لست فارساً على حصان أبيض

لا تتخيلي بأني يوماً ما سآتيك وأنا لابساً ثوبي الأبيض فارساً راكباً حصاناً أبيض، لأجل المرور تحت شرفتك لأشاهدك لكي تلوحي لي بالمنديل الأبيض المعطر وترمينه علي  مثل روميو وجولييت فهذه الأمور بعيدة عني مثل ما بين الثرى والثريا نعم الرومانسية ممتعة ولكنها غير عملية في نظري، قد فعلتها عندما كنت يافعاً فحكم علي القدر و سجنني الواقع و نفذ في حقي الإقامة الجبرية

لذلك لم أعد اؤمن بالأحلام في مثل هذه الأمور لأن زمن الأسطورة قد انتهى

حيث أخشى لو طاوعت قلبي مرة أخرى بأن يضيعني ويضعني القدر بعيداً في جزيرة بالمنفى فتكوني كابوساً لي بدلاُ بأن تكوني لي حلماً جميلاً

دعكِ من الأحلام الوردية ، فأنا من الذين لا يأتون لأحد حتى في الأحلام

فأنا مؤمن بالواقع لأنني قد لعقت من علقم معارك الحياة حتى تعودت عليه وقد انتصرت في بعضها وكسرت في بعضها الآخر

لذا لست بالفارس ذو الثوب الأبيض على الحصان الأبيض الذي تنتظرينه فزمن الأساطير قد إنتهى، ولكني أجيد أخلاق الفروسية فلا أغدر ولا أخلف العهد، ولا أكذب لأجل أن اتجمل.

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …