حتى لا تموت الصحافة

من يعمل في الصحافة الورقية يدرك بأن حال الصحافة لا يسر في العشر السنوات الأخيرة بسبب تعرضها للخسائر لأن الحال ليس كما في السابق في فترة السبعينات والثمانينات والتسعينات بسبب ارتفاع تكاليف الورق والأحبار وعدم  وجود إعلانات كثيرة كالسابق وكذلك تراجع كبير في الاشتراكات وتوزيع الصحف حيث لم يعد عليها إقبال كبير من الناس وخاصة الشباب بسبب مواقع الاتصال الاجتماعي والمواقع الإلكترونية والتطبيقات التي تفوز دائما بالخبر السريع والتفاعل في كل لحظة حتى غطت على الصحف والقنوات الفضائية والمذياع ولنأخذ مثال في الحملات الإعلامية التي تتعرض لها السعودية حيث كان المتصدي لها الشعب السعودي عبر الأجهزة الكفية وقضى عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتويتر واليوتيوب وسناب شات وتيك توك وبسبب مواكبة وقت وقوع الحدث مما جعل أغلب الصحف تلغي إصداراتها المسائية لذلك لم يعد هناك إقبال كبير على قراءة الصحف الورقية حتى من فئة الذين تتراوح أعمارهم من أربعين عاما فما فوق وهذه مشكلة على مستوى العالم  لذلك فهناك بعض الصحف الأجنبية قد غادرت المشهد الإعلامي ولأجل أن تبقى السلطة الرابعة متسيدة المشهد فهناك أمور على رؤساء التحرير القيام بها وهي تطوير أدوات التواصل بين القارئ والصحيفة الورقية وتحويلها لمحتوى رقمي بدلا من المحتوى الجامد إلى محتوى تفاعلي مواكب لوقت الحدث، مضافة له مواد مرئية حية ومسموعة من خلال الوسائط المتعددة، لذلك لابد من إنشاء مواقع الكترونية لصحفهم الورقية ويكون الموقع حيويا بحيث مثلا يتم كتابة الخبر في الموقع مع خبر بمقطع فيديو ولا يكتفى بصورة جامدة فقط  مع خبر قديم كما في الصحف الورقية وكذلك يتم إيجاد بعض التطبيقات في الموقع الخاص بالجريدة مثل يوتيوب و الإنستجرام وسناب شات وتويتر و بودكاست يصاغ من خلالها الخبر و التقرير والتحقيقات الميدانية والإعلانات المدفوعة وتكون حاوية على محتوى جيد وجاذب وذو مصداقية وخاصة أن كاميرات الجوال بها خاصية البث المباشر لكي تواكب الصحف الإلكترونية الحدث في حينه وبذلك تستطيع الحصول على إعلانات من القطاع الخاص والحكومي لأن الملاحظ بأن القطاع الخاص أصبحوا يتجهون بإعلاناتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال المشاهير  لأنها تكون أسرع وأكثر جاذبية للمستهلك  وأرخص في التكلفة  مقارنة بالإعلان في الصحيفة الورقية ولذلك تحتاج الصحف الإلكترونية إلى كُتاب أو صناع محتوى لهذه التطبيقات لأن هناك سرعة في المعلومات والأخبار الطازجة في مواقع التواصل الاجتماعي وتكون سابقة لوسائل الأعلام التقليدية لأن ما حدث ثورة ولابد من مواكبتها ولنتذكر عندما انتهى وقت المطبعة والفاكس وحل بدلاَ منها الكمبيوتر والإيميل الإلكتروني في رص وصف الخبر وعملية الإخراج في الصحيفة وحتى القنوات الفضائية والمسرح والسينما  لم يعد عليها إقبال كبير في الحضور كالسابق فقد انتهت وأصبح الإقبال عليها ضعيف وصار الناس يتابعون ذلك من خلال أجهزتهم الكفية واللاب توب أو من خلال شاشة المنزل المرتبطة بالأنترنت أما عن طريق مواقع خاصة بذلك أو تطبيقات أو ربطها بالجهاز الكفي عن طريق البلوتوث لشاشة التلفاز ،لذلك الحل هو إيجاد إعلام الكتروني هادف مواكب للعصر وجيد مرتبط بمواقع التواصل الاجتماعي لتغطية الحدث أول بأول من خلال اختيار المحتوى الجيد المنوع القادر على جذب الناس والمهتمين بذلك من خلال وضع أيقونات في موقع الصحيفة الإلكترونية وإتاحة تواصل الناس مع الصحيفة من خلال حدث ما عبر إرسال مشاركة منهم من خلال اليوتيوب أو سناب شات أو إنستجرام ويسمى هذا الحيز أخبار الناس بالسوشيال ميديا  بدلا من بريد القراء أو وجهات نظر والتي تأخذ عدة أيام لكي تنشر وبذلك تعود صاحبة الجلالة إلى المشهد ولكن في حلة قشيبة عندما تصب جهودها في هذا الاتجاه وتصبح في الصدارة ومؤثرة لدى الرأي العام وبذلك تتفادى خسائرها السنوية والتي بسببها قد تغلق الصحيفة الورقية أو تعلن الاندماج مع صحيفة أخرى أو عدة صحف لكي يتم تفادي الخسارة والإغلاق .

سلمان محمد البحيري

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …