الولد الفقير

دخل إلى مقهى ولد عمره عشر أعوام وجلس هناك على الطاولة،
فوضعت النادلة كأساً من الماء أمامه
فسأل الولد : بكم الآيس كريم بالكاكاو لديكم؟!
فأجابته : بخمســة دولارات
فأخرج الولد يده من جيبه وأخذ يعد النقــود التي معه ثم سألها مرة أخرى حسنا
وبكم الآيس كريم لوحده فقط بدون كاكاو؟!
في هذه الأثناء كان هناك الكثير من الزبائن ينتظرون خلو طاولة في المقهى للجلوس عليها , فبدأ صبر النادلة بالنفاذ فأجابته بفظاظه: بـأربعــة دولارات
فعد الولد نقوده وقال سآخذ الآيس كريم العادي
تناول الولد الآيس كريم ،ثم دفع حساب الفاتورة وغادر المقهى ،وعندما عادت النادلة إلى الطاولة إغرورقت عيناها بالدمــوع أثناء مسحها للطاولة لأنها وجدت عليها دولار ، لقد حــرم الصبي نفسه من الآيس كريم بالكاكاو حتى يوفر لنفسه دولاراً ليكون مكافأة للنادلة.
كثيراً ما نقع في حرج أو نتسبب في شحن النفس بسبب سوء الظن والحكم على الناس من الظاهر بينما هم يحملون لنا الكثير من الحب والتقدير ، فالفرق كبير جداً بين البخل والفقر، من الممكن أن تكون أكرم الناس ولكن الفقر يجعلك في نظــر بعض الناس بخيل، ومن الممكن تكون غني ولكنك شحيح فالغنى غنى النفس
فلا تقيم الناس بمظاهرهم و فقرهم، ولكن قيمهم بأخلاقهم ومن خلال إحترامهم لك.

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …

اترك تعليقاً