السماء بالغيوم وصار الجو ممطراً بشدة على الأرض ثم بعد ساعة إلا ربع كانت الجبال تنزل من شلالتها الماء إلى منحدر الوادي وكان الأفق رمادياً وبعدها خفت حدة المطر،وكان المنظر ساحراً فقد سبق وأن هطلت أمطاراً غزيزة منذ شهرين وكان الوادي والجبال مزدانة بالأعشاب وزهور الربيع وكانت قطرات المطر من بعيد تحركها الرياح مثل الخطوط مع هدير الرعد والبرق والوادي قد مشى به السيل بعدما انساب إليه من بطن الوادي والجبال وكان الزبد يعلو مجرى السيل وقد جلب معه ركاماً من بعض الأشجار والنباتات وبعض الحيوانات النافقة وكانت رغواته معتمة ثم إزدان الأفق بقوس قزح وكان فهاد من فوق الجبل في سيارته نيسان الشاص يرقب مايجري وفكره في ذود الجمال الذي في الحوش الكبير البعيد عن هذا المكان والذي قد غطى جزء كبير منه بالشراع وبناه بالطابوق الأسمنتي،لكي يقي الجمال من الأمطار والبرد لكي تدفأ إبله،وبعدما توقفت الأمطار وغادرت السحابة وظهرت الشمس مرة أخرى اختار له شجرة طلح وأخرج من شنطة صندوق سيارته المغطى بشراع حطب سمر وشب النار وأخرج عزبة الكشتة “شنطة ” حيث كان بها دلة وإبريق وفناجين وبيالات وتمر وعلب بها قهوة وهيل وشاي وأيضا كان بها منفاخ وملقاط ونجر ومحماس ومبرد ليحمس قهوته فيبردها في المبرد ثم يطحن قهوته بالنجر وكان في صندوق السيارة بساط فأخذه وفرشه بجانب الشجرة ثم أخذ إناء القهوة “الزل ” وفتح حنفية الماء التي من تانكي الماء الذي ركبه تحت صندوق سيارته وغسل الزل وثم وضع به ماء وجعله فوق المركى الذي وضعه على النار ووضع مقدارفنجان كبير من القهوة به ثم قليلاً من العويدي”القرنفل ” وبعدها بعشر دقائق وضع الهيل ثم رفع الزل وصب القهوة في الدلة وقرب الإناء الذي به التمر وأخذ يحتسي القهوة وهو متسنداً على الشجرة ويأكل بعض التمرات وبعدما شرب القهوة مستمعتا برائحة نسيم الصباح المحمل برائحة الرمث والنفل والخزامى مع رائحة حطب السمر فشعر بالدفء ثم بالنعاس ولم يشعر بنفسه ونام نوماً عميقاً وهذه حياة فهاد البسيطة مابين الأفلاج والبر وهو الآن في الثلاثين من العمر ولقد وصل في تعليمه للمرحلة الإبتدائية وهو يعشق الأبل المغاتير منذ صغره وأغلب وقته معها في البراري أما في وادي الضبعية الهدار أو الغيل أو الأحمرأو سحار أو الحنو أو حرم ويتابعها بالجيب الشاص ودوما ترافقه شنطة العزبة كما أنه يقرض الشعر أحياناً ويعشق سماع القصائد الجميلة ولقد تعلم من والده الشيخ عبدالعزيز وتناديه القبيلة الشيخ أبوفهاد حيث لم يأتي له في هذه الدنيا إلا فهاد، ولذلك حينما لم يفلح فهاد في الدراسة كان يأخذه والده معه في البر لكي ترعى الأبل بالوديان بعد الأمطار عندما تنبت الأزهار في فترة الربيع وكان فهاد يرى والده كيف يعامل الأبل وكيف يحنو على الناقة وكيف يساعدها في فترة الولادة، وكيف كان يروض الفحل حينما يهيج ويعقل أحد رجليه لكي لايؤذي عمره ويؤذي النياق أو يدخل في صراع مع الجمال الأخرى، وعرف بأن ذكور الأبل تكون بالغة جنسياً عندما تبلغ من العمر من 4إلى خمسة سنوات  بينما الإناث تكون بالغة جنسياً حينما تبلغ من العمر 3 إلى أربع سنوات والأنثى تظل قادرة على الإنجاب حتى يصل عمرها 30 سنة وفترة الحمل عند الناقة لمدة سنة وقد يصل فترة الحمل أحياناً إلى 14شهر، وبعدما أفاق من نومه قام وأخذ أبريق الشاي النحاسي وغسله من ماء التانكي وملأه بالماء ثم وضعه على المركى الذي وضعه على النار وبعدما غلى الماء أخذ الإبريق بالبيز ووضع به سكر وقبضة شاي ثم أعاده على المركى حتى أزبد وبدأ يفور فرفعه من على النار وصب له شاياً في بيالة ثم أعاد الإبريق بجانب النار فأخذ يحتسي الشاي في رشفات فمد يده لجيبه وأخرج بكت دخان وسل منه سيجارة وأخذ عود من النار وأشعل به سيجارته.

الفصل الثاني

فسحب منها سحبة قوية حتى أصبحت شعلة السيجارة ذهبية ثم يخرج أنفاسه من فمه وأنفه ثم هاجت قريحته وقال: اللي يبينا عيت النفس تبغيه واللي نبيه عيا البخت لايجيبه،حيث تذكر بنت عمه شيخه التي قد أحبها من قلبه ولكنها كانت تصده وقالت له : أنا لم أعتبرك إلا أخاً لي ،ولكن هذه الأجابة لم تقنعه ولم يستطع الزواج منها لأن عمه قال : لا أستطيع أن أغصب بنتي على الزواج منك، برغم أن والده قد اتفق مع عمه وحجرها له ،ثم قال في نفسه:أنا ماذا فيني لكي لاتقبلني؟! وماذا ينفصني؟! فالمال والحلال عندي والتي قد تزوجتها وأنجبت مني عيال لم أحبها مثل شيخه، فأنا لاينقصني إلا شيخه لأنها على أسمها شيخة،ولكن لابد أن أتزوجها بالرضا أو بالقوة هذا مافكربه فهاد وهذا ماقرر، ثم أحس بالجوع فأخرج من العزبة طحين ووضعه بأناء وصب عليه ماء وعجنه وثم ترك عجينة لبرهة من الزمن ثم عجن معه عجينة تمر ووضعه على النار وبعدما استوى من على الجانبين أخرجه وقطعه بيديه في أناء ثم صب عليه من قاروة السمن التي بالشنطة وخلطه ثم أخذ يأكل منه ويشرب معه الشاي وبعدما فرغ من أكله أخذ بعض أوانيه التي استخدمها والدلة والإبريق وأهرق مافيها وغسلها من ماء التانكي ووضعها في شنطة العزبة وأخذ البساط ووضعه في الصندوق وقرر التوجه إلى أبله لكي يطمئن عليها بعد المطر،حيث أن عندها هناك الراعي والحارس السوداني عثمان والذي قد عمل لفترة طويلة عند فهاد وهو الذي قد صبر عليه وفهم مزاجه كما أنه أبقاه لهذه الفترة لأنه أمين ونبيه ومتفهم لمزاجه الحاد أحياناً،وبعدما ركب فهاد سيارته الشاص أدار المحرك وتوجه إلى حوش الأبل وكان وهو يسير بسيارته يرى آثار المطر على الأرض حيث الحيضان المتناثرة هنا وهناك ويرى العصافير والحمام وهي تشرب منها وبعضها على الشجر فرحة بهذا الجو، ففكر فهاد بأن يصطاد من الحمام فأخرج بندقيته النصف شوزن وعمرها برصاصة وأطلقها على تلك الشجرة فسقطت خمس حمامات فشعربسعادة لأن الصيد ثمين فنزل وإنطلق على رجليه مسرعاً وأخذها وعاد إلى سيارته،فوضعها في صندوق الشاص وأكمل طريقه متجهاً إلى الحوش وكان يرى الحوش من بعيد وهو يسير في الطريق البري حتى صار يقترب إلى أن وصل وعندما شعرت به الأبل أقبلت إليه فأخذ يمسح على بعضها فسلم على عثمان وقال له : أخرج الأبل الآن من الحوش و خلها تشرب من ماء المطر وتأكل من العشب وهو رويان فقال عثمان: حاضر ياعمي

ثم لحظات أخرجها عثمان وركب على الرحول وهي ناقة كبيرة في السن عن الأبل والتي يكون عليها زاد الراعي وتتبعها الأبل، وقرر فهاد أن يشوي تلك الحمامات فوضعها في إناء وغسلها ونشفها ثم جلس منكفئاً ووضعها على النار التي كانت مشتعلة من بعد الحارس عثمان فتحسحس ريشها وشوى تلك الحمامات بدون أن يحترق فيها شيء وكانت سمان بحيث أن سمنها يسيل ويسمع أزيزه على النار وبعدما فرغ من الشوي رأى النار قد بدأت تخبو وظلت الجمرات تتوهج، وكانت رائحة الحمام المشوي تعبق بالمكان وتسافر مع هبات الريح فرأى الكلب يدور حوله وينظر له وأعطاه حمامة فأخذ الكلب يقطعها ويستمتع بازدراد لحمها وعظامها ، ثم جلس على الفرشة بجانب المسند بعدما صنع الشاي وأخذ يأكل من الحمام بعدما وضع عليه بعدما فرغ من الشواء القليل من الملح وكان مستمعاً باللحم ،وحينما انتهى اخرج سيجارة من البكت وأشعل سيجارته بالولاعة ثم أخذ يسحب عدة أنفاس ويخرج الأنفاس مرة من فمه ومرة أخرى من أنفه وقبل أن تغرب الشمس كان عثمان قادماً من بعيد ومعه الأبل حتى أخذت تقترب إلى ان وصلت ثم قال فهاد: عفيه عثمان إذا أدخلتها للحوش أحلب لي غبوق فأخذ عثمان غضارة وحلب فيه من أحد النياق وأعطى فهاد الغضارة وحينما شرب حمد الله وشعر بالسعادة حيث أن طعم حليبها به نكهة الأعشاب البرية وقد شربت الأبل من ماء المطر.

الفصل الثالت

وشبعت من العشب ثم مسح فمه وقال : ياعثمان هل ناقصك شيء أحضره معي غداً

أيوه ياعمي أبغى سكر وقهوة وشاي وزيت وتمر وطماطم وكيس بصل ورز لأن الأغراض التي عندي قد انتهت

حسنا إاتبه للأبل والحوش ليلاً من المطر والذئاب والحنشل

أبشر طال عمرك

في أمان الله وأراك صباحاً

فركب فهاد وانطلق بسيارته بعرض الصحراء حتى غاب نور سيارته عن أنظار عثمان على الخط البري حتى وصل للشارع المسفلت ومشى معه حتى وصل إلى مدينة الأفلاج التي بها منزله وعندما وصل إلى منزله وجد أن زوجته هيا قد أعدت له العشاء حيث كان يشم رائحته وهو خارج المنزل وحين دلف داخل المنزل سلم على زوجته وعياله وقالت له : الحمد لله على سلامتك

-الله يسلمك ضعي العشاء الآن فأنا جائع

-حاضر لحظات بيكون السماط وعليه العشاء عندك

وبعدما جلس فهاد وضع العشاء وحيث كان كبسة لحم مع سلطة خضراء ثم أحضر أبنه سعد الماء وأثناء العشاء أذن العشاء وبعدما تعشى صلى ونام في المجلس حيث أن زوجته قد وضعت فراشه فيه وعند آذان الفجر كان قد صحى من نومه وزوجته أيضا قد أعدت له القهوة وعندما صلى الفجر في المسجد وعاد للمنزل كانت القهوة جاهزة والأفطار حيث كان مراصيع بدبس التمرثم تلا ذلك الحليب الساخن وقد احتسى كوباً ثم غادر المنزل متجهاً للمحطة لكي يعبئ سيارته بنزيناً وبعدما فرغ جاء بسيارته عند التموينات الكبيرة التي بجانب المحطة وإشترى الأغراض التي يريدها عثمان ،ثم وضعها عامل التموينات في صندوق السيارة وأكمل طريقه متوجها الصحراء متوجهاً إلى أبله وبعدما دخل الوادي أخذ يمشي في طريق بري ممهد لمدة ساعة حتى وصل إلى الحوش وكان عثمان بالقرب من النار جالساً على الفرشة وحينما رأى فهاد تهلل وجهه قائلا:

صباح الخير ياعم فهاد

-الله يسعد صباحك كيف الأبل البارحة واليوم

-ياعمي الأبل رويت من ماء السيل أمس وشبعت من الربيع الذي كان من الأمطار التي كانت منذ شهرين وإن شاء الله هالسيل الذي جاء أمس الله يجعل فيه البركة ليخرج عشب جديد

-الله كريم تعال وخذه هذه الأغراض التي في الصندوق

-حاضر ياعم والله يعطيك العافية وأعد لنا قهوة وشاي في هذا الجو العليل

-ابشر بسعدك ياعم

ثم أخذ عثمان في إعداد القهوة ووضعها في الزل مع الهيل والزعفران وبدأت رائحة القهوة تنتشر في المكان ثم أعد الشاي

وبعدما تناولا القهوة والشاي قال فهاد: أحلب لي من الناقة الهدلاء صبوح ولحظات وكان جاهزاً وأعطى عثمان غضارة الحليب لفهاد وشربه بعدما أكل معه تمر

وقال عثمان: هذه الأيام لن نشتري علف للأبل ياعم فالخير كثير من الله

-صحيح وخاصة أنه يشح العلف بعض الأحيان بالسوق ونضطر أن نشتري شعير لكي لاتموت الأبل من الجوع

وبعدها جاء اتصال على جوال فهاد ورد بتحفظ قائلاً: وعليكم السلام، نعم تابعوها حتى عندما تخرج من الجامعة، لاتدعوها تغيب عن أعينكم حتى عندما تخرج من الجامعة

الفصل الرابع

لاتغفل عينكم عنها ،اخوها لايمكن دائماً يكون معها لابد وأن تكون عنده ظروف في يوم ما ولايستطيع أما أن يكون مريضاً أو مشغولاً، ايه نعم إذا لقينا فرصة عطوني خبر

وبعدها انتهى الاتصال ثم قال في نفسه لابد أن أن أجد فرصة لكي أحضرك عندي هنا وأخليك أمام الأمر الواقع ياشيخه وما أكون أنا فهاد

وبعدها جاء اتصال آخر نظر في الجوال فوجد والده المتصل فرد : هلا أبوي ،عمي سيتغدا عندنا بكره بعد صلاة الجمعة ،خير إن شاء الله

وبعد إنهاء المكالمة سرح بفكره هناك بعيداً وقال في نفسه هل أفتح معه الموضوع ويوافق ماذا سيحدث غداً وهل سيفي عمه بالوعد الذي كان بينه وبين أبيه وهل سيلتزم عمه بسلوم القبيلة في التحجير.

وبعدما تناولا فهاد وعثمان القهوة والشاي خرجا سوياً مع الأبل لكي يرى فهاد العشب والربيع بالوادي وكان صوت رغاء فحله رمحان وزقزقة العصافير وغناء الحمام وهدير ماكينة السيارة كان مايبدد هذا الهدوء وكان يأسره منظر تلك الفياض الخضراء وذلك العشب قد جعله سعيداً،وكانت عينه على فحله رمحان المشهور عند أصحاب الأبل بطيب سلالته وأصله وإنتاجه المقيدة يديه وهو يعدو ويزبد وعيناه تقدح غضباً ودائم النظر لنوق الذود ويذكر فيها بأنه قد رباه منذ أن كان حواراً ثم حاشي وبعدها أصبح فحل الذود حيث كان أب هذا الفحل فحل ذود ابيه وكان رمحان ضخماً وشرساً في صراعاته مع الفحول الأخرى وكان يتغلب عليها بسهولة لذك كان فهاد يوثقه بالعقال حتى لايفلت ويقع على النوق الدفيع فيسقط مافي أرحامها ولكي لايخرج ويقتحم الأحوشة المجاورة بحثاً عن إناث الأبل وأقترب فهاد منه وبدأ يحادثه وقال له: لماذا لاتصير مثلي مكتفياً بحبيبة واحدة فأنا عناد لشيخة تزوجت ولكني لم أحب زوجتي هيا لأن القلب لايريد إلا شيخة يارمحان فلماذا لاتشيم وتجعل النوق هن من يأتين إليك في مراحك فأنت فحل أصيل ابن فحل وأمك شقحاء من أطيب الأبل فنظر له رمحان بغضب وأخذ يهز رأسه بعدم القبول ويزبد ويقول اااااع اع اعاعععععع فقال فهاد أعلم بأنك تنشد الحرية وتريدني بأن أطلقك في هذا العشب وتتمتع بأزهار الربيع وتكون مع جميع الإناث ولكن اصبر ولاتستعجل على رزقك سيأتون لي بعض أصحاب الذود ليطلبوك مني لتلقيح بعض نوقهم ، فأنت يارمحان محظوط ستطول ماتريده ولكني أنا لم أستطع نيل ينت عمي وحبيبتي شيخه فليتها تشعر بذلك وتقدر حبي لها وفجأة أزبد رمحان وأطلق صوت كأنه الرعد لأنه شم ورأى في طرف الوادي فحلاً مسلسلاً قادماً نحو نوق رمحان فأخذ رمحان يهدر بقوة و يعدو مسرعا تجاه هذا الفحل الغريب الأصفر وتصادما بالأجسام في معركة شرسة طالت لأكثر من ساعتين حتى مزقه رمحان وبعد العراك والغبرة التي ثارت ترك رمحان أثر عضاته على رقبة وفخذ الأيسر وجروح على أنف على هذا الفحل الأصفر الدخيل الذي ولى هارباً وهو يئن بعدها أطلق رمحان صرخاته في الوادي التي تردد صداها فيه معلناً إنتصاره على خصمه وبأنه الفحل الوحيد في هذه المنطقة فجاء صاحب الذود الصفر ليشتكي وقال ياشيخ فهاد جملك  قد أوجع جملي وأنا أريد بأن أعقد معك اتفاق فقال فهاد أسترح وخذ لك فنجان قهوه وعندما صب له الفنجان وضعه الشيخ بتال وقال لن أشربه حتى تحقق لي مطلبي فقال لك ماطلبت وماهو ياشيخ بتال فقال طلبي بأن يلقح فحلك رمحان ناقتي غرنوقه بنت الفحل غرنوق وأعطيك ماتريد ولك من نسل هذه الناقة الملقحه سواء كانت بكره أو فحل فماذا قلت ياشيخ فهاد فقال الشيخ فهاد ولك ماتريد واشرب فنجالك وتصافحا معلنين القبول وبعدها بلحظات أحضر الشيخ بتال الناقه وعقلوا قوائمها الأمامية والخلفية ثم أحضر الشيخ فهاد رمحان وبعدما فك سلاسل قوامه الأمامية ثم أخذر يشمها ويطلع رغاوي ثم رفعوا ذيل الناقه وهي مبركة على الأرض ثم برك عليها رمحان وخيل إليهم بأن ضلوعها المسكينة قد تكسرت ثم أخذ يزبد ويرغي ثم عاد وأولج فيها قضيبه الطويل وهزها بقوة وكانت الناقة تصيح وتتقيأ الرغوة وبعدما قضى رمحان منها وطره أخذ الشيخ بتال ناقته وتوجه بها إلى ذوده القريب في آخر الوادي وشكر الشيخ فهاد ويعد ذلك اتجه فهاد تحت ظل شجرة الطلح في ذلك الوادي وأكمل شرب قهوته والشاي وكان ينشد بصوته بالحداء ويختمه بموال حزين وبعدها بفترة ليست بطويلة مر به راعي ومعه أغنام جاءت لترعى سلم عليه وقال له الشيخ فهاد: عندك خرفان للبيع قال نعم ثم نزل وأختار خروفاً نعيمي سمينا وابتاعه منه ب800 ريال وقال اعقله وضعه في الصندوق وبعدما وضعه راعي الغنم في الصندوق تفقد فهاد الخروف وأنه قد تم ربطه جيداً بحيث لايقفز من الصندوق وبعدها ركب سيارته وأكمل مسيره وكان كلما يرى حطب من غضى أوسمر على جنبات الطريق ينزل ويحمله في الصندوق ،وبينما هو كان يتلفت مابين الهضاب والجبال رأى في وسط الجبل وبر سمين فأخرج بندقيته وحشاها برصاصة وأطلق عليه وأصابته بمقتل في رأسه ثم نزل من السيارة وصعد إلى الجبل وأحضره ووضعه في صندوق السيارة وقال في نفسه لقد ضمنت الغداء وسأعمل عليه كبسه ونتغدا عليه أنا وعثمان وبعدها ارتأى له مكاناً مناسباً بقرب شجرة طلح وفرش تحتها وأخرج العزبة الأخرى التي كان بها زيت ورز وطماطم وبصل وفلفل حار أخضر وبهارات وصلصة وأخرج القدر وموقد الغاز وقطع الطماطم والبصل وغسل الرز ونقعه في أناء ثم سلخ الوبر وغسل لحمه وقطعه ثم وضع في القدر زيت ووضعه على الموقد ووضع به البصل المقطع وحمره ووضع معه الفلفل الحار الأخضر وحركه ثم وضع كمون وفلفل أسود ووضع اللحم وبعدما تحمر وضع البهارات ثم أخذت الرائحة الزكية تأخذها الرياح في ذلك الشعيب بعدها وضع الطماطم المقطع والصلصة وقلبها حتى ذابت الطماطم وقلبها لمدة عشر دقائق وبعد ذلك وضع الماء الحارالذي قد وضعه على عين الموقد الأخرى وبعدها غطى القدر وتركه لمدة ربع ساعة ثم وضع الملح وتذوق الطعم فوجد طعمه مقبولا فبادربوضع الرز في القدر وغطاه ثم اتصل على عثمان لكي يأتي ويتغدى معه وبعد مضي ساعه كان قد حضر عثمان وقال له فهاد: أنكب لنا الغدا في الصحن لكي نتغدى وفرش عثمان السماط ونكب الرز في الصحن ووضع اللحم عليه ثم غسلا أيديهما وتغديا سوياً، وبعدما حان وقت العصر توضأ فهد وعثمان وجمعا صلاة الظهر والعصر، بعدها جلس فهاد وأخذ عثمان بإعداد القهوة والشاي وأخذا يحتسيان القهوة والشاي وأخذهم الحديث عن الربيع وعن الأبل وأسعارها وعن الأبل في السودان حتى جاء وقت المغرب فجمعا صلاة المغرب والعشاء وركب الرحول عثمان وعاد بالأبل وأما فهاد فقد عاد إلى الحوش وقرر أنه ينام في الكرفان بعدما أبلغ عثمان بأن يحضر من الشيب ماء الذي بقرب مزارع الأفلاج بشاحنة المرسدس “الوايت ” وأكتفى بالعشاء

الفصل الخامس

بعدما جاء عثمان بالأبل قرر بأن يشرب غبوق حليب الأبل مع تمرات ثم دلف للكرفان ونام في غرفة النوم فيه وحينما حان الفجر استيقظ وأيقظ عثمان وصلوا الفجر جماعة وبادر عثمان بشب النار بحطب السمر وقام بإعداد القهوة والشاي ثم طلب فهاد بأن يعد عثمان شكشوكة وبعدما أفطرا قرر أن يغادر فهاد وقال له بعد صلاة الجمعة أخرج الأبل وكن معها حتى غروب الشمس بعد أن تحضر الماء من الشيب وأما الآن أذبح الخروف ونظفه وقطعه للثلاجة أرباع فقال عثمان: حاضر ياعم، وهل سيأتونك الليلة ضيوف ؟!

لا لأنني معزوم عند الوالد على الغداء وباخذ اللحم للبيت

عطني عشر دقائق وتكون الذبيحه مقطعه وجاهزة

الله يعافيك ياعثمان

ذهب عثمان بداخل العشة وغير ملابسه و لبس قميص الذبح الذي بداخل العشة وأخذ الخروف من صندوق الشاص وفك وثاقه ثم وضع عثمان السكينة في فمه ووجهه للقبلة وقال بسم الله وذبحه حتى نزف دمه وجعله يرفس قليلا حتى لفظ الأنفاس فحمله وعلقه في المعلاق وبدأ بسلخ الجلد عن اللحم ثم شق بطن الخروف وأخرج الكرشة والمعلاق وكلن وضعه في أناء على حده وقطع الخروف إلى أرباع وثم وضعها في كيسه وقام بشق الكرشة وغسلها ووضعها في كيس صغير مستقل ووضع المعلاق في كيسة اللحم وسلخ الرأس ثم قال فهاد خذ ربع عضو والكرشة والمقادم والراس فقال عثمان : كثر الله خيرك ياعمي

فوضع كيس اللحم في صندوق السيارة ثم ودع فهاد عثمان منبه عليه بما قاله له

                                     المواجهة بعد الغداء

ركب فهاد سيارته ومشى مع الخط البري مع الشعيب حتى إختفى بعيداً عن مرأى عثمان ومر فهاد التموينات الكبيرة التي بجانب المحطة واشترى دخان وأغراض للمنزل ثم مشى بسيارته مع الخط المزفلت حتى وصل لمنزله وأدخل جميع الأغراض في المنزل ثم توضأ ولبس ثوبا نظيفا وقال لزوجته هيا أنه معزوم عند والده على الغداء فتغدوا ولا تنتظروني على الغداء فقالت له:خير إن شاء الله ، أجل سلم لي على خالي وخالتي

-يبلغ أن شاء الله

فخرج من منزله وركب سيارته وتوجه إلى الجامع في الأفلاج حيث سمع الخطبة وصلى مع الإمام وبعدما فرغوا من الصلاة توجه لبيت والده الذي يعتبر بقرب منزله وسلم على والده ووالدته وقبل رأسيهما وقال: من عازمين يابوي

قال أبوفهاد: أنا عازم عمك و ماغير نحن وعمك ولكن لاتفاتح عمك في موضوع شيخه إلا بعد الغداء ولاتشد معه في الكلام

-حاضر وأتمنى أن يكون هناك تغير جديد

ثم قال أبوفهاد للعامل الذي عنده : يارشاد خل القهوة والشاي والزنجبيل جاهزة وإذا جمر الحطب قرب المنقد في وسط الديوانية

قال رشاد : حاضر ياعمي

وبعدها بلحظات قرب رشاد المنقد المذهب الكبير وبه الجمرات تتوهج إحمراراً ووضع فوق شبك المنقد الشاي والقهوة والزنجبيل حتى لاتبرد

وماهي إلا لحظات حتى جاء أبوشيخه وقام أبوفهاد بتقبيل خشم أخيه الكبير ومصافحته ثم تقدم فهاد وقبل خشم عمه وقبل رأسه وقال له كيفك ياعمي وكيف العيال

كلهم بخير وأنت كيفك وكيف العيال وكيف الحلال عساه يشبع هاالأيام

-أبشرك ياعمي الخيرمن الله كثير والله يرزقنا شكر نعمه

-كيفك ياأخوي معاد شفناك تأخرت عنا عسى المانع خير

الفصل السادس

أبد والله ولكني كنت منشغل مع الأبل هذه الأيام

ومع بنتي شيخه أبشرك تخرجت من جامعة الأمير سطام وتخصصها في اللغة الإنجليزية وقد أخذت شهادة البكالوريوس

مبروك ياخوي وعقبال ماتاخذ الدكتوراه

مبروك ياعمي تخرج شيخه

الله يبارك فيكم جميع

وأخذهم الحديث عن الأبل والأمطار والعشب والربيع حتى جاء وقت الغداء ونادى رشاد

ياعمي ترا غداكم جاهز تفضلوا

-تفضلوا

ثم دلفوا إلى قاعة الطعام وجلسوا على السفرة وكان الغداء مفطح على الرز وعلى جوانب السفرة بوادي جريش وقرصان واللبن والبيبسي

ثم قال أبوشيخه لأن العزيمة له :سموا 

فبدأوا في الأكل والحديث وبعدما فرغوا توجهوا للديوانية حول المنقد المذهب لكي يتدفؤوا ويحتسوا القهوة والشاي والزنجبيل

فقال فهاد: ياعمي أبطلب منك يد بنتك شيخه على سنة الله ورسوله

فقال أبوشيخه: انت الآن قد تزوجت وعندك عيال الآن والله يوفقك ويسعدك وموضوع شيخه مهوب بيدي

ولكنه بيدها وهي التي ستتزوج وأنا لم أرفضك وأنت نعم ورجال كفو ولكن الزواج قسمه ونصيب

 ولقد عرض الشيخ سعد أبو شيخة بحضور أخوه على فهاد بأن يعطيه مئة رأس من الأبل وخمسة ملايين ريال لكي يصرف نظره عن شيخه فرفض فهاد وقال: ماذا تريد الناس أن يقولوا عني تخلى عن بنت عمه لأجل أنه طمع في المال والحلال ،ياعمي بسلوم القبيلة شيخة لي وأنا لشيخه فقال له عمه: أنت الآن قد تزوجت فدعها تذهب في سبيلها ولاتقطع نصيبها ثم قال فهاد: والله لو يتقدم لها أحد وتقبلونه إني ماأخليه يفرح فيها و لأذبحه في ليلته وأنا بتزوجها أما بالطيب أو بالقوة، مما جعل أبو شيخة يقوم غاضباً من المجلس ويقول: إسمع لوحدث لأبنتي مكروه سأحملك المسؤولية كاملة

ولقد أدى رفض شيخه لابن عمها فهاد إلى تعكر العلاقة بينه وبين أخيه حيث لم تعد صافية كالسابق

فقال أبوفهاد: يافهاد الله يهديك كان قبلت عرض عمك وصرفت نظرك عنها، فهي لاتريدك لأنك بالنسبة لها كأخ

-لا هذه سلوم القبيلة يابوي

-الزمن تغير الآن ، ولاتجعل هذا الموضوع يشغل بالك وأنا ماأبغى أخسر أخوي من شانك وشيخه

ثم استأذن فهاد من والده وتوجه إلى البر حيث أبله التي لولاها لكان ضاقت به الأرض

وحينما وصل لحوش الأبل كانت الأبل غير موجودة وعثمان أيضا غير موجود

فأشعل له نارا بالحطب وأخذ يعد له قهوة وشاي وأخذ يفكر في كلام عمه وأبيه وقال في نفسه ماأبغى هالمرأة تمشي كلامها علي وعلى أبوي وعمي

وأما الشيخ سعد أبو شيخه فقد عرف تعنت فهاد منذ زمن وقد حدث هذا وشيخه كانت تدرس في  الثانوية ولذلك صارت تذهب إلى المدرسة برفقة أخوها ويكون مسلح حتى لاتتعرض للخطف ويتزوجها فهاد بالقوة وذلك بعدما طلبها أول مرة في ذاك الحين ورفضته شيخه ثم هدد بأنه سيتزوجها بالطيب أو بالقوة وحتى عندما دخلت للجامعة فقد وضع أبوشيخه حراسه على ابنته ليكونوا معها عندما تذهب وتعود لأي مكان، ولقد رأى أبو شيخه ولمس مدى قلق إبنته شيخه بسبب شعورها بالخوف وعدم الاطمئنان بسبب تعنت إبن عمها ، ولذلك بعد ماحدث في العزيمة مؤخرا في بيت أخيه قرر أبو شيخه الذهاب للرياض لكي يلتقي بالأمير سلمان أمير إمارة منطقة الرياض وقد كتب معروضاً

الفصل السابع

وشرح فيه ماحدث ويشكو فهاد وتعنته ولعل يجد لدى الأمير الحل والحسم وعزم على الذهاب إلى الرياض بأول طائرة عن طريق مطار وادي الدواسر فوجد حجز يوم الأحد في الصباح الباكر الساعة 7ص ولقد ارتاح أبو شيخه حينما علم بأن مقابلة الأمير سلمان بن عبدالعزيز للناس تكون يوم الاثنين في الصباح الباكر ،وبعدما صلى أبو شيخه الفجر هو وابنه إبراهيم تناول القهوة مع زوجته وابنته شيخه وإبراهيم وأخبر إبنته عن سبب رحلته للرياض وفرحت شيخه بأن مشكلتها سوف تحل وأن مخاوفها ستنتهي قريباً وبعدما فرغ أبو شيخه من إفطاره ودع زوجته وأسرته ونبه على شيخه بأن لاتخرج إلا للضرورة وبعلم والدتها وتكون بمعية أخيها إبراهيم، حتى لايجد فهاد فرصة ويخطف شيخه وبعدما وصل إبراهيم والده لمطار وادي الدواسر حيث استغرقت المسافة مابين الأفلاج ومطار الوادي ساعتين ونص بالسيارة دخل المطار وشحن شنطته للملابس وأما شنطته السمسونايت فقد حملها في يده ليركب بها في الطائرة وثم أخذوا منه التيكت وركب في الطائرة بالقرب من النافذة وبعد ساعة وعشر دقائق وصل  أبو شيخة إلى مطار الرياض توجه إلى سير الحقائب وأخذ شنطته منه ثم مر مكتب تأجير السيارات واستأجر سيارة من المطار لكي تساعده في تنقلاته بالرياض وبعدما تفقد السيارة توجه بالسيارة إلى الديرة حيث فندق الديرة الذي قد تعود أبو شيخه إذا نزل إلى الرياض أن يسكن فيه لكي يكون قريباً من أعماله التي يقضيها وعندما وصل لفندق الديرة ودخل الاستقبال سأل إذا كان هناك غرفة فقال له موظف الإستقبال نعم هناك فيه غرفة ياشيخ سعد ثم أعطاه بطاقته وحجز الغرفة باسمه بعدما صورها وبعد ذلك أعطاه المفتاح وأمر العامل بأن يحمل الشنط عن الشيخ سعد فركبا جميعا في المصعد حتى وصلا للدور الرابع ثم توجها إلى الغرفة رقم 40 ففتح أبوشيخه الغرفة وأدخل العامل الشنط وأعطاه الشيخ 20 ريال فشكره العامل ثم خلع ملابسه أبو شيخه وقرر أن يأخذ دش بعد عناء السفر لكي يكون مرتاح في الصباح الباكر حينما يريد مقابلة الأمير فدخل دورة المياه فوجد البانيو وفتح الحارمع البارد حتى إمتلأ إلا شيء قليلاً فوضع رغوة الأوركيد وبعد خروج الفقاعات على سطح البانيوغطس نفسه في البانيو وأسند رأسه على طرفه الذي كان له مخدة من البلاستيك وشعر بإستمتاع  مع الرائحة المنعشة ثم بدا يدلك نفسه بروية وهو يفكر في ابنته شيخه حيث يشعر بأنها غير مرتاحة وفي نفس الوقت لايريد إجبارها على فهاد فهي لاتحبه وطبائعه تختلف عن ابنته في العقل والتعليم وغير ذلك فرصة القبول غير متوفرة عند إبنته وفهاد لايتفهم بأن الزواج تفاهم وقبول من الطرفين وغير ذلك أنه قد تزوج وجاء له عيال ويريد حرمان ابنته أيضا من الزواج والذرية، وبعد هذه الأفكار التي قد أخذت ساعة ونص خرج الشيخ سعد ونشف نفسه بالروب ولبس ملابس داخلية نظيفة قد أخذها من الشنطة والتي لم يضع ملابسه في الدولاب حتى الآن ثم فرش السجادة وصلى صلاة الضحى ودعى لله بأن ييسر أمره وأمر ابنته شيخه وبعدما فرغ من الصلاة قرر أن ينزل ويتمشى في سوق المعيقلية ووشيقر وسويقه والزل وخاصة أنه في شبابه قد جاء إلى الرياض وعمل في وزارة المالية كموظف وعندما نزل من المصعد توجه إلى خارج فندق الديرة وأخذ له عدة جولات وقد اشترى غتر وعوداً وبخوراً وبشتاً وخاتم عقيق وملابس داخلية وشرى ذهباً لزوجته وابنته شيخه وعاد قبل الظهر بقليل إلى الفندق وأدخل أغراضه في الشنطة الكبيرة ثم وضعها في الدولاب فصلى الظهر والعصر قصراً وجمعاً ركعتين ركعتين وفكر بأنه سيذهب لإمارة الرياض غداً في الصباح الباكر الساعة 7030 حيث يعلم بأن الأمير سلمان يستقبل المواطنين هناك وأخرج المعروض الذي قد كتبه حينما كان في الأفلاج لكي يلقي عليه نظرة ورأى بأنه لايحتاج أي تعديل عليه فوضعه في حقيبته وتفقد البشت فوجد بأنه نظيف في شنطته وكأنه مكوي وحينما جاء من الغد

الفصل الثامن

وبعد صلاة الفجر ذهب على رجليه وفطر في حلة العبيد في محل الكبده وثم عاد مشياُ على الأقدام إلى الفندق ومر بسوق الزل الذي يعشق مافيه من سجاد وبخور وبشوت وغتر شماغ وشال وأحذية جلدية  تسمى “زبيريه ” حيث تعمل يدوياً وقد إشترى جوزاً من هذه الأحذية وتوجه للفندق وثم أخذ بشته في أبطه وتعطروأخذ معروضه بيده وتوجه إلى الإمارة على رجليه وحينما قرب من البوابة تم تفتيشه الكترونيا وسجل اسمه من ضمن الذين سيقابلون الأمير سلمان وبعدها بلحظات كان الأمير سلمان قد قال للحرس أدخلوا علي المواطنين لينتظروني في ديوان الإمارة وبعدما دخل الأمير بعدها بلحظات والناس كانوا جلوساً على الكراسي حيث من جاء دوره يذهب ليقابل الأمير سلمان ويعطيه معروضه وثم يعطيه الموظف الذي بجانبه ويوجهه بإحالة الموضوع للجهة المختصة في الإمارة لدراسته حتى يتم اتخاذ القرار فيه ،وحينما جاء دور الشيخ سعد قابل الأمير سلمان وسلم عليه وقال: وش عندك ياشيخ سعد قال عندي هذا المعروض ومصير ابنتي شيخه مهدد بيد ابن أخي فهاد بسبب أنه يريد أن يتزوجها بالتحجير و بالقوة وهي لاتريده وهو برغم أنه متزوج وعنده عيال إلا أنه هدد من يتقدم لابنتي بالقتل ولقد عرضت عليه مئة من الأبل وخمسة ملايين ليتركها في حال سبيلها ولايقطع نصيبها فرفض،ثم إلتفت الأمير سلمان للرجل الذي بجانبه وقال :أحضروا لي فهادغداً صباحاً ثم إلتفت للشيخ سعد وقال :إن شاء الله نرى الموضوع وأنت تعال لي في مثل هذا الوقت غدا والله يسهل الأمورفقال الشيخ سعد: حاضر ياطويل العمر ثم خرج من الإمارة متوجهاً إلى الفندق وهو يتمنى من الله بأن يكون هناك حل متيسر غداً وينتهي هم ابنته،وأما الشرطة الرياض فقد بلغت شرطة الأفلاج بإحضار فهاد الدوسري فوراً لأن الأمير يريده ثم خرجت قوة أحضرت فهاد من الشعيب الذي كان فيه وتم ترحيله إلى الرياض عن طريق دورية الشرطه ،فتفاجأ فهاد ولم يعرف مالسبب في طلب إمارة الرياض تحضيره عندهم ولماذا لم يكن في إمارة الأفلاج ولم يعرف ماالسبب حتى الآن.!!

وعندما وصلت الدورية للرياض وضعوه في سجن الإمارة وعند الصباح عرض على الأمير سلمان بعد حضور الشيخ سعد،وعندما دخلوا في مكتب الأمير قال الأمير سلمان :ماقصتك مع بنت عمك شيخه يافهاد

-قصتي هو أنني أردتها على سنة الله ورسوله ولكن بنت عمي رفضتني برغم أن ابي وعمي اتفقا و قالا أن فهاد لشيخه وشيخه لفهاد ونحن صغار

-التحجير هذه عاده كانت جيدة ولكن الزمن تغير والزواج الآن ليس بهذه الطريقة ولايتم إلا بالقبول والتحجير لم يرد عن الله ورسوله ولا صحابته الكرام

-أنا ياطويل العمر متمسك بسلوم القبيله وببنت عمي

-يافهاد سلوم القبيله ولا كتاب الله وسنة رسوله وأنت الآن قد تزوجت وأخذت نصيبك وعندك عيال الله يخليهم لك فدع بنت عمك تأخذ نصيبها ولاتحيرها بسبب التحجير

-الشرع محلل أربع وأنا تزوجت بزوجتي الحالية نكاية بها وأنا سأظل أطلبها للزواج وحتى لوكانت عجوزاً بعصاها

-طيب يافهاد بأعطيك شيك بعشرين مليون ومئتين من راس الأبل بشرط أن تترك شيخه حرة تأخذ نصيبها

-ياطويل العمر أنا مانيب محتاج مال ولا أبل فعندي خير

-أطلب ماتشاء وأترك بنت عمك في سبيلها ولا تتسبب بخلاف وقطيعة مابين أبوك وعمك

-ياطويل العمر وش يقولون عني الناس ترك بنت عمه اللي له وأخذ عنها عوض

-عاد شف يافهاد لو وصلني خبر أنك تعرضت لبنت عمك أو لعمك ترا بحطك في السجن حتى يعفون عنك عمك وبنت عمك 

الفصل التاسع

فنزل فهاد رأسه في الأرض وقال الأمير للشرطي: فكوا قيده

وأما أبو شيخه فقد ذهب للفندق ثم عاد في أول طائرة لوادي الدواسر

وأما فهاد فقد أخذ تاكسي وعاد للأفلاج وهو يحمل الضغينة على عمه ، ويريد عمل شيء ما ليشفي غليله وبعدما وصل الأفلاج اتصل على عزان وقال له شددوا المراقبة على بيت عمي وبنت عمي وأريد أن أعرف كل شيء عنهم الداخل والخارج وبعد كلامه بفترة طويله تقدم لها شاب اسمه مطر يعرفه الشيخ سعد حق المعرفة وهو يتمناه لبنته ولكن خائف عليه من فهاد وقال له :إن ابن عمها محجر عليها وأنت تعرض نفسك للخطر فقال مطر: لو البنات استسلموا للتحجير فلن يتزوجن فما ذنبهن في عادة لم ينزل الله بها من سلطان وأنا توكلت على الله وأريد رؤية ابنتك، فوافق على رؤيتها وأخبر ابنته شيخه ووافقت وعندما دخلت بالعصير فرآها مطر وأعجب بها وشيخه اعجبت به وثقافته وأنه جامعي وبعدها بثلاثة أيام تم قران مطر وشيخه وبعدها بأسبوع تم العرس وكان مختصراً جداً وفي ليلة العرس وأثناء خروج العريس وعروسته في السيارة من خارج منزل أبوفهاد حيث كان يقودها سائق وفجأة تحول هذا الفرح إلى عزاء كبير بسبب إطلاق رصاص من مجهولين ملثمين فقتلت شيخه برصاصة في قلبها وقتل العريس ولم تكتمل فرحتهما وفرحة عائلتها وحضرت الشرطة والمباحث وأخذوا فوارغ الرصاص وأثر الجريمة وبعدما انتهى التحقيق وغسلت جنازتها دفنوها كما دفن زوجها بقبر جانب قبرها ، ومع البحث والتحري وإجراء التحقيقات تم القبض على مطلقي الرصاص وتبين من التحقيق بأن فهاد هو الذي اتفق معهم على قتل شيخه وزوجها في عرسهما وخاصة أن فهاد سبق وأن هدد شيخه وعمه بأن إذا أحد تقدم لها سيقوم بقتله وقتلها معاً وتم إرسال قوة للقبض على فهاد وقد وجدوه في شعيب الأحمر مع جماله وتم وضع الكلبشات في يديه وأخذه للقسم وحينما وصلوا للقسم تم مواجهة فهاد باعترافات مطلقي الرصاص واعترف بفعلته وأنه غير نادم على فعلته على حد زعمه وبعدها بثلاثة أيام تم تنفيذ حد القصاص في فهاد والعصابة الذين استعان بهم لقتل العروسين،وبعد تلك الحادثة وعى غالبية الناس في البادية عن أضرار التحجير وماينتج عنه من عضل ومشاكل وكراهية وقطيعة وأنه لم يقره الله ولا رسوله وليس من الدين في شيء،وهناك فتوى من الشيخ عبدالعزيز إبن باز عن التحجير وإجبار المرأة على الزواج ممن لا توافق عليه ومنعها من الزواج بمن رضيت هي وولي أمرها الزواج به ممن تتوافر فيه الشروط المعتبرة شرعاً أمر لا يجوز والنصوص الشرعية صريحة بالنهي عنه والنكاح على هذا الوجه منكر ظاهر، إذ التحجير من أكبر أنواع الظلم والجور، ومن يصر على تحجير الأنثى ويريد أن يقهرها ويتزوجها أو يزوجها بغير رضاها فإنه عاصٍ لله ولرسوله ومن لم ينته عن هذه العادة الجاهلية التي أبطلها الإسلام تجب معاقبته بالسجن وعدم الإفراج عنه إلا بعد تخليه عن مطلبه المخالف لأحكام الشرع المطهر والتزامه بعدم الاعتداء على المرأة أو ولي أمرها أو من يتزوجها وبعد كفالته من قبل شيخ قبيلته أو أحد ذوي النفوذ فيها بالالتزام وعدم الاعتداء،وحينما تولى الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان أصدر قرارات في صالح المرأة من ضمنها القيادة ومنع العضل والتحجير وأن الفتاة يحق لها أن ترفع قضية على والدها بالمحكمة إذا أجبرها على زواج بغير موافقتها أو أن وليها أو محرمها يسرق أموالها بالتوكيل ، فالمرأة في القانون الجديد هي ولية نفسها بعد أن أصبح لها بطاقة شخصية وأصبحت المرأة الآن عضوا فعالا في المجمتع حيث أن منهن سيدات الأعمال والطبييات ودكاتره يدرسن في الجامعات وعضوات في مجلس الشورى وصرن يعملن في القطاعات الحكومية والأهليه ويقدن السيارة كما أنّ سن الرشد قد حسمه مجلس الشورى ب (18) سنة وقد صدر قانون يخص التحجير فقد صدر قرار هيئة كبار العلماء رقم (153) في 15/8/1409ه الذي ينص على معاقبة من يصر على التحجير بالسجن وعدم الإفراج عنه إلا بعد تخليه عن مطلبه المخالف لأحكام الشرع المطهر والتزامه بعدم الاعتداء على المرأة أو ولي أمرها الجديد أو من يتزوجها وبعد كفالته من قبل شيخ قبيلته أو أحد ذوي النفوذ فيها بالالتزام وعدم الاعتداء، أو يتقدم من وقع عليه الضرر من التحجير إلى المحكمة الشرعية مباشرة لكي تنظر المحكمة في قضيته،فقد تحررت النساء في السعودية ولكن بعدما دفعن الثمن من بعض أولياء أمورهن الذين لم يحسنوا ولم يعدلوا فيهن.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …