أريد أن أكون تلفازاً

طلبت مدرسة من تلاميذ فصلها كتابة نص عما يتمنون أن يكونوا عليه، أو يحدث لهم
وفي نهاية الدوام المدرسي جلست المدرسة في بيتها تراجع ماكتبه التلاميذ، وإسترعى نظرها رسالة بعينها وماأنتهت منها،حتى إمتلأت عينيها بالدموع تأثراً بما قرأت وفي تلك اللحظه دخل زوجها عائداً من عمله،وشاهد تأثرها الشديد فسألها عما حدث؟!
فمدت يدها له بورقة الإجابة وطلبت منه قرائتها
،فقرأ:”ياإلهي، سأطلب منك الليلة شيئا خاصا جدا
أريدك أن تحولني إلى جهاز تلفاز وأن آخذ مكان
جهازنا في البيت وأن أعيش مثله بيننا وأن يكون لي مكان خاص بي وأن تجتمع عائلتي حولي وأن أعامل بجدية عندما أتحدث وأن أكون مركز الإهتمام وألا أقاطع عندما اسأل وأن أتلقى العناية نفسها التي يحظى بها عندما لايعمل لسبب أو لآخر، وأن أتمتع برفقة والدي عندما يعود إلى البيت مساء، حتى عندما يكون متعباً،وأن تتعلق بي أمي حتى وهي حزينه أو متكدرة بدلاً من كل عدم الإهتمام الذي ألقاه الآن،
وأريد ياإلهي من أخي أن يتعارك من أجل ان يكون معي وأن أشعر بأن عائلتي بين الفينة والأخرى تترك كل شيء فقط لتقضي بعض الوقت معي
وأخيراً أتمنى أن أجعلهم جميعا سعداء وأتمنى الا أكون قد بالغت في طلبي،فما أريده هو أن أعيش كجهاز التلفاز”.
وما إن إنتهى الزوج من قراءة الرسالة حتى قال متأثرا:شيء محزن ياله من طفل حزين ووالدين تعيسين ولكني ياحبيبتي لاأجد الأمر يستحق كل هذا الحزن! فردت عليه قائلة: كاتب هذه المقالة هو أبننا!!

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …

اترك تعليقاً