أمواج ساكنه

فتحت يوما شرفتي التي تطل على شاطئ البحر. فرأيت ذلك الغريب يقف أمام موجه يسامره.. وكأنه حديث عشاق التقيا بعد فراق طويل … كانت حروفه وكلماته ومعانيه تلألئ وترقص على أنغام عزفت بأجمل ألحان.. نعم كان المنظر يخطف الإنظار من شدة جماله. أطلت النظر إليه.. وشعرت كأنه في عالم يخلو من سكانه … لا يشعر بأي شيء يدور حوله؛ قلت لنفسي هل هو حديث ضحكات وأفراح أم حديث آهات وزفرات؟؟ كان فضولي يزداد!! تمنيت أن أدنوا منه لعلي أسمع بعض الهمسات؛ طال الحوار وطال السكون الذي عم المكان.. لم يكن كلاما يسمع بالآذان.. بل نسمات باردة تدخل للقلب بدون أي ترجمان … نعم لغة بلا حروف، ولا تتحرك معها الشفتان. أخيرا وكما هو معتاد لكل بداية نهاية.  انتهى اللقاء.. ولم أشعر بخطواتي وهي تسير إلى نفس المكان!! دنوت منه وسألته عن سر الحوار.. تبسم ونظر إلي وقال.. وهل يبوح البحر بأسراره؟؟ قلت لا فقد أسموك العشاق حافظا للأسرار فما كان مني إلا أن استدرت وقلت لنفسي هنيئا لمن كان له صديقا كالبحر …

 بقلم.. سميرة عبد الهادي

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …