الرجل الصالح وسبيل الماء

  • كان هناك رجل صالح أقام سبيل ماء للناس وجعله وقفاً لله .
    وفي اليوم التالي تفاجأ الناس بأن سبيل الماء قد لوثه أحد ما بالقاذورات والأوساخ. .
    فأخبروا الرجل الصالح بهذا الفعل المشين ، فقال لهم الرجل : لابأس أعيدوا ترتيبه وبناءه.
    فلما فعلوا ذلك فوجيء الناس في اليوم التالي كذلك، بأن سبيل الماء قد تلوث مجدداً، وأخذوا يصرخون:
    من هذا الذي يلوث صدقة جارية للناس ؟!
    وذهبوا للرجل الصالح فقال:
    للعمال أعيدوا ترتيبه، وأختبئوا في الليل وأنظروا لي من هذا الشخص، واكتموا أمره ولا تكلموه وأعطوني الخبر.

وفي اليوم التالي جاء العمال إليه على استحياء وإحباط يقولون له:
ماذا نقول لك يا سيدي؟
قال:ماذا؟
فقالوا له:إن الفاعل هو إبن عمك فلان الفلاني.
فقال:لا حول ولا قوة إلا بالله، خلاص أسكتوا وأكتموا أمره، ولا تحدثوا أحدا عن فعله.
ثم قال لهم وللمرة الثالثة: أعيدوا ترتيب سبيل الماء وبنائه..

ولما جن الليل ذهب يطرق بيت إلن عمه، وأخذ معه كيس من القمح وآخر من السكر وأخذ معه طيباً وكيساً من النقود، ثم قرع باب بيته قال: من بالباب؟!

فقال الرجل الصالح:

خويدمكم “وهي كلمة تصغير لكلمة خادم”.
ولما فتح الباب وجد أن الطارق إبن عمه فقال له: ماذا تريد؟
فقال له الشيخ :
“جئتك يا أبن عمي معتذراً لك، فأنا مقصراً في حقك، ولم أزورك منذ فترة طويلة، ولم اسأل عنك، أرجو أن تسامحني فنحن بيننا صلة رحم”.
واخذ يلاطفه، ولم يذكر له قصة تلويثه لسبيل الماء، بل إنه أكرمه وأعطاه ما معه من الأكياس مع النقود والطيب وأنصرف من عنده .

ثم إجتمع بعماله وأمرهم أن ينظروا الليلة في أمر سبيل الماء، فلما إنتصف الليل أتى إبن عمه مجدداً، ولكن هذه المرة ليس ملوثاً لسبيل الماء، بل مبخراً إياه بالطيب الذي أعطاه إبن عمه الرجل الطيب،
فإنبهر العمال من التحول العجيب الذي حصل لإبن عمه إذ تحول في لحظة من عدو إلى صديق حميم !!..

الخلاصة:-
إننا إذا أردنا التخلص من المشاكل التي تواجهنا مع الآخرين، علينا أن نحسن لمن أساء إلينا، وان لا نواجه الإساءة بالإساءة ، قال الله تعالى : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اعْفُ عمَّنْ ظَلَمَكَ ، وصِلْ مَنْ قَطَعَكَ ، وأحسنْ إلى مَنْ أساءَ إليكَ ، وقُلْ الحقَّ ولَوْ على نفسِكَ “.

عن سلمان البحيري

كاتب أومن بالإختلاف و حرية التعبير من غير أن تمس الثوابت الدينية والوطنية وحقوق الآخرين .

شاهد أيضاً

حكاية باب‬⁩!

لا أذكر الماضي بشكل جيّد، وليس لي «شجرة عائلة» تحدد نسبي! ‏لا أعرف ـ بالضبط ـ من أي شجرة أتيت.. ‏وبالكاد أتذكر رائحة أصابع النجار وهو يعمل بمهارة  لتحديد ملامحي النهائية. ‏كنت أظنني كرسيّاً.. دولاباً.. طاولة… شباكاً.. ‏لم يخطر ببالي أنني سأكون «باباً»! ‏  ‏حظي الرائع هو الذي أوصلني لكي أكون «الباب الرئيسي» لهذا المنزل الريفي الصغير في البداية كنت أنظر لسكانه بريبة وكانت خطوات الصغيرة «سارة» تـُشعرني بالرعب لأنني أعلم أنها ستنزع مقبضي بعنف – عند فتحي – وستجعل أطرافي ترتعد عند إغلاقي..وحدها«سيدة» المنزل ستعاتب «سارة» لتصرفها غير  المهذب معي فيما يكتفي«السيّد» بالضحكات العالية لشغب طفلتهما المدللة. …

بدايات الشغف

اقتربت أمي مني وهي تضع يدها على كتفي وتقول لي ،  أنصتي إلي نحن في …

اترك تعليقاً