الرسام والجزار

عاش رسّام عجوز في قرية صغيرة وكان يرسم لوحات غاية في الجمال ويبيعهم بسعر جيّد، وفي يوم من الأيام أتاه فقير من أهل القرية وقال له:أنت تكسب مالًا كثيرًا من أعمالك، لماذا لا تساعد الفقراء في القرية ؟!
أنظر لجزار القرية الذي لا يملك مالًا كثيرًا ،ومع ذلك يوزّع كل يوم قطعًا من اللحم المجّانية على الفقراء.
لم يردّ عليه الرسام وإبتسم بهدوء، فخرج الفقير منزعجًا من عند الرسّام ؛ وأشاع في القرية بأنّ الرسام ثري ولكنّه بخيل، فنقموا عليه أهل القرية.
بعد مدّة مرض الرسّام العجوز ،ولم يزره أحد من أبناء القرية ، حتى توفي ولم يلقى موته إهتمامًا من الناس ومات وحيدًا ، مرّت الأيّام ولاحظ أهل القرية ،بأنّ الجزار لم يعد يرسل للفقراء لحمًا مجّانيًا.
وعندما سألوه عن السبب، قال:
بأنّ الرسّام العجوز هو الذي كان يعطيني كل شهر مبلغاً من المال لأرسل لحمًا للفقراء، ومات فتوقّف ذلك بموته.
الحكمة: قد يسيء بعض الناس بك الظن ، وقد يظنك آخرون  بأنك أطهر من ماء الغمام ، ولن ينفعك هؤلاء ولن يضرك أولئك ، المهم حقيقتك وما يعلمه الله عنك.
اضاءة:
” لا تحكم على أحد من ظاهر ما تراه منه، فقد يكون في حياته أمورًا أخرى لو علمتها لتغير حكمك عليه”.

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …

اترك تعليقاً