الدروس المستفادة من حرب روسيا وأوكرانيا

منذ بدء الحرب الروسيةـ الأوكرانية في  24فبراير 2022 وعلى أثرها فرض الغرب عقوبات اقتصادية على روسيا مما جعلت روسيا ترد بالمثل بفرض عقوبات اقتصادية على الغرب ومن أقواها قطع النفط و وإيقاف الغاز الذي يمر عبر  خط الأنابيب الروسي الألماني “نورد ستريم” وسبب هذه الحرب بأن الغرب قد استفز روسيا محاولا التأثير على أمنها الاستراتيجي وذلك عبر التوسع شرقاً بعد انتهاء الحرب الباردة  مع الاتحاد السوفيتي سابقا الذي هو روسيا الآن حيث خالف الغرب تعدها بعدم التوسع شرقا ولكن حلف الناتو قد ضم إلى عضويته دول من أوربا الشرقية وأعلنت قمة الحلف في بوخارست في عام 2008 عن النية في بحثه انضمام أوكرانيا وجورجيا للحلف لذلك قامت حرب في عام 2014 وقامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم لأغراض استراتيجية وذلك لأجل تأمين موانئ البحر الأسود التابعة لروسيا ومع استمرار الحرب في أوكرانيا كان موقف الغرب سلبيا إذ كان همه فقط هو بيع الأسلحة والذخيرة لأوكرانيا وقد خذلوا أوكرانيا حيث لم يتدخلوا عسكريا كما أن هذه العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على روسيا قد أضرت بالاقتصاد في أوربا وأمريكا أكثر من روسيا حتى توقفت المصانع والكهرباء والتدفئة في بعض أوربا وتوقفت على أثر ذلك الشاحنات والسفن التي تنقل البضائع مما أدى إلى وجود أزمة اقتصادية وغلاء في الأسعار بالطاقة وشح  في المواد الغذائية وخاصة في القمح وقامت بعض المظاهرات وخاصة في ألمانيا لأجل أن تتفاهم الحكومة مع روسيا في مجال الطاقة وفي ظل تصعيد الحرب الاقتصادية قد أوقفت أمريكا نظام سويفت المالي مع روسيا وهو نظام تراسل عالمي بين البنوك لتسهيل التحويلات والمدفوعات المالية وردت كلا من روسيا والصين بإنشاء نظام للتحويلات المالية خاص بهما فأوجد الروس نظام spfs  وأنشأت الصين نظام  CIPS  حتى لا تتأثر مصالحهم الاقتصادية كما قررت الدولتان بعدم التعامل بعملة الدولار في عملية البيع والشراء ولكن بالعملة الروسية والصينية ، كما أن الأمم المتحدة قد فشلت في إيقاف هذه الحرب و حل هذه الأزمة سلميا وعلى أثر ذلك أمريكا والغرب قد خذلوا حلفائهم في الشرق الأوسط وخاصة إسرائيل والخليج لذلك أصبح العالم يشعر بأنه يفضل عالم متعدد الأقطاب بدلا من القطب الواحد والذي تمثله أمريكا، لذلك على الدول العربية وخاصة دول الخليج ومصر الاستفادة من هذه الدروس والبحث عن مصالحها وعن حلفاء استراتيجيين مع دول كبرى أخرى مثل روسيا والصين وتنشئ نظام تراسل عالمي للتحويلات والمدفوعات المالية مستقل عن الغرب والشرق لكي لا تتعرض لضغوطات وعقوبات اقتصادية أو سياسية كما على السعودية والأمارات والبحرين ومصر والكويت الإسراع بإنشاء سوق حرة مشتركة وموانئ خاصة بذلك لكي يسهل تناول وإرسال هذه البضائع وإلغاء الرسوم الجمركية حتى يعزز الصناعة والتجارة في هذه الدول  وعلى السعودية والأمارات توحيد العملة لمواجهة انحدار الاقتصاد العالمي وخاصة بعد جائحة كورونا  وحرب أوكرانيا وأزمة الطاقة كما على الدول العربية التفكير بإنشاء شبكة عنكبوتية ” إنترنت ” و تطبيقات للتواصل الاجتماعي خاصة بها وتنشئ قاعدة بيانات ضخمة ومحرك بحث عربي ،لكي لا يتحكم الغرب بالإنترنت ويتم حظره علينا عند حدوث أي خلاف أو مشكلة وعلى الدول العربية محاربة الفساد وأن تعتمد على الله ثم على شعوبها وشبابها في تطوير التعليم التقني للشعوب العربية وإنتاج الغذاء والسلاح وإيجاد مصانع بجودة عالية والتكامل فيما بين هذه التكتلات في الثروات الطبيعية بحيث يخصص لكل دولة أن تنتج ما هو موجود لديها بجودة عالية من الثروات الطبيعية وبذلك يكون اقتصاد قوي ومتكامل في الصناعة والاقتصاد والزراعة والاعتماد على الطاقة وجذب الاستثمارات الأجنبية البديلة في طاقة الرياح  والشمس وطاقة الهيدروجين  ونقل التقنية وبذلك تقوى العملات المحلية بما يوازيها من السلع المميزة ويكون الوطن العربي مهم استراتيجيا على مستوى العالم وتسعى القوى العالمية إلى جذبه ومحاولة التحالف معه لا فرض السيطرة عليه.

سلمان محمد البحيري